إفطار
بمليون دولار!
ون
ذات
يوم أراد رجل أعمال أمريكي أن يقيم مصنع أحذية في دولة بأفريقيا
جنوب الصحراء، فقال له مستشاروه..ولكن يا سيدي الناس في
هذه البلاد حفاة لا يرتدون أحذية. رد الرجل الخبير..نعلمهم
كيف يلبسون الأحذية ثم نبيعها لهم!الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
التغيرات
التي تشهدها المائدة الصينية حاليا قد تكون، بشكل أو بآخر
تطبيقا لما قاله هذا الأمريكي. فالمعدة الصينية، شان كل
شئ في الصين، تتغير وبمعدلات ليست أقل من معدلات نمو الاقتصاد
الصيني.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
ولعل
الذين زاروا العاصمة بكين قبل فترة ليست طويلة، عشر سنوات
مثلا، يتذكرون مشهد الشتاء الذي كان من أبرز ملامح المدينة؛
تلك الأكوام الجبلية ممن الملفوف الصيني، وهو نوع من الكرنب
يتسم بطول أوراقه. كانت كل أسرة تشتري في بداية الشتاء "مخزونها"
للفصل كله من هذا الملفوف الذي يكون سيد المائدة خلال شهور
الشتاء التي تصل ستة أو يزيد. بقدر ما كانت تلال الملفوف
معلما لبكين بقدر ما صارت مطاعم ماكدونالدز وبتزا وكنتاكي
وفرايدايز وغيرها من تلك الأسماء المعروفة من أبرز ملامح
عاصمة الصين القديمة، التي يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف
عام.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
كيف
تغيرت المعدة الصينية وكيف أصبح إفطار البكيني كوبا من الحليب
وقطعة من الخبز والبيض وفنجانا من القهوة، وكيف باتت مطاعم
ماكدونالدز المكان المفضل لإفطار الشباب؟الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
قبل
عشر سنوات كان في بكين مطعم واحد لسلسلة ماكدونالدز الأمريكية
وكان في شارع وانغفوجينغ التجاري الشهير، الآن يوجد في بكين
نحو مائة فرع لماكدونالدز، دائما كاملة العدد، وإذا كان
مثل هذه المطاعم في الغرب تسمى مطاعم الوجبات السريعة، فإن
الصينيين صينوها فترى الفرد قد جلس، بعد أن طلب كوب قهوة
أو شاي، يقرأ كتابا أو يذاكر دروسه.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
الأرقام الرسمية الصادرة
عن الجهات المعنية في الصين بخصوص الطعام تثير لعاب الشركات
الدولية العاملة في هذا القطاع، فمدينة بكين وحدها تدفع
فاتورة إفطار فقط قيمتها مليون ومائتا ألف دولار أمريكي!الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
الأرقام
الأخرى مدهشة، فالمطاعم في الصين والتي يقترب عددها من أربعة
ملايين مطعم حققت في العام الماضي عائدات زادت على 60 مليار
أمريكي بمعدل نمو سنوي حوالي 16% ويعمل في قطاع الأكل والشرب
حوالي 17 مليون فرد.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
وإذا
كانت سلسلة مطاعم تشيوان جيوي ده الصينية قد احتلت العام
الماضي القمة من بين أقوى خمسمائة شركة مطاعم في الصين في
مجال الوجبات الرئيسية وهذه السلسلة تقدم طعاما صينيا خالصا،
فإن سلسلة مطاعم ماكدونالدز جاءت في المركز الأول للوجبات
السريعة في قائمة الخمسمائة الكبار.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
المطاعم
الغربية في بكين لا تقدم غذاء للمعدة فحسب وإنما تحمل معها
ثقافة البلاد التي جاءت منها، ولعل سلسلة ماكدونالدز هي
التي بدأت موضة ارتداء قبعة بابا نوبل في أعياد الكريسماس
في الصين حتى بات معظم، إن لم يكن كل، المتاجر ومنافذ البيع
تٌلبس العاملين بها هذه القبعة، كما أن هذه المطاعم بالطبع
تغرس ثقافة الساندويتش بكل ما يحمله من قيم الفردية والاستقلال
وإلى حد ما السرعة. هذا الاتجاه من المتوقع له أن يستمر؛
فالعديد من المدن الصينية الكبرى، وبخاصة شانغهاي وبكين
وقوانغتشو عاقدة العزم أن تصبح مدنا دولية بمعنى الكلمة،
تتحدث الإنجليزية وتأكل الطعام الغربي وبالطبع ترتدي الزي
الغربي وتحتفل باحتفالات الغرب.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
كان
وما يزال الشاي هو المشروب الأول في الصين، ولكن هذا قد
لا يستمر طويلا فبعد أن أصبحت الكوكاكولا والبيبسي كولا
تحتل المرتبة الأولى في قائمة مبيعات المشروبات الباردة
تتقدم القهوة، التي لم يكن يميز الصيني رائحتها قبل أعوام،
تتقدم بخطوات سريعة في ظاهرة أعتقد أنها ستكون حقيقة صادمة
لمن لم يزر الصين حديثا.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
لقد
كتب الصحفي المصري الكبير أنيس منصور العام الماضي بعموده
في صحيفة الأهرام، مازحا جادا، سؤالا: ماذا يحدث لفنجان
من القهوة سقطت فيه حشرة؟ ويجيب قائلا..الإنجليزي سيسكب
الفنجان بما فيه؛ الأمريكي سيخرج الحشرة من الفنجان ويرميها
ثم يشرب القهوة؛ الصيني سيخرج الحشرة؛ لا ليرميها بل ليأكلها،
ثم يسكب القهوة؛ أما اليهودي فسيبيع الحشرة للصيني والقهوة
للأمريكي. ولعلنا هنا نصحح الجزء الخاص بالصيني. صحيح أن
الصينيين كما يقال يأكلون كل ما يقف على أربع باستثناء طاولة
الطعام، وكل ما يحلق في السماء باستثناء الطائرة وكل ما
يسير فوق الماء باستثناء السفينة، ولكن ليس صحيحا يا عم
أنيس أن الصيني، في القرن الحادي والعشرين، سيسكب القهوة
وإنما سيشربها وإن استحسنها سيطلب فنجانا آخر! وإن لم تصدق
تعال وقف أمام ستاربكس، سلسلة المقاهي العالمية الشهيرة،
والعشرات غيرها من المقاهي التي لا يخلو منها ركن في العاصمة
الصينية.الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر، الطريق
إلى محافظة جينشيو وعر،
مرحبا
على المقهى الإلكتروني
husseinismail@yahoo.com