محتويات العدد 2 فبراير (شباط) 2003

شنتشن .. الريادة في الانفتاح

لي وو تشو        مراسل "الصين اليوم"

·  شنتشن أرض خصبة للعلوم والتكتولوجيا، تغذي كثيرا من صناعات العلوم والتكنولوجيا العالية، وتسعى لتكون قاعدة هامة لصناعات العلوم والتكنولوجيا العالية في العالم .العالية في العالم

·  سهولة المواصلات وشبكة نقل البضائع والخدمات الكاملة  وأنظمة معلومات تداول البضائع، كل هذا يوفر ظروفا أساسية لتصبح شنتشن مدينة مركزية حديثة لتداول البضائع . العالية في العالم

·  شنتشن، المدينة الفتية المفعمة بالنشاط والحيوية، وضعت في الآونة الأخيرة خطتها الجديدة للتنمية وهي: تحقيق التحديثات أساسيا في عام 2005؛ والوصول إلى مستوى الدول المتوسطة التقدم في عام 2010؛ ودخول صفوف الدول المتقدمة في العالم عام 2030 .

العلوم والتكنولوجيا العالية ترفع مستقبل شنتشن

" جيندي" و" يونيو" شركتان كبيرتان لإنتاج برمجيات الحسابات المالية في الصين، "جيندي" في جنوبها، و"يونيو" في شمالها.

شيوي شاو تشون، مدير عام شركة جيندي، أتم عملية تحويل شركته "من شرنقة إلى فراشة" في شنتشن. في عام 1991 تأسست شركة جيندي للبرمجيات وهي أول شركة أهلية مسجلة في شنتشن؛ المدينة التي تتمسك حكومتها بمبدأ عدم التدخل في السوق، مع منح صناعات العلوم والتكنولوجيا العالية والجديدة سياسة تفضيلية لمدة ثماني سنوات. عندما تحدث شيوي شاو تشون عن شنتشن قال: "في شنتشن، لا تعتمد كثيرا على العلاقات بين الناس عندما تريد إتمام عملك. في الماضي لم نعتمد على صديق هنا لبيع منتجاتنا بل قمنا بعرض منتجاتنا أمام العملاء وأخبرناهم بأن منتجاتنا ستساعدهم في تخفيض تكاليف شركاتهم. وفي رأيي أن شنتشن انضمت لمنظمة التجارة العالمية مبكرا."

قصة "جيندي" ليست أسطورة في شنتشن وإنما واحدة من شركات العلوم والتكنولوجيا العالية التي شهدت نموا سريعا على أرض شنتشن، الأرض الخصبة للعلوم والتكنولوجيا.

الارتباط بالعالم كله

نائب المدير العام لشركة IBM  في آسيا  قال، ذات مرة، إنه إذا أغلق طريق دونغقوان- شنتشن السريع تنقص منتجات الكمبيوتر في أنحاء العالم بنسبة 70%.

هذا الكلام ليس مبالغا؛ فالصين بها 1500 شركة تسويق لشركة IBM  ومعظمها في شنتشن والمناطق المجاورة لها، وتجاوزت كمية مشتريات شركة IBM في هذه المناطق ملياري دولار أمريكي.

في شنتشن  ظهرت مجموعات الصناعات التكنولوجية العالية والجديدة مثل أجهزة الكمبيوتر وبرمجياتها، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والإلكترونيات الدقيقة إلخ، وفي المناطق المجاورة لها تشكل التفوق القوي في إنتاج أجزاء وقطع غيار المنتجات التكنولوجية العالية والجديدة، ولذلك صارت شنتشن قاعدة  عالمية هامة لإنتاج أجهزة الكمبيوتر وقطع غيارها وأجهزة الاتصالات والمنتجات السينمائية والتلفزيونية.

يوجد في شنتشن والمناطق المجاورة لها 1500 مصنع لإنتاج أجزاء وقطع غيار تجهيزات الكمبيوتر، تبلغ طاقتها السنوية 40 مليون جهاز كمبيوتر. يمكنك أن تشتري 99% من  قطع غيار الكمبيوتر في شنتشن، وأن تتم تركيب جهاز كمبيوتر في محيط لا يتجاوز 5ر1 كيلومتر. وبلغت نسبة إنتاج قطع غيار الطابعة وأقراص الليزر والنساخات التصويرية 90%، و60%، و69% كل على حدة.

