نينغبوه : الماضي والحاضر

وو قاو لي مراسل "الصين اليوم"

نينغبوه، المدينة الساحلية الجميلة، هي مهد ثقافة خمودو القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف سنة. قبل ألفي عام خرج الأسطول التجاري الضخم لأسرة تشين من نينغبوه إلى ما وراء البحار مما فتح صفحة تاريخية لتبادلات الصين مع العالم الخارجي. وفي مطلع القرن العشرين جاب خياطو  نينغبوه  أنحاء البلاد بمهارتهم الفائقة في الخياطة.

وفي عملية الإصلاح والانفتاح على الخارج خطت نينغبوه إلى الأمام مع إيقاع تقدم العصر، وشهدت، ومازالت، تغيرات كبيرة وتطورات سريعة.

حضارة باهرة وتاريخ عريق

تتميز نينغبوه بحضارتها الباهرة وتاريخها العريق. بها الموقع الأثري لثقافة خمودو- أحد منابع الحضارة القديمة للأمة الصينية، ومقصورة "تيان يي قه"- أول مكتبة شخصية في الصين، ومعبد باوقوه القديم ذو الهيكل الخشبي، ومشروع الري القديم، والمواقع الدينية، وكثير من الحدائق القديمة. وكل هذا يشكل لوحة فسيفساء رائعة من التاريخ والثقافة العريقة.

سد تاشان - مشروع الري القديم

يعتبر الموقع الأثري لثقافة خمودو من منابع حضارة الأمة الصينية وهو دليل على أن أسلافنا الذين قطنوا هذا المكان قبل سبعة آلاف سنة عرفوا نصب الأعمدة الخشبية على شاطئ النهر وبجانب المياه، وأنشاوا منازلهم على هذه الأعمدة. كما أن هذا يثبت الارتباط الوثيق بين أبناء نينغبوه والماء.

سد تاشان على نهر فنغجيانغ، جنوب غربي محافظة ينشيان، واحد من أكبر أربعة مشاريع قديمة للري في الصين، يعود تاريخه إلى أكثر من ألف سنة.

والسد مشروع ري قديم ذو هيكل مميز وتشييد دقيق. يبلغ طوله 100 متر، وعرضه 5 أمتار، وجسمه مبني بالأخشاب والأحجار، ويبلغ وزن كل عمود من أعمدته الحجرية نصف طن، وقد لعب في تلك الأيام دورا هاما في مقاومة الفيضان والقحط وحماية حياة المحليين وممتلكاتهم. بعد أن غير نهر فنغجيانغ مجراه مرات خلال العصور فأصبح سد تاشان أثرا قديما، ولكن مازالت هناك بالمجرى القديم أربعة أعمدة منقوش عليها "خطوط قياس المياه"، وكلمة "بوابة الحماية من الغرين"، تحكي للناس تاريخ سد تاشان. في عام 1988 أدرجه مجلس الدولة ضمن الوحدات الأثرية المحمية الرئيسية للدولة.

البحيرات في المدينة

بحيرة دونغتشيان تبعد عن مركز المدينة 15 كيلومترا، وهي أكبر بحيرة طبيعية عذبة في مقاطعة تشجيانغ، مساحتها 22 كيلومترا، وتحيط بها الجبال الخضراء، وفي منطقة البحيرة عشرة مناظر طبيعية جميلة و70 موقعا للآثار القديمة، وكذلك أقيم بها متحف الحشرات لتشو ياو، الخبير العالمي في علوم الحشرات، وقاعة الرسوم وفن الخط للخطاط  الكبير شا مون هاي، وقاعات للثقافات المشهورة مثل قاعة هودي.

بحيرة يويهو متنزه آخر بالمدينة. حفرت هذه البحيرة في عهد تشن قوان من أسرة تانغ (618-907)، وفي نفس الوقت حفرت بحيرة ريهو. وشكلت هاتان البحيرتان حديقة مركزية جميلة في مدينة نينغبوه. ومع زيادة عدد الزوار في السنوات الأخيرة توسعت مساحة منطقة مناظر بحيرة يويهو حتى وصلت إلى 6ر28 هكتارا. هناك لا تستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة فحسب، بل يمكنك زيارة بضع عشرة بناية أثرية لأسرتي مينغ وتشينغ.

