محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2004

الذين يتسلقون الصخور!

شوى قوه

تحدي الذات هو هوايتهم وروح المغامرة هي الوشاج الذي يربطهم، والجولات في الخلاء هي أسمى أمانيهم. يتسلقون الحوائط ويركضون فوق السطوح المسنمة ويقولون عن هذا "باليه على الصخور.". يحلمون أن يطيروا مثل الطيور، ولكن بدون أجنحة، تحملهم شجاعتهم، وأن يرقصوا في حياة الصخور فيها هي المسرح والسماء الزرقاء والسحب البيضاء هي المتفرج. دوي التصفيق بعد تسلقهم إلي القمة أكبر تشجيع لمن يعتبرون ركوب الصخور المتعة التي ما بعدها متعة. في تسلق

تسلق الصخور رياضة تقوى القدرات الشاملة وليست فقط إكساب شجاعة وقوة تفوق العادة وصلابة تلزم وقت الحاجة. الأكثر أنها ترفع القدرة على الاحتمال وتحكيم العقل. تساعدك في التغلب على مشاكل حياة المدن المشحونة بالمنافسة الشديدة والمشاغل الكثيرة. عندما تتسلق الصخور تصير حياتك سهلة، فليس هناك إلا أنت. في تسلق

تسلق الصخور فرع من رياضة تسلق الجبال، وتنقسم إلي أنواع مختلفة؛ فهناك التسلق الرياضي والتسلق الحر وفقا للتنظيم؛ وتسلق الطليعة والتسلق بالحبل وفقا لوسيلة الحماية؛ والتسلق في الحلبة الصناعية والحلبة الطبيعية وفقا لمكان الرياضة. هذه الرياضة التي ولدت محفوفة بالمخاطر جعلت الإنسان لا يتوقف عن التفكير في ابتكار وتصنيع أصناف متعددة من أجهزة الأمان للمتسلقين وتوفير التسهيلات لهم. من الوسائل الأساسية حزام الأمان والحبل والكوابل وحقيبة مسحوق مقاومة الانزلاق والقيد والحذاء الخاص لتسلق الصخور وأجهزة الصعود والنزول وغيرها من الأدوات التي يجمع بينها سمة واحدة هي الرعب والإثارة. في تسلق

الحد الأقصى للتحدي في تسلق

في السادسة مساء ما إن دخلت حديقة لونغتان، حتى لمحت بعضا من الشباب  يتسلقون صخورا صناعية ترتفع ثمانية عشر مترا، وفي لمح البصر كانوا على القمة، وسط تصفيق وتهليل المشاهدين. وعندما رأيت تشانغ بين مع الذين هبطوا من قمة  الصخور بسرعة أعجبت بصغر سنه. في تسلق

تشانغ بين، الذي يعمل مديرا لأحد مكاتب شركة تعمل في مجال المنتجات الثقافية، دعاه صديق أمريكي يحب تسلق الصخور كان قد تعرف عليه، إلى تسلق الصخور. ذهب تشانغ مدفوعا بالفضول. في المرة الأولى لتسلق الصخور عندما صعد بضعة أمتار ملأه الخوف ولكن عندما وصل القمة تغلب فرحه على خوفه،  ومن يومها أدرك أن تسلق الصخور متعة لم يعد يتخلى عنها.. قال تشانغ إن تسلق الصخور تحد إلى الحد الأقصى. وينوي الشاب مواصلة هذه الرياضة التي تشبع رغبة حب التفوق في نفسه، فإذا كانت الصخور هي العدو فإن تسلقها هو قهر لها. تسلق الصخور اختبار للعزيمة والتصميم  وشحذ لقوة الإرادة. مفتاح النجاح هو المثابرة والإصرار. تصيب الجروح تشانغ وهو يتسلق الصخور ولكن هذه الجروح لا تعنى شيئا له. في تسلق

يقول تشانغ بين إن البعض من السلبيين يرون أنه لا أمل في الحياة في هذا المجتمع المشحون بالمنافسات وضغوط العمل والحياة الثقيلة، وقد تأثرت بهم إلي حد كبير. منذ أن بدأت تسلق الصخور أصبحت قادرا على مواجهة كوارث وعوائق الحياة والتعامل مع الآلام والشقاء بإيجابية وأستطيع أن أجد البهجة في الألم والمعاناة. في الحقيقة متعة  تسلق الصخور أكبر من أي ألم أو مرارة. في تسلق

