م
 |
استراحة
في الحي الإسلامي
|
نيوجيه..
حياة جديدة للمسلمين في
بكين
خليل
قودي مراسل الصين اليوم
 |
 |
|
مسجد
نيوجيه
|
الشارع
له طابع إسلامي خاص
|
من
في بكين بل في الصين يجهل شارع نيوجيه، وهو الذي يحتضن مسجد
نيوجيه المبني قبل أكثر من ألف عام، ومركز تجمع أبناء قومية
هوي المسلمة في العاصمة، وهو أيضا المنطقة التي تضم
أكبر عدد من البنايات الآيلة للسقوط في جنوب مدينة بكين.
نيوجيه اليوم ليس نيوجيه الأمس، فالشارع العريق اكتسى حلة
جديدة، ومن زاره قبل عامين ويزوره الآن يضل طريقه فيه، فباستثناء
المسجد العتيق لم يبق من الشارع إلا اسمه. الطرق أضحت واسعة
والمباني عالية والميدان أخضر والمتاجر والمطاعم الكبرى
حلت محل الطريق الضيق القديم وعشرات الأزقة. حياة المسلمين
في شارع نيوجيه شهدت تغيرا جذريا بفضل مشروع تجديد الشارع.
وحديثة
فإننا مازلنا
الازدحام
والاختناق في ذمة التاريخ وحديثة
فإننا مازلنا
يقع
شارع نيوجيه في وسط حي شيوانوو بجنوب مدينة بكين. بني مسجد
نيوجيه في عام 996. منذ ذلك الوقت يعيش أبناء 23 قومية،
وخاصة قومية هوي المسلمة، جيلا بعد جيل حول المسجد، من فترة
أسرة يوان(1271 - 1368) وأسرة مينغ ( 1368 - 1644) وأسرة
تشينغ (1644- 1911) حتى اليوم. مسجد نيوجيه مزار لمسلمي
الصين، كما زاره وصلى به كثير من قادة الدول الإسلامية ويعتبر
المسجد نافذة للأجانب في بكين لمعرفة الدين الإسلامي والمسلمين
في الصين. وحديثة
فإننا مازلنا
ويعيش
اليوم أكثر من خمسين ألف نسمة في هذه المنطقة التي تبلغ
مساحتها 41ر1 كيلومتر مربع, منهم أكثر من 12 ألفا من قومية
هوي, أي 23% من إجمالي عدد السكان. في رائعتها "جنازة
المسلمين" التي ترجمت إلى العربية بعنوان "عاشق
اليشم" قدمت الكاتبة المسلمة هوو دا وصفا لشارع نيوجيه
من ثلاثينيات إلى ستينيات القرن الماضي. حسب الرواية، الشارع
هادئ بعيد عن ضجة المدينة، ترى فيه المسلمين بقبعاتهم البيضاء،
يسيرون في الأزقة ويمارسون تجارتهم البسيطة، من بيع لحوم
البقر والغنم أو الأطعمة الإسلامية الخفيفة، مساكنهم المتواضعة
تتناثر حول المسجد. بمرور الزمن زاد عدد سكان نيوجيه أضعافا
ولكن أوضاع مساكنه تراجعت أيضا. حتى تسعينيات القرن الماضي
كان أكثر من 70% من أبناء الحي، ومعظمهم فقراء من قومية
هوي، كانوا مازالوا يعيشون بنايات قديمة آيلة للسقوط، بنيت
في نهاية فترة أسرة تشينغ، ومتوسط مساحة السكن للفرد 1ر5
متر مربع فقط. وبلغت مساحة المباني المتصدعة 340 ألف متر
مربع. ازداد عدد السكان, ولكن مساحة المباني لم تتغير. كان
أبناء نيوجيه يشعرون ويدركون ماذا يعني الزحام. السيد شن
هونغ ان، وهو موظف على المعاش، يقول: "كانت الأسرة
من خمسة أفراد تسكن في بيت عبارة عن غرفة مساحتها أقل من
20مترا مربعا، الريح تخترقها في الشتاء والمطر يتسرب إليها
في الصيف. في غرفة واحدة تعيش الأسرة ويدرس ابني واستقبل
الأصدقاء, المطبخ لا يتسع لشخصين, أما الحمام فهو في الخارج
مشترك في الزقاق مع أسر أخرى". لقد تمنى أبناء نيوجيه
أن يبدأ مشروع تجديد الشارع مبكرا، ولكنهم أيضا ودوا لو
بقوا في هذه المنطقة التي سكنها آباؤهم وأجدادهم. وحديثة
فإننا مازلنا
كان
عرض شارع نيوجيه الرئيسي 7 إلى 9 أمتار فقط، تطل عليه المساكن
مباشرة، ويختلط فيه المشاة مع راكبي الدراجات والسيارات.
