اختتمت في الشهر الماضي اجتماعات الدورة الأولى للمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب، والتي تم فيها اختيار القيادة الجديدة للدولة والحكومة، تلك القيادة التي ستحمل على عاتقها مهمة العبور الآمن بسفينة الإنجازات الصينية في محيط متلاطم الأمواج داخليا وخارجيا، وهي مهمة جد صعبة يعيها القادة الجدد الذين يجمع بينهم الإخلاص في العمل والكفاءة السياسية والخبرة في التعامل مع قضايا الجماهير.تكون أكثر قربا

لقد كان بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة السابق، تشو رونغ جي، وثيقة هامة ليس لأنه استعرض ما حققته حكومته من إنجازات خلال السنوات الخمس الماضية، وهي كثيرة، وإنما لأنه حدد بوضوح التحديات التي تواجه حكومة خلفه، ون جيا باو، ويأتي على رأس هذه التحديات، الفجوة المتزايدة بين الفقراء والأغنياء وبين المناطق التي تزداد تقدما وثراء والمناطق التي مازالت تعيش حياة فقيرة متخلفة، ثم مشكلة البطالة بكل انعكاساتها الاجتماعية الخطيرة، وهناك مشكلة الإسراف والبيروقراطية والغش وكافة أشكال الفساد بين بعض المسئولين، والتي باتت تثير اشمئزاز جماهير الشعب.تكون أكثر قربا

على أن أكثر التحديات خطورة هو أن تواصل الحكومة العمل بنفس الكفاءة، إن لم يكن أكثر، من أجل إنجاز المهمة التاريخية التي حددها المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصين الذي عقد في نوفمبر العام الماضي، وهي بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل أو كما يقال باللغة الصينية "شياو كانغ". والحقيقة أن شياو كانغ لا يعني الرفاهية المادية فحسب وإنما يعني رغد العيش ماديا وروحيا وفكريا وثقافيا، وهو حلم داعب خيال الصينيين منذ آلاف السنين، فقد جاء ذكره في كتاب الشعائر القديم كما ورد في كتاب الأغاني قبل ما ينيف على ألفي عام. ولتحقيق هذا الهدف سيكون على الصين أن تضاعف إجمالي إنتاجها المحلي لعام 2000 أربع مرات بحلول عام 2020، وهذا هدف ليس سهلا، وإن كانت الصين لها خبرة سابقة عندما ضاعفت إجمالي إنتاجها المحلي لعام 1980 أربع مرات قبل حلول عام 2000.تكون أكثر قربا

القيادة الجديدة مطالبة أيضا بتعديل دور الحكومة على ضوء التغيرات التي أفرزها تطبيق نظام اقتصاد السوق، فالحكومة ينبغي أن تكون موجهة ومراقبة للعمل الاقتصادي دون التدخل في آليات العمل، ومطالبة أيضا بأن تكون أكثر قربا من جماهير الشعب ومعايشة طموحاتهم ومشاكلهم، وعليها أيضا أن تدفع التحول الديمقراطي وترسيخ الحكم بالقانون وتعزي الإصلاح السياسي الذي بات مطلبا لا يحتمل التأخير.تكون أكثر قربا

مهام كثيرة ملقاة على عاتق القيادة الجديدة ونحن على ثقة من أن الجيل الرابع للقيادة الصينية وعلى رأسه هو جين تاو سيكون على مستوى طموحات وتوقعات الشعب الصيني الذي منحه ثقته.تكون أكثر قربا