محتويات العدد 1 يناير(كانون الثاني) 2004   

الأستاذ محمود يوسف/ لي هوا ين

في العام الماضي نشرت "الصين اليوم" مقال "الإسلام دين يدعو إلى السلام" للأستاذ محمود يوسف/ لي هوا ين، وقد طلب منا عدد من القراء معرفة المزيد عن هذا العالم المسلم الذي أمضي عشرات السنين في تعزيز الصداقة التقليدية بين الصين والعالم العربي. زرنا الأستاذ محمود وكان لنا معه هذا الحوار. العلاقات

الصين اليوم: قرأنا المقدمة التي كتبها الشيخ هلال الدين رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، والمقدمة التي دبجها الأستاذ عبد الرحمن نا تشونغ الفائز بجائزة الشارقة للثقافة العربية لليونسكو بمناسبة إعادة نشر كتبكم الإسلامية الثلاثة، ولكنهما لم يلقيا إلا قليلا من الضوء على سيرة حياتكم، فهل يمكن أن نعرف المزيد؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: من الواضح أن الشيخ هلال الدين والأستاذ عبد الرحمن قد بالغا في تقديري، والحقيقة أن خدماتي في هذا المجال شيء لا يذكر إذا قورنت مع ما قدمه العلماء القدامى، ويجوز اعتباري مثقفا مستفيدا من التعليم الإسلامي الصيني بنوعيه القديم والجديد على أقصى تقدير. وحيث أني ولدت في عائلة مسلمة سنة 1936، ونشأت نشأة إسلامية منذ طفولتي، فقد تلقيت التعليم الإسلامي على النمط القديم أي التعليم المسجدي 3 سنوات تعلمت خلالها المعارف الإسلامية الأساسية، واستوعبت قواعد علم الصرف والنحو العربي مبدئيا، وبعد أن أكملت دراستي المتوسطة سنة 1953 التحقت بقسم اللغة العربية في معهد قومية هوي ببكين مما أتاح لي فرصة تلقي التعليم الإسلامي الجديد. التعليم الإسلامي الصيني القديم كان يدعو الدارسين إلى دراسة علوم الدين باللغة العربية فقط، ويغفل  دراسة اللغة الصينية التي يتحدثون بها دون أن يطبق نظام الامتحان ولا يحدد المدة الدراسية. ولذلك فان الأغلبية الساحقة من العلماء الذين تثقفوا على هذا النحو كانوا لا يعرفون قراءة اللغة الصينية ولا كتابتها وكان من الصعب عليهم أن يشرحوا معاني القرآن الكريم وفحوى الشريعة الإسلامية باللغة الصينية البليغة بما فيه الكفاية. فلا غرو أن ذلك كان حائلا دون ازدهار الإسلام في الصين. أما في أوائل القرن السابق فقد اهتدى أولو الألباب من المسلمين الصينيين إلى طريق تجديد التعليم الإسلامي الصيني، وانتهي بهم الأمر إلى تأسيس مدارس إسلامية نظامية، وإيفاد عشرات الطلبة إلى جامعة الأزهر لتحصيل العلم حتى انبثق منهم عدد من العلماء، جرت العادة على اعتبارهم من "رجال الحضارتين الإسلامية والصينية"، ومما يؤسف له أن المدارس الإسلامية النظامية السالفة الذكر قد أغلقت أبوابها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بعد تأسيس الصين الجديدة سنة 1949. ومن حسن الحظ أن الحكومة الصينية أخذت على عاتقها مهمة إعداد "رجال الحضارتين الإسلامية- الصينية" فأسست قسم اللغة العربية الذي سبقت الإشارة إليه سنة 1952 كما قامت بتحويله إلى معهد مستقل سنة 1955، وهو معهد العلوم الإسلامية الصيني الذي تخرجت فيه سنة 1957. ولكن هذا المعهد الديني الناشئ لم يتطور كما يجب متأثرا بالنزعة السياسية المتطرفة التي سادت الصين آنذاك فتوقف عن قبول الطلبة بعد 4 سنوات من تأسيسه ولم يستأنف قبول الطلاب إلا عام 1982، ونتيجة لذلك فان عدد خريجي قسم اللغة العربية التابع لمعهد قومية هوي المسلمة، ومعهد العلوم الإسلامية الصيني الذين تم إعدادهم في بحر 30 سنة كان في حدود 200 فرد فقط، علما بأن عدد المستفيدين من الحضارتين الإسلامية- الصينية معا بعد تخرجهم يحصى على الأصابع، وقد حظيت أن أكون من ضمن هؤلاء المستفيدين من الحضارتين معا بحمد الله، ومن هنا يجوز لي القول بأن حياتي هي صورة مصغرة للتعليم الإسلامي الصيني بنوعيه القديم والجديد أيضا. وقد أكون جديرا باهتمام قراء مجلتكم  من هذه الزاوية. العلاقات

