الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 10  أكتوبر (تشرين الأول) 2001
مقالات خاصة

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

ابيك والصين: حاجة مشتركة
قضايا اجتماعية
المتاجر المركزية الأجنبية .. ماذا فعلت في الصين؟!
جيا لان بوه وإنسان بكين
الثقافة والآثار

موسيقى البوب من كوريا الجنوبية إلى الصين

ا

التراث الثقافي والطبيعي للصين والعالم
تحليلات اقتصادية
نينغبوه: الماضي والحاضر
اردوسي: المدينة الفتية
دينغتشو .. مدينة الصناعات النظيفة
إنجازات بناء المدن بمقاطعة جيانغسو
السياحة في الصين
شانغهاي وما حولها
دينغتشو - مدينة جذورها في أعماق التاريخ
المسلمون الصينيون:
مسابقة العلوم الإسلامية
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (2)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (20)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (4)
من القراء واليهم

الفن المعماري - 2

المعابد

كان الصينيون القدماء يهتمون بتقديم القرابين للسماء والأرض والأسلاف ومختلف الآلهة. في فترة أسرة تشو تشكلت المراسم والنظم المختلفة لتقديم القرابين من كافة الأنواع، وارتبطت  بالحكم الإقطاعي، وكان من الطبيعي أن تكون المعابد الإمبراطورية المستخدمة  لهذا الغرض هي الأكبر حجما والأفضل نوعية. في المعابد الباقية  ببكين، نلاحظ  أن  بنايات  تقديم القرابين لها مواقعها الثابتة، مثلا، المعبد السماوي في الجنوب، المعبد الأرضي في الشمال، معبد الشمس في الشرق، معبد القمر في الغرب، بينما يحتل معبد تايمياو وهيكل شه جي القلب من المدينة، اليسار أماما واليمين  أماما، كل على حدة، في ترتيب لا يخلو من إرهاصات ثقافية خاصة.

في الصين القديمة حيث كانت الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي، كان "شه جي" رمزا للدولة، و"شه" هو إله الأرض، و"جي" هو إله الخيرات. في فترات باكرة بدأ الصينيون إقامة هيكل "شه جي" من التراب، وفي حديقة تشونغشان  غربي بوابة تيان آن من في بكين الحالية مازال موقع  هيكل شه جي  لفترة أسرتي مينغ  وتشينغ قائما. يبدو الهيكل مربعا يرتفع نحو متر واحد عن الأرض، طول  كل  طرف منه  نحو 15 مترا، سطحه مغطى بخمسة أنواع من الأتربة، التراب الأصفر في المركز، التراب الأحمر والأبيض والأسود والنيلي في الجنوب والغرب والشمال والشرق، رمزا للجهات الخمس لأراض البلاد، وتجسيدا للفكرة الإمبراطورية بأن كل أراضي الكون ملك للإمبراطور. يقع معبد تايمياو مقابل هيكل شه جي. قصر ثقافة  الشعب الكادح،  شرقي بوابة تيان آن من في بكين الحالية هو موقع معبد تايمياو في فترة أسرتي مينغ  وتشينغ. وهو مجموعة من البنايات محاطة بـثلاثة أسوار مربعة، من بناياته الرئيسية القاعة الأمامية والقاعة الوسطى والقاعة الخلفية، على جانبيها قاعات جانبية، مشكلة عدة أفنية.

