محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2004

باوشان مدينة  زهور الحلب والنقش على الحجر

وانغ تونغ مراسل المجلة

كلمة المحرر- وحاليا مازالت

باوشان، المدينة الحدودية  التي تقع غرب مقاطعة يوننان على الحدود بين الصين وميانمار (بورما) كانت قديما من أهم المنافذ الخارجية للصين، وتحتل قطعة من جنوب غرب  طريق الحرير القديم. وحاليا مازالت

عندما زرتها في الربيع أدهشتني كثافة اللون الأخضر في المدينة، التي تحوطها الجبال، وما لفت انتباهي أكثر هو توفر كافة مرافق البنية الأساسية العصرية بها، ويكفي أن نشير إلى أن الطريق العام بها يتسع لست سيارات وأن البنايات العالية تزين كافة شوارعها، فمنذ عشرين سنة، وبجهود أبنائها في توظيف مواردها السياحية الوافرة، تواصل مدينة الزهور الدائمة مسيرة تقدمها. وحاليا مازالت

قبل أن أجتاز جبل قاوليقونغ  إلى مدينة لانتشنغ التقيت عمدة باوشان، الذي روى قصة نجاح المدينة. وحاليا مازالت

العمدة الشاعر! وحاليا مازالت

شيونغ تشنغ هوا، عمدة باوشان، من مواليد يوننان. وقد جاء في عام 2003 إليها ليتولى منصبه في وقت كانت الصين كلها تواجه تهديد مرض الالتهاب الرئوي الحاد، سارس، وقد ظهرت اول حالة سارس في مقاطعة يوننان بمدينة باوشان. وحاليا مازالت

قبل انتشار سارس على نطاق واسع، بادر شيونغ تشنغ هوا بتنفيذ عدد من الإجراءات الوقائية، مثل تحديد المستشفيات المتخصصة لوباء سارس المخصصات المالية؛ المكاتب الخاصة لتعميم معارف الوقاية وعلاج سارس بين الجماهير. ولم يجلس الرجل في مكتبه بل تنقل  بين المستشفيات والأرياف والمدارس ومواقع المشروعات، ليشجع الجميع على التغلب على الصعوبات، وليحل المشاكل في الموقع. بقيادة شيونغ تشنغ هوا وبجهود أبناء باوشان، لم تتأثر التنمية الاقتصادية المحلية هناك بسارس بل واصلت تقدمها. وحاليا مازالت

في جولة بالسيارة مع شيونغ تشنغ هوا على طريق تشاما القديم تحدثنا عن كل شئ عن السماء والأرض، ومشاهد الطبيعة الخلابة والقرى التي مازالت محتفظة بأسلوبها التقليدي ، تلك القرى التي ألهمت العمدة فكتب قصيدتين سرعان ما تناقلتهما الجماهير حتى أنهم قالوا عنه "العمدة الذي يرتدي تاج الشعر". وحاليا مازالت

 طريق تشاما القديم وحاليا مازالت

كانت قوافل الخيل والإبل تنقل عبر هذا الطريق المنتجات الصينية، من زيت الزهور الحمراء والشاي والتبغ والمشغولات اليدوية وغيرها إلى بورما (ميانمار حاليا) وتايلاند والهند، و شبه الجزيرة العربية. كانت باوشان محطة حدودية داخل الصين. وحاليا مازالت

قبل أن يتولى منصب العمدة عمل شيونغ تشنغ هوا أستاذا للاقتصاد في عدد من جامعات يوننان، وقد اشرف على رسائل ماجستير، وهو من المهتمين بالاقتصاد الإقليمي والاقتصاد الصناعي. وحاليا مازالت

يقول شيونغ تشنغ هوا:".. باوشان تتدثر بين الجبال، وهذا يجعلها غنية بالموارد المعدنية ذات القيمة الاقتصادية. التضاريس هنا معقدة للغاية، فينخفض ارتفاع باوشان من قمتها،  3780 مترا إلى قاعها، 535 مترا عن سطح البحر،  مما يجعل الطقس يتباين تباينا شديدا في الموسم الواحد، فكل مساحة تغطي خمسة كيلومترات مربعة تختلف عن الأخرى. شبكة الأنهار تغطي كل شبر من أرض باوشان. هناك ما يزيد على 200 عين مياه ساخنة تتناثر في شتي أنحاء باوشان. وقد أنشأت باوشان عددا من المناطق السياحية التي تضم مواقع البراكين، البحر الحار، جبل قاوليقونغ، منتجعات بايهاي، جبل يونفنغ، البلدة القديمة بناحية جسر خهشون، حديقة يونتشانغ الثقافية، طريق الحرير القديم وغيرها. وهذه المواقع السياحية تجذب عددا متزايدا من الزوار الصينيين والأجانب. وحاليا مازالت