الصين اليوم: إن اختلاف مؤهلاتكم الدراسية عن سواكم يثير اهتمام القراء العرب بكل تأكيد. العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: ليكن الأمر كذلك. وبفضل جدية أساتذتي الصينيين والمصريين في التدريس وجهودي في الدراسة قطعت شوطا في تحصيل العلم بحمد الله حتى دخلت إلى مصاف أوائل رجال الحضارتين الإسلامية- الصينية الذين تم إعدادهم بعد تأسيس الصين الجديدة. العلاقات

الصين اليوم: حظيتم أنتم، أوائل خريجي المعهد الإسلامي، باستقبال ماو تسي تونغ وشو ان لاي وتشو ده ودنغ شياو بينغ وغيرهم من قادة الحزب والدولة قبل تخرجكم ولكن قيل إنكم واجهتم الصعوبة حتى في البحث عن عمل بعد تخرجكم. فماذا حدث؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: نتيجة لتشرفنا باستقبال كبار قادة الحزب والدولة قبل مغادرتنا المعهد كنا ننظر إلى مستقبلنا بتفاؤل لم يكن له مثيل ولكن الأجواء السياسية في الصين تغيرت بين عشية وضحاها في غير صالحنا فكان من نصيبنا الإهمال والنسيان. العلاقات

الصين اليوم: فماذا كان مصيركم ؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: أما أنا فقد اتهمت بأني من الخريجين غير المطلوبين (سياسيا وليس علميا بطبيعة الحال)، ولم يكن أمامي اختيار إلا التشرد إلى مقاطعة تشينغهاي وهي منطقة نائية مقفرة بعيدة عن الحضارة إلى جانب قسوة ظروفها الطبيعية حيث عملت موظفا بريديا مدة 4 سنوات، متحملا ما لا يحتمل من الصعوبات والشدائد، ولكنني لم أبدد شبابي سدى، بل انتهزت كل فرصة لاستذكار ما تعلمته من اللغة العربية والمعارف الإسلامية من جهة، وللتدرب على ترجمة المقالات من الصينية إلى العربية أو بالعكس من جهة أخرى، وفي الوقت ذاته طمحت في تقديم الخدمات لتعزيز الصداقة التقليدية بين الصين وبلاد العرب استفادة من اللغة العربية التي تعلمتها، إذا أتيحت لي فرصة في يوم ما. وقد حدتني أمنيتي هذه على إرسال قصيدة الشاعر خه تشي فانغ التي ترجمتها إلى دار النشر باللغات الأجنبية ببكين لاختبار كفاءتي في التعريب (وليس بقصد إصدارها)، دون أن أعرف أن مبادرتي هذه سوف تترك أثرها في تغيير مصيري، ومع أن ترجمتي هذه بعيدة عما يجب إلا أنها كانت مثار اهتمام خبير اللغة العربية السوري الذي كان يعمل في دار النشر، فاقترح على الجهة المعنية استقدامي إلى الطبعة العربية لمجلة الصين المصورة لأعمل فيها مترجما. وعلى هذا النحو هجرت من حدود الصين إلى عاصمتها، في تأكيد لقول النبي(صلى الله عليه وسلم) "إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوي". العلاقات

الصين اليوم: كم سنة أمضيتم في الصين المصورة؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: أمضيت 36 سنة، عملت مترجما متفرغا في الـ 18 سنة الأولى منها، ورئيسا للتحرير والترجمة في الـ 18 سنة الأخرى، معنى ذلك أنني اشتغلت بالترجمة والتحرير طول حياتي. وفي عبارة واحدة  عربت ونقحت ملايين المقاطع الصينية من مقالات وأبحاث متنوعة. العلاقات

