تايتشو
تركب البر والبحر إلى العالم
لي
جيا لينغ مراسلة "الصين اليوم"
ركوب
البر والبحر
تقع
تايتشو في قلب مقاطعة جيانغسو، وتحديدا على الضفة الشمالية
للمجري الأسفل لنهر اليانغتسي، يقابلها على الضفة الأخرى
مدن منطقة سونان المتقدمة اقتصاديا. تايتشو التي تغطي 5793
كيلومترا مربعا تتميز بسهولها المنبسطة وتضاريسها الجغرافية
منبسطة. في عام 1996 قررت الدولة تحويلها إلى مدينة، يعيش
فيها حاليا نحو خمسة ملايين نسمة. نحو
خمسة ملايين نسمة.
عندما
وصل وفد مكون من 300 فرد من مسئولي حكومة تايتشو ومديري
مؤسساتها الإنتاجية إلى شانغهاي يوم الثامن والعشرين من
ديسمبر العام الفائتبغرض الترويج للاستثمار بها، ظن الشانغهائيون
أم مثل هذا الوفد الكبير لابد أنه قادم من سونان، المنطقة
الرائجة اقتصاديا. كانت مفاجأة عندما قال عمدة تايتشو
بتواضع إن هذه هي المرة الثانية التي نأتي فيها إلى شانغهاي
منذ نهاية عام 2001.نحو
خمسة ملايين نسمة.
يعود
الفضل في نهوض تايتشو خلال السنوات الأخيرة إلى التطور السريع
الذي شهده قطاع المواصلات بها. في 28 سبتمبر 1999
فتح جسر جيانغين على نهر اليانغتسي، الذي يربط بين منطقة
سونان ومنطقة سوبي للمرور رسميا، وهو جسر لمرور السيارات
به6 حارات، وتبلغ سرعة السيارة عليه100 كيلومتر في الساعة.
وبواسطته تستغرق الرحلة من شانغهاي إلى تايتشو ساعتين بدلا
من 6 ساعات في الماضي، فيقول الشانغهانيون: "تايتشو
ليست بعيدة عنا." ومع اختصار المسافة زاد تأثير اقتصاد
شانغهاي على تايتشو، فضمتها حكومة شانغهاي إلى دائرة
اقتصاد شانغهاي.نحو
خمسة ملايين نسمة.
في
عام 1999 استثمرت حكومة تايتشو 240 مليون يوان في شق قناة
ينجيانغ لتوصيل مياه نهر اليانغتسي إلى داخل المدينة ليشرب
أبناء تايتشو الماء النقي، وفي الوقت نفسه يستخدم هذه القناة
في النقل والري وصرف السيول، لذلك أطلقوا عليها "الطريق
المائي السريع" الذي يربط بين نهر اليانغتسي ومنطقة
سوبي.نحو
خمسة ملايين نسمة.
في
جنوب تايتشو يبلغ طول شاطئ نهر اليانغتسي 100 كيلومتر، أنشأت
حكومة المدينة 3 موانئ عليه، منها ميناء تايتشو الذي أصبح
ميناء مفتوحا من الدرجة الأولى للدولة، تبلغ قدرته السنوية
في الشحن والتفريغ أكثر من 10 ملايين طن، وبه رصيف جديد
ترسو فيه السفن كل يوم، (أكبرها سفينة حمولتها 25 ألف طن)،
القادمة من ربوع العالم لتقوم بالشحن والتفريغ.نحو
خمسة ملايين نسمة.
أما
شبكة الطرق فهي حلقة رئيسية من مواصلات تايتشو، فيمر بتايتشو
طريق بكين- شانغهاي السريع، وطريق نانجينغ- تونغتشو السريع،
وطريق نانجينغ- جينجيانغ- يانغتشنغ السريع، ويعتبر نصيب
الفرد في تايتشو من الطرق السريعة الأعلى في أنحاء مقاطعة
جيانغسو. أضف إلى ذلك تم بناء الخط الحديدي الجديد من شينيي
بمقاطعة جيانغسو إلى تشانغشينغ بمقاطعة تشجيانغ، بطول
638 كيلومترا، ليربط بين المدن الكبيرة والصغيرة على جانبي
نهر اليانغتسي، بما فيها مدينة تايتشو.نحو
خمسة ملايين نسمة.
شبكة
المواصلات المتطورة بريا ومائيا تجعل تايتشو همزة الوصل
حقا. وقد أوضح تشن باو تيان، أمين لجنة الحزب للمدينة، أن
المواصلات السهلة لعبت دورا هاما في إدراج تايتشو ضمن دائرة
اقتصاد شانغهاي ومنطقة سونان.نحو
خمسة ملايين نسمة.