وقال رئيس مجلس الإدارة لشركة زيروكس (شنتشن) المحدودة بأن 95% من قطع غيار منتجات زيروكس يمكن شراؤها داخل مسافة 60 دقيقة بالسيارة. وهذا يوفر كثيرا من تكاليف الإنتاج للشركة، ويختصر وقت حصول الشركة على معلومات السوق.

على مقربة من شركات العلوم والتكنولوجيا العالية في شنتشن يقع 3500 شركة متخصصة في إنتاج أجزاء وقطع غيار المنتجات الجديدة، أشهرها شركة تايوان فوشيكانغ، التي تنتج جميع قطع غيار أي منتج جديد في اليوم التالي لظهور هذا المنتج في السوق وتطرحه للبيع في اليوم الثالث. واعتمادا على قدرتها الفائقة تطورت شركة فوشيكانغ خلال بضع سنوات، من شركة صغيرة إلى شركة من أقوى مائة شركة لصناعة تكنولوجيا المعلومات في العالم.

اليوم، أصبحت شنتشن من أكثر المناطق تطورا وتركزا من حيث صناعات التكنولوجيا العالية والجديدة في بر الصين الرئيسي. حيث احتلت قيمة منتجات التكنولوجيا العالية والجديدة 45% من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي لشنتشن في عام 2001، و47% في عام 2002، وهذا الرقم أعلى من المدن الكبرى في بر الصين الرئيسي.

تحدث يوي يو جيون، عمدة شنتشن  مرارا عن صناعات العلوم والتكنولوجيا العالية في لقائه مع مراسلي "الصين اليوم"، وقال إن حكومة المدينة استثمرت مؤخرا في جنوب غربي شنتشن أموالا هائلة في بناء منطقة صناعة التكنولوجيا العالية والجديدة التي تبلغ مساحتها أكثر من مائة كيلومتر مربع، وتمتد 100 كيلومتر، وهذا ما يجعل شنتشن قاعدة منتجة هامة لصناعات العلوم والتكنولوجيا العالية في العالم.

اقتراح من أستاذ جامعة

في أكتوبر عام 2002 افتتح المعرض التجاري الرابع لثمار التكنولوجيا العالية والجديدة في شنتشن، اشترك فيه 300 ألف فرد (مرة) من الوفود والتجار والمستثمرين من 40 دولة ومنطقة في العالم؛ وبلغ عدد المشروعات المعروضة والتجارية فيه 7749 مشروعا؛ وتم فيه توقيع عقود 1581 مشروعا؛ وبلغ إجمالي قيمة الصفقات 16ر12 مليار دولار أمريكي.

هذا المعرض الذي يقام في شنتشن مرة في كل عام اقترحه بان آن هوا، الأستاذ بجامعة بكين، مدير عام شركة كشينغ المحدودة للتكنولوجيا الأحيائية قبل أربع سنوات. حينذاك كانت شنتشن تقيم "مهرجان ليتشي" للاحتفال بالحصاد الوافر من الفاكهة المسماة ليتشي. اقترح بان آي هوا على عمدة شنتشن أن يحل الموضوع الجديد محل مهرجان ليتشي، لأن هذا المهرجان لم يعد يناسب المدينة المتطورة علميا وتكنولوجيا. في عام 1997 بلغت قيمة إنتاج صناعة التكنولوجيا العالية والجديدة لشنتشن 4ر47 مليار يوان، بزيادة 6ر36% عن عام 1996، واحتلت 35% من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي لشنتشن. ووافق العمدة على الاقتراح وفي العام التالي،1999، أقامت شنتشن المعرض التجاري الأول لثمار التكنولوجيا الصينية العالية والجديدة بدلا من مهرجان ليتشي الذي أقيم 14 دورة.

بات معرض التكنولوجيا العالية والجديدة جسرا بين الطلائع المتميزين في العلوم والتكنولوجيا والشركات الإنتاجية وجعل صناعة التكنولوجيا العالية والجديدة لشنتشن تقفز إلى الأمام بخطوات واسعة. قال قوه وان دا، نائب السكرتير العام للمعهد الصيني للتنمية في شنتشن: "لقد تشكلت الآلية والبيئة الطيبة لتحويل ثمار التكنولوجيا العالية والجديدة إلى منتجات، وسلسلة صناعية كاملة، وشنتشن حلقة هامة في السلسلة الصناعية العالمية."

