الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 10  أكتوبر (تشرين الأول) 2001
مقالات خاصة

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

ابيك والصين: حاجة مشتركة
قضايا اجتماعية
المتاجر المركزية الأجنبية .. ماذا فعلت في الصين؟!
جيا لان بوه وإنسان بكين
الثقافة والآثار

موسيقى البوب من كوريا الجنوبية إلى الصين

ا

التراث الثقافي والطبيعي للصين والعالم
تحليلات اقتصادية
نينغبوه: الماضي والحاضر
اردوسي: المدينة الفتية
دينغتشو .. مدينة الصناعات النظيفة
إنجازات بناء المدن بمقاطعة جيانغسو
السياحة في الصين
شانغهاي وما حولها
دينغتشو - مدينة جذورها في أعماق التاريخ
المسلمون الصينيون:
مسابقة العلوم الإسلامية
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (2)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (20)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (4)
من القراء واليهم

ابيك والصين: حاجة مشتركة

   -- مؤتمر وزراء تجارة ابيك لعام 2001

     تشانغ هوا مراسلة "الصين اليوم"

منذ أكثر من عام ، أضيف إلى الواجبات المنزلية لتلاميذ المرحلة قبل الجامعية بشنغهاي مهمة أخرى هي جمع معلومات عن منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (ابيك)؛ وذلك في إطار الاستعدادات التي قامت بها شانغهاي لاستضافة مؤتمر وزراء تجارة ابيك لعام 2001 في شهر مايو الماضي. كان كثير من أبناء المدينة لا يعرفون شيئا عن ابيك، لكنهم يعلمون جيدا أن معظم التجار والسائحين الأجانب الذين يأتون مدينتهم هم من الولايات المتحدة واليابان وكندا وكوريا الجنوبية واستراليا وغيرها من الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادي، فالاتصالات بين شانغهاي والعالم جد كثيرة، كون المدينة مركزا اقتصاديا ومركزا للملاحة الجوية والبحرية.

وفقا لبيانات لجنة الاقتصاد والتجارة الخارجية بشانغهاي، في عام 2000، بلغ عدد  زيارات الأفراد من أعضاء ابيك لشانغهاي لأغراض تجارية وسياحية 81ر1 مليون، أي 79% من مجموع زيارات الأجانب في نفس الفترة؛ بلغ عدد مكاتب التمثيل التجاري لأعضاء ابيك في شانغهاي 6519، بزيادة 14ر1 ضعف عن عام 1995. بينما وافقت شانغهاي على أن تقيم 135 شركة من المدينة فروعا لها لدى أعضاء ابيك، تحتل 42% من مجموع فروع شركات شانغهاي خارج الصين. في ناحيتي واردات وصادرات شانغهاي، يحتل أعضاء ابيك ثمانية مراكز وستة مراكز من بين المراكز العشرة الأولى لشركاء شانغهاي على التوالي.

لا ريب أن التبادل الاقتصادي والتجاري بين شانغهاي وأعضاء ابيك هو صورة مصغرة للانفتاح الثنائي والتكامل في التفوقات والازدهار المشترك اقتصاديا وتجاريا بين الصين وأعضاء ابيك.

قال المسؤول الرئيسي عن التحضير لمؤتمر وزراء تجارة ابيك لعام 2001، رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة الخارجية بشانغهاي، تشو شياو مينغ: انعقاد هذا المؤتمر في شانغهاي  قدم فرصة للمدينة. لأن 75% من حجم التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي المباشر لشانغهاي يأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادي. لذلك بذلت شانغهاي كل جهودها محاولة إظهار وعي الصين للانفتاح، وتجسيد ملامح الصين الجديدة في القرن الجديد.

مغزى عميق لاختيار مواقع المؤتمر

بعد أن عقد مؤتمر وزراء تجارة ابيك لعام 2001 لمدة نصف يوم في مركز المؤتمرات الدولية الواقع على شاطئ نهر هوانغبو بشانغهاي، انتقل إلى "أول موطن مائي بالصين" بلدة تشوتشوانغ، ليستمر على سفينة "تشوتشوانغ فانغ" الضخمة القديمة الأسلوب على البحيرة.

وفقا لقول كبير المفاوضين بوزارة التعاون الاقتصادي والتجارة الخارجية لونغ يونغ تو، هذا الترتيب له مغزى خاص. لأن شانغهاي استفادت من الإصلاح والانفتاح الصيني أكثر، والتغيرات التي شهدتها أكبر، لذلك تعتبر المدنية النموذجية للإصلاح والانفتاح. وهدف ابيك هو إقامة نظام اقتصادي منفتح من أجل دفع عملية تحرير وتيسير التجارة، لذلك اختيار شانغهاي في موضعه.