متعة فنية في تسلق

أكبر ما تشعر به عندما تتعلق بالصخور هو اقترابك تماما من الصخور والطبيعة واعتمادك عليهما. الشعور بقهر الطبيعة وقهر نفسك بالطبيعة يجعلك تحس بأنك تنتمي إلي العالم الذي حولك. القوة ليست أهم العناصر في تسلق الصخور بل معرفتك وتمييزك للصخور، تماما مثل فهمك لأمور الحياة . عليك أن تميز أي صخرة تكون "درجة سلم" تتسلق عليها وأي طريق يؤدي بك إلي القمة في أسرع وقت ممكن. في تسلق

فارسة تسلق الصخور في تسلق

هناك أنثى تتسلق الصخور مقابل كل ثلاثة ذكور. وى تشينغ واحدة من هاويات تسلق الصخور. رأيتها بعيني تطير كالسنونو فوق صخور ترتفع عشرات الأمتار. تقول وى تشينغ، الرشيقة جدا، إن تسلق الصخور رياضة النحيف. ووى تشنغ التي تعمل في شركة للتجميل والرعاية الصحية تتسلق الصخور منذ "زمن بعيد". تقول إنها في البداية كانت تتخذ من الصخور وسيلة تصب فيها جام غضبها من ضغوط العمل؛ بالتخلص من كل الصعوبات في هذا النشاط الشاق. أفضل ما حصلت عليه من تسلق الصخور زوج يلبي طموحاتها‍‍. في تسلق

الهدف الذي تريده وى تشينغ من تسلق الصخور يختلف عما يريد الرجال الذين يسعون إلى بهجة التسلق، كما أنه ليس الوصول إلي القمة لتجربة شعور النجاح وليس من أجل الفوز بجائزة. تقول إن كل الأصدقاء في تسلق الصخور صرحاء، ويثقون بكل الأصدقاء الذين يتولون حمايتنا على الأرض، وإلا ما كنا نضع حياتنا بين أيديهم. تتمتع وى تشيغ وزوجها بهذه الهواية،  وتتمنى إذا أنجبت أن يهواها أيضا ابنهما. في تسلق

التسلق  إلي الأبد في تسلق

منغ شيانغ أو، زوج وى تشينغ، مرشد سياحي يمارس عملا إضافيا هو مدرب تسلق الصخور في حديقة لونغتان ومقهى باو سى تسي. منغ عرف عن تسلق الصخور من موضوع نشرته صحيفة، وقد ذهب إلى النادي ليكتشف أن تسلق الصخور رياضة ممتعة. في تسلق

 في عام 1999 عمل  منغ مرشدا سياحيا، وهو عمل يسمح له بترتيب أجندة  أعماله بنفسه بما يمكنه من توفير كثير من الوقت للتدرب على تسلق الصخور، وقد نجح في اختبار مدرب تسلق الصخور عام 2000. يقول منغ إن تسلق الصخور في الخارج  يجعلنا نرى السماء الزرقاء؛ أما التسلق الداخلي فتحد للنفس. في تسلق

في وقت فراغه يذهب منغ شيانغ أو إلي حديقة لونغتان لتدريب المبتدئين من هواة تسلق الصخور على إجراءات حماية السلامة والمعلومات الأساسية لتسلق الصخور وطريقة التدرب ومكونات الأغذية. يقول منغ إنه تعلم التسامح والتفاهم والثقة والصبر من تسلق الصخور، وأكثر ما يعتز به أنه التقى زوجته وهو يتسلق الصخور. في كل مرة يتسلق الصخور يواجه تحديات جديدة ويشعر بالرضاء بعد الوصول إلى القمة، ولهذا يقول إنه سيواصل تسلق الصخور إلي الأبد. في تسلق

مع تطور الاقتصاد وزيادة المتطلبات الثقافية والمادية يزداد ولع الصينيين بالسياحة والمغامرات، ورياضة تسلق الصخور؛ باعتبارها رياضة ناشئة تجمع بين المغامرة وروح الإبداع والتحدي, لها دور مهم في تطوير السياحة الداخلية وصناعة التسلية والملاهي. الصخور التي يمكن تسلقها منتشرة في أراضي الصين الفسيحة  ذات الجبال الكثيرة والموارد الوافرة، والصينيون ذوي الجسم الرشيق والحركة الخفيفة مهرة في تسلق العلا ولهذا فإن مستقبلا رائعا ينتظر هذه الرياضة المثيرة. في تسلق

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.