على الرغم من أنه يمتد ستمائة متر فقط كان اختراقه يستغرق
نصف ساعة إن كنت من المحظوظين. في أضيق قطاعاته لم يكن ممكنا
أن يعبر أتوبيسان متقابلان. في الأعياد الإسلامية
كانت إدارة المرور تعين جيشا من المروريين لتنظيم حركة السير
بالشارع. وحديثة
فإننا مازلنا
اهتمام
الحكومة بالمشروع وحديثة
فإننا مازلنا
قررت
حكومة بكين وحكومة حي شيوانوو تنفيذ مشروع إعادة تعمير البنايات
القديمة وتوسيع الشارع اعتبارا من نوفمبر عام 1997. وقد
أولت الحكومات على مستوى المدينة والحي هذا المشروع اهتماما
بالغا من أجل حماية السمات القومية الخاصة للشارع والتيسير
على أبناء المسلمين. أصدرت الحكومات قرار "السماح بعودة
سكان الشارع إلى نفس المنطقة بعد اكتمال المشروع وتشجيعهم
على الانتقال إلى الخارج". وحديثة
فإننا مازلنا
إعادة
تعمير مناطق البنايات القديمة والمتصدعة أحد الموضوعات الساخنة
في العاصمة بكين، ذلك أن شركات العقارات تسعى إلى تحقيق
أرباح كبيرة في ظل اقتصاد السوق، ولما كانت منطقة نيوجيه
منطقة قديمة عالية الكثافة السكانية، ومبانيها قديمة وآيلة
للسقوط ومعظمها ملكية خاصة، واجهت عملية الإزالة ونقل السكان
وتصميم المنطقة صعوبات كثيرة. كانت مبالغ التعويضات ونقل
السكان عالية وهو ما أدى إلى عزوف ست شركات تنمية عقارية
عن تنفيذ المشروع. وحديثة
فإننا مازلنا
نهضت
الحكومة بمهمة تدبير تمويل المشروع وقامت بتعديل مشروع إعادة
التعمير أكثر من مرة استجابة لرغبة الغالبية من أبناء الحي
بالعودة إلى المنطقة بعد اكتمال المشروع. وحديثة
فإننا مازلنا
في
السادس من إبريل 1998بدأ العمل في مشروع إعادة التعمير الذي
تقرر أن يتم على مرحلتين ويستغرق ست سنوات. وقد حضر أمين
لجنة الحزب الشيوعي، عمدة بكين، جيا تشينغ لين حفل بدء العمل
بالمشروع، ويومها أوصى المهندسين بالجد والاجتهاد في إعادة
تعمير هذه المنطقة. وخلال السنوات الستة التالية زار جيا
تشينغ لين منطقة نيوجيه عشر مرات لمتابعة المشروع بنفسه
والاستماع إلى تقرير تطور العمل به. وقام مسؤولون كبار آخرون
من المدينة والحي بتفقد عملية البناء وفحص نوعية المشروع.
وقد سجل هذا المشروع أربعة أرقام قياسية في تاريخ مشاريع
إعادة التعمير ببكين: أولا, أكبر المشروعات من حيث التكلفة
الإجمالية، التي بلغت مليارين وخمسمائة مليون يوان (300
مليون دولار أمريكي). ثانيا, أكبر مشروع من حيث المساحة،
التي بلغت 9ر35 هكتار(36ر0 كيلومتر مربع) من الأرض. ثالثا,
أكبر مشروع من حيث عدد السكان الذين انتقلوا خارج المنطقة
أثناء تنفيذ المشروع حيث بلغ عددهم 7500 أسرة مكونة من 26250
نسمة، 58% منهم من أبناء الأقليات القومية، ومعظمهم من قومية
هوي. رابعا, سجل المشروع أعلى نسبة العودة بعد تنفيذ المشروع،
حيث بلغت النسبة في المرحلة الأولى 90% وأكثر. وحديثة
فإننا مازلنا
وتميز
المشروع بسرعة التنفيذ، فكان بناء الطابق في العمارات الرئيسية
يستغرق خمسة أيام في المتوسط، وهو معدل أعلى من المعدل الذي
سجلته منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة في جنوب الصين. وفازت
ثماني بنايات عالية للمرحلة الأولى بشهادة المشروع الممتاز
في بكين. وحديثة فإننا مازلنا
حياة
جديدة للمسلمين وحديثة
فإننا مازلنا
الخامس
والعشرون من سبتمبر عام 1999 يوم خاص لأبناء شارع نيوجيه،
ففي هذا اليوم عادوا إلى بيوتهم الجديدة في شارعهم بعد إتمام
المرحلة الأولى للمشروع. عادت 3300 أسرة إلى شارع نيوجيه
الذي عمته الفرحة، وكأنه يوم عيد، رفرفت الرايات وساد الابتسام.
