محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2004
الصين دولة متقدمة؟ واستكشاف طريق

صدر مؤخرا تقرير التحديث الصيني 2004 عن مركز بحوث التحديث التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. التقرير انتهى إلى أن الصين أصبحت "دولة متقدمة أوليا"، وهذا يعني تخليا شديدا عن اعتراف الصين بنفسها كدولة نامية منذ عشرات السنين. هذه الصفة الجديدة تبدو أنها تشير إلى أن الصين قد حققت قفزة هائلة لتضع نفسها في صفوف الاقتصاديات المتقدمة، ومن المؤكد أن الصعود الاقتصادي للصين خلال العشرين عاما الفائتة قد رفع من قوة الدولة الشاملة بهامش كبير. وقد تجاوز متوسط نصيب الفرد الصيني من إجمالي الناتج المحلي ألف دولار أمريكي العام الماضي، وهو إنجاز كبير في أكبر دولة سكانا في العالم. غير أن هذا النجاح لا يمكن أن يكون بديلا عن الحقيقة الأساسية بأن الصين مازالت دولة نامية. فالصين مازالت بعيدة عن ادعاء مكانة الدولة المتقدمة، ليس فقط لانخفاض متوسط دخل الفرد بها نسبيا مقارنة مع  الدول المتقدمة وإنما أيضا لاتساع فجوة التنمية الداخلية. وتدرك الصين تدريجيا أن عدم فعل شئ لتقريب المسافة بين الأثرياء والفقراء يهدد بتحويل النمو الاقتصادي غير المتوازن إلى عقبة على طريق مستقبل التنمية المستدامة. واستكشاف طريق

الذين أعدوا التقرير أوضحوا في مقابلات صحفية  أن مفهوم "الصين دولة متقدمة أوليا" لا ينكر أن الصين مازالت دولة نامية، وأن الوضع الجديد تم تحديده وفق عدد من مؤشرات التحديث وليس مؤشر إجمالي الناتج القومي الذي يستخدمه البنك الدولي في تحديد الدول النامية والمتقدمة. أحد فوائد وسيلة التصنيف الجديدة، وفقا للخبراء، أن التعريف الإيجابي يمكن أن يساعد في حشد دعم الجماهير لحملة التحديث في البلاد. واستكشاف طريق

ولكن مواجهة مشاكل التنمية في الصين تحتاج مراجعة شاملة للاستراتيجية الاقتصادية للبلاد وليس مجرد تغيير في المسميات. لقد قررت شنتشن، المدينة التي تقدمت العديد من المدن الأخرى في إصلاحات اقتصاد السوق، مد فترة التحضير لتحقيق التحديث بها خمس سنوات بعد تجديد مؤشرات التحديث،  وهذا توجه محمود من القيادات المحلية بمقاومة الرغبة في تجاوز أداء المدن الأخرى في منافسات التنمية أيا كانت التكلفة. واستكشاف طريق

ولا بد أن نشير هنا إلى أن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية، تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه هذه الدول، وهذا ما أكد عليه الرئيس هو جين تاو خلال زيارته للجزائر الشهر الماضي حيث قال إن الصين تعد صديقا موثوقا للبلدان النامية وعازمة على تعزيز علاقات التعاون الودي مع هذه البلدان في مختلف المجالات مشيرا إلى أن الصين والبلدان النامية تربطهما علاقات تعاون فاعل وأن جوهر السياسة الخارجية الصينية يرتكز على تعزيز وتسريع التكامل والتعاون بين الصين وهذه البلدان. أشار الرئيس الصيني أيضا إلى أن البلدان النامية التي يشكل عدد سكانها نسبة 90 في المائة من سكان العالم وتشغل 84 في المائة من مقاعد الأمم المتحدة، تلعب دورا هاما في القضايا الدولية، لا سيما في  السعي إلى إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومنصف. الرئيس الصيني أوضح كذلك أن العولمة الاقتصادية لا تمثل تحديا فحسب للدول النامية، وإنما توفر فرصا لها وطالب باستغلال هذه الفرص واستكشاف طريق التنمية الذي يتناسب مع الظروف الداخلية لهذه المجموعة من الدول. واستكشاف طريق

إن الصين وهي تسير على طريق التحديث تسعى للوصول إلى مكانة الدول المتقدمة ولكن الصين تبقى دائما وفية ومسؤولة تجاه الدول النامية وملتزمة بدعم هذه الدول للحاق بركب التقدم. واستكشاف طريق

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.