![]() |
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||
المحتويات
|
||||||||||||||||||||||||||||||
العدد 10 أكتوبر
(تشرين الأول) 2001
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
موسيقى البوب من كوريا الجنوبية الى الصين لى مه الشابة الصينية تشياو جياو البالغة من العمر تسعة عشر ربيعا مولعة بسماع موسيقى الروك الكورية الجنوبية وبخاصة فريق هوتHOT . تقول ".. أنغامها تأخذني من توتراتي النفسية إلى بر الاسترخاء، وعندما أكون مبتهجة أرقص مع موسيقاها". من حيث أسلوب الغناء، هناك تشابه بين فريق HOT وموسيقى البوب الأمريكية. عندما استمعت تشياو لأول مرة، وهى في السادسة عشرة من العمر، لموسيقى البوب الأمريكية وقعت فريسة لأنغامها الجميلة. أما الآن، وبعد ثلاث سنوات، ترى أن موسيقى البوب في كوريا الجنوبية تجمع بين الأسلوب الغربي والنمط الآسيوي، لذلك تلقى قبولا أكثر بين الصينيين.
في العام الماضي، عندما أقامت فرقة HOT حفلا موسيقيا في بكين دفعت تشياو، بدون تردد، أكثر من 200 يوان ثمنا لتذكرة الحفل، وهذا المبلغ يساوي ضعف مصروفها الشهري الذي تحصل عليه من أسرتها. لمعرفة مزيد من المعلومات عن كوريا الجنوبية، زارت تشياو بعض الطلاب الكوريين الجنوبيين الدارسين في بكين، لتعلم اللغة الكورية، ولكنها فشلت في التعامل معهم باللغة الإنجليزية فلجأت إلى قاموس اللغة الكورية، وكتاب تعليمي آخر.. أثمرت جهودها.. والآن، استوعبت عديدا من الكلمات الكورية.. منذ فترة، تغازل تشياو الرغبة في زيارة كوريا الجنوبية، بعد أن علمت بوجود متجر مينغدونغ هناك والذي يجمع مختلف أنواع نخب الملابس.
وكثير من الشباب الصينيين يقلدون أعضاء فريق هوت فيرتدون، مثلهم، التيشرتات الواسعة، البنطلونات الضيقة، الأحذية الكبيرة.. في العام الماضي، صبغت تشياو شعرها باللون الأصفر الشاحب مثل مطربي كوريا الجنوبية، ولكن في اليوم التالي، عادت إلى صالون التجميل لإزالته بعد إلحاح من أبيها. هذه الظاهرة شائعة بين العديد من الشباب الصينيين برغم رفض آبائهم. ليست أغانى الروك الكورية الجنوبية هي التي تجذب المزيد من شباب الصين وإنما الدراما الكورية أيضا تحظى بإقبال من الصينيين كبارا وصغارا. شاو، البالغة من العمر 26 عاما تقول إن المسلسلات الكورية، مقارنة مع الدراما الصينية، تعبر بأسلوب غير تقليدي عن الحيرة النفسية التى يواجهها الناس في حياتهم الحالية. وأشعر بأنها تعبر عن مواقف موجودة في حياتي الواقعية".
مع دخول أغاني الروك والدراما الكورية الجنوبية، أصبحت الملابس ذات العلامات التجارية الكورية الجنوبية هدفا للموظفات ذوات الياقات البيضاء، لأن هذه الملابس ذات الأسلوب الكاجوال تبرز الأناقة التي تنفرد بها المرأة الشرقية. هناك عديد من السيدات، يشاهدن المسلسلات التلفزيونية الكورية الجنوبية بهدف تعلم مهارات التجميل، والاستفادة من الإكسسوارات. يعتقد معظم الصينيين أن ثقافة كوريا الجنوبية ليست إلا الشعر المصبوغ بألوان متعددة والتيشيرتات الفضفاضة والبنطلونات الطويلة، والرسوم الاعلانية التجريدية.. ولكن الواقع هو أن الثقافة المعاصرة لهذه الدولة المجاورة تتسلل إلى مسرح الفن الصيني بسرعة. مع دخول ثقافة كوريا الجنوبية، فتحت الأسواق الصينية بابها أمام صناعات الطعام، السياحة، إنتاج السيارات والأدوات الكهربائية الكورية الجنوبية. في عام 2000تجاوزعدد الصينيين الذين زاروا كوريا الجنوبية 400 ألف شخص، بزيادة 40% عن عام 1999.
تساهم سفارة كوريا الجنوبية لدى بكين في حث عجلة السياحة من خلال عرض أفلام من كوريا الجنوبية وإقامة ندوات ثقافية ودورات لتعلم اللغة الكورية. تركت ثقافة كوريا الجنوبية الشائعة تأثيرا كبيرا على الصينيين، وهذا أمر لم يكن متوقعا. لماذا؟ يرى البروفيسور يى هونغ، الأستاذ بجامعة تشينغهوا، أن التداخل الثقافي بين الصين وكوريا في التاريخ خلق اتصالات عضوية تربط الشعبين من حيث الجذور الثقافية وأسلوب الحياة ومنظومة القيم، لذا يوجد بين الصين وكوريا الجنوبية اتجاهات للتقارب الثقافي. اليابان تجاور الصين أيضا ولكنها متأخرة عن كوريا الجنوبية من حيث التأثير الثقافي في الصينيين. لماذا؟ يعتقد بعض العلماء الصينيين، أن الثقافة اليابانية ثقافة مغلفة بتأدب جميل، ولكنها في الحقيقة تضم عوامل هستيرية ناتجة عن الاتجاهات المتطرفة، فمن الطبيعي أن ترفضها الثقافة الصينية. مع التعامل العالمي، تقبل كوريا الجنوبية كثيرا من العادات الغربية في أسلوب حياة أبنائها، كما صارت هذه الدولة جسرا ثقافيا بربط الشرق والغرب. وبسبب وجود التفاوت الثقافي، فإن الصين لا يمكن أن تستقدم مباشرة الثقافة الشائعة في الدول الغربية. هنا، تحولت ثقافة كوريا الجنوبية الحالية- في الحقيقة هي ثقافة تدمج بين الثقافة الآسيوية والثقافة الأوربية- إلى جسر تصل عبره الثقافة الغربية إلى المجتمع الصيني. يعود التأثير الأجنبي على كوريا الجنوبية إلى السياسة التي تطبقها في إرسال الدارسين إلى الدول الغربية. بلغ الكوريين الجنوبيين الذين زاروا الصين أكثر من مليون شخص في عام 2000 فقط.
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|