الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
المحتويات
      
العدد 10  أكتوبر (تشرين الأول) 2001
مقالات خاصة

ابيك وانفتاح الصين على الخارج

ابيك والصين: حاجة مشتركة
قضايا اجتماعية
المتاجر المركزية الأجنبية .. ماذا فعلت في الصين؟!
جيا لان بوه وإنسان بكين
الثقافة والآثار

موسيقى البوب من كوريا الجنوبية إلى الصين

ا

التراث الثقافي والطبيعي للصين والعالم
تحليلات اقتصادية
نينغبوه: الماضي والحاضر
اردوسي: المدينة الفتية
دينغتشو .. مدينة الصناعات النظيفة
إنجازات بناء المدن بمقاطعة جيانغسو
السياحة في الصين
شانغهاي وما حولها
دينغتشو - مدينة جذورها في أعماق التاريخ
المسلمون الصينيون:
مسابقة العلوم الإسلامية
هذه حضارتنا:
الفن المعمارى (2)
ف
الطب:
مدخل لفهم الطب التقليدي الصيني (20)
الووشو:
القتال باليد في ملاكمة وودانغ (4)
من القراء واليهم

أردوسي .. المدينة الفتية

دنغ شو لين

من بين أكثر من 600 مدينة بالصين، أردوسي هي الأكثر شبابا، ففي السادس والعشرين من يوليو هذا العام وافق مجلس الدولة الصيني على إقامة مدينة أردوسي على مستوى المنطقة الإدارية، وإلغاء ولاية كتشاو الإدارية.

الكشمير الأردوسي

يعرف كثيرون مدينة أردوسي من خلال ملابس الكشمير بماركة أردوسي المشهورة عالميا. تنتج شركة (مجموعة) أردوسي المحدودة  للكشمير ملابس الكشمير رئيسيا وهي أكبر شركة لتصنيع الكشمير بالعالم حاليا من حيث حجم الإنتاج، وأول شركة من بين الشركات الصينية في مجال صناعة الغزل والنسيج تحصل على لقب حاملة الماركة المشهورة بالصين، ففي عام 1995 منحتها الدورة الخمسين لمؤتمر الإحصاء العالمي لقب "ملك منتجات الكشمير الصيني".

حققت شركة أردوسي للكشمير منجزاتها بفضل الجهود التي يبذلها العاملون بها والبالغ عددهم 18 ألف فرد، بعد عشرين عاما من الجد والاجتهاد منذ تأسيس المصنع السابق لها شهدت الشركة تغيرات تهز الأرض والسماء، ففي عام 1986 كانت تنتج 360 ألف قطعة كشمير سنويا، وكانت قيمة مبيعاتها السنوية 100 مليون يوان، الآن تنتج أكثر من أربعة ملايين قطعة كشمير سنويا، وتبلغ قيمة مبيعاتها السنوية 07ر2 مليار يوان، وفي الوقت نفسه ارتفعت جودة منتجاتها، وقد أسست مصانع لها في مدغشقر وجمهورية منغوليا، والآن تبلغ قيمة علامتها التجارية 4ر3 مليار يوان، وتسيطر شركة أردوسي المحدودة للكشمير على سوق ملابس الكشمير في العالم.

تبلغ مساحة أردوسي 87 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها 4ر1 مليون نسمة، وهي مدينة على مستوى المنطقة الإدارية بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. تقع على مسافة 500 كم من شمال غربي بكين، وتقع عند ملتقى شمال وشمال غربي الصين، ويحوطها النهر الأصفر من غربها وشمالها وشرقها بينما يحرس جنوبها سور الصين العظيم.

تنتج الصين أكثر من نصف كمية الكشمير في العالم، وتقدم منغوليا الداخلية أكثر من نصف كمية الكشمير من الدرجة الأولى بالصين، وتساهم هضبة أردوسي بنصف إنتاج الكشمير في منطقة منغوليا الداخلية. هذه الظروف تضع أساسا متينا لتطوير إنتاج ملابس الكشمير.

في أوائل العام الحالي وضع وانغ لين شيانغ، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة أردوسي المحدودة خطة للشركة لتنتج خمسة ملايين قطعة من ملابس الكشمير سنويا، منها مليون قطعة من الكشمير الخالص ومليون قطعة خليط، وتبلغ قيمة المبيعات السنوية لها أربعة مليارات يوان، وقيمة العملات الصعبة التي تحققها 150 مليون دولار أمريكي في عام 2005، وهدفها هو أن يباع إنتاجها في العالم كله.

مدينة الفحم

فوق وتحت أرض أردوسي كنوز لا محدودة، فأردوسي هي مخزن الكنوز الرئيسي للموارد في غرب الصين، وقد أقيمت بها أربع صناعات ركائزية مستفيدة من هذه الكنوز الدفينة، وهي الكشمير والكيماويات والفحم ومواد البناء، ومنذ عام 1994 تحتل المركز الأول بمنطقة منغوليا الداخلية من حيث العوائد الصناعية الشاملة.

