محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2004
م

 

غلاف كتاب "يوميات وي جينغ في حرب العراق"

 

 

صدام حسين يستخدم الحبر الصيني!

--- يوميات مراسلة تلفزيون فينيكس أثناء حرب العراق

 

خليل قودي مراسل الصين اليوم

 

وي جينغ, مراسلة محطة فينيكس التلفزيونية بهونغ كونغ, بدأت عملها في هذه المحطة المشهورة بتغطية الأخبار المهمة في مايو عام 2001 وقد عملت مراسلة للمحطة في واشنطن لتغطية أخبار البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والكونغرس الأمريكي. وقد غطت أخبار حادث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لمدة 15 ساعة متواصلة مع زملائها من المحطة وبعد ذلك غطت أخبار الحرب الأمريكية على أفغانستان وحادث تحطم سفينة الفضاء "كولومبيا" الأمريكية وزيارات رئيس الصين السابق جيانغ تسه مين والرئيس الحالي هو جين تاو ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو إلى الولايات المتحدة. وي جينغ تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية بمعهد بكين للسياحة عام 1995 ثم درست ماجستير الصحافة في جامعة فلوريدا الأمريكية من عام 1997 إلى 1999 وقد عملت في قسم اللغة الإنجليزية بمحطة التلفزيون المركزية الصينية والمكتب الفرعي لمحطة CNN الأمريكية ببكين ومكتب إذاعة صوت أمريكا ببكين. مرة ثانية،

وي جينغ كانت المراسلة الصينية الوحيدة التي أتيحت لها فرصة مرافقة القوات الأمريكية في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003 بدون موافقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ونشرت وي جينغ مذكراتها بعنوان "يوميات وي جينغ في حرب العراق"  في إبريل عام 2004 بمناسبة ذكرى مرور عام على حرب العراق. مرة ثانية،

مواجهات لمدة شهرين مرة ثانية،

شنت القوات الأمريكية الحرب على العراق رسميا في يوم 20 من مارس السنة الماضية.  وبدأت وي جينغ مرافقة للقوات الأمريكية قبل إعلان الولايات المتحدة الحرب بأسبوعين. انطلقت  وي جينغ مع زميلها المصور شياو يان  من واشنطن إلى الخليج حيث دخلت القاعدة العسكرية للقوات الأمريكية بالكويت. عبرت وي جينغ الحدود الكويتية العراقية لأول مرة يوم 25 مارس عندما كان الجيش العراقي يقاوم بقوة,  ووصلت بغداد  يوم 12 إبريل. زارت وي جينغ قصور الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وميدان العرض المشهور ورافقت دوريات القوات الأمريكية داخل بغداد واستمعت إلى شكوى أبناء العراق من قذائف القوات الأمريكية. غادرت وي جينغ بغداد يوم 19 إبريل متألمة إلى الكويت، حيث قالت إنها شعرت لأول مرة ماذا يعني الأمن. سجلت في هذه اليوميات كل مشاعرها, من خوف وقلق وكراهية لهذه الحرب. وصفت فيها مواقف الرأي العام الأمريكي والجنود الأمريكيين وأبناء الكويت والصحفيين والمراسلين من الدول الأخرى وأبناء الشعب العراقي من هذه الحرب. عندما استقلت سيارة تاكسي في واشنطن متوجهة إلى المطار في طريقها إلى منطقة الحرب عرف السائق الأمريكي أنها ذاهبة لتغطية الحرب, فقال لها: " أكبر خطأ في حياتي أنني منحت صوتي لجورج بوش في انتخابات عام 2000. إنه رئيس أحمق يظن أنه يستطيع حل كل شيء بالحرب." وسألت وي جينغ بنفسها : "هل عندما يقرر زعيم ما إعلان الحرب يفكر في أثر هذا القرار على كم من الناس والعائلات؟" لاحظت وي جينغ أن معظم الجنود الأمريكيين وصلوا إلى أرض العراق لكي يتموا مهمتهم ويعودوا إلى بيوتهم في أسرع وقت، دون تفكير في سؤال "هل صدام حسين يهدد الولايات المتحدة؟ وما هو تهديده؟" كثير من الجنود الأمريكيين كانوا يعارضون هذه الحرب ولكنهم لا يملكون مخالفة الأوامر العسكرية. قال مراسل فرنسي لها: "أعتقد أن هذه الحرب لن تنشب على الإطلاق لأني سبق لي أن زرت العراق ووجدت أبناء العراق أكثر انفتاحا وفكرا من أبناء دول الخليج. لماذا تشن الولايات المتحدة هذه الحرب؟" والتقت وي جينغ مع كثير من أبناء العراق فوجدت معنوياتهم مرتفعة, وهم يتحدثون عن معاناتهم في ظل حكم صدام حسين ومصير بلادهم أو يقاومون احتلال القوات الأمريكية, وباتت على يقين من أن العراق سيكون بلدا مفعما بالحيوية والقوة لو أطلق الشعب العراقي طاقته وحرارته. مرة ثانية،

تصاريح المرافقة مرة ثانية،

تقول وي جينغ إن حصولها على فرصة مرافقة للقوات الأمريكية إلى العراق لم تكن سهلة. من المعروف أن الصين حكومة وشعبا وقفت في معسكر معارضة الحرب مع المجتمع الدولي، حيث فشلت الولايات المتحدة في إقناع الصين بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. لذلك, عندما طلبت وي جينغ من وزارة الدفاع الأمريكية الانضمام إلى الفريق الصحفي المرافق للقوات الأمريكية رفض طلبها بحجة كثرة العدد. والواقع أن عدد المراسلين الذين رافقوا القوات الأمريكية في ميدان القتال هو الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. مرة ثانية،

