عين "البطل" على الأوسكار 

شاهدته: مها ماجيا

عرضت  كبريات دور السينما في الصين أحدث أفلام  المخرج الصيني العالمي تشانغ يي مو. فيلم "البطل" وهو من أفلام الكونغ فو،  بلغت تكاليف إنتاجه30 مليون دولار أمريكي حقق رقما قياسيا في إيرادات الشباك. والحقيقة أن هذا الفيلم حظي باهتمام كبير حتى قبل عرضه لدرجة أن كلمة "البطل" باتت من مفردات الحياة اليومية هذه الأيام. لجوائز الأوسكار.

أولا، ماذا يقول "البطل". الخيط الرئيسي في الفيلم هو الحوار بين  وو مينغ ( لي ليان جيه) وملك تشين (تشن داو مينغ)  داخل القصر الملكي. الحقيقة أن الفيلم يتكون من ثلاث قصص تُسرد بطريقة الفلاش باك، تدور كلها حول محاولات اغتيال ملك تشن التي قام بها وو مينغ وتشانغ كونغ وتسان جيان وفى شيويه. القصة الأولى يسردها وو مينغ، القصة الثانية يسردها ملك تشن، أما القصة الثالثة فيسردها وو مينغ من جديد، عندما يخبر ملك تشن بالحقيقة حول محاولات الاغتيال. مع تطور عقدة كل قصة يتعمق المشاهد في فهم  شخصيات الفيلم  وتناقضاتها. الفيلم يشبه الأفلام البوليسية بعض الشيء، نقترب من الحقيقة مع تطور القصة التي تعتبر اختبارا للقوة بين وو مينغ وملك تشن. لجوائز الأوسكار.

ثانيا، المشاعر في الفيلم. يوجد خيطان للمشاعر في هذا الفيلم. الخيط الأول المشاعر المتموجة والمتغيرة بين وو مينغ  والشخصين الآخرين اللذين أرادا اغتيال ملك تشن لإنقاذ مملكة تشاو. والخيط الثاني الحب الجميل والحزين بين تسان جيان (ليانغ تشاو وى) وفى شيويه (تشانغ مان يوي).. يود كل شخص في الفيلم أن يضحي بنفسه من أجل إنجاز مهمة عظيمة. ولكن كل واحد منهم يفهم هذه المهمة العظيمة بشكل مختلف. يتغير فهم وو مين للمهمة العظيمة في بداية الفيلم ونهايته أيضا. لجوائز الأوسكار.

ثالثا، متعة النظر في الفيلم. التصوير هو العنصر الأكثر جاذبية في هذا الفيلم. يقال: "إن فيلم "البطل" مأدبة فخمة لحاسة النظر." المشاهد في الفيلم غاية في الروعة.. الشخصيات على ظهور الجياد في الصحراء الواسعة مع الرياح؛ انتشار المحاربين الذين يرتدون الدروع والخوذات استعدادا للمعركة بجانبهم الأعلام بلون الدم الأحمر؛ الفتاتان المتقاتلتان بالملابس الحمراء في الهواء بينما أوراق الشجر الصفراء المتساقطة تحوم في الهواء؛ الرجلان اللذان يتبادلان مهاراتهما في الكونغ فو فوق سطح بحيرة جميلة صفحتها مثل مرآة ملساء. لجوائز الأوسكار.

وقد قال تشانغ يي مو: "ربما ستنسى القصة في المستقبل، ولكن بعض مشاهد التصوير والألوان في هذا الفيلم ستبقى." لجوائز الأوسكار.

اختار تشانغ يي مو مواقع التصوير خارج الأستوديو في صحراء  دونهوانغ، وجبال وأنهار جيوتشايقو الخ. لجوائز الأوسكار.

صمم حركات الكونغ فو القتالية في الفيلم المصمم المشهور تشنغ شياو دونغ. ومنها حركة السحب المتهاوية والماء المنساب التي تعطي شعورا بالجمال الأنيق. بالإضافة إلى ذلك استخدمت كثير من الحيل السينمائية في الفيلم. لجوائز الأوسكار.

وقامت مصممة الأزياء اليابانية المشهورة  خهتيانميهوى بتصميم الملابس للفيلم. عندما طلب المخرج درجة من اللون الأحمر حملت الأصباغ من بريطانيا، وصبغت مائة درجة من الأحمر في أحد مصانع ليختار المخرج من بينها. في الثلاث قصص التي شملها الفيلم ترتدي الشخصيات في كل قصة ملابس بنفس اللون، بالترتيب التالي: الأحمر والأخضر والأبيض. لجوائز الأوسكار.

رابعا، المؤثرات الصوتية. أبدع الموسيقار الصيني الكبير تان دون الموسيقى التصويرية لفيلم "البطل". وعزف الألحان على كمان الصولو  أعظم عازف للكمان في العالم اسحاق برلمان Itzhak Perlman،  الحاصل على جائزة جرامي Grammy Awards. لجوائز الأوسكار.

خامسا، ثقافة الفرسان الصينية في فيلم "البطل". لثقافة الفرسان الصينية مدارس كثيرة وقد سعى كثير من المخرجين إلى التعبير عن هذه الثقافة سينمائيا. لجوائز الأوسكار.

تشانغ يي مو، مخرج الفيلم ولد وتربى ويعيش في الصين ومن ثم فإنه يفهم نفس وطبيعة الصينيين جيدا. إننا بحاجة إلى الأبطال في حياتنا؛ فالبطولة تهز القلوب في كل مكان وفي كل زمان. لجوائز الأوسكار.

تشانغ قال: " يعتقد كثيرون أنني متخصص في إخراج الموضوعات وهذا ليس صحيحا. في الحقيقة أحب ثقافة الفرسان  وكانت أمنيتي أن أخرج فيلما لثقافة الفرسان. فيلم "البطل" فيلم تجاري لحركات الكونغ فو، أضع مفهومي للثقافة الصينية في هذا الفيلم،. إن الفرسان موجودون في خيالنا، ربما يكون ممتعا تحويل الخيال إلى واقع ممتع." لجوائز الأوسكار.

"البطل" فيلم كبير يجمع بين السحر الفني ويحقق عائدا تجاريا، في تجربة غير مسبوقة في تاريخ السينما الصينية. بعض الأجانب وصفوا الفيلم بأنه "عمل عظيم لثقافة الفرسان الصينية." لم ينحصر إبداع تشانغ يي مو في الضغائن الشخصية، بل شمل مصير الأمة والوطن. إن الصين بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، عليها أن تبدع أفلاما تنافس أفلام هوليود. وينبغي أن نبذل جهودا في تقديم الأفلام الصينية إلى العالم، ليعرف العالم السينما الصينية. "البطل" واحد من الأفلام التي تمت تسميتها للدورة الخامسة والسبعين لجوائز الأوسكار. لجوائز الأوسكار.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top