قبلة الأكفاء في العلوم والتكنولوجيا العالية

في البداية ونظرا لحاجتها استوعبت شنتشن بكل قوة الأكفاء من أنحاء البلاد، وفيما بعد أصبحت قبلة أكفاء العلوم والتكنولوجيا العالية. يوجد في شنتشن أكثر من 600 ألف متخصص، و1600 فرد حاصلين على الدكتوراه، و10 آلاف حاصلين على الماجستير. والآن يدخل 10 آلاف خريج جامعي إلى شنتشن كل عام ليعملوا فيها.

تشن جيان شن، أتى إلى شنتشن في أوائل الثمانينيات وكان عمره 22 سنة. وكان أول من أسس شركة خاصة في الصين، تقوم بتصميم شكل السيارة الكاملة وتزيينها، وتجاوزت ممتلكاته 100 مليون يوان. وبتأثير قوي من جو العلوم والتكنولوجيا العالية في شنتشن اقتحم تشن جيان شن ومعه الأموال الهائلة عالم شبكات الكمبيوتر، وأصبح صاحب إحدى شركات شبكات الاتصالات، وأقام مدينة الكمبيوتر، واخترع البرمجيات لتقديم الخدمات الذكية للأحياء السكنية، وهكذا صار رجل أعمال يستثمر في صناعة العلوم والتكنولوجيا العالية. يقول تشن: "أعطتني شنتشن طموحا وشجاعة وثقة بالنفس، وقدمت العلوم والتكنولوجيا العالية مجالا أوسع لتحقيق مشروعاتي."

قوه وان دا عمل مدرسا في جامعة بكين، ثم موظفا في هيئة حكومية، ثم مؤسسا لإحدى الشركات، والآن يزاول البحث ودراسة شركات العلوم والتكنولوجيا العالية. ويرى أن تجاربه تدل على أن شنتشن مكان مناسب لتحرك الأكفاء وتطورهم.

ويشرح دنغ شيويه قوه، نائب المدير العام لشركة كشينغ- أول شركة للمشروعات الأحيائية في الصين، أسباب تطور وتعاظم العلوم والتكنولوجيا العالية في شنتشن ويقول: "تمتلك شنتشن بيئة تنافسية طيبة، ومستوى الإدارة بقواعد السوق بها هو الأعلى في الصين، وأعمال حماية حقوق الملكية الفكرية الأفضل في الصين، وكل هذا يفيد في تطوير شركات التكنولوجيا العالية والجديدة." ويضيف إن شركة كشينغ لا تتجاوز مساحتها 4ر0 هكتار، وبها مائتي عامل وموظف، وقدمت شنتشن بيئة تطور جيدة لها، وخلال عدة سنوات بلغت قيمة مبيعاتها السنوية مائتي مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوى 28ر8 يوانات) فأصبحت أكبر قاعدة لإنتاج الأدوية البيولوجية في الصين. وبفضل البيئة الطيبة استثمرت الشركة 700 مليون يوان في بناء "وادي جامعة بكين للأحياء" في شنتشن في عام 2001.

المدينة المتحركة

يقع مقر هيئة المشتريات العامة لمجموعة متاجر وال مارت في الدور الثاني لمبنى مركز جيالي بمنطقة لوهو بشنتشن، وتكتظ القاعة التي لا تزيد مساحتها عن 100 متر مربع بتجار البضائع القادمين من ربوع الصين كل يوم، وتبلغ قيمة مبيعات المنتجات الصينية فيها أكثر 10 مليارات دولار أمريكي كل عام.

قبل ست سنوات أتت وال مارت إلى شنتشن، وفي عام 2001 حققت أرباحها في الصين. وحتى سبتمبر عام 2002 أقيمت فروع لوال مارت في 9 مدن بالصين مثل كونمينغ، وداليان، وفوتشو، وشيامن، وشنيانغ، وهاربين. وعدد متاجرها في الصين 22 متجرا، منها 7 في شنتشن.