واصلت وي جينغ محاولاتها  للحصول على هذه الفرصة وقالت للرائد بولير, المسؤول عن شؤون الصحفيين والمراسلين بالبنتاجون: "هل عندك دقيقة؟ دقيقة واحدة فقط. أريد أن أقول لك جملتين". أومأ الرائد بولير برأسه موافقا ونظر إلى ساعته قائلا: "دقيقة فقط." قالت له: "هل تعرف أن محطة فينيكس تبث برامجها لمليار وثلاثمائة مليون نسمة من الصينيين؟ أنت تعلم أن الصين حكومة وشعبا تعارض الحرب لعدم وجود أدلة كافية وواضحة لديكم حتى الآن. ولكن إذا دخلت قواتكم العراق ووجدت أسلحة الدمار الشامل ستنقل ذلك محطة فينيكس كشاهد عيان, ألا يعتبر عملي قوة مقنعة؟" بفضل هذه الكلمات التي استمرت دقيقة فقط, أصبحت الفتاة البكينية وي جينغ أول مراسلة صينية تحصل على فرصة مرافقة القوات الأمريكية لتغطية أخبار الحرب من ميدان القتال بشكل سريع وموضوعي وحقيقي. مرة ثانية،

 المصير مع القوات الأمريكية مرة ثانية،

تقول وي جينغ إن القوات الأمريكية لا تتحمل المسؤولية عن عمل أو أمن المراسلين. ويوقع كل مراسل حربي على اتفاق ضمانات من 50 بندا, بل يوقع "عقد مصير" مع القوات الأمريكية وحكومة الولايات المتحدة في حالة إذا وقع حادث أثناء مرافقة القوات. من نصوص هذا العقد أن يقر المراسل بما يلي: أولا, أنني أدرك أن ثمة أخطار على الحياة والجسم والمعدات خلال عمليات تغطية المعارك والأعمال العسكرية الأخرى. ثانيا, أوافق على أن القوات الأمريكية لا تقدم ضمانا لحماية سلامتي وأمن المعدات خلال أعمالهم لأداء مهامهم بنجاح. ثالثا, لا أطالب حكومة الولايات المتحدة والقوات الأمريكية بتحمل أي مسؤوليات عن إصابتي البدنية أو معداتي خلال أعمالي لتغطية المعارك والأعمال العسكرية الأخرى. رابعا, أعترف بأن إقراري لبنود هذا العقد هو شرط الحصول على تصاريح تغطية عمليات القوات الأمريكية والحصول على مساعدتهم.

الاستعداد للأسلحة الكيماوية مرة ثانية،

تقول وي جينغ في يومياتها إن أكثر ما كان يخيف المراسلين في الحرب على العراق هو الهجوم بالأسلحة الكيماوية والرصاصات الطائشة. لذلك كان على كل مراسل أن يستعد بالملابس والمعدات ويشترك في تدريبات نظمتها القوات الأمريكية لمقاومة الأسلحة الكيماوية. وكان من أجل التصدي للعواصف الرملية يلبس المراسل قبعة وكوفية ولا يمكن لضعاف النظر استخدام العدسات اللاصقة بل نظارة ذات إطارين ثابتين, مع الاستعداد بمسحوق خاص وجوارب خاصة لحماية القدمين أثناء الزحف العسكري مع القوات. هذا إضافة إلى ارتداء صدرية واقية من الرصاص تجعل عنق المراسل يرتفع ولا يمكن أن ينحني. علاوة على ذلك, يحمل كل مراسل تلفون متصل بالقمر الصناعي وخوذة فولاذية وقناع واقي ضد الغازات. أما ملابس الوقاية ضد الغازات التي توزعها القوات الأمريكية على المراسلين فهي ثقيلة جدا ومدهونة بطبقة من طلاء أسود مثل إسفلت رصف الطرق. مرة ثانية،

وتكشف وي جينغ في يومياتها سرا بأن  كل المراسلين الذين رافقوا القوات الأمريكية لم يستطيعوا شراء تأمين على الحياة في أرض المعركة لمعرفة كل شركات التأمين بخطورة العملية مع عدم تحمل القوات الأمريكية المسؤولة عن أمن هؤلاء المراسلين. هذا يعني إذا وقع للمراسل حادث في العراق يعتبر إصابة عمل طارئة ولا يحصل أهله على أي تعويض. وي جينغ وهي تتحدث عن هذه الأخطار يدور في ذهنها صورة والديها في بكين. مرة ثانية،

صدام حسين يستخدم الحبر الصيني مرة ثانية،

زارت وي جينغ قصر الرئيس المخلوع صدام حسين بمرافقة القوات الأمريكية بعد سقوط بغداد. أحد أجنحة القصر تبعثر بسبب القذف العنيف وجناح آخر ظل باقيا على حالته اتخذته القوات الأمريكية مكاتب ومساكن لها. في مكتب صدام حسين رأت وي جينغ زجاجة من الحبر المصنوع بشانغهاي  بماركة "البطل". قالت لضابط أمريكي مرافق لها: "حتى صدام حسين يستخدم الحبر الصيني!" ولكن الضابط الأمريكي رد مستخفا: "لا أظن أن صدام حسين يستحق أن يكون ممثلا للإعلان عن المنتجات التجارية." وواصل حديثه قائلا: "يمكن أن تأخذي ما تشائين فأنا الذي أقرر كل شيء هنا." مرة ثانية،

وي جينغ تتمنى أن تزور العراق مرة ثانية، سائحة،  بمفردها أو مع أصدقائها، وألا ترى القوات الأمريكية هناك. مرة ثانية،

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.