شانغهاي وما حولها

شانغهاى مدينة مخضرمة تبزغيرها بشوارعها التي شيدت في أزمان سابقة، وهي الشوارع التي مازالت مركز المصارف المالية ومتاجر المجوهرات والمقاهي والمتاجر الأخرى؛ وبها المناطق الحضرية التي ترتفع بها ناطحات السحاب التي تشغلها الشركات الدولية الكبيرة؛ والكنائس الغربية الطراز، ومعبد بوذا تشنغهوانغ. تطور شانغهاي الاقتصادي طال الريف الذي يحوطها فتغير وجه المكان حتى أضحى وجهة يقصدها السياح عازفين عن المدن.

تشوجياجياو

قديما، كان الصيني يحبذ الحياة الريفية وكانت الصورة المثلى للريف هي بيت يختفي وراء الأشجار الوارفة..و جسور صغيرة يجرى من تحتها الماء في الجداول.

يتناثر حول شانغهاى، عدد غير قليل من القرى الصغيرة التي يعود تاريخها إلى أسرتي مينغ وتشينغ، ومن أكثرها احتفاظا بملامحها الأصلية: بلدة تشوجياجياو التي تطورت من قرية صغيرة بها سوق في عصر الممالك الثلاث قبل 1700 سنة إلى بلدة مزدهرة تجاريا خلال أعوام وانلي (1573 -1620) في أسرة مينغ.

في هذه البلدة، بنايات قديمة لا تزال محتفظة بملامحها التي كانت عليها في أسرتى مينغ وتشينغ، وبها الصناعات التقليدية ومازال بيع السمك يجري على متن القارب المسقوف ذي الأسلوب التقليدي بينما النساء بأزيائهن الزاهية يقطفن ثمار الكستناء المائية؛ فما أروع عبقرية المكان والإنسان.

تشتهر  تشوجياجياو بالمأكولات ذات النكهة الفريدة، وقد شكلت لنفسها أسلوبا فريدا في الطهي منذ ما قبل مائة عام.

تشتهر حديقة قويلين الواقعة في حى شيوهوى بشانغهاى بزهور سنط العنبر(سنا)، التي تتفتح في سبتمبر بأنواعها المختلفة، ناشرة شذاها في أرجاء المكان. وتستخدم بتلات هذه الزهور في إنتاج النبيذ والحلوى.

بلدات قديمة حول شانغهاى

على مسافة مائة كم من غرب شانغهاي تقع  سوتشو، تلك المدينة التي يرصع جيدها عدد من القرى القديمة التي يرجع تاريخها إلى فترة أسرتي مينغ وتشينغ. الأبنية فيها تمثل الأسلوب التقليدي في تلك العهود؛ من البيوت الأنيقة الرقيقة إلى الشوارع الضيقة المرصوفة بالأحجار والجسور الحجرية ذات التصميمات المختلفة التي تربط ما بين ضفاف المجاري المائية. الهدوء هو أبرز سمات المكان هنا فما أروع الطبيعة!

تشوتشوانغ - بعد أن كشف الرسام الصيني المشهور، تشن يى في، عن أن خلفية واحدة من لوحاته الزيتية  المعروفة بين الصينيين والأجانب مأخوذة من المناظر الطبيعية في تشوتشوانغ، تحولت هذه البلدة إلى منطقة جذب سياحي يتدفق إليها الزوار، الأكثر أنها اختيرت مكانا للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- المحيط الهادي -ابيك- والذى تستضيفه شانغهاى.

في عام 1086 لعهد أسرة سونغ الشمالية،  تبرع تشو دى قون لانغ ببيته لبناء معبد، ثم خصص له 13 هكتارا من الأرض، فظهرت قرية تشوتشوانغ بها والتي تطورت إلى تشوتشوانغ كما نراها الآن.

تشوتشوانغ  بعد أكثر من 900 سنة

-  نصف السكان في بيوت مبنية  في فترة أسرتي مينغ وتشينغ.