يقول الماليزي جيمس لي نائب المدير العام لشركة وال مارت- الصين: "إن النجاح الذي حققته وال مارت في الصين يدل على أن اختيارنا شنتشن طريقا لدخول سوق الصين في عام 1996  قرار حكيم." ويضيف: "اختيارنا شنتشن في البداية يعود إلى الأسباب التالية: أولا، شنتشن أوسع منطقة انفتاحا في الصين، ونموها الاقتصادي سريع، وهي مليئة بفرص التجارة والقوة الحيوية. ثانيا، يوجد في شنتشن أنظمة الإدارة العالية الفاعلية للحكومة. ثالثا، أصبحت شنتشن والمناطق المجاورة لها قاعدة منتجة هامة في العالم، تتوفر فيها البضائع الجيدة  والتجار الممتازون للتزويد بالبضائع. رابعا، شنتشن مدينة مهاجرين بها أكفاء متميزون، وهذا يفيد في إعداد الإداريين لشركة وال مارت في مختلف المناطق في الصين.

عندما تحدث لي عن انطباعه عن شنتشن قال: "سرعة تطور شنتشن كبيرة، واتجاه تطور شنتشن صحيح، والفرص بها كثيرة." ولذلك في عام 2001 انتقلت هيئة المشتريات العامة لشركة وال مارت من هونغ كونغ إلى شنتشن، وأقيمت في شنتشن الهيئة الرئيسية لشركة وال مارت في آسيا. قصة وال مارت في شنتشن هي مطلع مقدمة موسيقية لصناعة تداول البضائع بشنتشن.

شنتشن الواقعة في دلتا نهر اللؤلؤ أكبر قاعدة تنتج النظارات والساعات في العالم، وأكثر من 60% من الملابس ذات العلامات التجارية المشهورة في العالم، كما تنتج نصف  كمية أجهزة التليفزيون في الصين، وثلث أجهزة الثلاجات المنزلية، وسبع أجهزة الغسالات المنزلية، وتحتل الإكسسوارات التي تنتجها شنتشن 70% من السوق الصيني.

لأن شنتشن والمناطق المجاوزة لها قدرتها قوية في الإنتاج التصنيعي أقامت  وال مارت وكاريفور وشركة IBM وغيرها من الشركات المتعددة الجنسيات هيئات المشتريات العامة لها في شنتشن. و95% من البضائع التي تبيعها متاجر وال مارت في الصين تنتجها شنتشن.

شنتشن ليست قاعدة منتجة للبضائع المتعددة فحسب، بل هي منفذ رئيسي يربط بين بر الصين الرئيسي وبلدان العالم، وبوابة رئيسية تصل بين سوق الصين والأسواق العالمية. وأقامت شنتشن علاقات تجارية مع120 دولة ومنطقة، واحتل حجم التجارة الخارجية لها سبع إجمالي حجم التجارة الخارجية لبر لصين الرئيسي. 

أصبح مطار شنتشن من أكبر أربعة مطارات في الصين؛ وفي عام 2001 بلغ عدد الحاويات التي تم تفريغها وتحميلها في ميناء شنتشن 08ر5 ملايين حاوية، فأدرج ميناء شنتشن ضمن قائمة أكبر ثماني مواني للحاويات في العالم؛ وتربط الطرق السريعة والسكك الحديدية بين شنتشن والمدن الأخرى بالصين، ويتقاطع في شنتشن خط بكين- قوانغتشو الحديدي وخط بكين- قولونغ الحديدي، ويربط طريق قوانغتشو- شنتشن السريع وطريق هونغ كونغ- شنتشن السريع بين هونغ كونغ وقوانغتشو وشنتشن. والطريق السريع داخل المدينة الذي يبلغ طوله 800 كيلومتر، ومشروع المترو الذي بدأ تنفيذه في نهاية عام 1999 سيجعل شنتشن مدينة متحركة سريعة. 

سهولة المواصلات وبناء شبكة نقل البضائع وتحسين وظيفة الخدمات  وإقامة أنظمة معلومات تداول البضائع، كل هذا يوفر ظروفا أساسية لتصبح شنتشن مدينة مركزية حديثة لتداول البضائع. في 24 سبتمبر 2002 شاركت خمس شركات في توقيع اتفاقية إنشاء سوق هوانان للخامات الصناعية في باوآن بشنتشن باستثمارات تبلغ 5ر2 مليار يوان. وهذا يرمز إلى انطلاقة جديدة لتطوير صناعة تداول البضائع في شنتشن.

