الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 10  أكتوبر (تشرين الأول) 2001
مقالات خاصة

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

ابيك والصين: حاجة مشتركة
قضايا اجتماعية
المتاجر المركزية الأجنبية .. ماذا فعلت في الصين؟!
جيا لان بوه وإنسان بكين
الثقافة والآثار

موسيقى البوب من كوريا الجنوبية إلى الصين

ا

التراث الثقافي والطبيعي للصين والعالم
تحليلات اقتصادية
نينغبوه: الماضي والحاضر
اردوسي: المدينة الفتية
دينغتشو .. مدينة الصناعات النظيفة
إنجازات بناء المدن بمقاطعة جيانغسو
السياحة في الصين
شانغهاي وما حولها
دينغتشو - مدينة جذورها في أعماق التاريخ
المسلمون الصينيون:
مسابقة العلوم الإسلامية
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (2)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (20)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (4)
من القراء واليهم

مسابقة العلوم الإسلامية 

عبد الله محمد وانغ جيه          جمعية قوانغتشو الإسلامية

 

في الخامس والعشرين من مارس عام 2001 غسلت مياه المطر قوانغتشو (كانتون) الجميلة فأصبح الهواء عليلا ومنعشا والجو صافيا وجميلا فازدادت النفوس بهجة ورقصت بألوانه فرحة.

في هذه الأيام كانت جمعية قوانغدونغ الإسلامية تجمع أئمة مدينة قوانغتشو للتشاور في أمور شتى وذلك لتحسين العلاقات الأساسية الإسلامية في جميع أنحاء مقاطعة قوانغدونغ وقد قامت هذه الجمعية بالاستعداد لإقامة مسابقة للعلوم الإسلامية بمسجد هوبان في مدينة قوانغتشو، هي الأولى من نوعها في تاريخ قوانغدونغ الحديث. وبتعبير آخر لكي نعيد إلى الأذهان صورا من حياة أسلافنا المسلمين الذين ساهموا في نشر الثقافة الإسلامية وآدابها الحميدة الرائعة. ومن المعروف أن مدينة قوانغتشو تابعة لمقاطعة قوانغدونغ وهي، كما يرى المؤرخون، أول مكان في الصين دخله الإسلام، وقد عاش الصحابي أبو وقاص رضي الله عنه في هذه المدينة وهو أول  الذين أقاموا شعائر الإسلام فيها وتوفي في هذه المدينة وقبره هو وعدد من أصحابه موجود بها، وبجوار قبره مسجد صغير يصلي فيه الناس (والمسجد الآن قريب من المعرض التجاري الذي يقام في هذه المدينة) وهو مسجد تاريخي قديم ويسمي بـروضة أبي وقاص، وقد أشرف أبو وقاص على بناء مسجد مدينة قوانغتشو الذي تقام فيه صلاة الجمعة واسم هذا المسجد مسجد هوايشنغ، وكان ذلك في أوائل عهد أسرة تانغ الصينية.

وكان أبو وقاص ممثلا للمسلمين آنذاك،ينشر الإسلام في ربوع هذه المدينة التي ازدهرت  بدعوة الإسلام الصالحة لكل زمان ومكان وأصبح اسم أبي وقاص علما ومثلا في حسن المعاملة والخلق والنصح والصدق والأمانة. وبمرور السنين ومع  قلة الدعاة  وتزايد مشاغل الناس ولأسباب أخرى أهملت قضية المسلمين ولم يعد هناك مبالاة كبيرة للحفاظ على الهوية الإسلامية ولم يعد هناك من ينهض بالقضية الإسلامية على الوجه الصحيح. لكل هذا فكر أعضاء الجمعية مليا بأنه لابد من إقامة ندوات تعليمية ومسابقات ثقافية دورية حتى يكون المسلم على درجة عالية من فهم أمور دينه ودنياه وحتى يكون عضوا نافعا في هذه الحياة ينفع نفسه وينفع أهله وينفع بلاده وينفع الناس أجمعين، والمسلم لا يكون إلا داعيا لكل خير ومبتعدا عن كل شر. وقد قامت جمعية قوانغدونغ للشبان المسلمين والتي أسست في يوليو من عام 1998 ويرأسها السيد إبراهيم ما يي جون بالتحضير لبدء مسابقة ثقافية إسلامية للعلوم الإسلامية الأساسية وقرروا أن تكون المسابقة في مسجد هوبان قبل أو بعد عيد الربيع لعام 2001. وقد حصلوا على موافقة من لجنة شؤون الأقليات القومية والدينية لحكومة المقاطعة. بعد ذلك قسم العمل بوضوح، فكان السيد إبراهيم ما يي جون مشرفا على هذه المسابقة وتعاون الأئمة على جمع مائة سؤال تطرح في المسابقة تشمل الإيمان وأركانه، التاريخ الإسلامي، المبادئ الأخلاقية الإسلامية إلى آخره.

وهنا نقول "من زرع حصد" ولا شك أنه إذا كانت النية صادقة في هذا العمل الجليل المتجدد لابد أنه سيثمر خيرا للعباد وللبلاد بإذن الله تعالى..