- ما زال بها أكثر من مائة منزل قديم، وأكثر من ستين جوسق بوابة من الطوب المنقوش. ومن البيوت النموذجية التي تمثل الأسلوب المعماري لأسرتي مينغ وتشينغ: بيت عائلة شن،  بناية مكونة من أكثر من مائة منزل مرتب في سبعة صفوف تربط بينها ممرات مسقوفة . في كل منزل غرف للنوم وغرفة للشاي وقاعات للاستقبال، ومطابخ، وخمس بوابات بشكل الجوسق..

عمارة تشنغ  المبنية في أسرة مينغ، تتألف من قاعة ضخمة ذات أعمدة عالية.. منازل على جانبيها.. مصرف مغلق لمياه نهر أسفل الجدران الداخلية.. الجدران الخلفية بها نوافذ .. الجدران الخارجية مطلة على النهر.. الضفة مزروعة بأوتاد ربط القوارب..

 -  تتشابك بها المجاري المائية والبحيرات، وتربط بينها الجسور ذات التصميمات المتباينة ومن بينها عشر قناطر حجرية عتيقة، تغطيها النباتات الطحلبية الخضراء، ويتدلى على درابزيناتها أغصان الخيزران الوارفة.. وتتناثر بيوت الفلاحين بين الحقول المترامية الأطراف.. إنها صورة من ماضي القرى القديمة بجنوب نهر اليانغتسى التي تعبر عن الأسلوب التقليدي في العصور السابقة.

تونلى

تقع على مسافة عشرين كيلومترا من جنوب سوتشو، محاطة بعدد من البحيرات، ويتشابك فيها 17 مجرى مائيا لتقسم أراضيها البالغة مساحتها 67ر0 كيلومتر مربع فقط إلى سبع قطع. ويربط بينها أكثر من عشرين جسرا بنيت في فترات أسر يوان، مينغ، تشينغ، وتشرف على جانبي الشوارع الضيقة المباني التى تشغلها المقاهي، المتاجر، والمساكن.

تحتل المباني التى تعود إلى أسرتي مينغ وتشينغ 40% من جميع البنايات في البلدة، ومن أشهرها: حديقة تويسى، بيت جي تشنغ القديم، قاعة قنله، فيلا هوانتشوي الجبلية.

بلدة لويتشي

تبعد خمسة وعشرين كيلومترا عن مدينة سوتشو، ولأن مجرى النهر الرئيسي الذى يخترق البلدة معروف باسم " ليوتشيبوه "، أخذت منه اسمها.

في هذه البلدة الحضرية التي تغطي 1ر1 كيلومتر مربع أكثر من أربعين جسرا من أسرات سونغ ومينغ وتشينغ.

تغطي نساء البلدة رؤوسهن بشالات على شكل ذيل السنونو ويرتدين تنورات مطرزة ذات مائة طية.

ومن أشهر المناظر الطبيعية بها: القمر المنعكس على ماء البحيرة.. زهور اللوتس مع الأسماك.. صوت الجرس من أعماق البحيرة.. طلوع الشمس..

مودو

تربض على مسافة 12 كيلومترا من سوتشو، وتقول الأسطورة إنه في عهد الربيع والخريف، عندما أنشأ ملك مملكة وو( عام 514 ق م)  قصر قوانوا على جبل لينيان، وهبت له مملكة يويه المجاورة أخشاب الأشجار التي نقلت عبر النهر إلى بلدة مودو، وبعد ثلاث سنوات، غص المجرى بالأخشاب.. وهكذا أخذت البلدة  اسمها " مودو"(  مو- خشب؛  دو- غص).

فيها عشرة مناظر طبيعية تضم : صنوبر فايون القديم.. ثلوج جبل الجنوب.. الجسر المائل.. والى جانبها، تنتشر مواقع أثرية ومنتزهات: معابد بوذية، معابد للأسلاف، مبان حدائقية..