من بين الصناعات الأربع الكبيرة بأردوسي تحتل صناعة الفحم مكانة هامة، فالفحم كان العماد الذي قامت عليه هذه المدينة وبه تزدهر وتثرى.

يبلغ إجمالي مساحة حقل شنفودونغشنغ للفحم التابع لمجموعة شنهوا 30 ألف كيلومتر مربع، والاحتياطي المثبت له 6ر223 مليار طن، والاحتياطي على المدى البعيد 11000 مليار طن، وهو من أكبر سبعة حقول للفحم بالعالم، وهذا الحقل الكبير الذي يمتد عبر مقاطعة شنشي ومنطقة منغوليا الداخلية قاعدة هامة للدولة من مصادر الطاقة من الفحم.

بدأ استغلال حقل شنفودونغشنغ للفحم في عام 1985، وحاليا تبلغ قدرته الإنتاجية 6ر13 مليون طن سنويا، وستصل 50 مليون طن في عام 2005، وقدرته الإنتاجية النهائية 100 مليون طن سنويا. يقع حقل شنفودونغشنغ في منطقة شديدة التصحر، ويولي اهتماما كبيرا لتحقيق التناغم بين استغلال الموارد وحماية البيئة ومعالجتها، ويستخدم أحدث التقنيات بالعالم في مجال حماية البيئة، والآن يعمل ويعيش الناس فيه في ظروف بيئية رائعة.

يستخدم حقل شنفودونغشنغ للفحم التكنولوجيا والتجهيزات المتقدمة، ومنجم داليوتا للفحم الواقع فيه منجم نموذجي، ومعظم العاملين بمنجم داليوتا حاصلون على الشهادة الجامعية، وحاليا وصل مستوى الأتمتة به مكانة طليعية بالصين ومستوى متقدما بالعالم، وإنتاجية العامل به تعادل ضعفي إنتاجية العامل الأمريكي وأربعة أضعاف العامل الأوروبي.

ينقل الفحم من حقل شنفودونغشنغ إلى المناطق المتطورة بجنوب الصين و تصدر منه كميات كبيرة إلى كوريا الجنوبية والهند والفلبين واليابان الخ من الدول ومنطقتي تايوان وهونغ كونغ الصينيتين. وتدفع صناعة استخراج الفحم تطور الصناعات ذات العلاقة وأهمها صناعة توليد الكهرباء، وتستخدم محطة منغدا لتوليد الكهرباء في أردوسي فحم شنفودونغشنغ. بدأ إنشاء المحطة عام 1992، وفي عام 1995 بدأ تشغيل المجموعة الأولى من المولدات الكهربائية بسعة 330 كيلووات، وفي عام 2000 بلغت سعة المولدات الكهربائية بها مليوني كيلووات ولا يزال العمل مستمرا لتبلغ سعة كل مولد 600 كيلووات، بحيث تصل إلى هدفها النهائي وهو أن تكون أكبر محطة للطاقة الحرارية بآسيا، بسعة مولدات كهربائية خمسة ملايين كيلووات.

تحديث الزراعة وتربية الماشية 

تاريخيا، أردوسي منطقة زراعية، وبعد أن تحولت إلى مدينة ظلت الزراعة وتربية الماشية من نشاطاتها الاقتصادية الهامة، ولعل من أهم أسباب التغيرات التي شهدها قطاع الزراعة بأردوسي استخدام الميكنة الزراعية المتقدمة والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، فالفلاحون يستخدمون التقنيات والعلوم الجديدة في مزرعة تيانتشنغ لتربية الماشية وزراعة النباتات ومنطقة حديقة سيجيتشينغ للزراعة ذات العلوم والتكنولوجيا العالية وحققوا نتائج جيدة.

تقاول شركة TCHNICO الأسترالية 540 مو (الهكتار =15 مو) في أردوسي لزراعة البطاطس لمدة خمسين عاما مقابل 75 يوانا لكل مو خلال هذه المدة، وتطبق الشركة الميكنة في عملها من تسوية الأرض والبذر والتسميد ورش المبيدات الحشرية وحرث الأرض وتكويم التراب إلى الحصاد، وهي بذلك تقدم نموذجا للفلاحين والفنيين الزراعيين هناك للاستفادة من أسلوبه النموذجي.

مروج أردوسي منطقة رعوية رئيسية بالصين، وخلال أكثر من خمسين عاما شهدت تربية الماشية بها تطورا كبيرا بفضل الدعم الحكومي لها، وقد طرأت تغيرت هائلة على حياة الرعاة بها، ومن أجل حماية البيئة تحظر أردوسي الرعي طول السنة تدريجيا وتطبق أسلوب الرعي الدوري في المناطق المختلفة وتربية الماشية باستخدام الحظائر، وفرض تعويضات كبيرة على ممارسة الرعي المفرط منذ العام الماضي، ومن أجل ضمان العلف الكافي تساعد الحكومة الرعاة على زراعة العلف العشبي وتوسيع المساحات المزروعة بالذرة كعلف حيواني.