من أجل أن تضمن الجمعية السلامة مع سياسة الحكومة، وكذلك لإرساء أسس عمل ثابتة عممت جمعية قوانغدونغ الإسلامية موافقة الحكومة على الجمعيات الإسلامية في جميع مدن مقاطعة قوانغدونغ. وكانت حصة المشاركين في مدينة قوانغتشو فرقتين، كل فرقة من ثلاثة أفراد، ولمدينة شنتشن فرقة واحدة من ثلاثة افراد، ولمدينة تشوهاي فرقة واحدة من ثلاثة أفراد، ولمدينة تشاوتسنغ فرقة واحدة من ثلاثة أفراد، فصار المشاركون كلهم خمسة عشر.

في الساعة الثانية بعد ظهر 25 مارس 2001. أصبح كل شيء جاهزا، والمثل الصيني يقول (كل شئ جاهز إلا الرياح الشرقية)، والحمد لله رب العالمين، علقت لافتة طويلة كتب عليها: "مسابقة العلوم الإسلامية الأساسية بمقاطعة قوانغدونغ". وذلك باللغتين العربية والصينية. وقد وضعت طاولات ومقاعد للمشاركين على شكل قوس في ساحة المسجد لجلوس الفرق الخمس المشاركة. بينما يتوسط مشرفا المسابقة ساحة المسجد.. أما الزائرون فجلسوا في رواق المسجد لمتابعة هذا الحدث الهام والمشهد العظيم.

وبدأ الحفل في تمام الساعة الثانية بعد الظهر وأعلن المشرفان الإمام حسن والإمام إسماعيل بداية المسابقة. وعاش الحاضرون ساعات في عالم آخر ملئ بالحب والتآخي مشعا بأنوار العلم والمعرفة وكان المتسابقون في حالة تنافس مع بعضهم، يقدمون الأجوبة الكافية والصحيحة والابتسامات تعلو وجوه الجميع ولله الحمد..

لم يكن الهدف من المسابقة سوى تصحيح الأخطاء وتعريف الناس بأمور دينهم ودنياهم وكذلك معرفة حضارتهم الإسلامية وتطوير قضايا المسلمين إلى ما فيه رفعتهم وعزلتهم وكرامتهم وكذلك معرفة الحق والباطل وحتى يعرف المسلم أن الله تعالى أوجده في هذا الكون. أولا لعبادة الله سبحانه وتعالى ثم لإعمار الأرض فأرسل لهم الرسل وأنزل إليهم الكتب ليرشدهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه. فالمسلم عضو نافع في هذا المجتمع؛ فهو مفيد لأهله ووطنه وشعبه.

 وهذه المسابقة، مسابقة العلوم الإسلامية، هي إرشاد وتثقيف وتعليم وتنوير، فقد حققت جمعية مقاطعة قوانغدونغ ما تصبو إليه. أما بالنسبة لخدمة المسلم الصيني لوطنه وشعبه فلاريب في أن يبذل جهده في خدمة وطنه وشعبه في كل شئ يرضي الله تعالى. وقد دعت الحكومة وعلى رأسها رئيس الصين جيانغ تسه مين أهل الأديان بأن تكون أعمالهم مناسبة للحياة الاجتماعية لجميع أفراد الشعب، ولا شك أن هدف مثل هذه المسابقات هي تعليم وتثقيف المسلمين من أجل دينهم ودنياهم وتعاملهم ومعاشرتهم مع غيرهم من القوميات ومن أجل بث روح المحبة بين الشعوب وهذا مما يتناسب مع مبادئ الدولة والمجتمع. وتثقيف الناس باتباع القانون واحترام الآخرين فتنتشر الأخلاق الإسلامية الفاضلة الجميلة في ربوع الدنيا كلها، فتؤصل المحبة بين الشعب والحكومة.

لقد انتهت المسابقة على أمل اللقاء بهذه الوجوه الطيبة مرات أخرى أجمل وأفضل. وقد حصلت فرقة قوانغتشو على المركز الأول وهنأهم الجميع على الفوز متمنين للباقين الفوز في مرات أخرى، والمقصود ليس الحصول على المركز الأول أو غيره، إنما الهدف الأساسي لهذه المسابقة هو مطالبة المسلمين بمعرفة أمور دينهم وتصحيح أخطاءهم. وقد غادر الناس هذا الحفل مودعين بعضهم بالدعوات الخالصة والابتسامات الصادقة.

رغم أن وقت المسابقة كان قصيرا فقد تركت أثرا كبيرا في قلوب الناس وأذهانهم وحضت الناس على أن يفكروا في ما يهمهم من أمور يحتاجونها. وخاصة قادة القضية الإسلامية فالأنظار كلهم متجهة نحوهم: فعليهم أن ينهضوا بهذه الأمة إلى ما فيه عزتهم وكرامتهم ودفع الجهل والسوء عنها وتطوير قضاياهم الإسلامية. فلابد من المضي قدما في هذا الطريق. فالأجيال القادمة لن ترث الدين الصحيح وتعاليمه حتى نبدأ نحن بإحياء هذا الدين وتعاليمه وآدابه من جديد وتدريسه للطلبة والناشئين حتى يستمر العطاء وتزويد الأجيال القادمة بوفرة من العلم والمعرفة لتنال شرف الدنيا وسعادة الآخرة.

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.