الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 10  أكتوبر (تشرين الأول) 2001
مقالات خاصة

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

ابيك والصين: حاجة مشتركة
قضايا اجتماعية
المتاجر المركزية الأجنبية .. ماذا فعلت في الصين؟!
جيا لان بوه وإنسان بكين
الثقافة والآثار

موسيقى البوب من كوريا الجنوبية إلى الصين

ا

التراث الثقافي والطبيعي للصين والعالم
تحليلات اقتصادية
نينغبوه: الماضي والحاضر
اردوسي: المدينة الفتية
دينغتشو .. مدينة الصناعات النظيفة
إنجازات بناء المدن بمقاطعة جيانغسو
السياحة في الصين
شانغهاي وما حولها
دينغتشو - مدينة جذورها في أعماق التاريخ
المسلمون الصينيون:
مسابقة العلوم الإسلامية
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (2)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (20)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (4)
من القراء واليهم

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

تشاو جيانغ لين

تأسس منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- المحيط الهادي (ابيك) في عام 1989، كرابطة اقتصادية إقليمية للتعاون الحكومي في مناطق آسيا والمحيط الهادي، تضم 21 عضوا حتى الآن. انضمت الصين ومنطقة هونغ كونغ ومنطقة تايوان إلى ابيك في عام 1991 . ابيك، كونها الكيان الاقتصادي الإقليمي الوحيد الذي تشارك فيه الصين حتى الآن، تقدم لها ميدانا واسعا للانخراط في  النشاطات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وفي نفس الوقت تدفع عجلة انفتاح البلاد على الخارج.

        خصائص ابيك وتأثيراتها على الصين

لا تستخدم ابيك القوانين والاتفاقيات الداخلية لها في تقييد النشاطات الاقتصادية بين الأعضاء، بل تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وتعظيم الفوائد المشتركة بآليات عمل غير مقيدة؛ بمعنى أن التعاون الاقتصادي الإقليمي يجري بأسلوب الترتيب الذاتي والتشاور والتقدم التدريجي على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، كما تطبق أبيك سياسة "الإقليمية المفتوحة" وتقدم إنجازات التعاون الاقتصادي لأعضاء من خارجها بصورة متناظرة.

عبر تطورها لمدة أكثر من عشر سنوات نضجت أبيك تدريجيا، وباتت نشاطاتها الاقتصادية تشمل ثلاثة محاور رئيسية هي: تحرير التجارة والاستثمار، تيسير التجارة والاستثمار، والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي. تحرير التجارة والاستثمار يعني إلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية بين الأعضاء، وتحقيق حرية الاستثمار وصناعة الخدمات. في هذا المجال وضعت ابيك جداول زمنية دقيقة وواضحة، فقد اتفق الأعضاء في عام 1994 على أن تحقق الاقتصادات المتطورة من الأعضاء تحرير التجارة والاستثمار في عام2010 أو قبله بينما يمتد الموعد للاقتصادات النامية حتى عام 2020 أو قبله.

تيسير التجارة والاستثمار يقصد به تقديم التسهيلات المختلفة للمؤسسات في مناطق آسيا والمحيط الهادي في ممارسة النشاطات التجارية، وهذا يشمل تبسيط الإجراءات الجمركية، وتحقيق التجارة غير الورقية، وتحديد الاتفاقيات التي وافقوا عليها، ووضع السياسة التنافسية الخ. وفي هذا المجال حققت ابيك بعض النتائج الملموسة. في مؤتمر بروناي عام 2000 أعلنت ابيك عنوان شبكة التجارة الإلكترونية لها bizapec.com وذلك بهدف مساعدة المؤسسات في التعرف على إنجازات ابيك ومعلوماتها، وفي استكشاف فرص التجارة لتحقيق هدف أبيك المتمثل في تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار.

التعاون الاقتصادي والتكنولوجي يعني إجراء التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الأعضاء لدفع التنمية المشتركة والازدهار المشترك. تتركز نشاطات ابيك على ستة محاور تنمية هي: استثمار الموارد البشرية، وسوق الرأسمال، والبنية الأساسية، والتكنولوجيا، وحماية البيئة، والمؤسسات المتوسطة والصغيرة الحجم. كما تشجع المؤسسات على الانخراط في نشاطات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. حتى الآن قامت ابيك بأكثر من 400 مشروع تعاوني.

وقد تجسدت تأثيرات ابيك على الصين في مجالات عديدة.

