محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2004

العلاقات الصينية الجزائرية

الرئيس الصيني هو جين تاو مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفايقة

 

قام الرئيس الصيني هو جين تاو بزيارة رسمية للجزائر أوائل الشهر الماضي، فبراير، في إطار جولته الخارجية التي شملت فرنسا ومصر والغابون أيضا. وتنمية

الزيارة جاءت تواصلا للعلاقات المميزة بين البلدين فالجزائر مكانة خاصة في تاريخ علاقات التعاون الصيني الأفريقي منذ تأسيس الصين الجديدة عام 1949 حيث شهد هذا البلد العربي الأفريقي  كثيرا من الأحداث الهامة للصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا وتكونت صداقة عميقة بين الشعبين الصيني والجزائري  منذ فترة حرب التحرير في سبيل الاستقلال الوطني الجزائري. وتنمية

بعد إقامة حكومة الجزائر المؤقتة في سبتمبر 1958، اعترفت الصين بها على الفور، فكانت أول دولة غير عربية تعترف بحكومة الجزائر المؤقتة. ثم أقيمت العلاقات الدبلوماسية في العشرين من ديسمبر من نفس العام. بعد استقلال الجزائر عام 1962، شهدت العلاقات الثنائية الودية تطورا مطردا. وقدمت الجزائر إسهاما هاما لاستعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. وتنمية

بعد انتهاء الحرب الباردة، قدمت الجزائر دعما كثيرا للصين في قضايا حقوق الإنسان وتايوان الخ. كما قدمت الجزائر خلال رئاستها الدورية لمنظمة الوحدة الأفريقية من 1999 إلى 2000، مساعدات كبيرة للأعمال التحضيرية لـ"منتدى التعاون الصيني الأفريقي"، مما أسهم في تأمين إقامة المنتدى في بكين بنجاح في أكتوبر عام 2000 حسب الموعد المحدد. وتنمية

تبادل سياسي متواصل وتنمية

خلال أكثر من 40 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر، وأيا كان الوضع الدولي،  هناك دائما تفاهم ودعم متبادل بين البلدين، وقد حقق الطرفان إنجازات ملحوظة  في التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، فيما يمثل نموذجا يحتذى لتعاون الجنوب-الجنوب. وتنمية

بعد انتهاء الحرب الباردة، توثقت العلاقات الصينية الجزائرية أكثر، فزاد عدد زيارات القادة الصينيين لأفريقيا عما كان قبل انتهاء الحرب الباردة، ووقعت وزارتا خارجية البلدين <<اتفاقية التشاور السياسي الدوري" في إبريل 1997. وقد عبر قادة الصين مرارا عن رغبة الصين في العمل مع الجزائر لإقامة علاقات تعاون استراتيجي بين البلدين، وتعزيز التشاور والتنسيق مع الجزائر، من أجل مواصلة الجهود لحماية الحقوق والمصالح الشرعية للدول النامية وترسيخ وتعزيز التعاون الثنائي أكثر.  ومن جانبهم عبر قادة الجزائر غير مرة عن أن العلاقات التي تربط بلادهم بالصين جد عميقة وودية، ورغبة الجزائر في مواصلة ترسيخ وتطوير العلاقات الودية القائمة بين البلدين لإكساب تعاون الجنوب-الجنوب المزيد من المحتويات وبشكل متواصل. وتنمية

 تطور مستمر في تعاون اقتصادي وتنمية

بعد أن وقع البلدان لأول مرة اتفاقية التجارة والمدفوعات عام 1964، ينمو التبادل التجاري بينهما بشكل متواصل . في السنوات الأخيرة، ومع تحسن الأوضاع الداخلية في الجزائر تدريجيا ونمو اقتصادها، زاد حجم التبادل التجاري بينهما مرة أخرى، حيث بلغ 85ر198 مليون دولار أمريكي عام 2000، وارتفع إلى 8ر433 مليون دولار 2002، وبلغ 97ر659 مليون في الفترة من يناير إلى نوفمبر عام 2003،  منها 08ر565 مليون دولار أمريكي صادرات صينية للجزائر، بزيادة   و1ر83%، وواردات صينية قيمتها9ر94 مليون دولار بزيادة نسبتها و8ر26%. هذا يعني أن حجم التبادل التجاري الصيني الجزائري قد زاد نحو 5ر2 ضعف من عام 2000 إلى عام 2003. وفي نفس الوقت تحسن هيكل المنتجات في التجارة بين الطرفين ففي الفترة من يناير إلى سبتمبر من عام 2003 بلغت قيمة المنتجات الصناعية التي صدرتها الصين إلى الجزائر 83ر295 مليون دولار أمريكي، أي أكثر من نصف الصادرات الصينية إليها. وفقا لأرقام مصلحة الجمارك، صدرت الصين منتجات قيمتها 338 مليون دولار إلى الجزائر من يناير إلى سبتمبر 2003، وبهذا تكون الصين سابع أكبر مصدر إلى الجزائر. وتنمية