المسجد كان أعلى بناية في الشارع، فالبيوت القديمة كلها
من طابق واحد، أما الآن فالعمارات ترتفع عشرين طابقا، ترى
من شرفاتها الشارع وقد اختفت منه البنايات المتصدعة وحلت
محلها بنايات جديدة ذات سمات قومية هوي، من لون أصفر خفيف
وخطوط خضراء على الحوائط الخارجية. وحديثة
فإننا مازلنا
وفقا
للسياسة الحكومية يبلغ سعر الشقة الجديدة بمساحة 70 مترا
أربعون ألف يوان فقط (8ر4 ألف دولار أمريكي) ويمكن للمسلمين
الفقراء أن يستأجروا شقتهم الجديدة بأسعار تفضيلية. وقد
اشترى معظم المسلمين في شارع نيوجيه بيوتهم الجديدة لأنهم
يعرفون أن السعر الواقعي في مثل هذه المنطقة أعلى من السعر
الذي تعرضه الحكومة لهم عشر مرات على الأقل. الشارع الجديد
الذي يبلغ عرضه 40 مترا يقدم تسهيلات كبيرة لأبناء نيوجيه
أيضا, فقد اختفى الزحام إلى الأبد. وحديثة
فإننا مازلنا
شن
هونغ ان، العائد إلى الشارع قال وهو يتسلم مفتاح شقته الجديدة
من العمدة جيا تشيتغ لين: "هذا هو المفتاح الذهبي الذي
يحقق أحلامنا منذ أجيال. إنه سيفتح حياة جديدة لمسلمي شارع
نيوجيه ونحن أبناء نيوجيه نشكر عناية الحكومة." لم
يعد أبناء الحي يطبخون طعامهم في المطابخ الضيقة وبيوتهم
المكشوفة في الصيف، لم يعد أبناء نيوجيه يذهبون إلى الحمام
المشترك، أو يصبون الماء الساخن لفتح صنبور المياه المتجمد
في الشتاء. الآن يمكن لأبناء قومية هوي, أن يغتسلوا ويتوضئوا
في بيوتهم قبل الذهاب إلى الصلاة. وحديثة
فإننا مازلنا
الحاج
إبراهيم شيوي تيان لي, إمام مسجد نيوجيه قال: "عدد
أبناء قومية هوي لم يقل بعد تنفيذ مشروع إعادة التعمير،
فقد عاد إلى الحي أكثر من 90% من سكانه السابقين، وازداد
عدد المصلين في المسجد. مع تحسن الظروف في المنطقة, أصبح
المسجد مزارا سياحيا يأتيه السائحون غير المسلمين من بكين
أو المقاطعات الأخرى، هذا كان أمرا نادرا في السابق. الحياة
اليومية لأبناء قوية هوي تحسنت كثيرا وخاصة في مجالات النقل
والإسكان." وحديثة
فإننا مازلنا
بدأت
المرحلة الثانية للمشروع في نهاية عام 1999وأقيمت المدرسة
الابتدائية لقومية هوي في عام 2002 وسوبر ماركت نيوجيه للأطعمة
الإسلامية وفندق نيوجيه للمسلمين وشارع الأطعمة الإسلامية
الخفيفة ومتجر تشنغ شينغده للشاي وميدان ومطاعم إسلامية
كبيرة أخرى في عام 2003. وسوف تكتمل المرحلة الثانية للمشروع
في يوليو هذا العام وسيعود أكثر من أربعة آلاف أسرة إلى
الشارع. وحديثة فإننا مازلنا
مع
تحسن ظروف حياة المسلمين في نيوجيه, تتغير أفكارهم في العمل
والدراسة والتجارة أيضا. العجوز تشيان ده تساي البالغ من
العمر 72 عاما، وهو صاحب مطعم كعكة نيان قاو (نوع من الأطعمة
الإسلامية) يعيش مع زوجته في شقة مساحتها مائة متر مربع,
قال: "في الماضي كان القليل من أولادنا يلتحق بالجامعات
لكن خلال هذه السنوات يزداد عدد الطلاب المسلمين في نيوجيه
الذين يلتحقون بالجامعات. التحق حفيدي وحفيدتي بالجامعة
ولكل واحد من أولادي الخمسة شقة خاصة. مع أن المسلمين في
شارع نيوجيه انتقلوا إلى مباني عالية وحديثة فإننا مازلنا
نلتقي في ميدان الحي ونزور بعضنا مثلما كنا نفعل أيام البيوت
القديمة." وحديثة فإننا مازلنا