أولا، تعظيم مصالح الصين الاقتصادية في مناطق آسيا والمحيط الهادي. حيث أن80% من حجم تجارة الصين يتم مع أعضاء ابيك، و90% من الاستثمارات الخارجية في الصين جاءت من هذه الأعضاء. في معرض الاستثمار الدولي لأبيك الذي أقيم في يانتاي بمقاطعة شاندونغ، الصين وقعت الصين على مشروعات تعاونية تبلغ قيمة استثماراتها الأجنبية 64ر2 مليار دولار أمريكي، وإجمالي قيمة صفقات الواردات والصادرات 580 مليون دولار أمريكي، تبلغ قيمة الواردات منها 200 مليون دولار. وبمساعدة ابيك تسعى الصين، مع الأعضاء الآخرين إلى تحقيق التنمية المشتركة  لمناطق آسيا والمحيط الهادي، وتقدم مساهمات كبيرة لتنمية اقتصاد الصين ومناطق آسيا والمحيط الهادي.

ثانيا، تعزيز التبادل السياسي مع الأعضاء الآخرين بواسطة اجتماع أبيك. يقدم الاجتماع السنوي لابيك - الملتقى غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء- فرصة لدفع التعارف بين الصين والأعضاء الآخرين، والأهم من ذلك أن يعطي الصين مناسبة للتعريف بسياساتها الخارجية ومواقفها وأحوال الإصلاح والانفتاح في الصين، مما يدفع تطور اقتصاد الصين. منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين قامت الصين مرات بتخفيض الضرائب الجمركية وإزالة العوائق غير الجمركية بواسطة ابيك. ويمكن القول أن ابيك قدمت الكثير من أجل انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية.

رؤى الصين ومساهماتها الرئيسية

منذ  عام 1991شاركت الصين، أكبر اقتصاد نام بين أعضاء ابيك، في  مختلف نشاطات ابيك على أساس مبدأ التعاون والمنفعة المتبادلة، ولعبت دورا إيجابيا في مسار التعاون لمناطق آسيا والمحيط الهادي.

أولا، تدعو الصين دائما إلى التمسك بأسلوب ابيك بمعنى احترام خصوصيات الأعضاء، والاعتراف بالفجوة بين الأعضاء في مستوى التنمية ومختلف مراحل التطور وحاجاتهم المختلفة؛ وتأكيد المرونة والتقدم التدريجي والانفتاح؛ واتباع مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة، والتشاور المشترك، والسعي لإيجاد النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف جانبا، والاستقلال والتطوع؛ واندماج العمل الفردي مع العمل الجماعي. هذه الرؤى طرحها الرئيس الصيني جيانغ تسه مين في مؤتمر سوبيك عام 1996 ، وفيما بعد أصبحت مبادئ رئيسية تسترشد بها ابيك في أعمالها. ثانيا، التمسك بمبدأ أولوية تحرير التجارة والاستثمار والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي. وترى الصين أن أولا وثانيا عنصران متكاملان ومندمجان لا ينفصل أي منهما عن الآخر. ثالثا، التمسك بالطابع الاقتصادي لابيك وعدم إضفاء أي طابع سياسي أو أمني عليها.

المساهمات الرئيسية التي قدمتها الصين خلال عشر سنوات:

في مجال تحرير التجارة والاستثمار، أولا تقليل الضرائب الجمركية بمبادرة ذاتية، ففي مؤتمر أوساكا عام 1995 أعلنت الصين قرارها بتخفيض معدل التعرفة الجمركية على الواردات ابتداء من عام 1996 ؛ وفي مؤتمر سوبيك عام 1996 أعلنت الصين تخفيض معدل التعرفة الجمركية على الواردات إلى نحو 15% حتى عام 2000؛ وفي مؤتمر فانكوفر عام 1997 قررت الصين الاشتراك في "اتفاقية تكنولوجيا المعلومات" وتخفيض معدل التعرفة الجمركية على المنتجات الصناعية إلى 10% في عام 2005 . في الواقع انخفض معدل التعرفة الجمركية للصين من 35% في الماضي إلى 23% لعام 1996، إلى 17% لعام 1997، إلى 7ر16% لعام 1997 . معدل التعرفة في الوقت الحاضر 13%. ثانيا، إزالة العوائق غير الجمركية، ألغت الصين نظام الحصص للواردات من السكر والمطاط الطبيعي والقطن، وإخضاعها لتحصيل الرسوم الجمركية ابتداء من عام 2000 ، وطبقت سياسة الحواجز غير الجمركية على372 نوعا من البضائع. ثالثا، تحرير الاستثمار وصناعة الخدمات بصورة تدريجية، ألغت الصين التحديد الجغرافي للمؤسسات المصرفية بالاستثمار الأجنبي في عام 1999 ، وسمحت بتعويم سعر صرف العملات الخارجية في سبتمبر عام 2000 ، وسعت انفتاح صناعة التأمين وبيع البضائع بالمفرق والمواصلات والسياحة والاتصالات السلكية واللاسلكية الخ.