من تشونلان
إلى نهوض الصناعة
في
أوائل القرن العشرين، وتحديدا في عام 1906، أقيم في تايتشو
مصنع تايلاي للطحين المزود بالمعدات الألمانية، وبني بعده
مصنع تشنتاي لتوليد الكهرباء، ومصنع هواتاي للغزل القطني،
كانت هذه "الثلاثة تاي" المشهورة في تاريخ صناعة
تايتشو. منذ فترة طويلة كانت الماكينات والغزل والنسيج والصناعة
الكيمائية وصناعة المعالجة الهيكلى الرئيسي لصناعة تايتشو.
هذه الحالة انتهت بنهوض مجموعة تشونلان في أواخر ثمانينيات
القرن العشرين. نحو خمسة ملايين نسمة.
تطورت
مجموعة تشونلان من مصنع صغير للمكيفات إلى مجموعة شركات
متعددة الجوانب، تجمع بين الصناعة والتجارة والبحوث العلمية،
وازداد حجمها الإنتاجي 600 ضعف، وأصولها 700 ضعف ، وعائداتها
500 ضعف.نحو خمسة ملايين نسمة.
خلال
خمس سنوات من تطور تشونلان السريع تجاوز معدل نمو اقتصاد
تايتشو 45% سنويا. وفي عام 1993 زادت قيمة الإنتاج الصناعي
لتايتشو بنسبة121%، فأصبحت تايتشو ثالث أسرع المدن الصغيرة
نموا اقتصاديا في الصين؛ بعد مدينة يويشي بمقاطعة يوننان،
ومدينة شونده بمقاطعة قوانغدونغ.نحو
خمسة ملايين نسمة.
من
أجل دفع تطور اقتصاد تايتشو بشكل أسرع وضعت حكومة المدينة
مشروع "إقامة مجموعات الشركات على نمط تشونلان"
في أواسط التسعينيات من القرن العشرين. وينص المشروع على
أن الشركة التي تبلغ قيمة مبيعاتها السنوية مليار يوان،
وضرائبها وأرباحها السنوية 100 مليون يوان تعتبرها الحكومة
من نمط تشونلان.نحو خمسة ملايين نسمة.
تدير
مجموعة تشونلان 42 شركة فرعية ذات شخصية قانونية مستقلة،
نصفها كانت شركات متعثرة في مدينة تايتشو، وبعد أن ضمتها
أو اشترتها تشونلان أصبحت أعضاء في أسرة تشونلان. شركة وانما
المحدودة للأدوات المعدنية كانت معملا صغيرا للمقصات بدأت
إنتاج الغطاء الخارجي للمكيفات والثلاجات لصالح لتشونلان
في عام 1994، الآن تمتلك 9 مصانع فرعية، ويبلغ إجمالي أصولها
150 مليون يوان، فأصبحت شركة متوسطة الحجم نموذجية للدولة؛
وشركة تايتشو المحدودة للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية
بدأت تصنيع الأنابيب النحاسية وأجهزة التبريد وإزالة الرطوبة
لمجموعة تشونلان في عام 1992، والآن تبلغ قيمة إنتاجها 300
مليون يوان، وتطور مجال عملها إلى تجارة العقارات والخدمات
الترفيهية وغيرها؛ ومصنع قوانمينغ للماكينات الذي كان ينتج
أجهزة التكييف المركزي وتعثر ضمته تشونلان إليها في عام
1993 ليصبح مصنع ماكينات التبريد التابع لها.نحو
خمسة ملايين نسمة.
حسب الإحصاء غير الكامل
قدمت تشونلان 300 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة؛
ومن عام 1994 حتى اليوم تتبرع لحكومة المدينة سنويا بستة
ملايين يوان كمعونات، و3 ملايين يوان للوقاية من الفيضانات.
إضافة إلى ذلك تبرعت تشونلان بمائة مليون يوان لبناء استاد
بمدينة تايتشو.نحو
خمسة ملايين نسمة.
اليوم، برزت في تايتشو
22 مجموعة شركات على نمط تشونلان. منها مجموعة اليانغتسي
للأدوية المشهورة في الصين، التي تتخذ التكنولوجيا العالية
والجديدة ركيزة لها، وقد صارت ثاني "أقوى خمسين شركة
للعقاقير الطبية التقليدية في الصين" وفقا لتصنيف الإدارة
الصينية للأدوية، وطرحت منتجها- ويسو تشونغجي (مسحوق دواء
المعدة) في الأسواق الأوروبية؛ ويحتل إنتاج مجموعة تشونغدان
من الصبغة الزرقاء المركز الأول في العالم..إلخ. والآن
يوجد في تايتشو أكثر من 70 مجموعة كبيرة ومتوسطة الحجم،
وتعتبر الماكينات والتجهيزات الكهربائية والأدوية والصناعة
الكيميائية ركائز صناعة تايتشو، ويحتل حجم الإنتاج ونصيب
السوق لخمسين نوعا من منتجاتها المركز الأول في الصين.نحو
خمسة ملايين نسمة.