حديقة ليانغ- تشو الثقافية

حكاية "ليانغ شان بوه وتشو ين تاي" واحدة من أشهر أربع حكايات شعبية في الصين، وهي قصة حب حزينة بين شاب فقير وفتاة من أسرة ثرية، وقد انتشرت بين الصينيين لمدة أكثر من ألف سنة.

تقع حديقة ليانغ- تشو الثقافية على شاطئ نهر يويياو في نينغبوه وهي مكونة من مجموعة بنايات حدائقية، ومناظرها الرئيسية مأخوذة من قصة "ليانغ شان بوه وتشو ين تاي". فيها جواسق أنيقة ومقصورات جميلة وجسور صغيرة وأكشاك عائمة حسب الأسلوب المعماري لجنوب نهر اليانغتسي. وتشكل كل منطقة مناظر بها حديقة صغيرة رائعة مستقلة، تسمي "يوان تشونغ يوان" (حديقة صغيرة في الحديقة الكبيرة).

حديقة تيانتونغ للغابات حديقة مميزة أخرى في نينغبوه، تكثر فيها الموارد الطبيعية الوافرة والنباتات المتنوعة. والآن يجري بناؤها حديقة غابات على مستوى الدولة.

معبد الملك أسوكا

ملك الهند أسوكا  اعتنق البوذية بإيمان وإخلاص، وبذل جهودا لبناء الباغودات البوذية في ربوع العالم والتي تجاوزعددها 8000 باغودا. في سفح جبل تايباي بمدينة نينغبوه معبد بوذي يسمى "الملك أسوكا" وهو الوحيد الباقي في حالة جيدة بالصين، هذا المعبد بني في العام الثالث من عهد الإمبراطور وو دي من أسرة جين الغربية، يعود تاريخه إلى 1700 سنة، وهو واحد من أشهر خمسة معابد بوذية بالصين.

ذاعت سمعة هذا المعبد داخل الصين وخارجها كونه يحفظ الذخيرة المقدسة (ساريرا) لساكياموني- مؤسس البوذية. الذخيرة المقدسة محفوظة في برج حجري من سبعة طوابق بقاعة ساريرا، يوجد خلف البرج الحجري تمثال ساكياموني الراقد. والمنحوتات الجدارية لأربعة حرس بوذيين ولستة عشر أميرا في هذا المعبد ناطقة بالحياة.

معبد الملك أسوكا  فخم مهيب، مساحته الأرضية 80 ألف متر مربع، به 600 غرفة، منها قاعة بوذا الكبير وقاعة ساريرا الخ. واللوح الذي كتب عليه الإمبراطور قاو تسونغ من أسرة سونغ  بخط يده كلمات "فوه دينغ قوانغ مينغ تشي تا" (برج النور البوذي) واللوح الذي كتب عليه الإمبراطور شياو تسونغ من أسرة سونغ  بخط يده كلمات "مياو شنغ تشي ديان" (القاعة السحرية) فوق باب قاعة ساريرا ما زالا في حالة جيدة حتى الآن، كما أن النصب المنقوش عليه "ملاحظات معبد ملك أسوكا "، والنصب المنقوش عليه "سجل قاعة تشنكوي" بخط الأديب المشهور سو شي من أسرة سونغ محفوظان كاملان في هذا المعبد. وأصبح معبد الملك أسوكا  مقصدا للسياح والبوذيين.

تغيرات كبيرة متسارعة

إذا كانت الآثار التاريخية المشهورة والمناظر الخلابة نافذة على تاريخ وثقافة نينغبوه، فإن التغيرات العظيمة السريعة التي طرأت على البناء البلدي تعكس ميزة هذه المدينة.

يقول عمدة المدينة تشانغ وي ون: "نينغبوه مدينة تاريخية ثقافية مشهورة، ولكن بناءها الحديث بدأ في عام 1979 . من أجل تحويلها إلى مدينة ميناء دولية حديثة جرى البناء البلدي في المناطق الحضرية والريفية بمدينة نينغبوه على نطاق واسع وظهر وضع إنشائي جيد غير مسبوق. ومن المأمول أن نرى نينغبوه مدينة ميناء حديثة قريبا."

