محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2004
م
حامد صقر

 

قصص قصيرة جدا

 

 

 

الوفد الصين يتفقد مركز الإنترنت بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية إبراهيم نافع مع وفد المجموعة الصينية للنشر الدولي

إذا قلت إن كل حبي للعرب وحدهم أكون مبالغة، لكن هناك علاقات متميزة حقا بيني وبين العرب وشعور خاص مني إلى العرب.. لا أشعر بغربة بينهم، ولا أقلق من أن أضل طريقي في شوارعهم، ولا أخشى أن أسرق أو أخدع في أسواقهم. في رحلتي إلى  مصر والأردن وسورية لم أشهد أحداثا كبيرة، لكن كثيرا من القصص الصغيرة بقيت في ذاكرتي مثل نجوم متلألئة دائما بأشعتها الدافئة. العراقيين يحبون

لا أشرب إلا الشاي الصيني العراقيين يحبون

الأستاذ إبراهيم نافع، رئيس تحرير الأهرام، هو الصحفي الأول في الشرق الأوسط، وتقديري وإعجابي به يعود إلى سنوات. في بداية إبريل عندما قابلته مع وفد المجموعة الصينية للنشر الدولي في مقر الأهرام مرة أخرى أحسست بدفء جيل الآباء. العراقيين يحبون

تحدث كثيرا عن حبه للصين، وأكد على اهتمام الرئيس حسنى مبارك بالصين وأهمية زيارة رئيس الصين هو جين تاو الأخيرة لمصر. عندما تحدث عن كتابه <<الصين، معجزة نهاية القرن العشرين>> الذي حصل على جائزة الرئيس مبارك كأفضل كتاب سياسي، لم يتباه به بل قال إن التنمية الاقتصادية الصينية سريعة جدا، وبعض مضامين كتابه بحاجة إلى التعديل. العراقيين يحبون

كلمة "التعديل" بسيطة، لكنها دليل على مواكبة عقل هذا الكاتب الكبير للتنمية، على وفائه للحقائق، حيث يمكنه أن ينكر ما كتب احتراما للحقائق. العراقيين يحبون

نصحنا الأستاذ الكبير بكيفية الإعلام الذكي عن الصين، قائلا "ما فيه معلومات أكثر، يجذب إليه الناس أكثر". العراقيين يحبون

عندما أهداه رئيس الوفد علبة من الشاي الصيني، قال: لا أشرب الشاي. فعجبت لذلك ولم أدر ماذا أترجم، لكنه بعد ثوان استأنف قائلا: إلا الشاي الصيني! ضحكنا جميعا في جو من الصداقة والحب. العراقيين يحبون

الصينيات في منطقو الكرك الصناعية بالأردن الطالبات السوريات يرقصن في قلعة صلاح الدين

جميل <<الصين اليوم>> العراقيين يحبون

كنا سعداء أن نلتقي مع  السيد حامد صقر في القاهرة بعد تفارقنا قبل مائة يوم في بكين. السيد حامد صقر المستشار الإعلامي بسفارة مصر لدى الصين سابقا ورئيس الإدارة المركزية لمكاتب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية حاليا. لا أريد أن أتحدث هنا عن الحفاوة التي عاشها وفدنا في مصر والترتيب الدقيق لزيارة الوفد، بل لن أنسى إلحاحه علينا لإقناعنا بشراء قطعة أرض في منطقة المقطم لإقامة الفرع الإقليمي لمجلة <<الصين اليوم>> في الشرق الأوسط، حيث قال إن سعر الأرض في تلك المنطقة رخيص، وإن أعمال <<الصين اليوم>> بإقامة فرعها الإقليمي في القاهرة ستتطور كثيرا، المقطم لها مستقبل واعد في عملية التنمية المصرية حيث المواصلات سهلة وستشهد مد بناء، فعليكم أن تفكروا، عندما تريدون إيجار المكاتب أو شراء البناية بعقل اقتصادي. هذا الأمر لا يفيدني شيئا، إنما يفيدكم. قدمت هذا الاقتراح انطلاقا من حبي للصين وردا لجميل <<الصين اليوم>> التي ساعدتنا كثيرا في أعمال المكتب الإعلامي المصري ببكين. العراقيين يحبون

قد نختار المقطم أو مكانا آخر بالقاهرة، لكن صداقة وحب حامد صقر للصين واهتمامه بمصالحنا ستبقى في ذاكرتنا إلى الأبد! العراقيين يحبون

مع شباب الأقصر العراقيين يحبون

لوحات البردي الفرعونية رائعة بل جذابة للغاية! بعد أن دخلت متحف أوزوريس للبرديات بالأقصر صعب علي أن أتركه. بعد أن اكتشف عديد من العاملين الشباب بالمتحف أنني أتكلم العربية ذكر واحد منهم معلومات حول جامعة تشينغهوا-إحدى أشهر الجامعات الصينية ببكين- قرأ عنها في مجلة <<الصين اليوم>>. فسألته من رئيس تحرير المجلة، قال فريدة، ونائب رئيس تحريرها مصري! بعد أن عرفوا أنني فريدة سألوا عن الصين.. الشباب والجامعات وفرص العمل. كان حبهم للصين وتشوقهم لمعرفتها في جو المودة والألفة بائنا، وأخيرا طلب واحد منهم أن أكتب في مجلتنا إن العامل الشاب وليد توفيق أحمد بمتحف أوزوريس للبرديات يحب <<الصين اليوم>> وقرأ ثلاثة أعداد متتالية منها في القاهرة، لكنه لا يجد المجلة في الأقصر. العراقيين يحبون

