شيوي
فنغ شيانغ
عاشقة
الغابات
اختارت بيولوجيا التبت محرابا
لها حتى أصبحت عالمة في هذا المجال؛ ألفت بضع عشرة
كتابا حول التبت، منها "دراسات في هياكل نباتات غابات
يونشان (نوع من أشجار الأبيسة) واحتياطي الأحياء" الذي
فاز بالمرتبة الثانية للتقدم التكنولوجي في منطقة التبت
الذاتية الحكم، وكتاب "أصناف الغطاء النباتي البيولوجي
لمنطقة غابات جبل سهجيلآ بالتبت وحمايتها واستخدامها"
الذي نال المرتبة الثانية للتقدم التكنولوجي لوزارة صناعة
الغابات، وكتاب "دراسات بيولوجيا الغابات في هضبة التبت"
الفائز بجائزة الدورة العاشرة للكتب في الصين، وكتاب "الغطاء
النباتي للجبال في التبت بالصين" الذي حصل على الدرجة
الثانية للكتب في منطقة غرب الصين.. الأرصاد
على سفح جبل لينغشان بضاحية بكين بيت خشبي،
يتوسطه أكثر من مائة شجرة جوز وبنايات على النمط التبتي.
إنها حديقة بكين لنباتات التبت، ومعهد لينغشان لدراسات البيولوجيا،
وأقامته صاحبة البيت الخشبي المجاور لنهر يالوتسانغبو، المبني
قبل أكثر من عشرة أعوام- شيوي فنغ شيانغ التي تجاوز عمرها
سبعين عاما. الأرصاد
الحلم في بيت خشبي بالتبت الأرصاد
في
شبابها أحبت شيوي فنغ شيانغ الأدب، وبالفعل أعدت العدة لدراسة
الأدب في الجامعة بعد الثانوية، ولكن قصيدة تثني على علماء
صناعة الغابات غيرت مسار حياتها. بعد أن قرأت القصيدة قررت
أن تكون الغابات قبلتها. خلال أكثر من أربعين عاما منذ تخرجها
في معهد نانجينغ لصناعة الغابات تركت شيوي فنغ شيانغ آثار
قدميها في 64 منطقة غابة لتسع عشرة مقاطعة ومنطقة ذاتية
الحكم في الصين، بما فيها منطقة التبت التي تعتبر أحب منطقة
إليها. الأرصاد
جذبتها بيئة التبت المتنوعة جغرافيا وبيولوجيا
وما بها من أصناف نباتات نادرة، ولهذا طلبت مرارا أن تعمل
بالمنطقة التي لا تستهوي كثيرين للعمل بها. في عام 1978،
حققت شيوي فنغ شيانغ حلمها بالعمل في التبت وكان عمرها 47
عاما، وبقيت 18 عاما هناك حتى قال أبناء التبت عنها تشينغ
نا جه قا ( إلهة الغابة باللغة التبتية). الأرصاد
في عام 1985 أسست شيوي فنغ شيانغ معهد دراسات
الأحياء في هضبة التبت وبدأت دراسة بيولوجيا الهضبة للمنطقة
الخاصة. المعهد الذي عبارة عن "بيت خشبي صغير"
في الهضبة يلعب دورا ملحوظا في معرفة مواد التبت الأحيائية
وتفوقها البيولوجي، وحمايتها واستخدامها، وقد استكشفت شيوي
فنغ شيانغ ومساعدوها مناطق البيولوجيا الرئيسية في التبت،
بما فيها 20 منطقة غابات. روحها الدؤوب واحترامها للعمل
جعلاها تلج أعماق الجبال والغابات، وتقطع 120 ألف كيلومتر
من الطرق البرية، من نهر شيتشيوان غربا مرورا بمنطقة تشيانغتانغ
الخالية من الإنسان إلى نهر جينشآ شرقا، ومن مخيم قاعدي
لفريق تسلق الجبال بقمة جومولانغما (تسمى إفرست خطأ) إلى
مضيق نهر يالوتسانغبو، وحصلت شيوي فنغ شيانغ على معلومات
غزيرة نادرة وصور وعينات. وذهبت إلى منطقة موهتوه ثلاث مرات،
تلك المنطقة الواقعة في زاوية جنوب شرقي التبت بأعماق المضيق
الكبير لنهر يالوتسانغبو، وهي المحافظة الوحيدة التي لا
يصلها طريق عام في الصين، حتى ليقال إن الوصول إلى موهتوه
أصعب من الصعود إلى السماء. الأرصاد
في
أول مرة زارت شيوي فنغ شيانغ موهتوه، كان يعلق على جسدها
أكثر من أربعمائة دودة إضافة للدغ البعوض والحشرات، وبعد
وصولها إلى حاضرة محافظة موهتوه أصيبت بالملاريا الخبيثة
مع الحمى، وأغمي عليها ثلاثة أيام. تقول شيوي فنغ شيانغ
مازحة، إنني لم أمت في تلك المرة لأنني لم أتم عملي في التبت.