ويقول عن عن مستقبل باوشان:".. كل جهودنا تستهدف بناء باوشان مدينة عالمية!" ويضيف" أسواق جنوب آسيا من الأسواق الأكثر حيوية وقوة كامنة في الاقتصاد العالمي، ومن هنا يجب أن تتقدم الصين نحو هذه المنطقة بتوسيع الانفتاح ودعم التعاون العالمي، ويوننان  بموقعها الجغرافي هي الجسر بين الصين وهذه المنطقة، وهذا من شأنه أن يجعل من باوشان مركزا  تجاريا ومنفذا عالميا في جنوب غربي الصين." وحاليا مازالت

بناية متحف باوشان التي يبدو من الخارج  مثل طبلة نحاسية قادمة من أعماق التاريخ، تعبر عن البسالة والقدرات الإبداعية التي يتميز بها أبناء باوشان. والمدينة حاليا بصدد استكمال مشروعين هما طريق طوله أكثر من 200 كيلومتر من باوشان إلى ميانمار؛ وجامعة يونتشانغ- أول جامعة تقبل طلابا بأعداد كبيرة من ميانمار والهند.. وحاليا مازالت

مدينة زهور السحلب وحاليا مازالت

لونغيانغ حي بمدينة باوشان، يتوسط جبلين ويمر به نهر لانتسانغ. إجمالي مساحته خمسون ألف كيلومتر مربع، يسكنه 840 ألف نسمة من 13 أقلية قومية منها أقليات لي سو؛ باي؛ داي. الحي الذي يجمع نخبة من المناظر الطبيعية لمنطقة باوشان، يعج بالزوار، فهو بالنسبة لهم "جنة في عالم البشر" وحاليا مازالت

شارع الزهور وحاليا مازالت

 في أسرة تشنيغ، قبل 300 سنة، أتت نيران الحروب على مدينة باوشان كلها، وقد تفشت الأوبئة بين الناس فهرعوا إلى شارع زاخر بالصيدليات خلال أيام عيد دوانوو( اليوم الخامس من الشهر الخامس من التقويم القمري الصيني). الشارع حمل بعد ذلك اسم شارع الدواء، ولأن هذه الأعشاب الطبية مثل الزهور تغير الاسم إلى " شارع زهور دوانوو"، العامر حاليا بمحلات ومعارض الزهور والطيور والأعشاب الطبية والمشغولات الفنية إضافة إلى المؤسسات التي تقوم بالأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية. وحاليا مازالت

قرية مائية وحاليا مازالت

جبل قاوليقونغ الذي يرتفع أكثر من أربعة آلاف متر غربي باوشان يبدو حاجزا عاليا بين لونغيانغ وتنغتشونغ. كان المسار بين المكانين هو القطعة التي ينتهي عندها طريق تشاما داخل الصين. ومازال حصى الطريق متلألئا يعود بنا إلى العصور الخالية. وحاليا مازالت

الدروب الجبلية القديمة المتدثرة  خلف الأشجار الوارفة وبعضها ضيق لا يسمح بمرور  أكثر من جواد  وعلى جوانبها تنتشر كهوف للاستراحة والإقامة المؤقتة. وحاليا مازالت

في قرية بيوتها مشيدة بالتراب المدكوك والأحجار على سفح الجبل، زرت أسرة من خمسة أفراد، حيث استقبلتني سيدة شابة تحمل طفلها على ظهرها، ثم أشارت  إلى عجوز يدخن في فناء  الدار، قائلة إنه حموها؛ ورجل في منتصف العمر يعلف حصانا هو زوجها. الدار مبنية قبل ثلاثة قرون. لا أدرى لماذا سألتها عن أمنياتها في المستقبل، فابتسمت وصمتت. زوجها قال، وهو يمد يده مشيرا إلى الخلف".. هذه الرقعة من أشجار الخيزران تقاولها الأسرة ونعيش اعتمادا عليها إضافة إلى جمع فطر عيش الغراب الجبلي وبيعه، وعلى بعد كيلومترين توجد مدرسة ابتدائية..". وحاليا مازالت

 معبر لانجين القديم وحاليا مازالت

لانجين معبر قديم استمر أكثر من ألفي عام. كان موقعا استراتيجيا على طريق تشاما من داخل الصين إلى باوشان. وحاليا مازالت