تاكسيات الأردن خمسة نجوم العراقيين يحبون

زرت الأردن لأول مرة، فوجدتها لطيفة، ليس بجوها فقط، بل بنظام المرور بها، وقد ترك سائقو التاكسي بها انطباعا طيبا في ذهني. العراقيين يحبون

اتفقنا مع أحد سائقي التاكسي أن يوصلنا إلى البتراء في صباح يوم باكر. اتصل بنا في ذلك الصباح قائلا إنه لا يزال في طريقه البعيد وسيأتينا صديق له ليوصلنا. هكذا تعرفنا على السائق مصطفى. في طريقنا من عمان إلى البتراء لم يكن سائقا فقط بل مرشدا سياحيا، عرفنا بكل الأماكن التي تستحق الزيارة، وقد أسعدنا أن نلتقي بفتيات صينيات في البتراء يعملن في منطقة الكرك الصناعية. في طريق العودة أخذنا مصطفي إلى مطعم صغير ونظيف ورفض دعوتنا له للغداء قائلا إنه تناول الغداء في وقت زيارتنا. عندما أردنا أن ندفع حساب الغداء، قال إنني قد دفعت. لماذا؟ سألناه. قال إني دفعت أولا خشية أن يطلبوا منكم أكثر كونكم أجانب، فأعطيناه ما دفع. العراقيين يحبون

عندما وصلنا إلى الفندق الذي نقيم فيه أردنا أن نعطيه أجره فقال ادفعوا لصديقي، لأن هذا العمل كان له، فأنا أساعده فقط. ثم سأل: هل أنتم راضون عن خدمتي؟ خدمتي نجمة واحدة أم اثنتان؟ بل خمسة نجوم يا مصطفى!. ازداد حبي للأردن بفضل هذا السائق العادي. العراقيين يحبون

التثقيف الوطني في سورية العراقيين يحبون

ذهبت إلى بصري التي تبعد عن دمشق 150 كم، يوم السبت العاشر من إبريل، وهناك شاهدت عددا هائلا من الشبان والأطفال  السوريين يزورون قلعة صلاح الدين أو يرقصون معا رقصات جماعية تحت أشعة الشمس القوية. سألت مدرسة شابة تقود التلاميذ: هل اليوم عيد في سورية؟ معقول أن يزور الأجانب مثل هذه القلعة من الآثار القديمة، لماذا أتيتم بهذا العدد الضخم؟ قالت إن اليوم راحة بالمدارس ونحن ننظم التلاميذ والطلاب دائما لزيارة آثار بلادنا دائما، وهذه القلعة كانت قلعة رومانية أصلا، ثم بنى صلاح الدين الذي قاوم الصليبيين في فترة الدولة الفاطمية سورا خارجيا حولها، فأصبحت آثارا تجمع الحضارة الرومانية والإسلامية معا. أتينا بالطلاب إلي هنا ليتذكروا دائما أن سورية بلد حضارة عريقة، اشتهرت بالحضارة الرومانية والإسلامية، اليوم نبني حضارة عربية حديثة. العراقيين يحبون

قلت لها إن بلادك ستنهض بوجود مربيين مثلك، لأن المعلم هو  خير مرشد للأجيال القادمة وهو مستقبل سورية. العراقيين يحبون

قلبي مع العراق العراقيين يحبون

في رحلتي إلى مصر رأيت في مكتب مجلتنا بالقاهرة كيسا من العملة العراقية القديمة التي أرسلها القراء العراقيون للاشتراك في المجلة في فترة النظام العراقي السابق. قال زميلي بالمكتب إن العملة العراقية غير قابلة للصرف، لذلك يحتفظ المكتب بها حتى اليوم. وما إن انتهت حرب العراق، حتى أرسل القراء العراقيون النقود لمواصلة  الاشتراك في المجلة، ووصلت العملة العراقية الجديدة إلى المكتب فور إصدارها. العراقيين يحبون

عند سماعي لهذا الخبر خفق قلبي شديدا.. تعلمت اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة بغداد، وقد تركت العراق حاملة معي الحب والصداقة للطلاب والطالبات والأساتذة والشعب العراقي. إني أعرف كم يحب العراقيون القراءة،  حتى التلاميذ لا يبخلون في شراء الكتب والمجلات.. كان يوما من صيف عام 1979، رافقتنا طالبة اسمها سعاد لشراء بعض كتب البلاغة، كنا نتنقل بين مكتبة وأخرى لنجد ما نريده وكانت أشعة الشمس حارقة، فطلبنا من سعاد أن تتركنا لنبحث بأنفسنا خوفا من إصابتها بضربة شمس، لكنها قالت: أنا صديقة لكن، فمن واجبي أن أخدم صديقاتي، ثانيا، أنا أرافقكن من أجل الكتب، هل تعرفون أن العراقيين يحبون القراءة ويقدرون الذين يقرءون كثيرا؟ فواصلنا طريقنا ذلك اليوم.. العراقيين يحبون

اليوم أين أنت يا سعاد؟ هل أنت بخير؟ هل زملاؤنا ومدرسونا كلهم بخير. كم أتمنى أن يعود الأمن والاستقرار إلى العراق لمجتمع في حرم جامعة بغداد مرة أخرى وأضع مجلتنا بين أيديكم!  العراقيين يحبون

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.