حكومة عالية الفعالية 

قبل عدة سنوات تحدث الناس عن "سرعة شنتشن"، في إشارة إلى ما حدث في بداية الثمانينات عندما تم بناء طابق من عمارة في شنتشن في يوم واحد فقط. في القرن الحادي والعشرين ربما يكون وصف الحكومة العالية الفعالية بعبارة "سرعة شنتشن" معقولا أكثر.

قد يظن الناس أن بيئة السوق في شنتشن ليست ناضجة وأن دور الحكومة ضعيف. الحقيقة أن دور الحكومة لم يضعف، وإنما تطبق سياساتها بنجاح وبدون عوائق. وذلك لأن يد الحكومة تجس نبض السوق دائما، ومشاعر الحكومة ترتبط بمشاعر الرواد في بناء شنتشن إلى الأبد.

تشن تشانغ ليانغ، نائب رئيس جامعة بكين، رئيس مجلس إدارة شركة كشينغ في شنتشن،  قال ذات يوم لعمدة شنتشن وبيده بطاقة عامل: "انظر، أقمت في شنتشن عدة سنوات، ولا أحمل إلا بطاقة العامل، وما زلت عاملا وافدا." لم يمض 30 يوما على ذلك حتى استبدلت "بطاقة الإقامة المؤقتة للعمال الوافدين في منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة" (البطاقة الصفراء) لدى العمال الوافدين في شنتشن بـ"بطاقة الإقامة للأكفاء في شنتشن" (البطاقة الزرقاء)، وكان رقم البطاقة الزرقاء لتشن تشانغ ليانغ 00001.

عندما تحدث الصيني هو هاو هوا ، نائب مدير عام شركة سامسونغ شنتشن عن البيئة الاستثمارية في شنتشن قال: "إن حكومة شنتشن طلبت من الشركات الأجنبية الاستثمار ضرورة التأمين على العاملين، وأن تستخدم الزيت العالي الجودة للسيارات بدلا من الزيت الثقيل، وأن تضع معيار الراتب الأدنى لعامليها. وبرغم أننا ندفع نقودا أكثر مما في المدن الأخرى ولكن في شنتشن لا توجد ظاهرة تحصيل النفقات غير المعقولة. والحقيقة أن الإدارة بالقانون والنظام، والحكومة العالية الكفاءة، والسوق النظامي تلعب دورا في تخفيض تكاليف شركتنا."

تأسست هذه الشركة باستثمار مشترك من شركة Samsung SDI وشركة شنتشن لإدارة الاستثمارات في يونيو 1996، وحققت الأرباح في السنوات الأخيرة برغم التراجع الذي شهدته صناعة تكنولوجيا المعلومات في العالم. وهذا جعل هذه الشركة مفعمة بالثقة في البيئة الاستثمارية الجيدة، وتستعد الآن لزيادة الاستثمار في تركيب خط الإنتاج الخامس لها.

من أجل مواجهة التحديات بعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية قامت حكومة مدينة شنتشن بتعديل سياساتها وإبراز وظيفة الحكومة في الخدمة والفاعلية العالية. من بداية النصف الثاني من عام 2001 أعادت الحكومة تصنيف 2800 وثيقة رسمية، وفي يونيو عام 2002 انتهت أعمال التصنيف. وقد ألغي أو سيلغى 1270 لائحة وقرارا. وأعلنت الحكومة الوثائق المعمول بها على موقع الإنترنت للحكومة.

من أجل تخفيف أعباء الشركات قللت مواد تحصيل النفقات الإدارية  من330 مادة إلى 192 مادة. وفي الوقت نفسه ألغيت محطات التحصيل في الطرق العامة باستثناء الطرق السريعة، وقريبا سيلغى تحصيل النفقات الإدارية للسيارات التي تدخل شنتشن.

يقول تشانغ جين شن، نائب مدير مكتب التعاون الاقتصادي والتجارة الخارجية لمدينة شنتشن، إن الحكومة قامت بإصلاح نظام الفحص والموافقة. وأرسلت20 هيئة للفحص والموافقة العاملين بها إلى مكتب التعاون الاقتصادي والتجارة الخارجية للقيام بالعمل المشترك، وهكذا يتم عمل الفحص والموافقة على أي مشروع جديد عادي يناسب القانون والنظام خلال 2- 3 أيام، أما المشروع المعقد فيتم عمل الفحص والموافقة خلال 5 أيام.

