فلهرمونيكا الصينية والقفزة الثلاثية

في تعليقه على عرض من مستثمر بمقاطعة قواندونغ لدفع مليون ونصف مليون يوان (180 ألف دولار أمريكي) لفرقة فلهرمونيكا الصينية مقابل إقامة حفل رأس السنة بالمقاطعة الجنوبية الثرية، قال يوي لونغ، المايسترو الأول للفرقة "هذا نتيجة لتمسكنا بهدف القفزة الثلاثية، والتي تعني تفصيلا، أن الصين أولا وآسيا في الأمام، ثم أن نصبح فرقة مشهورة عالميا.". الفرقة التي تقدم الحفل الموسيقي لرأس السنة الجديدة كل عام على مسرح بولي بلازا ببكين عشية العام الجديد، وأمضت الليلة العام الماضي في قوانغتشو، بعد أن وضع المليون ونصف في حاسبها. إنه رقم قياسي لأجر فرقة موسيقية في الصين. سنرى فلهرمونيك

في عام 2002 اشتركت فرقة فلهرمونيكا الصينية في مهرجان بابلو كاسالز في بورتوريكو. بعد النجاح الذي حققته الفرقة في المهرجان، وضع مسؤول الفرقة ويوي لونغ خطة لتطويرها. في شهر إبريل السنة الماضية، اجتاح وباء الالتهاب الرئوي الحاد، سارس، مسارح بكين، وفي آخر عرض قدمته الفرقة على مسرح بولي بلازا في  الثالث إبريل كان عدد المشاهدين مائة فقط. وفي اليوم الثاني والعشرين من يونيو، قدمت الفرقة العرض الأول بعد استئناف النشاط المسرحي والفني في العاصمة. وفي سبتمبر قامت الفرقة بقيادة يوي لونغ بجولة في أوروبا لأول مرة، حيث أقامت حفلات موسيقية في باريس وفيينا ووارسو. واحد من الصحفيين الذين رافقوا الفرقة قال: "في مساء السادس عشر من سبتمبر، أقامت الفرقة حفلة موسيقية في أوبرا باريس. المشاهدون تدفقوا إلى قاعة العرض قبل الموعد بساعات." إن تقديم فرقة صينية لموسيقى غربية أمام جمهور غربي قد يراه البعض بيعا للماء في حارة السقاءين. ولكن الذي حدث بعد الانتهاء من عزف السيمفونية الرابعة للفنان المشهور بندريسكي Penderecki)) كان عاصفة من التصفيق والتأوهات. وفي الثامن عشر من سبتمبر كتبت صحيفة الفيجارو الفرنسية "هذه الفرقة الكبيرة التي تتكون من أكثر من مائة موسيقي وعمرها ثلاث سنوات فقط، جسدت أعلى مستويات العزف بقيادة المايسترو يوي لونغ. التناغم في الأداء بارز وخاصة في جزئية الموسيقى الوترية. عندما عزفت ((أغنية الأرض))، كان كأن الفرقة تعود إلى دنيا تعرفها جيدا. حقا شيء مؤثر." سنرى فلهرمونيك

قدمت الفرقة عرضين ناجحين في وارسو أيضا. وكان عرض السيمفونية التاسعة لبيتهوفن هو الأكثر نجاحا، فعندما انتهى العرض وقف المشاهدون وصفقوا لمدة عشر دقائق. وقالت صحيفة ميسينجر النمساوية "إن يوي لونغ تمسك بروح الموسيقى وكان الأداء الصادح والجهير رائعا أيضا ولكن أدنى من الأوركسترا بقليل، لأن الأوركسترا تكون غاية في الدقة والانضباط والروعة." سنرى فلهرمونيك

يقول يوي لونغ: " نجاح فلهرمونيكا الصينية في الجولات الداخلية والخارجية يعد تقدما للموسيقى السيمفونية الصينية. ونجاح الجولات الداخلية يدل على أن الشعب الصيني لم يعد عازفا عن الموسيقى السيمفونية، بل يستطيع أن يدعم فرق الفلهرمونيكا الصينية. إن تقدم بيئة الموسيقى السيمفونية يرسي أساسا جيدا لارتفاع مستوانا الفني." سنرى فلهرمونيك

الإدارة المفتوحة سنرى فلهرمونيك

عندما ينتهي العرض في كل مرة يحرص يوي لونغ على الاحتفال مع أعضاء فرقته بالنجاح الذي حققوه معا، متحاشيا المقابلات واللقاءات الجانبية. يقول يوي لونغ: "أشعر بالارتياح مع العازفين، وأحرص على إشاعة أجواء إنسانية تساهم في تطوير العازفين فنيا. كمدير للفرقة عليّ أن أعرف في أي شيء يفكر العازفون من خلال الحديث الودي والتعامل اليومي معهم. هذا مفيد جدا." يوي لونغ شقيق كل العازفين خارج المسرح، ولكنه قائد صارم فوق خشبة العرض. في أحد العروض بشانغهاي قال يوي لونغ لعازف، مشجعا: "سأمنحك ألفي يوان إذا لم يقع منك خطأ في العزف هذه الليلة." ظن الجميع أن الموسيقار يمزح فقط. لم يخطأ العازف حقا وأصر يوي لونغ على تقديم الألفي يوان له أمام الآخرين. يقول يوي لونغ: "لا بد أن تكون الإدارة حازمة، ولكن المرونة مطلوبة أيضا." هذه هي الإدارة المفتوحة. سنرى فلهرمونيك

حققت فرقة فلهرمونيكا الصينية هدف القفزة الثلاثية في ثلاث سنوات. الآن تسعى إلى هدف جديد. يقول يوي لونغ: "هذا الضغط يرغمنا على أن نتقدم في الفن، لأن فرقتنا صعدت درجة جديدة. ولكن من يتوقف يتخلف." سنرى فلهرمونيك

أحد هواة الموسيقى قال بعد مشاهدة عرض لفلهرمونيكا الصينية: "نستطيع أن نرى مدار تطور الموسيقى السيمفونية الصينية في السنتين الأخيرتين من خطوات فلهرمونيكا الصينية. إن تذوق الصينيين للموسيقى السيمفونية يرتقى أكثر، وتحظى  الموسيقى السيمفونية الصينية بشهرة وبمكانة في العالم حقا، وفي يوم ليس بعيدا سنرى فلهرمونيكا الصينية في شهرة فلهرمونيكا فيينا وفلهرمونيكا برلين. سنرى فلهرمونيك

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top