محتويات العدد 3 مارس (آذار) 2003

                 الصينيون العرب والبحث عن الجذور

يُرجع كثير من الباحثين بداية العلاقات بين الصين وبلاد العرب إلى أزمان سحيقة، فقد تحدثت كتب التاريخ عن طريق كان يمتد من مناجم النحاس في شبه جزيرة سيناء إلى بلاد الصين مارا ببابل وذكرت الكتب كثيرا عن الطرق التي كانت تربط عبر البحر بين مناطق جنوب الصين وشبه جزيرة العرب. غير أنه من المؤكد أن ظهور الإسلام وامتداد الفتوحات العربية الإسلامية إلى آسيا الوسطى ثم قدوم المسلمين العرب إلى بلاد الصين، سواء بغرض التجارة أو الدعوة، في القرن السابع الميلادي كان علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية-العربية؛ لعل أبرز إفرازاتها كانت بذر النواة الأولى للصينيين العرب؛ ذلك أن المسلمين الذين قدموا إلى الصين واستقروا بها، وكان معظمهم من العرب، تزوجوا من الصينيات وأقاموا أسرا استقرت على الأرض الصينية حتى تشكلت قومية صينية جديدة تحمل اسم "هوي" هي ثمرة هذا التزاوج الصيني العربي؛ قومية تؤكد أسماء أسرها انتمائها العربي، فلقب "ما" هو محمود، و"مو" هو محمد، باعتبار طريقة نطق السماء وكتابتها في اللغة الصينية.في اللغة العربية.

إننا في محاولة منا لاستجلاء المزيد في هذا الموضوع سعينا إلى واحد من مراكز "الصينيين العرب" الكثيرة في الصين وهو معهد العلوم الإسلامية ببكين، وكانت الشواهد كلها تقول إن ثلاثية اللغة العربية والإسلام وقومية هوي صيغة رائعة لوجوه ومعالم ومشاعر صينية-عربية، ولم تكن مفاجأة لنا أن يقول واحد من أساتذة المعهد "أجدادي من العرب"، تلك العبارة التي هي لسان حال نحو ثمانية ملايين صيني من قومية هوي يبحثون عن جذورهم ويعتزون ويفخرون بالوشائج التي تربطهم بكل ما هو عربي.في اللغة العربية.

ولا شك أن الجذور العربية مُطالبة أيضا بأن تسعى إلى أغصانها وثمارها، وإذا كانت جامعة الدول العربية باعتبارها "بيت العرب"، منذ أن تولي السيد عمر موسى منصب أمينها العام، تولي اهتماما خاصا للمغتربين العرب ولكل ذوي أصول عربية في شتى بقاع الأرض، فإن هؤلاء الصينيين الذين لهم أصول عربية يستحقون أن تهتم بهم الجامعة العربية التي تخطط لعقد مؤتمر في الولايات المتحدة للأمريكيين من أصول عربية في شهر مايو هذا العام.في اللغة العربية.

إن مجلة "الصين اليوم" التي تكرس نفسها جسرا للتواصل الصيني-العربي تدعو  إلى إقامة مؤتمر  للصينيين ذوي الأصول العربية ولن نبخل بأي جهد ممكن للمساهمة في إنجاح أي خطوة في هذا الاتجاه إيمانا منا بأن ما يربط بين الصينيين والعرب كثير وأن ثمة آفاقا واسعة لتطوير العمل الصيني-العربي المشترك على كافة المستويات، ومن يستعرض حجم التبادلات الصينية العربية في الفترة الأخيرة يدرك ما تشهده العلاقات العربية الصينية من تعاظم مبشر.في اللغة العربية.

<<الصين اليوم>، وفي تحرك ليس بعيدا عن  رحلة البحث عن الجذور للصينيين العرب وفي إطار جهودها لتعزيز التعاون الصيني العربي في كافة المجالات نظمت مع شقيقتها <<شبكة الصين>> وهي موقع الإنترنت الصيني الرسمي باللغة العربية، ندوة حول الإعلام الصيني باللغة العربية في نهاية شهر يناير  كانت مناسبة لتلاقح الأفكار وتبادل الرؤى في سبيل تقديم خدمة إعلامية متميزة لقارئنا العربي.في اللغة العربية.في اللغة العربية.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.