تغيرات "سان جيانغ كو"

نينغبوه مدينة كثيرة الأنهار، يقسمها نهر فنغهوا ونهر يونغجيانغ ونهر يويياو إلى ثلاث مناطق إدارية. وملتقى هذه الأنهار الثلاثة أطلق عليه "سان جيانغ كو" وهو مركز المدينة والمنطقة الحضرية القديمة لها.  قبل تأسيس الصين الجديدة عام 1949 كانت المنطقة فقيرة؛ شوارعها ضيقة، ومساكنها متواضعة بالية، ليس بها سوى جسر على نهر فنغهوا وجسران عائمان عبارة عن مراكب خشبية علي نهر يويياو، فكانت مواصلاتها شاقة. وعندما كان يأتي إعصار التيفون تجري مياه الأنهار في الجهة العكسية وتصبح منطقة سان جيانغ كو "مدينة مائية".

مع التطور الاقتصادي الذي تشهده نينغبوه منذ ثمانينيات القرن العشرين دخل البناء البلدي لها الطريق السريع، وحققت إنجازات مرموقة في المواصلات خاصة.. في عام 1981 تم بناء 22 جسرا ضخما، بما فيها جسر جيفان على نهر يويياو، وجسر السكة الحديدية على نهر فنغهوا، والجسور المعلقة للقطار والسيارات. وفي عام 1990 تحول آخر جسر عائم في نينغبوه إلى جسر ثابت مما أنهى تاريخ الجسور العائمة التي استمرت 1167 سنة. في عام 1992 أقيم في سان جيانغ كو جسر يونغجيانغ الكبير الذي يبلغ طوله 88 مترا بطراز حديث. في عام 1999 تم توسيع جسر جيانغشا من 20 مترا إلى 5ر40 مترا، كما بدأ بناء جسر داشاني. وكل هذا حسن حالة المواصلات في هذه المنطقة بشكل ملحوظ.

في مجال بناء الطرق أتمت نينغبوه بناء 20 طريقا رئيسيا وإصلاح وتوسيع الشوارع القديمة في المنطقة الحضرية القديمة مما حل مشكلة الزحام المروري بها، وجعل مواصلات المدينة سهلة وسريعة. ويوجد الآن في نينغبوه شبكة مواصلات تناسب تطور المدينة.

إصلاح وبناء المدينة

إنجازات البناء البلدي لمدينة نينغبوه لا تتجسد في تغيرات الطرق والجسور فحسب، بل في تحسين الظروف السكنية للمواطنين. على سبيل المثال، كانت المساكن القريبة من منطقة المناظر لبحيرة يويهو  آيلة للسقوط بسبب عدم الترميم لمدة طويلة. وفي عملية توسيع منطقة المناظر الجميلة أزالت حكومة المدينة هذه المساكن وأنشأت عمارات جديدة انتقل إليها ثلاثة آلاف أسرة. قال تانغ، هو عامل بمصنع نينغبوه للصمامات وأحد السكان الذين انتقلوا: "كانت أسرتنا المكونة من أربعة أفراد تسكن في بيت مساحته 35 مترا مربعا. وأصدرت الحكومة عدة مشروعات للانتقال إلى مساكن جديدة لنختار منها بأنفسنا. وقد اخترت أسلوب القرض العقاري من البنك، فاشتريت شقة مساحتها 100 متر مربع بمبلغ 120 ألف يوان. ونقيم الآن في شقة واسعة نشعر فيها بكل الرضاء."

إن ما يعتز به أبناء نينغبوه هو منطقة بيلون الحضرية الحديثة على ساحل البحر. قبل 20 سنة كانت أرضا جرداء والآن تحولت إلى منطقة حضرية مساحتها 5ر5 كيلومترات مربعة وعدد سكانها 50 ألف نسمة، شوارعها واسعة مستقيمة نظيفة، تجوبها السيارات والعربات بلا انقطاع؛ وعلى جوانب الشوارع الأشجار الوارفة ومن خلفها العمارات والمتاجر المتنوعة المتلاصقة. وتظهر بيلون- منطقة المدينة المينائة الدولية العصرية في نينغبوه بشكل أولي. ويجري فيها الآن بناء فيلات لمنظمي الأعمال الأجانب ومنطقة حديقة الاستثمار العلمي والتكنولوجي العالي ومجمع المساكن المعاصرة.

