بكين
تحول أزقتها مقصدا سياحيا
تشانغ
هوا
الأزقة
التي يسميها أبناء شمال الصين هوتونغ، شوارع صغيرة تتخلل
المدن. وقد جاء في السجلات التاريخية أن أسرة يوان (1206-1368م)
خططت عاصمتها، مدينة دادو، (بكين حاليا) حسب مقاييس محددة
بحيث تكون المدينة مربعة ومنظمة، على أن يكون عرض الشارع
الكبير 24 خطوة، والشارع الصغير 6 خطوات. ويقال إن كلمة
هوتونغ منغولية الأصل، وبدأ استخدامها في التخطيط
العمراني لمدن شمال الصين خلال فترة هذه الأسرة، التي أسسها
المغول. بالإسمنت
الأزقة
وما بها من الدور الرباعية، التي تسمى سي خه يوان،
من أبرز السمات الثقافية التاريخية لبكين، تلك المدينة التي
يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 عام، والتي يمتد تاريخها
كعاصمة إلى ما يزيد على ثمانية قرون. الأزقة سجل حي للتغيرات
التاريخية والخصائص العصرية في بكين، بل هي متحف للعادات
والتقاليد الشعبية. بسبب النمو السكاني السريع وتطور المدينة،
واستعدادا لاستضافة أولمبياد 2008 تجرى عمليات إصلاح بنائي
لمدينة بكين بسرعة مدهشة، وقد تمت إزالة عدد كبير من الأزقة
والدور الرباعية القديمة فيها، لتحل محلها البنايات السكنية
والتجارية العالية والطرق العريضة الحديثة، وفي الوقت نفسه
تجرى عمليات حماية الأزقة والدور الرباعية فيها من أجل الحفاظ
على السمات الأصيلة لبكين القديمة وتطوير السياحة فيها.
بالإسمنت
أزقة بكين بالإسمنت
يوجد
في العاصمة الصينية حاليا ما ينيف على أربعة آلاف زقاق؛
معظمها بني خلال فترة أسرة يوان (1206-1368م) ومينغ (1368-1644م)
وتشينغ (1616-1911م)، وبينها الدور الرباعية، وهي عبارة
عن بيوت أفنية مربعة مرتبطة بأروقة. تأخذ هذه الأزقة أسماءها
حسب ما يوجد من المقار الحكومية والقصور والمعابد والمخازن
والورش والجسور والأنهار والأسواق والسلع وأسماء الأسر والمشاهد
والمناظر الطبيعية الجميلة، ومنها ليوليتشانغ، أي مصنع القراميد
المموهة، وميشيداجيه، سوق الأرز، وزقاق يندينغتشياو، جسر
يندينغ الخ. بالإسمنت
بعض الأزقة لها نكهة خاصة، ومنها زقاق
تشيانشي، أي سوق المال الذي يعتبر أكثر أزقة بكين ضيقا.
يقع في منطقة داشيلان التجارية أمام بوابة تشيانمن. يبلغ
طوله 55 مترا، وعرضه 70 سم، وعلى جانبيه تسع بنايات، منها
أربع بنايات لسبك الفضة، العملة الصينية القديمة، والبنايات
الأربع الأخرى تشغلها بنوك، والبناية الأخيرة هي سوق المال
الحكومية في أسرة تشينغ. بالإسمنت
الدور الرباعية في بكين مبنية بالطوب
والقراميد الرمادية كأنها جميعا على نمط واحد، وتتكون الدار
من غرف تشنغفانغ، الغرف الشمالية، وهي الغرف الرئيسية فيها،
وغرف داوتسوه، الغرف الجنوبية، ودونغشيانغفانغ، الغرف الشرقية،
وشيشيانغفانغ، الغرف الغربية، وترتبط هذه المجموعات الأربع
من الغرف بأروقة، ويتوسطها فناء، والباب الذي يتجه إلى الزقاق
رئيسيا، وفي الوقت نفسه يختلف كل منها عن الآخر في التفاصيل
الخارجية والداخلية. بالإسمنت
بحيرة شيتشاهاي بالإسمنت
تتكون بحيرة شيتشاهاي من بحيرة تشيانهاي،
البحيرة الأمامية، وهوهاي، البحيرة الخلفية، وشيهاي، البحيرة
الغربية، وهي منطقة نموذج للأزقة والدور الرباعية في بكين.