في مجال التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، بذلت الصين جهودا كبيرا لدفع مسار التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. مثلا في مؤتمر بوقور عام 1994 دعا جيانغ تسه مين إلى عقد مؤتمر لوزراء العلوم والتكنولوجيا؛ وفي مؤتمر أوساكا عام 1995 اقترح جيانغ تعزيز التعاون الصناعية داخل ابيك، وأن يكون التعاون الاقتصادي والتكنولوجي واحدا من المواضيع الرئيسية لمؤتمر مانيلا عام 1996 ؛ وفي مؤتمر مانيلا عام 1996 اقترح جيانغ إقامة "منطقة حديقة العلوم والتكنولوجيا لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي" لدفع التعاون والتبادل بين مناطق الحدائق الصناعية العلمية والتكنولوجية في منطقة آسيا والمحيط الهادي؛ وفي مؤتمر كوالالمبور عام 1998 أجيزت وثيقة "برنامج تعاون الصناعة العلمية والتكنولوجية لابيك الموجه للقرن الحادي والعشرين" وهي نتيجة اقتراح جيانغ تسه مين؛ وفي مؤتمر أوكلاند عام 1999 طرحت الصين اقتراح توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، أي توسيع مجال التعاون من ميدان التقنيات إلى ميادين البحث والاستثمار وتصنيع التكنولوجيا الناضجة والاستثمار المخاطر الخ، كما طرحت تعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين الاقتصادات النامية من الأعضاء. تمشيا مع التطور المتسارع للاقتصاد الجديد أصبحت "الفجوة الرقمية" مشكلة جديدة تعرقل تطور الأعضاء، ولذلك اقترحت الصين في مؤتمر بروناي العام الماضي استضافة الصين بمشاركة بروناي مؤتمر قمة للابيك حول استثمار الموارد البشرية عام 2001. وقبل الاقتراح .

هذا وعملت الصين على الإسراع في مسار انفتاح مناطق استثمار التكنولوجيا العالية والجديدة على الخارج. والآن انفتحت عشر مناطق لاستثمار التكنولوجيا العالية والجديدة على أعضاء ابيك، مما دفع التعاون الاقتصادي بين الأعضاء وبناء شبكات كمبيوتر لمناطق حدائق العلوم والتكنولوجيا في منطقة آسيا والمحيط الهادي والتعاون بينها.

قمة ابيك في الصين

الاجتماع غير الرسمي التاسع لابيك الذي يعقد في شانغهاي، الصين في العام الحالي هو أول قمة غير رسمية لابيك في القرن الجديد. في هذا المؤتمر، وعلى أساس التشاور الكامل مع الأعضاء الآخرين، تعرض الصين سياساتها ورؤاها التي اتبعتها منذ مدة طويلة. وحددت الصين الموضوع الرئيسي لهذه القمة وهو"قرن جديد وتحديات جديدة: المشاركة، التعاون، دفع الازدهار المشترك"، أي التطلع إلى المستقبل، والتعبير عن خصائص التطور الجديدة للوضع العالمي ووضع مناطق آسيا والمحيط الهادي، وتلبية الحاجة الموضوعية للتعاون في مناطق آسيا والمحيط الهادي، والحفاظ على استمرارية أعمال أبيك، واحترام مبدأ التباين بين الأعضاء والمشاورات المشتركة، وإيجاد أرضية مشتركة لمصلحة كافة الأطراف بقدر المستطاع ودفع التطور والازدهار المشترك للأعضاء.

يتجسد الموضوع الرئيسي لمؤتمر شانغهاي هذا العام في المجالات الثلاثة التالية: أولا، تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. في هذا المجال تبرز تنمية الموارد البشرية. ثانيا، دفع تحرير وتيسير التجارة والاستثمار. ثالثا، دفع التطور المتواصل لمناطق آسيا والمحيط الهادي، بتعزيز الحوار حول السياسات الاقتصادية الكلية، والقيام ببعض المشروعات في المجال المالي.

هذا المؤتمر فرصة للمؤسسات الصينية. ذلك أن ابيك تتيح  فرصة جديدة لتطور المؤسسات، وتقدم لها مسرحا للترويج لنفسها وإيجاد فرص تجارية جديدة فهي تقدم في بيئة الاقتصاد الجديد ممرا أخضر لخروج المؤسسات الصينية إلى العالم للمشاركة في التعاون الإقليمي.

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.