في عام 1985 ذهبت شيوي فنغ شيانغ إلى موهتوه للمرة الثانية،
ولكن على متن هيلوكبتر عسكرية. من الجو رأت عالما مليئا
بالألغاز للمضيق الكبير لنهر يالوتسانغبو المكسو بالغطاء
الأخضر يحوطه شريط أبيض من مياه نهر يالوتسانغبو. وفي عام
1990، دخلت شيوي فنغ شيانغ منطقة موهتوه للمرة الثالثة وكان
عمرها يناهز الستين عاما، وعلى مدى شهر كامل مليئ بالصعوبات
والمشاق أتمت رحلتها الاستكشافية التي أثمرت "تقرير
النباتات النادرة المعرضة للانقراض في موهتوه". الأرصاد
سنوات
البحث المضني لشيوي فنغ شيانغ ومساعديها كشفت عن أن
احتياطي غابات يونشان (نوع من أشجر الأبيسة) في منطقة بهمي
للغابات يبلغ 3831 مترا مكعبا لكل هكتار، وقامت شيوي فنغ
شيانغ بدراسة هياكل غابات يونشان ونباتها بدقة، وقدمت مساهمات
كبيرة في مجال دراسة أصناف الأحياء الرئيسية في التبت، وبخاصة
في مجال هياكل الغابات ونباتها وتوزيعاتها، وتحليل قيمة
المواد وحمايتها واستخدامها، وبعد جمع كثير من المعلومات
أثبتت شيوي فنغ شيانغ أن منطقة جنوب شرقي التبت منطقة بيولوجية
متفوقة على نطاق الصين، بل والعالم. الأرصاد
بفضل مشاركة معهد دراسات البيولوجيا بهضبة
التبت اتخذت حكومة التبت المحلية إجراءات فعالة لدراسة الحيوانات
والنباتات النادرة في التبت، بما فيها الأشجار القديمة والأخشاب
الشهيرة، والمواد الأحيائية (العقاقير، الأزهار، والثمار..)،
والمواد المائية، والأصناف البيولوجية الخاصة، ولحماية موارد
التبت البيولوجية واستخدامها الصالح، وفي الوقت نفسه دفعت
شيوي فنغ شيانغ إقامة منطقة محمية طبيعية لغابات يونشان،
ومنطقة محمية لغابات التنوب الصيني، وقاعدة لمواد السرو
الاحتياطية، ومنطقة تسوهقاوهو للتشجير والحماية، ومنطقة
محمية للغابات البيولوجية والأصناف النادرة من الأحياء،
وقدمت شيوي فنغ شيانغ مساهمات كبيرة في إعادة الغطاء النباتي
قي هضبة التبت وحماية الأصناف البيولوجية المتعددة. الأرصاد
هضبة
التبت التي تكتنفها الأسرار تتمتع بمناظر طبيعية جميلة
ومواد بيولوجية وفيرة، ولكن بسبب مشكلة المواصلات والاتصالات
معرفة الناس بها محدودة. تقول شيوي فنغ شيانغ إن التبت ليست
مرادفا للثلوج فقط، بل هي جنة لزهور الجبال العالية البرية،
فهناك أكثر من مائة من زهور الزينة البرية النفيسة، والأزاليا
والزغدة، زهرة الربيع التي تعتبر من أشهر ثلاث زهور للجبال
العالية في العالم. الأرصاد
ومن أجل
التعريف بكنوز المواد البيولوجية بالتبت أقامت شيوي فنغ
تشيانغ، بعد تقاعدها، نافذة للتعريف بالتبت هي معهد لينغشان
لدراسات البيولوجيا بكين، وحديقة بكين لنباتات التبت في
جبل لينغشان بضاحية بكين، الذي يبلغ ارتفاعه 2303 أمتار
عن سطح البحر. الأرصاد
بعد أعوام قليلة من إقامة المعهد، غطت الخضرة
وادي جبل لينشان الجدب ويتوسط البيت الخشبي الصغير أشجار
الجوز الكثيفة، وتنتشر في الحديقة بنايات على النمط التبتي
لتدريس البيولوجيا، وفي نفس الوقت أقيمت فيها قاعدة تجريبية
للتشجير وإدخال أشجار غير محلية، وقد نجح المعهد في استزراع
حوالي مائة نوع من الأشجار غير المحلية، منها أكثر من 30
نوعا من نبات التبت، وأصبح المعهد قاعدة التعليم البيولوجي
للأطفال والشباب، ويزوره آلاف الطلاب كل سنة. الأرصاد
التصميم
الخارجي "للبيت الخشبي الصغير" رائع، وديكوراته
الداخلية حديثة. يحتوي على قاعة لعرض عينات الحيوانات والنباتات،
وغرفة الكمبيوتر، غرفة الدفيئات، وغرفة المطالعة، وغرفة
النوم، وخارج البيت يوجد مشتل النباتات، ومعدات الأرصاد
الجوية.. الأرصاد
في
يوليو عام 1997 حددت شيوي فنغ تشيانغ بعض منشآت حديقة لينغشان
لنباتات التبت لتكون مزارا سياحيا، وتقدم نفسها الخدمات
السياحية إذا سمح وقتها، تشرح للزوار كل شيء في المعهد.
تكرس شيوي فنغ تشيانغ حياتها للبيئة الأحيائية وحمايتها،
لذلك نقدم لها شهادة تقدير. الأرصاد