بدأ التعاون الصيني الجزائري في مقاولة المشروعات والعمالة عام 1979. إلى نهاية سبتمبر 2002 وقعت الصين مع الجزائر 198 اتفاقية لمقاومة المشروعات، قيمتها نحو 89835ر1 مليار دولار أمريكي، وقيمة أعمالها نحو 48ر902 مليون دولار أمريكي، يعمل 5067 عامل صيني في هذه المشروعات. تقوم الشركة الصينية العامة للمشروعات الهندسية وغيرها من 14 شركة صينية بأعمال مقاولة المشروعات رئيسيا، تغطي أعمالها البناء المدني والري والبترول والاتصالات. في عام 2001 كانت الصين في المركز الخامس العالمي والمركز الأول الأفريقي من حيث قيمة اتفاقيات مقاولة المشروعات والعمالة في الجزائر. وتنمية

هناك توجه تطور جيد للتعاون الصيني الجزائري في مجال البترول. كما هو معروف يوجد بالجزائر احتياطي كبير من البترول والغاز  حتى أنه يقال عنها "مستودع البترول في شمال أفريقيا". في نهاية 2003، بلغ احتياطي الجزائر من البترول والغاز 135 مليار برميل ، منها40 مليار برميل منها قابلة للاستخراج، 29% بترول، و56% غاز، و9% لناتج التكثيف، و6% لغاز البترول المسال. بعد أن فازت الشركة الصينية للبترول، صينوكيت، بمشروع إصلاح حقول زارزاتين في أكتوبر 2002، وقعت مجموعة الصينية للبترول، بترو تشينا، اتفاقية مع الجزائر لبناء أول مشروع موحد للتعاون الجزائري الخارجي في مجال البترول في يوليو 2003، ثم وقعت في ديسمبر من نفس العام اتفاقيتين حول التنقيب المخاطر على منطقة 201A-112 بحوض الشريف ومنطقة أخرى، مما يشير إلى أن التعاون الصيني الجزائري في مجال البترول يتطور بخطى متسارعة. وتنمية

التعاون الصحي والثقافي وتنمية

منذ عام 1963 بدأت الصين إرسال الفرق الطبية إلى الجزائر، بلغ عدد أفرادها إلى اليوم ما ينيف على 2200 من العاملين في المجالات الطبية.  تحتل الجزائر مكانة خاصة في تاريخ إرسال الصين للفرق الطبية للخارج، لأن هذا العمل بدأ بالجزائر. في عام 1963  انتشرت الأوبئة في الجزائر، الحديثة الاستقلال، آنذاك  والتي تفتقر إلى الأدوية والعاملين في مجال الطب بإلحاح، فقدمت الجزائر نداءا مستعجلا للمجتمع الدولي، حيث اتخذ الجيل الأول من قادة الصين الجديدة بنظرة بعيدة قرارا بسرعة، فبعثت الصين فرقة طبية إلى الجزائر تحت عناية وإرشاد رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت شو أن لاي. كان ذلك بداية تقديم الصين العون للدول النامية الأخرى بتقديم التكنولوجيا الطبية والعلاجية والخدمات الطبية والأموال والمواد. في السنوات الأخيرة يتعزز التعاون الطبي بين البلدين باستمرار. في أغسطس 2002، وقعا "بروتوكول إرسال الفرق الطبية لتعمل في الجزائر". وتنمية

بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية وقع البلدان نحو 20 اتفاقية للتعاون والتبادل في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة والإعلام، والتعاون الثقافي الثنائي وثيق. في أغسطس 2002، وقع البلدان "البرنامج التنفيذي للاتفاقية الثقافية". حاليا يدرس أكثر من 20 طالبا جزائريا في الصين. وفي الفترات الأخيرة، أقامت الصين معارض كثيرة في الجزائر مثل "معرض الصين الجميلة لفن التصوير الفوتوغرافي" (سبتمبر 2003)، "المعرض الصيني للصور الفوتوغرافية" (نوفمبر 2002)، "معرض الصور الفوتوغرافية للتراث العالمي بالصين" (ديسمبر 2001)،  "المعرض الصيني لفن أوبرا بكين" (سبتمبر 2001) الخ.  وكان طابع البريد التي أصدرته الجزائر لإحياء الذكرى الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الصينية في ديسمبر 2003 صورة مصغرة للتعاون الودي بين الطرفين في السنوات الأخيرة. قام الطرف الجزائري بعمل تصميم  وطباعة الطابع الذي يحمل حمامتين متحولتين من العلمين الوطنيين للبلدين بالمعالجة الفنية، تطيران جنبا إلى جانب، رمزا إلى العلاقات الودية بين البلدين والجهود المتواصلة التي بذلهما البلدان من أجل سلام وتنمية العالم. وتنمية

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.