كان الأباطرة في الأسر المختلفة يقيمون مراسم عبادة كل سنة طلبا للحصاد الوافر وبقاء أسرهم والاستقرار الاجتماعي، كانوا يصلون ويقدمون القرابين للسماء والأرض والشمس والقمر والجبال والأنهار والآلهة، كان أهم هذه المراسم تقديم القرابين  للسماء. ولما كان الأباطرة يزعمون أن السماء كلفتهم برسالة حكم البلاد، وبعد أن حكموا البلاد بصفتهم أبناء السماء، أصبحت نشاطات تقديم القرابين للسماء من حقوقهم الخاصة التي لا يجوز  لعامة الشعب أن يقوموا بمثلها. اليوم، معبد السماء هو أكبر موقع باق بشكل سليم من بين المواقع التي  كان الأباطرة يقدمون القرابين للسماء فيها، مساحته تساوي أكثر من 3 أضعاف مساحة المدينة المحرمة في تلك الفترة، تقع البنايات الرئيسية لتقديم القرابين  فيه على الخط  المحوري المائل إلى الشرق قليلا، توزيعها من الجنوب إلى الشمال كما يلي: يوان  تشيو  وقاعة هوانغ تشيونغ يوي وقاعة تشي نيان ديان. يوان تشيوي  عبارة عن منصة حجرية من ثلاثة  طوابق، محاطة بدرابزين رخامي أبيض، هي مكان إقامة المراسم العظيمة لتقديم القرابين للسماء. تقع قاعة هوانغ تشيونغ  يوي   شمال يوان تشيو، وهي  قاعة صغيرة من طابق واحد، توضع فيها لافتة  "إله السماء"  في الأيام العادية، محاطة بجدار دائري  معروف باسم جدار الصدى. تقع قاعة تشي نيان ديان  شمال قاعة هوانغ تشيونغ يوي، هذه  القاعة ضخمة ودائرية الشكل، ذات سقف ثلاثي، مبنية على قاعدة مستديرة ثلاثية الطوابق. كان الأباطرة يؤدون الصلاة بها طلبا للحصاد الوافر، لذلك كانت هناك علاقة بينها وبين الثقافة الزراعية. مثلا، داخل القاعة 4 أعمدة تونغ  تيان (الواصلة إلى السماء)، ترمز إلى الربيع والصيف والخريف والشتاء؛  ترمز الأعمدة الاثنتي عشرة الحاملة الطابق الأول من السقف إلى 12 فترة  في اليوم  الواحد، بينما ترمز الأعمدة الاثنتي عشرة الحاملة الطابق الأوسط من السقف إلى  الاثني عشر شهرا  في السنة، ترمز هذه الأعمدة الأربعة  والعشرون إلى الأربعة والعشرين موسما زراعيا في السنة.

إضافة إلى ذلك، كان يوجد عدد كبير من المعابد العائلية لإحياء ذكرى الأسلاف، ومعابد إحياء ذكرى الحكماء والمفكرين القدماء بين أبناء الشعب، تتميز هذه المعابد بخصائص معمارية شعبية ومحلية.

في مجتمع الصين القديمة، كان مفهوم العشيرة متأصلا في أفكار الناس، حيث كانت القرية كلها أو عدة قرى تتكون من عشيرة واحدة دائما، مما شكل مجمعات عشائرية ذاتية الحكم. داخل العشيرة، كان رئيس العشيرة المسؤول الأول الذي يقرر كل الشؤون الكبيرة، ولكل عشيرة أسلوب تنظيمي خاص وقانون عشائري لحماية الأسلوب التنظيمي، وكانت لها قواعد صارمة للعلاقات بين الأجيال والرئيسي والتابع. كانت السلطة الإقطاعية تعتمد على هذا النظام العشائري في تنفيذ بعض المشروعات السياسية والعامة مثل دفع الضرائب وحل النزاعات داخل العشيرة وتهذيب أبناء العشيرة وتنظيم نشاطات لتقديم الاحترام  للآلهة أو للأسلاف. لذلك بنت كل عشيرة معبدا لها لتقديم احترامها لأسلافها. في نفس الوقت كان المعبد العشائري مكانا للتشاور حول الشؤون المهمة للعشيرة أو حل التناقضات الداخلية لها وعقاب أفراد العشيرة المخالفين لقانون العشيرة. بني في بعض المعابد العشائرية خشبة مسرح وألحقت به مدرسة وصومعة خيرية، بذلك أصبح المعبد العشائري من البنايات العامة ذات الطبيعة الفولكلورية، فكان أكبر من البيوت الشعبية  حجما، وأفضل منها نوعية، وإذا كانت العشيرة ثرية وذات سلطة، كان معبدها أكثر فخامة وأكبر حجما، ذا عدة أفنية وزخارف جميلة ليكون رمزا لمجد وشرف الآباء والأجداد. 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.