قال تشانغ وي ون، عمدة مدينة نينغبوه إن البناء البلدي لمدينة نينغبوه في فترة الخطة الخمسية التاسعة شهد تطورا سريعا، فتغيرت ملامح المدينة والريف تغيرا جذريا. وخلال هذه السنوات الخمس تشكلت منظومة للمدينة عبارة عن المدينة المركزية- المدينة المركزية الثانوية- البلدة المركزية- البلدة العادية. ووصل 45% من القرى التابعة لنينغبوه إلى مستوي حياة المدينة. وتجاوز إجمالي قيمة الاستثمارات في البنية الأساسية للمدينة 30 مليار يوان، وأنجزت  مشروعات مرافق المدينة مثل الطرق والجسور وتزويد المياه والكهرباء والغاز (الوقود)، ومعالجة التلوث ونظافة المدينة الخ. هذا وتشهد صناعة العقارات نموا كبيرا حيث بلغ معدل المساحة السكنية للفرد  15 مترا مربعا. كما حظي بناء البيئة الايكولوجية بمزيد من الاهتمام.

ميناء نينغبوه المزدهر

قبل خمسمائة سنة عندما اقتحمت سفينتان تجاريتان يابانيتان ميناء نينغبوه بحجة "تقديم الجزية"، رفض المسئول الحكومي عن إدارة شئون التجارة الخارجية دخولهما رفضا باتا، وكان ذلك هو سبب معركة "الجزية" بين الصين واليابان. فيما بعد انفتح باب ميناء نينغبوه وأغلق عدة مرات. وفي عام 1840 فتحته نيران مدافع حرب الأفيون مرة أخرى. وأصبح ميناء نينغبوه واحدا من خمسة موانئ تجارية مفتوحة على الخارج بالصين بإجبار من القوي الأجنبية. ومنذ ذلك الوقت برزت أهمية نينغبوه في التجارة الخارجية الصينية والتعاون الاقتصاد الصيني مع البلدان الأخرى.

الأول من يونيو عام 1979 يوم لا ينسى في تاريخ نينغبوه، ففيه قررت الدولة أن ميناء نينغبوه ميناء منفتح على الخارج، وبدأ الميناء  تسجيل صفحة تاريخية جديدة. مع تطور الميناء دخل اقتصاد نينغبوه الطريق السريع.

نافذة نينغبوه للتجارة الخارجية

ميناء نينغبوه القديم  والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1200 سنة لم يشهد تطورا وتحديثا مثلما شهد في العشرين سنة الأخيرة.

منذ ثمانينيات القرن العشرين يحقق ميناء نينغبوه تطورات منقطعة النظير في التاريخ، حيث ازداد عدد المرافئ للسفن ذات الحمولة 500 طن وما فوق من 11 إلى 62 مرفأ، ومنها 26 مرفأ لسفن حمولتها أكثر من 10 آلاف طن، ودائما ترسو فيها سفن ضخمة بحمولة 300 ألف طن.

يضم ميناء نينغبوه ثلاث مناطق: ميناء بيلون، ميناء تشنهاي وميناء نينغبوه القديم. ميناء نينغبوه ميناء عصري متعدد الأغراض، يتكون من المرافئ النهرية والبحرية منها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وله علاقة ملاحية مع 500 ميناء في 80 دولة ومنطقة في العالم. في عام 2000 بلغ حجم مناولة الشحن والتفريغ في الميناء أكثر من 100 مليون طن، واحتل المركز الثاني بين الموانئ في بر الصين الرئيسي لثلاث سنوات متتالية.

ميناء نينغبوه غني بالهبات الطبيعية ويتراوح عمق مياه القنوات الملاحية به ما بين 30-100 متر، يمكن أن تدخله السفن بحمولة 200 ألف - 300 ألف طن. وهناك خط للمياه العميقة به طوله 120 كيلومترا ينتظر الاستثمار، ولذلك يتمتع ميناء نينغبوه بآفاق واعدة للتنمية.

في عام 1989 حددت الدولة منطقة ميناء بيلون واحدة من أربعة موانئ عميقة المياه الدولية للترانزيت قامت الدولة باستثمارها وإنشائها بصورة رئيسية. وبدأ بناء خمس قواعد للترانزيت في بيلون هي: قاعدة الترانزيت للحديد المستورد، وقاعدة الترانزيت الدولية للحاويات العابرة البحار، وقاعدة التخزين والترانزيت للفحم، وقاعدة التخزين والترانزيت للنفط الخام والزيت الجاهز، وقاعدة التخزين والترانزيت للمنتجات الكيماوية السائلة. من أجل سد حاجة صناعة النقل الدولي للحاويات العابرة للبحار بدأ ميناء بيلون بناء أربعة مرافئ من هذا النوع فيه.

