محتويات العدد 1 يناير(كانون الثاني) 2004   
بيني وبين علي عقلة عرسان

تشن شي رو

على عقلة عرسان (اليسار) مع السفير الصيني السابق لدى سورية شي يان تشون، رئيس التحرير العام لدار المعارف العالمية للنشر

يبدو أن ثمة علاقة قدرية بيني وبين هذا الرجل؛ عندما زارا الصين لأول مرة عام 1983، كنت في استقباله هو وزوجته بمطار العاصمة في بكين. وفي خريف العام الماضي، عندما كانا في زيارتهما الرابعة للصين رافقتهما طوال فترة إقامتهما بالصين. حياتي، وتحدي

مرت السنون بسرعة، ولكن بصمات الزمن لا وجود لكثير منها عليهما. مازال على عقلة عرسان فصيحا، مرحا، لبقا، كما عهدته ومازالت زوجته كريمة جميلة. علي عقلة عرسان كاتب مسرحي، وزوجته كاتبة متخصصة في أدب الأطفال، من أعمالها المشهورة <<الراعي والأفعى>>. زوجان محبان وصديقان يشاطران السراء والضراء؛ يتناقشان و يتجادلان في كثير من الأمور. الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد عرسان كانت سريعة بغرض استكمال بعض المعلومات لكتاب حول الصين يؤلفه حاليا، وليتفق مع دار نشر صينية حول مشروع ترجمة 100 مؤلف عربي ونشرها في الصين لتوثيق التبادل الأدبي بين الدول العربية والصين، وقد تم بالفعل الاتفاق مع دار نشر المعارف العالمية، وسوف تصدر قريبا المجموعة الأولى وهي خمس عشرة رواية عربية من أربعة عشر دولة عربية، في إطار هذا المشروع. حياتي، وتحدي

خلال جولته في الصين كان متأثرا بالتغيرات الهائلة التي شهدتها تلك البلاد، حيث قال: "عندما زرت الصين لأول مرة، كان الكتاب الصينيون يتحدثون كثيرا حول النقد للثورة الثقافية و"أدب الجراح". وكنا قليلا ما نرى العشاق في الشوارع، وكان الناس يلبسون الأزياء بنفس اللون تقريبا، والسيارات قليلة، لا توجد في الشوارع إلا الدراجات. في زيارتي الثانية للصين وجدت الكتاب الصينيين قد شرعوا يتحدثون عن الفترة الجديدة للصين، وكانت أفكارهم نشيطة، وازداد عدد السيارات الأجنبية الصنع، وتعبيرات وجوه الناس أصبحت أكثر صفاء.. في زيارتي هذه وجدت أن بكين وشانغهاي قد تغيرتا تغيرات هائلة، فقد أصبحتا مدينتين جديدتين كل الجدة، وأصبحت تعبيرات وجوه الناس أكثر ثقة بالنفس واطمئنانا، والأزياء ملونة وجميلة، خاصة أزياء الشباب مثل أزياء الشباب في الدول الغربية المتقدمة تماما. ناطحات السحاب مثل الغابات، والبضائع في المتاجر كثيرة ومتنوعة ومبهرة للعيون. الهاتف المحمول والكمبيوتر ومقاهي الإنترنت والإعلانات الأجنبية تُرى في كل مكان. تغيرات بكين وشانغهاي صورة مصغرة للإصلاح والانفتاح الصيني، وتبشر بتوجه تطور الصين في المستقبل. حياتي، وتحدي

منذ عشرين عاما يتابع على عقلة عرسان بدقة التطورات والتغيرات في الصين، وأقام علاقات بين الكتاب الصينيين والسوريين بصورة عملية، فقد أصدر أكثر من مرة "عددا خاصا حول الأدب الصيني" في فصلية <<الأدب الأجنبي>> التي يصدرها اتحاد الكتاب السوريين. حياتي، وتحدي

