محتويات العدد 4 إبريل (نيسان) 2003

الزواج في الريف والبنادر‍ ينزع رداء العفة!

تشن شين شين

ثمة اختلافات كثيرة بين المدينة والريف وبين المناطق المختلفة في الصين ويمتد ذلك إلى مستوى تحرر المرأة وهذا ما يجعل أمور الزواج والأسرة متباينة ومعقدة أحيانا، حسب المكان. في المدينة يسير الاقتصاد والثقافة إلى التطور نحو اتجاه الدول المتقدمة، وفي القرية لم تعد الزراعة، التي تسمى الصناعة الأولى، النشاط الاقتصادي الوحيد حيث انضمت الصناعة إليها. كل ذلك ترك أثره على أحوال الزواج والأسرة في المدن والأرياف.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

تشير أحدث المعلومات إلى أن النموذج الرئيسي للأسرة في المدن، هو الزوج والزوجة والأولاد يزداد بشكل مستمر، ويمثل حاليا 60% من إجمالي الأسر، وسوف يستمر هذا التوجه في المستقبل. ويتجه حجم الأسرة إلى الصغر، حيث يتراوح عدد أفرادها بين ثلاثة وأربعة. يتغير الهدف من الزواج مع حلول الحياة الرغيدة، حيث لم يعد الزوجان يوليان أهمية كبيرة، كما في الماضي، للدخل والأعمال المنزلية والإنجاب والاكتفاء الجنسي وإنما يهتمان أكثر بالمحافظة على العلاقات الحميمة والحفاظ على التوافق في الزواج والتفاهم المتبادل.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

يزداد عدد حالات الزواج المتأخر والإنجاب المتأخر والعزوبية والزواج بدون إنجاب ويختار بعض الشباب الإقامة معا وتحقيق الاكتفاء الجنسي دون زواج وغير ذلك من أنماط الحياة الغربية. أصبحت التربية الجنسية علمية وعامة أكثر وتقل التجارب الجنسية الطائشة للشباب بسبب الفضول، وتقل الجراح النفسية والعاطفية للشباب. يزداد الإشباع الجنسي قبل الزواج، ويزداد الزواج التجريبي في المدن الكبيرة مع زيادة استقلالية المرأة وضعف المفاهيم الإقطاعية التي تلزم المرأة بالعفة.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

أصبحت نوعية الحياة الزوجية هي الهدف الذي يسعى إليه المتزوجون ولم يعد الزوجان يبقيان على الأسرة مكرهين. وتساعد القدرة على تعديل الزواج وتكييفه لحياة الأسرة في تحقيق السعادة للزوجين، ويصبح الزوجان أكثر مساواة، ويقلل العنف داخل الأسرة، ويتعلم الزوج كيفية التعايش مع زوجته أكثر، ويضطلع بالتزامات الأسرة مع زوجته بصورة مشتركة. يتحول سبب الزواج من كونه مجموعة اقتصادية وجمعية تعاونية للإنجاب إلى مطلب لتحقيق الاكتفاء العاطفي والجنسي والنفسي تدريجيا، وأصبحت العاطفة الحميمة والمنسجمة وتحقيق السعادة داخل الحياة الزوجية سببا هاما للزواج أكثر.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

يقرر المتزوجون الطلاق بصورة سهلة نسبيا عندما لا يرضون عن زواجهم، ويصعب عليهم تعديله وتكييفه بصورة جيدة، وإذا كان الطلاق صعبا بسبب وجود الأولاد وغيره، يعوض البعض علاقته العاطفية بعلاقة خارج إطار الزواج، بل يلجأ البعض الآخر، رجالا ونساء، إلى بيوت الدعارة، وهذا يهيأ الظروف لشيوع الرذيلة.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

يهمل الأولاد ذويهم من كبار السن بسبب انشغالهم في أعمالهم وحياتهم ولهذا تظهر مشكلة إعالة الكبار في المدن تدريجيا، ويتجه الكبار إلى قبول العيش في دور المسنين.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

 ستشهد السنوات القادمة ظاهرة كيفية تربية الأولاد، وخاصة الوحيدين في الأسرة، بل في المجتمع، وسيواجه عشرات الملايين من الأولاد الوحيدين قضايا خاصة مثل اختيار الشريك والزواج وإعالة الكبار.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

يتحول أسلوب الإدارة المالية داخل الأسرة من الاعتماد على أحد طرفي الزواج رئيسيا الذي كان نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب إلى نظام المشاركة المتساوية AA، ويقوم كل طرف بتسجيل ممتلكاته قبل الزواج، والحساب الاقتصادي بصورة مستقلة بعد الزواج، ويضطلع الزوج أو الزوجة بالالتزامات الاقتصادية في حياة الأسرة وفقا لما اتفقا عليه في عقد الزواج، ولن يسلم الزوج راتبه إلى زوجته لتتصرف فيه، ولن تهتم الزوجة بدخل زوجها، وتقل كثيرا الأعمال المنزلية، ويقصر وقتها، وعليه ستتراجع الخلافات التي تسببها الأعمال المنزلية بين الزوجين، وتزداد اجتماعية الأعمال المنزلية والأجهزة الكهربائية المنزلية.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

أصبح الطلاق بالاتفاق والطلاق التجريبي أسلوبا حضاريا، والطلاق العاقل هو أفضل أسلوب يفضله المطلقون. برغم زيادة خدمات الاستشارات النفسية للزواج، وزيادة عدد المنظمات الشعبية للمساعدة  للمرأة وأجهزة الاستشارات للزواج  ترتفع نسبة الطلاق.

