محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2004
م

الذين يشقون الطرق الجديدة

ياسمين لي وانغ يا

الذين يشقون طرقا جديدة لأعمالهم يمتلكون إرادة قوية وطموحات عظيمة لمستقبلهم. بعضهم نجح وبعضهم فشل وآخرون حائرون بين النجاح والفشل لكن قاموسهم لا يحوي كلمات من شاكلة الندم أو التراجع. بالنسبة لهم، الفشل يحمل في طياته بداية جديدة ونجاحا صغيرا، يكمن في باطنه تقدم جديد. إنهم يعون جيدا أن من زرع حصد ولديهم قدرة مدهشة على تحمل الأعباء والصدمة النفسية عندما تذهب جهود كبيرة أدراج الرياح. كلهم عظماء، بغض النظر عن نجاحهم أو فشلهم، تجمع بينهم سمات مشتركة، أبرزها: الموسيقى الخالصة

1: يعملون بجد واجتهاد مهما كانت مناصبهم؛ الموسيقى الخالصة

2: يتعاملون مع الآخرين بصدر واسع؛ الموسيقى الخالصة

3: يواجهون الصعوبات والعقوبات متفائلين ويستطيعون الصمود أمام الاختبارات الهائلة صارمون في أعمالهم ولا يتوقفون إلا بعد تحقيق أهدافهم؛ الموسيقى الخالصة

 4: يستكشفون مواهب جديدة من أعمالهم. الموسيقى الخالصة

تاجر شاب في حرم الجامعة الموسيقى الخالصة

قاو يانغ، طالب يدرس اللغة العربية بالسنة الثالثة في الجامعة الثانية للغات الأجنبية ببكين، عمره 19 عاما لكن خبراته التجارية جد كبيرة. في السنة الأولى له بالجامعة، بدأ يشتري في أوقات فراغه الحقائب المتنوعة والمرايا المختلفة الأشكال والزينات المتعددة وغيرها من سوق الجملة بأسعار منخفضة ثم يبسط بضاعته بجانب الملعب والمطعم والمكتبة وغيرها من الأماكن التي يتردد إليها الطلاب، مستهدفا الجنس اللطيف بشكل خاص. في البداية كسب كثيرا من المال بفضل معرفته الجيدة بأذواق الشباب والموضة المفضلة، فتحظى سلعه بإقبال كبير بين الجامعيات. بيد أن تجارته ركدت بعد شهرين بسبب محدودية سوق الجامعة. قاو يانغ استطاع أن يجد مخرجا لبضائعه المتراكمة في غرفته، بعد أن أمكنه أن يصبح وكيلا لبيع تذاكر دخول حديقة عالم البحريات (أكواريوم) ببكين في الجامعات في فترة عيد العمال. سعر التذكرة ستين يوانا (حوالي 7 دولارات أمريكية)، وهو سعر عال لطلاب يعتمدون على أسرهم. وجد صعوبات في بيع التذاكر في الفترة الأولى، ومن أجل ترويج التذاكر، فكر في طريقة يضرب بها عصفورين بحجر واحد، عمل سحب يانصيب، أعده بنفسه، لكل من يشتري تذكرة، أما الجائزة فهي واحدة من بضاعته الراكدة! الموسيقى الخالصة

 رغم أن الجوائز ليست ثمينة، نجح بهذه الطريقة في بيع سلعه. كانت النتيجة أنه حصل على عمولة كبيرة من الأكواريوم وتخلص من بضاعته البائرة. لم يتوقف قاو يانغ عن إيجاد سبل أخرى لعمله، فقد دخل إلى عالم سوق البورصة بما حقق من أرباح. قاو في لقائه مع "الصين اليوم" قال إن عمله في الجامعة هو الأساس لجمع المال وإنه بعد التخرج سيفتتح مؤسسة للتجارة الخارجية، مع دول الشرق الأوسط بشكل خاص. وأضاف قائلا:" تعلمت كثيرا من تجربتي الماضية وأثق بنجاحي في المستقبل. لا أحب أن أنفق كثيرا من الأوقات في البحث عن عمل يناسبني ولست راغبا في العمل بشركات يملكها آخرون، أريد أن أكون صاحب شركة. ". الموسيقى الخالصة