واحة في الصحراء

يبلغ إجمالي مساحة أردوسي 87 ألف كيلومتر مربع، منها 43 ألف كيلومتر مربع من الصحراء، الجزء الرئيسي منها كثبان ماوووسو الرملية وصحراء كوبوتشي، وكل عام تنقل الصحارى بها 150 مليون طن من الرمال إلى النهر الأصفر، وهذا يسبب أضرارا كبيرة، ولكن الآن توجد واحة كبيرة في صحراء كوبوتشي.

صحراء كوبوتشي من أكبر ثمانية صحارى بالصين، ويبلغ إجمالي مساحتها 5ر16 ألف كيلومترا مربعا، تحتل 19% من إجمالي مساحة مدينة أردوسي، وقد مضت 12 سنة منذ بداية معالجة صحراء كوبوتشي حتى الآن، وقد تحول 100 ألف مو من إجمالي300 ألف إلى واحة، وأعيد 80 ألف مو من المراعي، وازدادت نسبة الغطاء النباتي 40% في منطقة السيطرة بعد أن كانت أقل من 5% قبل معالجة الصحراء، وفي الوقت نفسه يؤدي تطور زراعة الأشجار والأعشاب إلى تحسين ظروف البيئة في هذه المنطقة بصورة واضحة، ويدفع تحسين ظروف البيئة بها تطور الصناعة الصحراوية والسياحة بصورة كبيرة.

مقبرة جنكيز خان

أردوسي اسم قديم، وكان اسما لقبيلة أردوسي من القومية المنغولية واسم المكان الذي عاشت به هذه القبيلة قبل أكثر من ستمائة عام، ومنذ عشرينات القرن السادس عشر استقر به أبناء هذه القبيلة، ومنذ ذلك الوقت سمى الناس هذه المنطقة الواسعة أردوسي.

قومية منغوليا قومية شجاعة مجدة، وجنكيز خان هو أعظم أبطالها.ولد في عام 1162 بمروج منغوليا، وفي شبابه خاض المعارك وفقا لإرادة الشعب،  وفي عام 1206 وحد القبائل المنغولية، وساهم مساهمة كبيرة في تشكيل الأمة المنغولية وتطورها الاجتماعي، وقام جنكيز خان وأبناؤه وأحفاده بخمس حملات عسكرية، وأسسوا دولة هان المنغولية التي امتدت من آسيا إلى أوربا، وخلقوا معجزة في تاريخ العسكرية العالمية، وخلال الحملات الثلاث نحو الغرب عمم جنكيز خان المخترعات الصينية الأربعة الكبيرة (الورق والطباعة والبوصلة والبارود) إلى غرب آسيا وأوربا، وفي الوقت نفسه استقدم الحضارة الغربية إلى الصين، وفي عام 1227 لقي حتفه مريضا أثناء حملة عسكرية، ونقل تابعوه جثمانه إلى أردوسي حيث دفن بها.

مقبرة جنكيز خان الحالية بنيت عام 1954، وبعد بنائها أجريت صيانة لها عدة مرات. مساحتها 55 ألف متر مربع، ويتشكل الجزء الرئيسي لأبنيتها من قوس البوابة الضخم المهيب والمقلد لبرج بوابة المدينة لأسرة يوان والقصور الثلاثة الكبيرة المتصلة على طراز القبة المنغولية، ويوجد تمثال لجنكيز خان  يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار في القاعة الرئيسية لها، ووراء القصر الرئيسي قصر النوم، والرسوم الجدارية التي تعكس تاريخ حملات جنكيز خان العسكرية طول حياته على الجدار الشرقي والغربي والشمالي، ومنها لوحة "دخول سفراء الدول إلى القصر لمقابلة إمبراطور أسرة يوان" الذي يصف بصورة حية الاتصالات الودية بين أسرة يوان والدول المختلفة في ذلك الوقت.

باتت مقبرة جنكيز خان المقصد السياحي الأكثر جاذبية في أردوسي، وهناك يمكن مشاهدة المقبرة في النهار والإقامة ليلا في القباب المنغولية وتناول الأطعمة المنغولية، وأيضا يمكن التمتع بالغناء والرقص ذي الخصائص القومية الخاصة لقومية منغوليا والزفاف المنغولي وزيارة معهد بحوث جنكيز خان الذي يعتبر الجهاز البحثي الوحيد من نوعه بالصين، وقد استقبل الباحثين عن جنكيز خان والمتخصصين والعلماء من جمهورية منغوليا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأيسلندا وفرنسا وألمانيا وجمهورية منغوليا، ومن أجل مواجهة متطلبات تطوير بحوث جنكيز خان والسياحة سيوسع بناء مقبرة جنكيز خان لتصل مساحتها إلى 80 كيلومترا مربعا، وستنشأ منطقة للاستثمار السياحي لمقبرة جنكيز خان. 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn           
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.