محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2004
وزير الخارجية .. الصين ترفض ربط الإرهاب بعرق أودين

عزة الحديدي *

وزير خارجية الصين يتحدث الى عزة الحديدي (الثانية من اليسار)

 

بكلمات واضحة أكد وزير خارجية الصين،  لي تشاو شينغ، على أن بلاده ترفض ربط الإرهاب بعرق أودين بعينه وتدعو إلى التصدي للإرهاب من خلال معالجة جذوره ومكافحته وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي المتعارف عليها. وفي حوار اتسم بالصراحة الشديدة ألقى الوزير الضوء على جملة من القضايا الساخنة، التي تهم الصين والعالم العربي. محل الاهتمام

سألته عن تعريف الصين لمفهوم الإرهاب وتوصيف الجانب الصيني لأعمال المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. محل الاهتمام

الوزير قال إن تعريف الإرهاب يتعلق بعناصر معقدة ومتشابكة ولعل ذلك ما يجعل الناس يختلفون حول مفهوم الإرهاب ويبقى من الصعوبة بمكان التوصل إلى اتفاق كامل بشأنه في فترة قصيرة على أن ذلك يتعين ألا يحول دون توثيق التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. وإنه في الوقت الذي تستنكر فيه الصين وبشدة الأعمال الإرهابية بكافة صورها وأشكالها فإنها تؤكد رفضها ربط الإرهاب بعرق أو دين. محل الاهتمام

وشدد الوزير على تأييد الصين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه ومصالحه الوطنية المشروعة غير أنه أشار إلى أن الحقائق برهنت على أن العنف والعنف المضاد لن يجدي نفعا ولن يساعد في تسوية قضية الشرق الأوسط مجددا اعتزام بلاده بذل أقصى الجهود والمساعي للدفع باتجاه التسوية المنشودة. محل الاهتمام

سألته عن  دلالات اختيار مصر كأول بلد عربي أفريقي ضمن جولة الرئيس الصيني هو جين تاو الخارجية من 26 يناير إلى 4  فبراير، وموقع منطقة الشرق الأوسط على خريطة السياسة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية محل الاهتمام

أجاب الوزير بأن مصر دولة ذات ثقل في العالم العربي والقارة الأفريقية  والرئيس حسنى مبارك صديق قديم وحميم للشعب الصيني . وقال إن زيارة الرئيس هو جين تاو إلى مصر تشير إلى الأهمية البالغة التي توليها حكومة الصين لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية والأفريقية وتضيف بلاشك حيوية جديدة وتحدث تأثيرا عميقا للصداقة الصينية المصرية، والتضامن الصيني الأفريقي، فيما ستسهم في تعزيز ودفع التعاون بين الدول النامية وبين الجنوب والجنوب. وأضاف بأن البلدين احتفظا بعلاقات صداقة وتعاون طيبة وجيدة على مدار أكثر من نصف قرن منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في مايو 1956 تلك العلاقات التي طالما ارتكزت على أسس الثقة والاحترام والتفاهم والمنفعة المتبادلة، ثم دخلت مرحلة تطور جديدة تنطوي على فرص تاريخية مواتية وآفاق مستقبلية رحبة بعد اتفاق البلدين عام 1999 على إقامة علاقات التعاون الإستراتيجي الموجهة نحو القرن الحادي والعشرين، ولاشك في أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتكثيفها يسهم إلى حد بعيد في تعزيز وتعميق وتوثيق علاقاتهما الثنائية وتوسيع نطاقها ليشمل مختلف المجالات. محل الاهتمام

ونظرا لأن الصين ومصر دولتان ناميتان كبيرتان فان تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما يسهم في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وحماية المصالح المشتركة للدول النامية وإقرار السلام العالمي وتعزيز التنمية إقليميا ودوليا فضلا عن الدفع باتجاه إقامة النظام السياسي والاقتصادي الدولي الجديد العادل والمنصف. محل الاهتمام

وقال الوزير ..أنا شخصيا زرت مصر ست مرات وأحمل - مثلى مثل كل مواطني الصين- مشاعر ود خاصة وعميقة حيال مصر..الشعب والحضارة والنيل، لقد عشنا معا في الماضي تجربة النضال من أجل التحرر ونحن تشاطر اليوم تجربة التنمية الاقتصادية وعلينا مسئولية مشتركة حيال المستقبل. محل الاهتمام

