محتويات العدد 1 يناير(كانون الثاني) 2004   
الوفاء يساوي الثروة وأسالوا ونتشو!

لي وو تشو

في نهاية عام 2003، صدر في منطقة تشوهاي الاقتصادية الخاصة بجنوب الصين <<إعلان التنمية الاقتصادية العالمية>> (إعلان تشوهاي) الذي دعت إليه ونظمته حكومة الصين. الإعلان الذي شارك في صياغة مسودته عدد من الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد أطلقت من خلاله الصين صوتها على مسرح الاقتصاد العالمي لأول مرة، وفقا لما يرى المحللون، الأمر الذي يعكس موقف الصين كبلد كبير مسؤول في المشاركة الإيجابية في العولمة الاقتصادية. الصينيين

الوفاء أحد الموضوعات الرئيسية للإعلان، ومسألة الوفاء لا تقلق فقط الولايات المتحدة والدول المتقدمة، بل تزعج الصين أيضا، فحسب أحدث أرقام من الجمعية الصينية المشتركة للمؤسسات بلغت خسائر المؤسسات الصينية المباشرة وغير المباشرة بسبب عدم الوفاء 5ر585 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8,27 يوان)، أي 37% من دخلها المالي السنوي، وهذا يعني الهبوط بإجمالي الناتج القومي للصين بنقطتين مئويتين على الأقل سنويا. الصينيين

وفي دراسة لتقييم الوفاء والسمعة شملت نحو ألف مؤسسة للتجارة الخارجية بالصين قامت بها الجمعية الصينية لمؤسسات التجارة الخارجية وشركة قوشانغ لتقييم السمعة المصرفية الدولية ببكين، وُجد أنه فيما يتعلق بأهم أسباب مشكلة الوفاء اختار 9ر61% من مسئولي المؤسسات "تنفيذ القانون غير صارم". وفيما يتعلق بإجراءات رفع مستوى الوفاء قال 6ر52% "تعزيز قوة تنفيذ القانون"  و7ر43% قالوا "الإسراع بعملية تشريع الوفاء". مما يدل على أن هناك علاقة وثيقة بين عدم وجود الوفاء  وإدارة الحكومة وتنفيذها للقانون. السيدة وو يي، نائب رئيس مجلس الدولة، قالت في الإعلان  المشار إليه إن حكومة الصين ستواصل استكمال النظام القانوني للاستثمار الأجنبي وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية لتهيئة بيئة عمل عادلة ومنصفة وشفافة، أي الإسراع ببناء وفاء الحكومة. الصينيين

نداء المؤسسات الصينيين

المؤسسات الصينية تفهم نتيجة عدم الوفاء أكثر لذلك تنادي بالوفاء بأعلى صوت. الصينيين

يرى ليو يونغ هاو، رئيس شركة (مجموعة) شينشيوانغ الأهلية المشهورة أن ثمة فجوة كبيرة بين المؤسسات الصينية والمؤسسات الدولية، الفجوة ليست في الحجم والقوة، بل في معايرة الأعمال، وأهمها الوفاء. وعدم الوفاء هو عائق لاستثمار الشركات المتعددة الجنسية في الصين، كما أنه عائق لتكوين شركات صينية عابرة الدول لتكتشف الأسواق خارج الصين. الصينيين

تفيد أرقام مصلحة الدولة لإدارة الصناعة والتجارة أن عدد الاتفاقيات التي يتم توقيعها سنويا يبلغ 4 مليارات، ينفذ 50% فقط منها. في السنوات الأخيرة سبب عدم الوفاء خسارة اقتصادية مذهلة، ففي المعارض التجارية الكبيرة، تفضل بعض المؤسسات المحلية التخلي عن كثير من الطلبيات والعملاء رافضة أساليب الحساب التي يريدها العميل، لتختار التجارة بالنقود وأسلوب المقايضة وغيرهما من الأساليب البدائية، فيما يعتبر الخبراء أن أزمة الوفاء تعرقل ظهور القوة الاقتصادية. الصينيين