"يونغر" Younger علم صناعة الملابس في نينغبوهه

التجارة مع الخارج تقليد نينغبوي منذ قديم الزمان. الآن يوجد في 64 دولة ومنطقة بالعالم 63 ألف تاجر ترجع أصولهم إلى نينغبوه، وإذا أضيف إليهم خلفهم يصل العدد 300 ألف نسمة. ومنهم  رجال أعمال كبار في  الصناعة والتجارة، ومتخصصون في العلوم والتكنولوجيا، وشخصيات اجتماعية معروفة. جدير بالذكر أن من بين ملوك أساطيل السفن بالعالم اثنين من أصل نينغبوه.

تقليد ممارسة التجارة في الخارج جعل أبناء نينغبوه يتمتعون بوعي قوي للتجارة الخارجية وأثارت إنجازاتهم في هذا الصدد انتباه العالم.

مجموعة يونغر للملابس في نينغبوه أكبر مؤسسة لإنتاج الملابس في الصين، وفي العالم. في عام 2000 بلغ إجمالي الواردات والصادرات لهذه المجموعة 150 مليون دولار أمريكي، وقررت وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي اعتبار ملابس "يونغر" صادرات ذات علامة تجارية مشهورة تدعمها الدولة. ومدينة يونغر الدولية للملابس تم بناؤها وبدأ تشغيلها وهي قاعدة لإنتاج الملابس بالحجم الكبير والمعدات الحديثة، تجمع بين الغزل والنسيج والتصميم والإنتاج والتسويق. يقول لي رو تشنغ، مدير عام المجموعة إن حلم يونغر الجديد هو خلق ماركة مشهورة عالمية وإقامة مجموعة متعددة الجنسيات. فيمكن القول إن يونغر علم لصناعة ملابس نينغبوه.

في وقت غير بعيد عقدت في نينغبوه الدورة الثالثة للاستثمار والمحادثات التجارية لمقاطعة تشجيانغ. وحضرها كثير من شخصيات الأعمال الصناعية والتجارية من داخل البلاد وخارجها. وفي هذه المرة جنت نينغبوه  ثمارا وافرة، حيث بلغ عدد المشروعات التي وقعت 216 مشروعا، إجمالي استثماراتها 65ر2 مليار دولار أمريكي، كما بلغت قيمة صفقات التصدير 13ر38 مليون دولار أمريكي.

يجتهد أبناء نينغبوه في إجراء التعاون الاقتصادي مع الشركات الأجنبية من جهة، ومن جهة أخرى يضعون عيونهم على الأسواق الخارجية. بالإضافة إلى تعزيز وتطوير أسواقهم التقليدية في آسيا وأوروبا وأمريكا يقومون باستطلاع وبحث الأسواق الناشئة  في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق أوروبا والأسواق المتاحة في آسيا وأوروبا وأمريكا، وتقوم مؤسساتهم وشركاتهم بزيارات للخارج للقيام بنشاطات مختلفة لدفع تسويق منتجاتها وإكمال شبكات التسويق الدولية لها. حتى نهاية العام الماضي بلغ عدد مؤسسات الصادرات ألفي مؤسسة، تصدر منتجاتها إلى 180 دولة ومنطقة بالعالم.

شريان الحياة لنينغبوه

شهد اقتصاد نينغبوه خلال فترة الخطة الخمسية التاسعة تطورا سريعا، ففي عام 2000 بلغ إجمالي الناتج المحلي لها 15ر119 مليار يوان، وعدد المشروعات الأجنبية الاستثمار الموقع عليها 550 مشروعا، باستثمارات قدرها 455ر1 مليار دولار أمريكي؛ وإجمالي حجم الواردات والصادرات 541ر 7 مليار دولار أمريكي. وكل هذا يدل على أن نينغبوه أصبحت مقصدا للمستثمرين من داخل البلاد وخارجها.

منطقة حديقة الاقتصاد بالساحل الشرقي لنينغبوه المفعمة بالنشاط والحيوية تستند على ميناء بيلون، وتضم منطقة نينغبوه للاستثمار الاقتصادي والتكنولوجي، ومنطقة نينغبوه للتجارة الحرة، ومنطقة داشيداو الاستثمارية ومنطقة يونغجيانغ الجديدة. وهذه المناطق التي تتمتع بتفوق جغرافي واكتمال المرافق المدنية وسياسات تفضيلية تدفع بقوة تطور اقتصاد نينغبوه الموجه للخارج.