يهتم المتزوجون بأهمية بناء الزواج وتعلم مهاراته، ولا يعتمدون على شهادة الزواج الشرعية والأولاد للمحافظة على الزواج وتعزيزه، ويعرفون أن الحب أمر تلقائي وليس قسريا، ولكن مازال بعضهم، كبار السن نسبيا، وذوي القدرة الضعيفة على الحياة بأنفسهم، والذين يتعلقون بالحب، ويهتمون بالأولاد فقط، ما زالوا يعلقون أملهم على تقرير الطلاق قانونيا.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

يصبح المجتمع أكثر تسامحا تجاه العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج باستمرار، ويتحول سبب شعور المتزوجين بالمسئولية تجاه الزواج إلى المعرفة والالتزام والانضباط الذاتي، وليس إلى الضغط الخارجي. مع زيادة مساحة الحريات الشخصية تزداد العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج، ويسعى المتزوجون إلى حياة زوجية جيدة وتحقيق الاكتفاء العاطفي والجنسي، وتصبح لهم حرية اختيار أكثر ووعي مستقل أوسع، ولا يعتبرون البقاء على الزواج دون حب بصورة إجبارية من التصرفات الأخلاقية، ويتسامحون إزاء العلاقة العاطفية، الناتجة عن الحب، خارج إطار الزواج، والناس حاليا تنتقد مفهوم تمسك المرأة بالعفة التقليدي برغم أنه لم ينته تماما. ومع تسامح الصينيين إزاء أنماط الحياة المختلفة يصبح الشذوذ الجنسي علنيا بشكل تدريجي.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

تزداد حرية الزواج، فهو اختيار فردي بعد تفكير ناضج. ومن الاختيارات العديدة  للفرد العزوبية والأسرة بدون أطفال والعيش معا دون زواج والاكتفاء الجنسي قبل الزواج والإنجاب بدون زواج، ويهتم المتزوجون بالسعادة الفردية أكثر، ويعتقدون أن الزواج أمر شخصي، ولا علاقة له مع استقرار المجتمع، ولا يودون الإبقاء على الزواج دون حب بصورة إجبارية.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

مع توسع وتعميق الإصلاح والانفتاح سيزداد الزواج العابر للدول باستمرار، وينتقل الصينيون من الزواج لأهداف اقتصادية والخروج من الصين إلى الزواج على أساس المعرفة المتبادلة والتفاهم حقا، ومن الزواج الذي يسعى للعبور إلى الحياة السعيدة إلى الزواج من أجل الحب حقا.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

أحوال الزواج والأسرة في الريف تختلف عن المدينة، ويزداد مدى حرية الزواج مع تحسن الوضع الاقتصادي، ويصبح مجال الاختيار للمرأة الريفية أوسع وخاصة للريفيات اللاتي يأتين إلى  المدن للعمل، حيث تتوسع رؤيتهن وقدرتهن الاقتصادية للاعتماد على الذات ويطالبن بحق الاختيار بأنفسهن في الزواج أكثر. ويصبح من الصعب عليهن أن يتزوجن الشباب الفلاحين طوعا بعد أن يتأثرن بحضارة المدينة الحديثة، وفي الوقت نفسه يصعب على شباب المدينة الزواج منهن لأن الفرق بين المدن والريف موجود بالفعل.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

سينخفض الزواج المبكر وكثرة الإنجاب مع تحسن الظروف الاقتصادية وارتفاع مكانة المرأة واكتمال نظم تأمين الشيخوخة وتعميم الصحة الإنجابية في الأرياف، ويجري حاليا تعميم تأمين الشيخوخة في الأرياف وسوف يعلب دورا كبيرا في  تغيير مفهوم الإنجاب والعادات السيئة لحفلات الزفاف الباذخة المسرفة.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

بسبب الفقر وعدم التوازن بين الجنسين تحتاج الأسر الأشد فقرا إلى إنفاق مال أكثر لزواج أولادها، وما زال الزواج أمرا صعبا لعدد من الشباب الفلاحين.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

ما زال الطلاق في الريف أمرا صعبا، لارتباطه بوسائل الإنتاج مثل الأرض المقاولة وغيرها؛ فالطلاق يعني ألا تجد المطلقة وأولادها سبيلا للرزق، لذا لن ترتفع نسبة الطلاق في الريف كثيرا. في الشركات الريفية النساء لهن حق أكبر للاختيار بأنفسهن، ومن أجل ضمان سلامة الأسرة يعامل الزوج زوجته وأولاده بمساواة أكثر، ويبذل ما في وسعه لتفادي الطلاق. بالنسبة للمرأة في الأرياف العلاقة العاطفية خارج إطار الزواج أمر فيه إغراء ولكنه خطير، وكثيرا ما تسبب هذه العلاقات اضطرابات في الحياة وتنتهي بمأساة لهن.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

تشن شين شين: باحثة بمعهد بحوث المرأة التابع لاتحاد النساء لعموم الصين.في الحياة وتنتهي بمأساة لهن

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

مجتمع يتغير

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.