في السنوات الأخيرة أصبحت مشكلة الوفاء من أكثر الموضوعات سخونة في الأوساط الصناعية والتجارية. اقترح رئيس غرفة التجارة بهونان على حكومة الصين أن تقيم  الدولة مصلحة  لإدارة الوفاء والسمعة في البنوك لإدارة الأنواع المختلفة من شركات خدمات الوساطة والشركات والمراكز لتقييم الوفاء والسمعة وتكون مسؤولة عن وضع خطط بناء نظام الوفاء والسمعة بصورة موحدة في البلاد؛ وعن تقييم درجات وفاء المؤسسات وتوزيع شهادات الوفاء. الصينيين

المؤسسات وهي تطالب الحكومة بتنقية بيئة الوفاء، تطبق على نفسها إجراءات صارمة حيث أصدر أكثر من ثلاثمائة رجل أعمال من المؤسسات الخاصة إعلان الوفاء في 16 يوليو 1999 بقاعة الشعب الكبرى لحماية انضباط اقتصاد السوق الطبيعي؛ وفي عام 2000، أقامت شانغهاي نظام التحقيق المشترك لسمعة ووفاء الأفراد؛ وفي عام 2001، بدأت شركة شانغهاي للسمعة أعمال فحص التقارير حول السمعة الاقتصادية للأفراد، بحيث يمكن أن يقوم 4ر2 مليون مواطن بتسجيل السمعة في شانغهاي، يمكن الاستفسار عن سمعتهم ببطاقات الهوية. الصينيين

مدينة تولد بالوفاء الصينيين

مدينة ونتشو بجنوب الصين إحدى المناطق الأكثر تطورا اقتصاديا في الصين، لكنها قدمت ثمنا غاليا في مرحلة تطورها الأولى بسبب عدم الوفاء، فقد كانت ونتشو الاسم البديل للنوعية السيئة والتزوير، وقيل عن الأحذية التي تنتجها ونتشو "أحذية اليوم الواحد"، في ظاهرة أثارت غضب  أبناء مدينة هانغشو الذين قاموا بحرق  كل الأحذية من إنتاج ونتشو في ساحة وولين بالمدينة عام 1987. الصينيين

فهم أبناء ونتشو أخيرا أن الوفاء ثروة، وبدأوا
صناعة الوفاء من جديد وبصعوبة. الصينيين

قالوا إننا نسعى وراء الثروة تحت أشعة الشمس. حيث أقامت الحكومة المحلية مركز الوفاء والسمعة، وتنفذ نظام تقييم درجات الوفاء وفقا لمعايير الوفاء والسمعة الدولية، ويعلن النظام المصرفي القائمة السوداء للمؤسسات غير الوفية في موعد محدد، ويسعى رجال الأعمال وراء "ضمير الثروة". الصينيين

عاد الوفاء إلى ونتشو من جديد، فوصلت البضائع الصغيرة التي تنتجها ونتشو إلى كل العالم، ويسوق أكثر من مليوني شخص من أبناء ونتشو منتجاتهم وراء البحار، وأصبحت ونتشو قاعدة إنتاج الأجهزة الكهربائية بالجهد المنخفض في الصين، وإحدى القواعد الثلاث للطباعة بالصين. الصينيين

أصبحت ونتشو عاصمة الأحذية بالصين، فكل صيني يشتري حذاء واحدا في المتوسط مصنوعا في ونتشو سنويا. الصينيين

وفي نفس الوقت تضيء قداحات ونتشو العالم، إذ أنها دخلت أكثر من 80 بلدا ومنطقة وتحتل نحو 80% من السوق الدولية للقداحات. والأزياء والنظارات والأقفال وأمواس الحلاقة من إنتاجها ذات قدرة تنافسية عالية في السوق العالمية. الصينيين

قبل فترة وجيزة أعلنت نتيجة تقييم 20 مدينة تنمو سليما، كانت ونشتو المدينة الصينية الوحيدة في القائمة. الصينيين

ونتشو ليست إلا نموذجا واحدا، قصتها تجسد نضوج نفسية أبنائها في فترة الانفتاح، كما أنها تجسد النتيجة الحتمية لاتجاه الصينيين من حالة عدم الانتظام في بداية مرحلة اقتصاد السوق إلى النضوج والوفاء. الصينيين

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

قصة في صورة
موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.