ونوه الوزير بأن الصين كانت أول دولة على مستوى العالم في مجال صناعة الورق، وبعدما توصل الغرب إلى تقنيات تلك الصناعة أطلق على المنتج اسم (بيبر) وتلك التسمية - حسب معلومة عرفها  من أستاذ بجامعة إكسفورد البريطانية - مشتقة من كلمة (البردي) المصرية، وهذا مثال واحد وبسيط لكنه يدلل على أصالة وريادة الحضارتين الصينية والمصرية. محل الاهتمام

وفي رده على سؤال حول  ما يراه البعض تأثيرا سلبيا لحق بالعلاقات الصينية العربية الأزلية والوطيدة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسرائيل في عام 1992  نفى الدبلوماسي المرموق تلك الرؤية مشيرا إلى أن العلاقات الصينية الإسرائيلية  بدأت تتطور بعد انطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط في مطلع التسعينيات من القرن الماضي أملا في التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لقضية الشرق الأوسط من خلال تطوير الصين لعلاقاتها مع جميع دول المنطقة ،لافتا الانتباه إلى أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي تمثل الأساس السياسي الذي ترتكز عليه العلاقات الصينية الإسرائيلية شأنها في ذلك شأن علاقات الصين بسائر دول العالم الأخرى. محل الاهتمام

ودلل الوزير على أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسرائيل لم تضر بعلاقات الصداقة التقليدية الصينية العربية بالقول إن السنوات الأخيرة شهدت تعاونا مكثفا بين الصين والدول العربية واتسع نطاقه ليشمل المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية والصحية والتكنولوجية فيما سجل حجم التبادل التجاري بينهما طفرة كبيرة حيث بلغ في نهاية العام الماضي 43ر25 مليار دولار بزيادة نسبتها 3ر43 بالمائة قياسا بالعام الأسبق فضلا عن توفر رغبة مشتركة وجادة لدى الطرفين في الارتقاء بعلاقات التعاون بينهما إلى أعلى المستويات. محل الاهتمام

طلبت منه أن يشرح وجهة النظر الصينية حول قضايا المنطقة العربية وسبل تسويتها والدور الذي يمكن أن تضطلع به الصين في هذا الصدد. محل الاهتمام

 أكد وزير خارجية الصين على أن السبيل الصحيح والوحيد لحل قضية الشرق الأوسط إنما يتمثل في استعادة الحقوق المشروعة لجميع الدول العربية بما فيها فلسطين، وتحقيق التعايش السلمي والتنمية المشتركة لجميع دول المنطقة عن طريق المفاوضات السياسية ووفقا لأسس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام .

وأوضح الوزير أن خطة خريطة الطريق لإحلال السلام في الشرق الأوسط هي الخطة الفعالة لدفع عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين كما أن مفاوضات السلام على المسارين السوري واللبناني تعد جزءا هاما في حل قضية الشرق الأوسط. محل الاهتمام

وقال الوزير إن الصين انطلاقا من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي وارتكازا على علاقاتها بالطرفين الصيني والإسرائيلي لم تدخر جهدا في حث الجانبين على استئناف المسيرة السلمية والجلوس معا على مائدة المفاوضات، وفى هذا السياق قام المبعوث الصيني الخاص بقضية الشرق الأوسط بثلاث جولات إلى المنطقة منذ تعيينه في منصبه خلال سبتمبر العام الأسبق، كذلك استقبلت الصين خلال العام الماضي وزير الشئون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث والرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف - على التوالي - وأحرزت الزيارتان نتائج جيدة، كما أبدت الصين استجابة عملية للجهود الدءوبة للمجتمع الدولي، وخاصة الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة، الرامية إلى دفع السلام في المنطقة فاستضافت خلال ديسمبر العام الماضي مؤتمر دوليا بعنوان (حشد الدعم الدولي لحل سلمى للقضية الفلسطينية) والذي عقد برعاية مشتركة مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة آسيا والباسيفيك التابعة للأمم المتحدة وقدم خلاله الجانب الصيني العديد من المقترحات والتوصيات. محل الاهتمام

وردا على سؤال بشأن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق وما أسفرت عنه من تدهور غير مسبوق لمجمل الأوضاع الأمنية والإنسانية في هذا البلد، وتقييمه للتطورات على الساحة العراقية عقب إلقاء القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين، وموقفه من إعلان الرئيس بوش تأييد إعدامه، ورؤيته للقرار الأمريكي باستبعاد الدول التي عارضت تلك الحرب -بما فيها الصين- من المشاركة في عملية إعادة الإعمار. محل الاهتمام