شهدت صناعة تايتشو
واقتصادها قفزة تنموية؛ ففي عام 2002 تجاوز إجمالي الناتج
المحلي لتايتشو 50 مليار يوان، وتجاوز الدخل المالي لها
5 مليارات يوان، وتجاوز معدل النمو الاقتصادي لها المعدل
لمقاطعة جيانغسو في خمس سنوات متتالية.نحو
خمسة ملايين نسمة.
اقتصاد السياحة
تايتشو
مدينة قديمة، عمرها 2100 سنة، تعبق بثقافة عريقة ذات نكهة
علمية إنسانية كثيفة. نحو
خمسة ملايين نسمة.
أبناء
تايتشو مغرمون بأوبرا بكين، لا يغنونها فحسب، بل يعزفون
ألحانها على الآلات الموسيقية التقليدية الصينية. لعل السبب
في ذلك يعود إلى أن تايتشو هي مسقط رأس مي لان فانغ، فنان
أوبرا بكين الراحل الذائع الصيت، الذي أحبه واحترمه كثيرا
أبناء موطنه. دائما ما يأتي هواة أوبرا بكين من داخل البلاد
وخارجها إلى تايتشو ليغنوا أوبرا بكين مع أبناء تايتشو.نحو
خمسة ملايين نسمة.
في
شوارع تايتشو يحمل بعض المتاجر اسما مشتركا، "شويوو"
(الضرائب) مثل مخبز شويوو، ومتجر شويوو المركزي، ومطعم شويوو
للأطعمة الخفيفة إلخ، وقد تظن أن هذه المتاجر لها علاقة
بهيئة الضرائب. والحقيقة أن هذه التسمية نشأت من جسر "شويوو
تشياو". وهو جسر عادي يبلغ ارتفاعه 3ر2 متر، وباعه
6ر5 أمتار، ويربض على النهر الذي يمر بقلب المدينة. كانت
الملاحات كثيرة في تايتشو. ومن بداية أسرة تانغ طلبت الحكومة
من تجار الملح هناك أن يدفعوا الضرائب للدولة. وكان مكتب
الضرائب يقع على مقربة من هذا الجسر، وكان دافع الضرائب
الذاهب إلى مكتب الضرائب لا بد أن يمر به، ومع مرور الأيام
حمل هذا الجسر اسم "شويووتشياو"، واستمر حتى اليوم.نحو
خمسة ملايين نسمة.
في
اليوم السابق لعيد تشينغمينغ (أرواح الموتى) يقام منذ أكثر
من 800 سنة مهرجان سباق القوارب في بحيرة تشينتونغ بتايتشو،
وهو عادة شعبية خاصة لمقاطعة جيانغسو. ويشارك فيه 20 ألف
فلاح وألف قارب كل عام. وفي عام 1992 قررت مصلحة السياحة
للدولة إدراج مهرجان تشينتونغ لسباق القوارب ضمن البرامج
السياحية الرئيسية، بل إنه المنتج السياحي الأول في تايتشو.
ويزداد عدد السياح من الصينيين والأجانب إلى تايتشو لمشاهدة
سباق القوارب عاما بعد عام.نحو خمسة
ملايين نسمة.
كما
يجرى في تايتشو إنشاء حديقة تشونغهوا فنغهوانغ (العنقاء
الصينية) باستثمار قدره مليار يوان على مساحة 4 ملايين متر
مربع، وستصبح بعد إنشائها موقعا سياحيا نموذجيا لصناعة السياحة
لوسط مقاطعة جيانغسو، ورمزا سياحيا لمقاطعة جيانغسو. هذا
ومناظر الشاطئ الشمالي لجسر جيانغين على نهر اليانغتسي،
ومناظر نهر ينجيانغ ومنطقة الحديقة الصناعية الحديثة إضافة
إلى مهرجان سباق القوارب ومهرجان ثمار الجنكة ومهرجان بانتشياو
للفن تعطي مذاقا ثقافيا خاصا للسياحة في تايتشو.نحو
خمسة ملايين نسمة.
المزيد من رجال
الأعمال الأجانب
قال نائب المدير العام
لمجموعة تشونغدان، وو تيان باي من تايوان: إن البيئة
الاستثمارية لتايتشو جيدة، والعمال هنا لهم مزايا علمية
وثقافية عالية، وصناعة تصنيع مكونات وقطع غيار المنتجات
متطورة، ولذلك أعجب أصدقائي الأجانب باستثماري في تايتشو.نحو
خمسة ملايين نسمة.