الصين اليوم: تبدو إنجازاتكم بسيطة، والواقع أنها ليست بسيطة أبدا فيما نرى لأن تحقيقها ألزمكم بذل ما بذلتم من جهود مضنية متواصلة، ويحق لنا القول بأن جهودكم من أجل هذه القضية على مدى عشرات السنين جديرة بالاحترام والتقدير! العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: شكرا على تقديركم!. الحقيقة أن أعمالي كانت موضع اهتمام الجهات المعنية بدليل أنه قد تم منحي درجة علمية تسمى"منقح" وهي على مستوى أستاذ الجامعة سنة 1985، ومنحني مجلس الدولة سنة 1992 لقب "صاحب المساهمات البارزة في الصحافة"، وانتخبت عضوا لمجلس إدارة جمعية المترجمين الصينيين في دوراته الأولى والثانية والثالثة سنة 1983 وسنة 1986 وسنة 1992 إلى جانب حظوتي بعضوية لجنة التحكيم الصينية لمؤهلات أصحاب الوظائف العليا في مجال الترجمة وهي أعلى هيئة علمية للمترجمين الصينيين. العلاقات

الصين اليوم: لا نغالي إذا قلنا إنكم قد حظيتم بأعلى شرف في حقل الترجمة الصيني مرارا! إن ذلك ليس شرفا لكم وحدكم بل شرف لمعهد العلوم الإسلامية الصيني أيضا. العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: مع أن ما قدمت من مساهمات في هذا المجال يدعوني إلى السرور إلا أن أشد ما يدعوني إلى السرور والفخر هو تقديم الخدمات لصالح المسلمين الصينيين ولتنمية الصداقة بينهم وبين اخوتهم فيما وراء البحار، ولصالح تطبيق سياسة الصين الدينية وان كان ذلك خارج وظيفتي المهنية. العلاقات

الصين اليوم: هل نطمع في مزيد من التفصيل؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: بعد تطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج  دخل الإسلام في الصين ربيعه مرة أخرى، ولكن كانت هناك أعداد كبيرة من اليساريين المتطرفين يقفون في وجه تطبيق هذه السياسة السديدة مترقبين تغير الأجواء السياسية في الصين لصالح نزعتهم في يوم ما، ولمجابهة هذا الوضع فقد كان من الضروري تهيئة الرأي العام الصالح لتطبيق سياسة حرية الاعتقاد الديني، ولكن الكتابة حول هذا الموضوع الحساس كانت بحاجة إلى جرأة على كل حال، لان قلوب الناس آنذاك ما زالت ترتجف خوفا من تقلب جو الصين السياسي لصالح النزعة اليسارية مرة أخرى، وفي هذا الوقت الحاسم شاركت في تهيئة الرأي العام لتطبيق السياسة الدينية السديدة وكتبت مقالة مصورة بعنوان "المسلمون في الصين"، في أربع صفحات من العدد الأول لمجلة الصين المصورة لسنة 1980 وطبع منها حوالي مليون نسخة بـ 21 لغة، ووزعت في أكثر من مائة بلد إلى جانب الصين. وبما أنها كانت أول مقالة مصورة تعكس أحوال المسلمين الصينيين بصورة إيجابية خلال قرابة ربع قرن، لم تنل استحسان القراء الصينيين فحسب، بل أثارت اهتماما لدى القراء العرب، بمن فيهم الكاتب المصري المرموق فهمي هويدي الذي تلهف إلى مقابلتي إلى درجة أنه سأل مستقبله عني فور نزوله من طائرته لزيارة الصين أول مرة حتى قابلني وتصادق معي في نهاية المطاف. العلاقات

الصين اليوم: لقد قدمتم خدمات جليلة لصالح مسلمي الصين. ونعتقد بأنكم لم تتوقفوا عند هذا الحد، أليس كذلك؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: بدافع من ذلك ازداد حماسي للعمل أكثر من ذي قبل بصفتي مديرا للطبعة العربية للصين المصورة، ففي إبريل سنة 1980 حضرت المؤتمر الإسلامي الصيني الرابع بصفتي صحافيا لتغطية أخباره، وكتبت مقالة بعنوان "ربيع المسلمين الصينيين" بمناسبة اختتام هذا المؤتمر العظيم الشأن. وبعد ذلك قمت بترجمة مجموعة وثائق المؤتمر الإسلامي الصيني الرابع إلى اللغة العربية، وهي من المعلومات القيمة لدراسة الإسلام في الصين، كما شاركت في إخراج ألبوم"الحياة الدينية لمسلمي الصين" الصادر باللغات الصينية والعربية والإنجليزية سنة 1981، وهو الألبوم الوحيد من نوعه بعد ربع قرن من صدور مثيله سنة 1957، وإضافة إلى ذلك صار من عادتي أن أكتب مقالات حول الإسلام في مجلة الصين المصورة تارة وفي المجلات الأخرى تارة أخرى. زد على ذلك أنني قمت بالتأليف والبحث في أوقات فراغي حتى ألفت وترجمت كتب "المساجد في الصين" و"الإسلام في الصين" و"الشخصيات الإسلامية البارزة في الصين" في الفترة من سنة 1989 إلى سنة 1993، وهي تحظى باستحسان القراء الصينيين والعرب لندرة مثيلاتها. ولذلك فإن هذه الكتب الصادرة عن دار النشر باللغات الأجنبية ببكين سرعان ما نفدت بعد وقت قصير من صدورها، وهذا هو سبب لجوء دار الهلال الأزرق للنشر بهونغ كونغ إلى إعادة نشرها سنة 2003 في مناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الجمعية الإسلامية الصينية. العلاقات