النمو مع مدينة نينغبوه

في أكتوبر عام 1984 وافق مجلس الدولة على إقامة منطقة نينغبوه للاستثمار الاقتصادي والتكنولوجي، وهي الثالثة بعد منطقة داليان ومنطقة تشينهوانغداو للاستثمار الاقتصادي والتكنولوجي في الصين، وقد جذب الموقع الاستراتيجي لنينغبوه المنفتحة على الخارج  الاستثمارات الخارجية.

تقع هذه المنطقة في دلتا نهر اليانغتسي، مجاورة شانغهاي،المدينة الاقتصادية المركزية، وميناء شرق الصين الكبير- ميناء بيلون. وحتى عام 2001 أقيمت فيها 567 مؤسسة استثمار أجنبية من 39 دولة ومنطقة بالعالم، تجاوز إجمالي قيمة استثماراتها 26ر5 مليار دولار أمريكي، منها 20 شركة أجنبية تنتمي إلى أقوى خمسمائة شركة في العالم منها شركة اكسون الأمريكية المتعددة الجنسيات للبترول التي اشترت في عام 1998 شركة موبيل للبترول، فأصبحت شركة أكسون موبيل الأمريكية أكبر شركة للبترول والغاز في العالم.

قال مسئول هذه الشركة: "قبل اتخاذ قرار الاستثمار قمنا باستطلاع كثير من الأماكن في الصين، وقد جذبنا ميناء بيلون وهو ميناء طبيعي ممتاز نادر في العالم، وأخيرا قررنا إقامة شركة فرعية لنا في منطقة نينغبوه للاستثمار الاقتصادي." وأضاف: "نشكر المنطقة على توفيرها لنا البيئة والخدمات من الدرجة الأولي الدولية. ونحن واثقون بغرس جذورنا في نينغبوه لمدة مائة سنة. نأمل أن ننمو مع نينغبوه ونتمنى لها ازدهارا يوما بعد يوم."

منذ عام 2000 بدأت منطقة نينغبوه الاستثمارية عملية "ملامح جديدة كل عام، وتغيرات عظيمة كل ثلاث سنوات". وحققت نتيجة جديدة في الانفتاح على الخارج وجذب الاستثمارات الخارجية، وستنهض منطقة الاستثمار الاقتصادي كمنطقة حضرية عصرية لمدينة نينغبوه بجانب ميناء بيلون.

بيئة ممتازة للأعمال العظيمة

تأسست منطقة نينغبوه للتجارة الحرة في ديسمبر عام 1992 وهي منطقة التجارة الحرة الوحيدة في مقاطعة تشجيانغ. خلال ثماني سنوات من التنمية والبناء شهدت منطقة نينغبوه للتجارة الحرة تطورا جياشا. وحتى نهاية مايو عام 2001 أقيمت فيها 3500 مؤسسة من مختلف الأنواع، منها 500 مؤسسة استثمار أجنبية، إجمالي استثماراتها 3ر1 مليار دولار أمريكي. ومنطقة نينغبوه للتجارة الحرة أول منطقة أنشأت فيها حديقة صناعة المعلومات الإلكترونية، وحديقة الدارسين المبعوثين العائدين للقيام بأعمال عظيمة، وحديقة الصناعة الكهرضوئية وصناعة الترانزستور، وحديقة نينغبوه الدولية للبرمجيات، ومركز للخدمات الخ.

يوجد في حديقة الدارسين العائدين شركة آيجيشي (نينغبوه) المحدودة للماكينات الدقيقة وهي مؤسسة لإنتاج الأجهزة الكهربائية الرقمية وتجهيزات الاتصالات APS  . أقامها  قوه هوي، الذي عاد من اليابان إلى الوطن قبل عشر سنوات. قال: عندما قررت العودة قمت باستطلاع كثير من الأماكن بأنحاء البلاد واخترت أخيرا منطقة نينغبوه للتجارة الحرة وأسست شركتي في حديقة العائدين حيث أنها توفر  ظروفا جيدة لشق مجالات جديدة. وتتمتع مؤسسته الإنتاجية بسياسات تفضيلية منها الإعفاء من إيجار مقر شركته لمدة سنة، والحصول على معونة حكومية ملياري يوان كنفقات للأبحاث العلمية، والإعفاء من كثير من الضرائب.

كثير من المؤسسات مثلها مثل شركة آيجيشي راضية  بالبيئة الجيدة والخدمات الممتازة التي تقدمها منطقة نينغبوه للتجارة الحرة، ويشعر الدارسون العائدون الذين يقومون بأعمال فيها بالسعادة الأسرية.