أدرك كثير من حضور المؤتمر مغزى اختيار شانغهاي، قال سكرتير وزير التجارة الكندي، الممثل الدائم في المؤتمر، بي أوبرين: " هذه أول زيارة لي للصين، تركت شانغهاي انطباعا عميقا في ذهني. الآن يمكنني أن أرى هذه المدينة الجميلة من نافذة غرفتي؛ نابضة بالحيوية، عامرة بالازدهار والرفاهية والتقدم. فمن المعقول أن يسمي الجميع شانغهاي "رأس التنين" للصين." "أطيب تقديري لهذه المدينة وأتمنى أن تتاح لي فرصة لأزورها مرة أخرى."

هناك تضاد صارخ بين المدينة العالمية شانغهاي وبلدة تشوتشوانغ، لأن الثانية هي بلدة عريقة يعود تاريخها إلى ألف عام، لا تزال محتفظة بملامح "الجسور الصغيرة والمياه النقية وبيوت السكان التقليدية"، الملامح النموذجية للبلدات والقرى بجنوب الصين، وأدرجتها اليونيسكو في القائمة الاحتياطية للتراث الثقافي العالمي. اختيار تشوتشوانغ كموقع آخر لهذا المؤتمر دليل على أن الصين، بينما تشارك في العولمة الاقتصادية والانفتاح الخارجي بصورة إيجابية، لا تزال تحافظ على ثقافة وتقاليد وقيم الأمة الصينية.

اهتمام خاص بمصالح الاقتصادات النامية 

في هذا المؤتمر توافقت الآراء على أهمية دفع نظام التجارة المتعددة الأطراف، تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، دعم الدورة الجديدة لمفاوضات لمنظمة التجارة العالمية بأسرع وقت ممكن. لأن هناك تفاوت كبير بين أعضاء ابيك في النظام الاقتصادي ومستوى التنمية الاقتصادية ومستوى حرية التجارة والاستثمار، أصبح تحقيق التوازن في المصالح للأعضاء من الاقتصادات النامية والأعضاء من الاقتصادات المتطورة أحد محاور تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري المتعدد الأطراف في هذا الإقليم.

لذلك أكد المؤتمر في "إعلان الرئيس" الذي صدر في نهاية المؤتمر الاهتمام الخاص بمصالح الاقتصادات النامية. حيث جاء به: يؤكد الوزراء مرة أخرى، أنه من أجل دفع الاقتصادات النامية للمشاركة في منظمة التجارة العالمية بصورة شاملة، يجب حل المسائل التي تهم الأعضاء من الاقتصادات النامية بواسطة تنفيذ المعاملة الخاصة والمعاملة المتفاوتة الأشمل والأكثر فعالية، ومواصلة الجهود الحالية في بناء القدرة والمساعدة التكنولوجية.

قال سكرتير وزير التجارة الكندي الممثل الدائم في المؤتمر، بي أوبرين إن الموضوع الذي يهم كندا أكثر في هذا المؤتمر هو "بناء القدرة"، وشرح "بناء القدرة" قائلا "إن ذلك يعني أن كندا ترغب تشجيع بل تدعم الاقتصادات النامية لتطوير تفوقها أكثر مغتنمة فرصة ابيك. وترغب أن تساعد كل المجموعات الاقتصادية والدول في أن تستفيد من التجارة الحرة، لا أن تستفيد الدول المتقدمة فقط، بل يجب ضمان استفادة الدول النامية الفقيرة والضعيفة والصغيرة . وهو الأمر الذي يحتاج أولا، تعزيز بناء القوة البشرية، وثانيا، التجارة الثنائية وتشجيع حرية التجارة." واستطرد قائلا "إن هذا هو اقتراحنا، وننفذ الإجراءات الملموسة لذلك حاليا. وقد قدمنا تقريرا إلى المؤتمر حول مهرجان شباب ابيك - منتدى رجال الأعمال الشبان الذي أقيم من 9-14 يوليو 2001 في شانغهاي برعاية الصين وكندا. وعلمنا من رئيس المؤتمر أنه وافق على عملنا. إلى جانب ذلك، مولت كندا 80 مليون دولار أمريكي في ابيك في السنوات الماضية لدفع تنمية الموارد البشرية، مولنا 5 ملايين دولار في هذا العام لنفس الغرض.يرى رئيس إدارة آسيا وأفريقيا واستراليا بوزارة التنمية الاقتصادية والتجارة للاتحاد الروسي أن ابيك عليها أن تفكر في مصالح كل مجموعة اقتصادية، وعلى المجموعة الاقتصادية المتقدمة خاصة أن تمكن المجموعة الاقتصادية النامية من الحصول على مزيد من المساعدة بواسطة التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، لتحقيق التنمية المتناسقة.

من أجل مساعدة المجموعة الاقتصادية النامية في رفع قدرتها على تنفيذ اتفاقيات الوحدات المعنية لمنظمة التجارة العالمية، وضعت ابيك وبدأت تنفيذ خطة استراتيجية لبناء القدرة، وأجيزت ستة مشروعات في الدفعة الأولى، لمساعدة الأعضاء من الاقتصادات النامية في رفع القدرة على المشاركة في الدورة الجديدة من المفاوضات وتنفيذ اتفاقيات منظمة التجارة العالمية. من أجل تضييق "الفجوة الرقمية" بين المجموعة الاقتصادية المتطورة والمجموعة الاقتصادية النامية، تفكر ابيك في الإسراع بوضع إطار استراتيجي لـ"الإ لكترون-ابيك: إقامة مجتمع رقمي"، مؤكدة دفع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي في التجارة الإلكترونية بصورة شاملة.