الصين اليوم: سررنا بالاستماع إلى ما حققتموه من نجاح في توثيق العلاقات الصينية والعربية، ولكن نود معرفة المزيد من جهودكم في هذا المضمار فهل يمكنكم إفادتنا؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: انتهازا لهذه الفرصة يسرني إحاطتكم علما بأني قد ساهمت بقسط معين في توثيق العلاقات الصينية والعربية مباشرة بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه إذ أتيحت لي فرص كثيرة للذهاب إلى خارج البلاد بفضل انفتاح الصين على الخارج، وأشد ما يدعوني إلى الفخر هو أنني قد زرت المملكة العربية السعودية خمس مرات لأداء فريضة الحج تارة، وللزيارة أو للعمل تارة أخرى، كما زرت الكويت والإمارات، والمغرب وليبيا، والصومال وقطر، ولبنان وباكستان، وإيران وماليزيا، ومالطة وسويسرا، وألمانيا وفرنسا.. للزيارة حينا وللمشاركة في النشاطات العلمية حينا آخر. ولا تفوتني الإشارة إلى أنني قد شرفت بمقابلة المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز، وخادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز، والمغفور له الملك الحسن الثاني، ملك المغرب، وصاحب السمو الأمير عبد الله ولي العهد السعودي، وخلال هذه الزيارات أجبت على أسئلة الصحافيين ونشرت كلمات إذاعية مرارا. ولأجل إطلاع بني وطني على ما شاهدته خارج البلاد كتبت عددا من المقالات لإلقاء الضوء على الدول التي زرتها. ولا تفوتني الإشارة إلى أن مقالة "مشاهداتي في المملكة العربية السعودية" التي نشرتها بعد عودتي من حج بيت الله سنة 1980 قد تركت ردود فعل شديدة وسط القراء الصينيين الذين كانوا لا يعرفون حقيقة المملكة ولا حقيقة الحج بتضليل من الرأي العام الغربي. العلاقات

الصين اليوم: تبين للأعين أنكم لم تكرسوا أنفسكم لقضية الصحافة الصينية فحسب، بل لعبتم دور رسول صداقة بين مسلمي الصين واخوتهم فيما وراء البحار. العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: أنتم تبالغون في تقديري. وإذا قيل بأني قدمت بعض الخدمات لوطني ولديني فيجب أن يعزى الفضل في ذلك إلى نصرة الله أولا، وقبل كل شيء. العلاقات

الصين اليوم: أخيرا نرجو الإجابة على أسئلتنا: متى تقاعدتم؟ وماذا عملتم بعد تقاعدكم؟ وماذا تحرصون على ممارسته؟ العلاقات

الأستاذ محمود يوسف: تقاعدت في ربيع 1998 رسميا، وأنا حريص على أن اشتغل بالتأليف والبحث في مجال الحضارة الإسلامية ولكن لم يمض على ذلك سوى نصف سنة حتى رشحني صديقي الأستاذ على/ لي تشن تشونغ للعمل في سفارة السعودية ببكين مما حال دون تحقيق أمنيتي كما يجب. ومع ذلك فقد انتهزت كل فرصة لوضع بعض الأبحاث حول القضايا الإسلامية، إضافة إلى ذلك توجهت خلال هذه الفترة إلى السعودية 3 مرات لمصاحبة زوجتي السيدة طليعة إلى الحج في المرة الأولى، وللعمل في المرة الثانية، ولحضور مهرجان الجنادرية في المرة الثالثة. وصفوة القول بأنني مسرور بما أتيح لي من فرص لتقديم خدمات قليلة لتعزيز أواصر الصداقة بين الصين والعالم العربي بحمد الله. هذا وسوف أبذل جهودي في سبيل توثيق العلاقات الصينية والعربية إن شاء الله، وأبتهل إليه سبحانه أن ينصرني في تحقيق ما أصبو إليه والله ولي التوفيق! العلاقات

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

قصة في صورة
موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.