الصعود السلمي

لاغرو أن صعود قوة كبرى يثير دائما مخاوف وقلقا، والصين ليست استثناء في هذا، فالدولة الأكثر سكانا في العالم تحقق منذ تسعينات القرن العشرين أعلى معدلات تنمية عرفتها البشرية، وأضحت ثالث أكبر قوة تجارية في العالم، وتتنامى قوتها العسكرية بشكل جعل البعض يصنفها من أكبر القوى لا تسبقها غير الولايات المتحدة. تنين مقاتل. إنه الصع

مؤشرات عديدة تؤكد أن الصين صاعدة ومستمرة وستواصل صعودها. هناك من اختلق نظرية "التهديد الصيني" ومفادها أن قوة الصين تفرض تهديدا على الدول الأخرى، وبخاصة جيرانها، وتم تداول هذا الكلام في أحيان كثيرة دون تمحيص للحقائق، ودون الالتفات إلى تاريخ الصين الحديث، الذي كان مسلسلا متواصلا من الإهانة والتحقير على أيدي القوى الكبرى، ابتداء من الدول الثماني المتحالفة، انتهاء بالغزو الياباني، الذي دحره الشعب لصين قبل سنوات قليلة من إقامة جمهورية الصين الشعبية عام 1949. إنه درس وعاه الشعب الصيني جيدا. تنين مقاتل. إنه الصعتنين

والحقيقة أن الصين، برغم كل هذا التقدم، مازالت تنتمي إلى الدول النامية، فمتوسط دخل الفرد في الصين الذي تجاوز العام الماضي الألف دولار أمريكي لأول مرة مازال في المرتبة بعد المائة في العالم، وتخطط الصين إلى مضاعفة إجمالي إنتاجها المحلي أربع مرات حتى عام 2020، ليصل  4 تريليون دولار أمريكي وهو ما يعني الوصل بمتوسط نصيب الفرد إلى ثلاثة آلاف دولار أمريكي، وهو رقم سيظل بعيدا عن الدول المتقدمة. تنين مقاتل. إنه الصع

إن الحكومة الصينية تسعى دائما إلى خلق بيئة جوار سلمية في آسيا، وفي العالم إن كان ممكنا، لأن هذه البيئة هي التي تضمن استمرار عملية التنمية الصينية، وجهود الصين في تسوية العديد من الأزمات الإقليمية، ومنها القضية النووية الكورية، كما وقعت اتفاقا مع دول آسيان (رابطة جنوب شرقي آسيا) تعدت فيها بتسوية كافة النزاعات بالسبل السلمية، وطورت الصين مع عدد من جيرانها منتديات تعاون رسمية وشبه رسمية هدفها جميعا تعزيز الحوار السلمي. كل هذا يجعل من الصين باندا عملاقة أكثر من تنين مقاتل. إنه الصعود السلمي الذي يعزز رخاء العالم وأمنه. تنين مقاتل. إنه الصع