أعرب وزير الخارجية الصيني عن اعتقاده بأن مسألة صدام حسين لا تمثل السبب الوحيد وراء الاضطرابات المستمرة التي يشهدها الوضع الأمني في العراق، فيما أعرب في الوقت ذاته عن الأمل في أن يسهم ذلك الحدث في تحقيق مبدأ (حكم العراق بالعراقيين) في أقرب وقت ممكن، واستتباب الأمن والاستقرار على الساحة العراقية، وتفعيل عملية إعادة الإعمار بخطى متسارعة حتى يتمكن الشعب العراقي بمساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول الجوار من الخروج قريبا من ذلك المنعطف الخطير. محل الاهتمام

وعن مصير صدام حسين وكيفية التعامل معه، قال الوزير إن الشعب العراقي وحده هو الذي يقرر بإرادته المستقلة مصير صدام حسين ويتعين على الجميع احترام ذلك. محل الاهتمام

وبخصوص إعلان الولايات المتحدة مؤخرا استبعاد كثير من الدول بما فيها فرنسا وألمانيا وكندا وروسيا والصين من عقود مشاريع إعادة إعمار العراق، فقد وصفه الوزير بأنه أمر أثار استياء واسع النطاق وغنى عن القول بأن هذه الممارسة ليست لصالح تعبئة المجتمع الدولي بأسره للمشاركة في مسيرة إعادة إعمار العراق التي يتعين أن تلعب فيها الأمم المتحدة الدور الرئيسي لضمان الحفاظ على الحقوق والمصالح المشروعة لكافة الدول في العراق ووضعها موضع الاحترام والحماية باعتبار ذلك يتفق مع مصلحة الشعب العراقي نفسه. محل الاهتمام

سألته عن المبادرة الليبية بشأن التخلص طواعية من أسلحة الدمار الشامل ومقارنة ذلك بالموقف الإسرائيلي الرافض حتى اليوم مجرد التوقيع على المعاهدة الدولية ذات الصلة أو التخلص من ترسانته النووية أو فتح منشآته أمام فرق التفتيش الدولية لتصبح بذلك إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك مثل هذه الأسلحة. محل الاهتمام

 أكد وزير الخارجية الصيني تقدير بلاده لقرار الحكومة الليبية بالتخلص من برنامج تطوير أسلحة الدمار الشامل فيما أعرب عن أمله في أن يؤدى هذا القرار دورا نموذجيا جيدا يحتذى من جانب دول العالم الأخرى لاسيما الدول المعنية في الشرق الأوسط حتى تترجم على أرض الواقع وفى أسرع وقت ممكن مبادرة "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل" التي كان الرئيس حسنى مبارك أول من أطلقها ، مشددا على ضرورة حماية مصداقية وعدالة النظام الدولي حيال مسألة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومعاملة جميع الدول دون تمييز بعيدا عن ممارسة المعايير المزدوجة. محل الاهتمام

وبالنسبة للقانون الأمريكي المسمى "محاسبة سوريا وسيادة لبنان" وما إذا كان هذا القانون-من وجهة النظر الصينية- يمثل خطوة ثانية بعد العراق في الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط فيما يعكس إصرار أطراف خارجية على التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.. ذلك التدخل الذي طالما عانت منه الصين ومازالت. محل الاهتمام

دعا وزير الخارجية الصيني إلى ضرورة التزام جميع الدول بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة واحترام السيادة وسلامة الأراضي وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى والتمسك بتسوية الخلافات والنزاعات سلميا عن طريق التحاور والتفاوض بعيدا عن أسلوب  فرض العقوبات أو اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها بصورة عشوائية. محل الاهتمام

وأخيرا وحول إمكانية أن تحذو الصين حذو روسيا بطلب الانضمام كمراقب إلى عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي خاصة وأن عدد مسلمي الصين وفقا للإحصائيات الرسمية يفوق نظيره في روسيا. محل الاهتمام

أكد وزير الخارجية الصيني على أن بلاده تولى اهتماما خاصا بتطوير علاقات الصداقة مع  شعوب الدول الإسلامية وتحتفظ دوما باتصالات جيدة جدا مع منظمة المؤتمر الإسلامي ويحرص القادة الصينيون على أعلى المستويات على تبادل الرؤى ووجهات النظر مع الدولة التي تتولى رئاسة المنظمة وأمينها العام في كافة القضايا محل الاهتمام المشترك باعتبار ذلك مفيد لكلا الطرفين . محل الاهتمام

وقد وجه وزير الخارجية الصيني لى تشاو شينغ خالص التهنئة باسمه وبالأصالة عن الحكومة الصينية إلى المسلمين في شتى بقاع الأرض بمناسبة احتفالهم بعيد الأضحى المبارك. محل الاهتمام

* رئيسة مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بكين محل الاهتمام

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.