يقال إنها مهد مدينة بكين. فيها مناظر طبيعية جميلة ومواقع
تاريخية مشهورة، وبها عدد كبير من الدور الرباعية والأزقة
النموذجية والمساكن السابقة للمشاهير وقصر قونغوانغفو (قصر
الأمير قونغ وانغ)، وبرج الطبل وبرج بوابة دهشنغمن ومعبد
قوانغهوا ومطعم كاوروجي العريق، وهي منطقة لها تاريخ عريق
في نشاطات العادات والتقاليد الشعبية. بالإسمنت
السائح في بكين يمكنه أن يركب التريسيكل،
الدراجة الثلاثية العجلات، والتي كانت وسيلة المواصلات القديمة
في بكين، ويقوم بجولة ابتداء من الشاطئ الغربي لبحيرة شيتشاهاي،
وعبور جسر يندينغ، وهو من أشهر ثمانية مناظر طبيعية جميلة
ومواقع تاريخية مشهورة في بكين، ويستمتع بمناظر البحيرة
وجبل شيشان الواقع في غرب بكين، أو يتناول الطعام في مطعم
كاوروجي القديم، ووصولا إلى برج الطبل، ويمكن التمتع بأحياء
المدينة القديمة والأزقة المؤدية إلى الجهات المختلفة. حول
البحيرة زقاق قوانفانغ الجنوبي وزقاق قوانفانغ الشمالي وزقاق
جينشي الكبير وزقاق جينشي الصغير وزقاق تشيانجينغ الأمامي
وزقاق تشيانجينغ الخلفي الخ، ويعيش عامة البكينيين في الدور
الرباعية حتى الآن، ويمكن للسائحين أن يصلوا منها إلى قصر
قونغوانغفو بعبور زقاق ليوينجيه. هذا القصر، هو حديقة داقوانيوان
التي جاء ذكرها في رواية حلم القصور الحمراء، وهي من أشهر
أربع روايات كلاسيكية صينية. بدأ بناؤه في عام 1779، وتبلغ
مساحته 3 هكتارات، وهو أكبر قصر حجما وأفضل قصر محتفظ به
من قصور أمراء أسرة تشينغ. بالإسمنت
في الصيف يمكن للسائح أن يستقل القارب
للتنزه في بحيرة شيتشاهاي. هذه القوارب مصنوعة وفق رسم تشينغمينغ
شانغخهتو، سوق على شاطئ النهر في عيد تشينغمينغ المشهور
في أسرة سونغ (960-1279م)، ويبلغ طول الواحد منها 7 أمتار،
وعرضه 7ر1 متر، وهي قوارب يد خشبية على الطراز القديم لجنوب
الصين. يمكن للسائح أن يتمتع بغروب الشمس على جبل شيشان.
ويعلق نوع من الفوانيس يسمى مادنغ بالقوارب، وتعزف الآلات
الموسيقية الشعبية الصينية، ويمكن للسائح أن يرتشف فيها
الشاي، ويتناول الحلوى، ويضع نوعا من الفوانيس يسمى خهدنغ
على سطح الماء. بالإسمنت
تجذب بحيرة شيتشاهاي السائحين بالثقافة
التقليدية العميقة لمدينة بكين القديمة، وفي الوقت نفسه
بالجديد في بكين الحديثة، وحولها عدد غير قليل من المقاهي
والمطاعم الصينية والمكتبات، وأصبحت ثاني أكبر تجمع للمقاهي
في بكين بعد شارع سانليتون في منطقة السفارات. بالإسمنت
المساكن السابقة للمشاهير بالإسمنت
في بكين عشرات المساكن السابقة للمشاهير،
باتت مواقع أثرية محمية على مستوى الدولة والمدينة، ومنها
المسكن السابق لمي لان فانغ، فنان أوبرا بكين الكبير المشهور
عالميا، الذي يقع في زقاق هوقوهسيجيه بحي شيتشنغ، وكان جزءا
من قصر لأمير في أسرة تشينغ سابقا، وهو دار رباعية نموذجية.
تبلغ مساحته 716 مترا مربعا، وبه ثلاث مجموعات غرف شرقية
وغربية وشمالية، مرتبطة بأروقة مزخرفة، ومازالت قاعة الاستقبال
والمكتب وغرفة النوم بها على حالتها الأصلية. بالإسمنت
يقع المسكن السابق للسيدة سونغ تشينغ
لينغ، رئيسة الصين الفخرية الراحلة على الشاطئ الشمالي لبحيرة
هوهاي، وهو حديقة ذات الخصائص الحدائقية الإمبراطورية تبلغ
مساحتها أكثر من 20 ألف متر مربع، وكان حديقة قصر أمير في
أسرة تشينغ سابقا، وبه دار رباعية وجبل وبحيرة وأروقة، وفيه
شجرتا التفاح البري، شيفوهايتانغ، يرجع تاريخهما إلى ما
قبل أكثر من مائة عام. بالإسمنت
البكينيون العاديون في الدور الرباعية بالإسمنت
تتم إزالة العديد من الأزقة والدور
الرباعية، وينتقل عدد كبير من سكانها إلى مساكن جديدة في
الأحياء الحديثة، ولكن ما زال عدد من البكينيين العاديين
يعيشون في الدور الرباعية، إما انتظارا للانتقال أو باعتبارها
مواقع أثرية محمية، ومن هؤلاء السيد لي الذي يسكن بالغرف
الشرقية لواحدة من الدور الرباعية. الرجل يفضل الإقامة في
الدار الرباعية على العمارات العالية لأن الجيران في نفس
الدار الرباعية يتجمعون في وسط الفناء للحديث كأصدقاء برغم
اختلاف أشغالهم ومهنهم، ويهتمون ببعضهم بعضا كأنهم أسرة
واحدة؛ فهم يودون إلى بيوتهم بعد انتهاء العمل، ويعدون العشاء
في نفس الوقت تقريبا، وإذا نقص أحد منهم شئ، من صلصة أو
بصل يأخذون من جيرانهم، ويقدمون الهدايا لبعضهم بعضا دائما.
بالإسمنت
السيد
وو يعيش في زقاق شياوجينسي، وهو متقاعد من معهد البحوث الأثرية
في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. بعد أن نظمت العاصمة
الصينية برنامج سياحة الأزقة بدأ يستقبل السائحين
الأجانب في بيته، يناقش مع المهتمين منهم كيفية حماية المدينة
القديمة، ويبحث كيفية تقوية جدران الدور الرباعية المبنية
من الطوب والتي جعلها الزمن عارية مع الحفاظ على ملامحها
السابقة. ويعتقد أن طريقة دهكها بالإسمنت لحمايتها ليست
علمية، ولا تساعد في إظهار التاريخ العريق لأزقة بكين.
بالإسمنت