مقهى طالبات الدراسات العليا الموسيقى الخالص

البحث عن عمل هو أكبر مشاكل خريجي الجامعات هذه الأيام، والإناث بشكل خاص. عندما التقيت أربعا من طالبات الدراسات العليا، لم اقرأ في وجوههن قلقا أو هما، وإنما ثقة بالنفس ورضا. هن طالبات بالسنة الأولى للدراسات العليا في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، ولكنهن يخططن لإقامة  مقهى للجامعيين بالقرب من الجامعة التي تجاور ثلاث جامعات أخرى. عندما سألتهن عما يقف وراء هذا المشروع من أفكار، قلن "هل تشكو من أن ازدحام غرفة الدرس يؤثر في قدرتك على الاستيعاب؟ هل سبق لك أن شكوت من ضيق مسكنك في الجامعة، مع عدم وجود فضاء خاص لك؟ هل سبق أن شكوت من عدم وجود مكان تبث فيه لحبيبتك ما في أعماق قلبك ؟ عشنا في حرم الجامعة خمس سنوات ونعلم شكاوى وهموم الطالبات والطلاب، ولذا نحاول أن نفعل شيئا لتقديم خدمات وتسهيلات للجامعيين، المقهى ليس للربح، فقط نستجيب لنداء من داخلنا.". شيو وي التي تتولى تصميم المقهى، قالت: "هذا المقهى لخدمة الطلاب، فتصميمه بالتأكيد يختلف عن المقاهي الأخرى، مساحته 100 متر مربع تقريبا وينقسم إلي ثلاثة أجزاء: طاولة لتقديم الطلبات تواجه الباب الخشبي الذي يشبه السياج؛ القسم الأيسر مكتبة على الجدران بها أنواع مختلفة من الكتب والمجلات والصحف، لخدمة الزبائن؛ القسم الأيمن فضاء شخصي، كل طاولة دائرية  فيه منعزلة عن الأخرى بحواجز. تصميم  بسيط، أجواؤه هادئة دافئة. من أجل افتتاح المقهي أسرع وقت ممكن، بدأت الشابات الأربع بإعداد 200 ورقة استبيان للطلاب بها 15 سؤالا حول موقع المقهى والأسعار وأسلوب التشغيل والإدارة وغيرها؛ ثم الاستفسار عن  إجراءات التسجيل والحصول على الرخصة  والعمليات المصرفية والقانونية... وقد تم تقسيم العمل بينهن، فتتحمل شيو وي مسؤولية  تصميم المقهى وتدير وانغ جين يان شؤون العاملين ولو لينغ لينغ تتحمل مهمة المقهى وتشانغ لي لي هي المسؤولة المالية. الموسيقى الخالصة

طالبات الدراسات العليا  ليس لديهن ما يكفي من المال لافتتاح المقهى، ولا يردن الاعتماد على أسرهن، ولذا يفكرن في كافة السبل لتدبير رأس المال اللازم، ومن ذلك تأجير أقراص السي دي الخاصة بهن لآخرين في المسكن؛ والعمل في المطاعم والمقاهي وشركات الترجمة والنشر والخ ونشر إعلانات عن المقهى ودراسة الجدوى له على شبكات الإنترنت بحثا عن ممول للمشروع. إضافة إلي ذلك، يدرسن بجد واجتهاد للحصول على المنح الدراسية. الموسيقى الخالصة

يعترفن بأن الطريق إلى النجاح طويل، لكنهن عازمات على المضي فيه. الموسيقى الخالصة

لا نخشى الفشل الموسيقى الخالصة

شوي، والد طفلة عمرها عشرة شهور. كان ذا منصب عال وراتب كبير، يعمل مشرفا على الجودة  في شركة. شوي افتتح مقهى "فردوس  المشروبات" في بلدية تشانغتشو الجديدة  بمقاطعة جيانغشو. البعض لا يفهم لماذا ترك شوي عمله بل اعتبروه مجنونا. عندما سألته هذا السؤال، رد قائلا إنه يريد أن يكون صاحب عمله، "من المستحيل أن أبقى في نفس الشركة طوال حياتي".  لم يجد ملاذا له عندما عمل في هذه الشركة التي أعطته  منصبا عاليا وراتبا كبيرا، ولم يشعر بالفرح والارتياح في عمله. شوي يريد أن يفعل ما يحلو له،  يريد أن يكسب ربحه بنفسه، كما أن أسلوب العمل في المقهى يتفق مع طبيعته، فهو ينهض من نومه في وقت متأخر صباحا ويسهر ليلا. لاحظت، في حديثي معه أن معنوياته عالية، وهو الذي يواجه ضغوط البحث عن أسلوب جديد لعمله. قال "إن العمل في شركات الآخرين أيضا يواجه ضغوطا كبيرة. إذا نعمل في مجموعة كبيرة، فلا شك أننا نتحمل ضغوط وأعباء المنافسة المحتدمة وتقليل عدد العاملين. إذا نعمل في المؤسسات الصغيرة، نقلق من إفلاسها. إذا لم يصل الشخص إلى منصب رفيع قبل سن الأربعين  ماذا يفعل؟  لقد مضى على سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين فترة ليست طويلة، فجميع الشركات الأجنبية والشركات الخاصة تنقصها تجارب مواجهة شيخوخة العاملين. لا نستطيع أن نتصور أن تلك الشركات ترغب في دفع الرواتب المتوسطة والعالية لعدد كبير من العاملين الذين أعمارهم أكثر من 40 سنة.  إنه ما زال شابا مفعما بالحيوية والقوة، مازال لديه الوقت لتذوق الفشل. قال لي بصراحة: "أعلم أنني سأواجه كثيرا من الضغوط والصعوبات، لكن أثق في قدرتي على حل هذه المشاكل. أهم شيء هو دعم زوجتي وابنتي الصغيرة ومساعدات أصدقائي وأهلي. عرفت عددا كبيرا من الأصدقاء في عملي السابق، هم مصدر زبائني حاليا. الموسيقى الخالصة

في مقهى شوي، تعزف موسيقى blues الحزينة، وليست الموسيقى والأغاني السريعة، وتنسيق المقهى يتفق مع الخلفية الموسيقية؛ لا بذخ ولا أبهة، لكن أجواءه تجتذب الزبائن. أعمال المقهى منتعشة ومستقرة في كل المواسم. قال شوي إن مقهاه له أسلوبه المميز  ورؤيته للثقافة والحياة والموسيقى، فمثلما يناسب الجينز الأغلبية من الشباب، البدلة ورباط العنق أيضا لها طبقة محددة من الشباب. شعاري هو "اليسر والفرح"! "الموسيقى الخالصة"! موسيقى blues تسري في عروقي،". هذا المقهى هو حلمي! الموسيقى الخالصة

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.