تحتضن الجبال الشاهقة لونغيانغ، ويمر بالمكان نهران، تنهمر مياههما العارمة مزمجرة من ذروة الجرف نحو الأسفل، ثم ينصبان إلى النهرين.. خلال آلاف السنين، بني عدد لا يحصى من المعابر على هذين النهرين، معبر لانجين أقدمها. وحاليا مازالت

في عام 1421م أنشئ جسر طوله مئات الأمتار، يتكون هيكله من 18 سلسلة حديدية ضخمة على معبر لانجين. ويشبه تصميمه  قوس قزح لهذا يسمى جسر " قوس السماء " أيضا. لكن  هذا الجسر التاريخي جرفته السيول الجبلية عام 1996، ولم يبق منه إلا دعامتين . ثم بنى جسر حديدي أخر على بعد عشرة أمتار منه. وحاليا مازالت

النقش على الحجر وحاليا مازالت

في غرب الجسر يرتفع الجرف، وعلى جدرانه منقوشات حجرية قديمة لوزراء من كافة الأسرات الإمبراطورية بالصين. هذه الكتابات المنقوشة هي قصائد شعر تصف مناظر الطبيعة؛ مثل أول جسر في غرب جنوب الصين، مخاطر الجروف العالية، المعابر المبنية بين الجبال المرتفعة، المياه الهادرة، المضايق المائية، الصخور المتنوعة الأشكال؛ أو مقالات تجسد مشاعر وطموح كتابها.. وحاليا مازالت

يختلف حجم كلمات هذه الكتابات، ارتفاع أكبرها نحو مترين وأصغرها يعادل كف اليد فقط. وفنون خطها تعرض مختلف الأساليب في كافة الأسرات الإقطاعية بالصين. وحاليا مازالت

تراوح زمن ظهور هذه النقوش الحجرية من عصر أسرة مينغ قبل أكثر 400 سنة إلى ما قبل منتصف القرن الماضي. وحاليا مازالت

واليوم، لم يبق من هذه الجداريات المنحوتة إلا حوالي 30 لوحة، منها 28 تحافظ على أصلها تقريبا. في عام 1984 أدرجت ضمن قائمة الآثار المحمية على مستوى بلدية باوشان. وحاليا مازالت

أول مدينة حدودية وحاليا مازالت

من لونغيانغ في باوشان نحو الغرب ثم اجتياز جبل قاوليقونغ وصولا إلى محافظة تنغتشونغ التي أطلق عليها شيوي شيا كه، أعظم رحالة في أسرة مينغ، لقب" أول مدينة حدودية جنوب غربي الصين". الرحلة جد ممتعة. وحاليا مازالت

مساحة تنغتشونغ 5845 كيلومترا مربعا، ويسكنها600 ألف نسمة من 23 قومية. تجاور ميانمار من حدودها الشمالية والغربية الممتدة 075ر148 كيلومترا. تنغتشونغ محافظة منفتحة على مستوى الدولة بها بلدة هوتشياو التي أقيم بها منفذ حدودي على مستوى الدولة. وحاليا مازالت

موطن المغتربين وحاليا مازالت

التغيرات التي تشهدها تنغتشونغ لا تنفصل عن إسهامات المغتربين من أبنائها، الذين هجروها بحثا عن الرزق وراء البحار. اليوم يبلغ عدد المغتربين الصينيين والمهاجرين من تنغتشونغ 169 ألفا، منتشرين في 23 بلدا ومنطقة بالعالم. وحاليا مازالت

لقد وصل الصينيون من تنغتشونغ بورما قبل أكثر من 600 سنة، حيث عملوا في تجارة المنتجات المحلية، وصناعة الغزل والنسيج، وخاصة المجوهرات اليشمية الخ. وحاليا مازالت

منطقة شمال ميانمار التي تجاور تنغتشونغ اشتهرت بالمجوهرات اليشمية الممتازة. ولما كانت تجارة اليشم محظورة عبر البحر بموجب مرسوم رسمي في منتصف فترة أسرة مينغ وبداية فترة أسرة تشينغ، فإن تنغتشونغ كانت المنفذ الوحيد الذي تستورد الصين عبره المجوهرات حينذاك. وحاليا مازالت

وتقول السجلات التاريخية إن تنغتشونغ كان بها أكثر من ثلاثة آلاف حرفي  يعمل في مجال المجوهرات اليشمية في بداية القرن الماضي. وحاليا مازالت متاجر وأسواق اليشم منشرة على جانبي الشارع المحوري بتنغتشونغ. وحاليا مازالت

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.