تأثير ابيك في الصين 

قبل هذا المؤتمر، دخل وزير التعاون الاقتصادي والتجارة الخارجية الصيني شي قوانغ شنغ قاعة البث المباشر بمحطة إذاعة شانغهاي ليتحدث مع عامة الشعب حول ابيك حيث قال "إنني  إنسان عادي، يهمني أيضا ماذا سيحقق مؤتمر ابيك لنا نحن عامة الشعب."

" إذا نجحت ابيك، ستدفع التنمية الاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادي، الأمر الذي سيوفر بيئة ممتازة للصين للتنمية الاقتصادية، ويدفع التنمية الاقتصادية." وأضاف قائلا: "سيجعلنا مؤتمر ابيك نعرف العالم، خاصة نعرف كيف تفكر منطقة آسيا والمحيط الهادي، ما هي توجهات تطورها. ومجيء عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين من منطقة آسيا والمحيط الهادي هو فرصة لنظهر صورتنا، نحتاج إلى أن يعرفنا العالم. كما أن عامة الشعب يستفيدون من تحسين انضباط المرور ومعالجة البيئة أيضا!"

أما أساتذة جامعة نانكاي، فقد عرضوا المستقبل الرائع لابيك في السنوات العشر القادمة ومستقبلها البعيد المدى  بتحليلهم لاختيارات أعضاء ابيك الواحد والعشرين وبضائعها وتوزيع صناعاتها.

وفقا لتحليلهم، الصين هي العضو المهم في  ابيك، بينها وبين أعضاء المجموعات الاقتصادية الأخرى تكاملية كبيرة اقتصاديا. عدم التوازن في التنمية الاقتصادية بين أعضاء مختلف المجموعات الاقتصادية هيأ مجالا واسعا لتطوير التعامل التجاري بين الصين وأعضاء مختلف المجموعات الاقتصادية لابيك. مثلا، معظم صادرات شانغهاي إلى الولايات المتحدة لا تنتجها الولايات المتحدة بسبب كلفتها الكبيرة، بينما معظم واردات شانغهاي من البضائع ذات المحتوى التكنولوجي الكبير؛ ثلث صادرات شانغهاي إلى استراليا هي الأزياء، ونصف وارداتها من استراليا بعض المواد الخام للمعادن. يمكن أن نجد من تجارة الصين مع أعضاء ابيك أن نمو التجارة الدولية الصينية سريع، لكن بضائعها ليست ذات قوة تنافسية ظاهرة دوليا. لكن الخبراء أشاروا إلى أن الصين ستستفيد كثيرا نسبيا من تحريرالتجارة مستقبلا، أقل من استفادة الفلبين فقط من بين الاقتصادات النامية. في عام 2020، سيزداد الناتج المحلي الصيني 34ر3%، وستزداد صادراتها 78ر26%، وستزداد وارداتها 11ر31%. ومع استمرار الفائض التجاري وفقا للحساب الجاري، سيشهد مستوى الإنتاج والاستهلاك الصيني ارتفاعا.

يرى بعض الخبراء أن ابيك تفرض بعض التحديات على الصين بينما تحقق التنمية السريعة للاقتصاد القومي الصيني وتجارتها الخارجية وتدخل الاستثمار الأجنبي وتدفع وتكمل وضع الانفتاح الخارجي وتدعم انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية مبكرا، وتشمل هذه التحديات:

واردات بعض أعضاء ابيك الاقتصادية مشابهة للمنتجات الصينية، فستكون هناك منافسة عنيفة، مما يزيد صعوبة تصدير المنتجات الصينية؛ تتسابق الصين وأعضاء ابيك من الاقتصادات النامية في جنوب شرقي آسيا في جذب الاستثمار الأجنبي. منذ اندلاع الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، تبنت الفلبين وماليزيا وتايلاند واندونيسيا وغيرها من أعضاء ابيك النامية سلسلة من السياسات التفضيلية لجذب الاستثمار الأجنبي، بل تولي اهتماما بالغا لتحسين بيئة الاستثمار. إنه لأمر جيد أن تكون هناك منافسة عنيفة في مجال جذب الاستثمار الأجنبي، لكنها ستؤدي إلى تشعب توجهات رؤوس الأموال بالتأكيد.

ملحق: أعضاء ابيك

يبلغ عدد أعضاء ابيك 21 عضوا حاليا: الصين، استراليا، بروناي، كندا، شيلي، هونغ كونغ الصينية، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، المكسيك، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، بيرو، الفلبين، روسيا، سنغافورة، تايبي- الصين، تايلاند، الولايات المتحدة الأمريكية، فيتنام. 

  

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.