في عام 2002 احتلت
مقاطعة جيانغسو المركز الثاني في الصين من حيث تدفق الاستثمارات
الأجنبية، وقد لعبت قدرتها على تصنيع مكونات وقطع غيار المنتجات
دورا هاما في هذا. واستقدام الاستثمارات الأجنبية أصبح عملا
مهما للحكومات المحلية في الصين، وتحسين البيئة الاستثمارية
يحظى باهتمامها. تايتشو أدركت أهمية هذا الأمر تدريجيا.
في البداية لم تهتم حكومة تايتشو إلا بتقديم السياسة التفضيلية
في الضرائب للتجار الأجانب، ثم بتخفيض نفقات التنازل عن
الأرض لهم، ثم بتحسين أعمال الخدمات الحكومية. وفيما بعد
أدرك مسئولي حكومة المدينة أن بقاء التجار الأجانب في تايتشو
يعتمد على البيئة الاستثمارية الجيدة بصورة رئيسية. نائب
عمدة المدينة، لوي تشنغ لين، قال إن "تايتشو لا بد
أن تعمل على تحسين البيئة الاستثمارية، لإظهار البيئة الاستثمارية
الجيدة أمام المستثمرين." نحو
خمسة ملايين نسمة.
تايتشو
مدينة مفتوحة بتصديق من مجلس الدولة، وتتمتع بحق التجارة
الخارجية المستقلة، وفي السنوات الأخيرة أقامت اتصالات تجارية
مع 98 دولة ومنطقة. كما أتى كثير من الشركات المتعددة الجنسيات
المشهورة في العالم مثل [[متسوي وشركاته]]] المحدودة (Mitsui & co,.Lta) وياماها،
و LG وGMT
إلى
تايتشو لإقامة شركات فرعية لها. وحتى عام 2002 بلغ عدد الشركات
الأجنبية الاستثمار في تايتشو 1500 شركة.
في
مايو عام 2002 استثمرت مجموعة للمياه المعدنية من بريطانيا
100 مليون يوان في إقامة شركة للمياه باستثمار مشترك مع
شركة المياه النقية التابعة لمدينة تايتشو، واشترت حق الإدارة
لثلاثة مصانع مياه بتايتشو لمدة عشرين سنة، وحصل الطرف الإنجليزي
على 95% من أسهم هذه شركة. نحو خمسة
ملايين نسمة.
السيد هامير الألماني
أتى إلى تايتشو قبل أربع سنوات، يعمل الآن خبيرا في شركة
تايهانغ للإلكترونيات في تايتشو. في عيد الكريسماس لم يعد
إلى بلاده ليحتفل به مع أسرته، من أجل الإرشاد الفني لإنتاج
تجهيزات التحكم الإلكترونية لسفينة نقل نفط بحمولة
300 ألف طن ستصدر إلى إيران. في الفترة الأولى بعد وصوله
إلى تايتشو لاحظ أن شوارع تايتشو خالية من صناديق القمامة
المصنفة. بعد نصف سنة من وصوله أرسل البطاريات المستعملة
التي جمعها إلى بلاده. وهذا الأمر أثار ردود فعل لدى سكان
تايتشووذت حذوه السيدة لونغ فانغ فقامت بمبادرة ذاتية منها
بجمع البطاريات المستعملة، وقالت: "عرفت من التلفزيون
أن البطاريات المستعملة تلوث التربة والمياه، وفي بعض المتاجر
بالمدن الكبيرة يوضع صندوق لجمع البطاريات المستعملة أمامها.
أعتقد أن الهيئة المعنية ستجمع البطاريات التي جمعتها يوما
ما." هذا يدل على أن وعي أبناء تايتشو بحماية البيئة
يرتفع كثيرا.نحو
خمسة ملايين نسمة.
يوجد
في تايتشو أشخاص من جنسيات مختلفة؛ من اليابان وكوريا الجنوبية
وألمانيا والولايات المتحدة..إلخ، يعملون في التدريس والهندسة
والإدارة والإنتاج والتسويق بالمدارس وشركات الاستثمار الأجنبي
أو الاستثمار المشترك إلخ.نحو خمسة
ملايين نسمة.
وقد
أقامت تايتشو علاقات توأمة مع ست مدن في العالم، وأقامت
علاقات ودية مع أربع مدن أخرى. إنها تسير بخطى حثيثة لتكون
مدينة حديثة متقدمة.نحو
خمسة ملايين نسمة