عندما زرت سوريا قبل عدة سنوات، طرح كاتب سوري سؤالا في إحدى الندوات على الكتاب الصينيين والسوريين، وقال عرسان الذي كان يترأس الندوة مبتسما: "لا داعي أن يجيب الأصدقاء الصينيون عن هذا السؤال، يمكنني أن أجيب نيابة عنهم."فأجاب عن السؤال بكلمات موجزة ودقيقة وحيوية، فضحك الكتاب من البلدين وصفقوا. حياتي، وتحدي

في هذه الزيارة كان يحمل معه دفتر وكاميرا فوتوغرافية وكاميرا فيديو. في المساء كان يسجل كل ما سمع ورأي على الكمبيوتر. يعمل في الطائرة والسيارة وعلى مائدة الطعام وأثناء جولاته السياحية، كأنه ليس كاتبا كبيرا مشهورا، بل صحفي صغير مبتدئ يريد أن يعرف كل شيء. أدهشني اجتهاده ودقته، وأعترف بأني أضعف منه في هذا المجال. لماذا له هذه القوة والحيوية والقدرة على الإبداع؟ لأن له قلب طفل برئ. حياتي، وتحدي

على مائدة الطعام كان يستخدم عصي الطعام بمهارة فائقة مثل الصيني تماما، حيث يلتقط حبة من الفول السوداني أو حبة من البسلة بسهولة. لا يحب الأطعمة الصينية فحسب، بل يتذوقها بإحساس خاص. قال: "في الصين لا أشعر بأنني غريب، لذلك أرفض استخدام السكين والشوكة هنا، بل أصر على استخدام عصي الطعام. أحب الصين. وأرى أنني في الصين، فلابد أن استخدم عصي الطعام وأتناول الطعام الصيني مثل الصينيين، وأغرق في الجو الصيني، حتى أتذوق "الخلفية الثقافية" للأطعمة الصينية، وأعرف الصين بصورة أفضل. بالطبع أنا متعود على السكين والشوكة، واستخدام عصي الطعام نوع من التحدي  لي، لكنه أسلوب نعبر به عن مشاعرنا تجاه الصين. تاريخ عصي الطعام أعرق من السكين والشوكة، وهي علمية وصحية وسهلة، تقاوم الأحماض والقلويات، فهي من الاختراعات العظيمة.." حياتي، وتحدي

عندما يسمع الذين لا يعرفونه جيدا حديثه حول عصي الطعام والأطعمة الصينية، قد يعتقدون أنه عالم يبحث في الطهي الصيني والأطعمة الصينية، ويصعب عليهم أن يتصوروا أنه رئيس اتحاد الكتاب السوريين وكاتب وناقد مشهور. حياتي، وتحدي

بدأ على عقلة عرسان يحب الأدب ويعبر عن مشاعره بالشعر والنثر وهو في المدرسة المتوسطة. ثم التحق بكلية علمية في جامعة دمشق، لكنه كان يفضل دراسة المسرح فانتقل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة. في عام 1964، كان عمره 24 عاما، كتب أول سيناريو درامي حديث <<ضيف في الليل>>،  وتم عرض هذا العمل الدرامي في أنحاء بلاده ثم تحول إلى فيلم. ثم درس في معهد المسرح بباريس وعمره 26 عاما، بعد عودته منه  إلى سوريا عمل مخرجا ومديرا للمسرح بسوريا ورئيس اتحاد المسرحيين السوريين ووكيل وزارة الثقافة السورية، وتولى منصب رئيس اتحاد الكتاب السوريين عام 1977. نشر 25 مؤلفا في المسرح والشعر والنقد المسرحي والقصة والمقال حول الرحلات والنقد الأدبي العربي والتعليقات حول الأحداث السياسية، وترك تأثيرا واسعا في سوريا وفي العالم العربي. حياتي، وتحدي

يقول على عقلة عرسان: "الكتابة هي أسلوب حياتي، وتحديي للواقع، كما أنها وسيلة لتغيير مصيري وتحرير نفسي والتعبير عن حبي للوطن. حياتي، وتحدي

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

قصة في صورة
موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.