 شنتشن تواصل قيادة تطور الاقتصاد الصيني

شنتشن، المدينة الفتية المفعمة بالنشاط والحيوية وضعت في الآونة الأخيرة هدفها الجديد من التطور وهو: تحقيق التحديثات أساسيا في عام 2005؛ والوصول إلى مستوى الدول المتوسطة التقدم في عام 2010؛ ودخول صفوف الدول المتقدمة في العالم في عام 2030.

شنتشن مدينة فتية مكونة من المهاجرين تتمتع بالتسامح والقوة الإبداعية. في الماضي  خلقت الأساطير التجارية، والمعجزات الاقتصادية، فأصبحت فردوس المستثمرين.

من عام 1997 إلى سبتمبر عام 2002، دخل شنتشن 10208 مشروعات من 67 دولة ومنطقة، بلغ إجمالي قيمة استثماراتها 969ر16 مليار دولار أمريكي. واستثمرت خمس شركات من أقوى خمسمائة شركة في العالم في شنتشن. و40% من قيمة الاستثمارات هي استثمارات مضافة. مثلا شركة سانيو اليابانية أقامت 7 شركات فرعية لها في شنتشن بعد دخولها لشنتشن،  وأضافت استثماراتها في شنتشن 17 مرة، بلغ إجمالي قيمة استثماراتها 194 مليون دولار أمريكي.

كانت شنتشن رائدة تطور الاقتصاد الصيني، وإنجازاتها الباهرة التي حققتها جذبت أنظار العالم. وبعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية لم تعد شنتشن، وهي المنطقة الخاصة، تتمتع بالسياسات التفضيلية من الدولة، وتقف مع المدن الأخرى على نفس نقطة البداية. هل يمكنها أن تواصل قيادة الاقتصاد الصيني؟

إجابة عمدة شنتشن يوي يو جيون هي أن جاذبية شنتشن وتفوقها التنافسي لم يتغير بعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية. رغم أنها لم تعد تتمتع بالسياسات التفضيلية فإنها حصلت على "حقوق التجربة" من الحكومة المركزية، هذا يعني أن الحكومة المركزية تسمح لشنتشن بأن تجرب مبكرا بشرط عدم مخالفة تعهد الصين لمنظمة التجارة العالمية. مثلا حسب تعهد الصين ستدخل البنوك بالاستثمار الصيني والأجنبي المشترك سوق الصين بعد عام 2004، ولكن في عام 2002 وافقت الصين على إقامة بنك وشركة تأمين بالاستثمار الصيني والأجنبي المشترك في شنتشن. هذا ولا تسمح الصين لهيئات المشتريات للشركات المتعددة الجنسيات مثل وال مارت، وكاريفور بأن تقام وتدار باستثمار أجنبي في بر الصين الرئيسي، ولكن شنتشن حصلت على "حقوق التجربة" من الحكومة المركزية، وسمحت لشركة وال مارت بنقل هيئة المشتريات العامة لها من سنغافورة وهونغ كونغ إلى شنتشن؛ وبعدها أرادت عشر شركات متعددة جنسيات أخرى أن تحذو حذو وال مارت، وأجرت بالفعل محادثات مع حكومة مدينة شنتشن، ومنها 6-7 شركات تعاقدت مع شنتشن.

في وقت ليس بعيدا، قامت حكومة مدينة شنتشن بالتعاون مع الاستثمار الأجنبي في تنمية مرافق المدينة مثل الغاز الطبيعي والوقود والمواصلات عن طريق المناقصة؛ كما قررت استقدام رؤوس الأموال الأجنبية إلى الشركات المملوكة للدولة لشراء الأسهم في هذه الشركات، وذلك بموافقة الهيئات المعنية لمجلس الدولة.

يقول عمدة شنتشن يوي يو جيون: "في الماضي كانت  شنتشن تجرب  مبكرا اعتمادا على السياسات التفضيلية؛ والآن مازالت تتقدم إلى الأمام قبل المدن الأخرى اعتمادا على "حقوق التجربة" التي حصلت عليها من الحكومة المركزية. ويعتقد أن شنتشن ستقود تطوير الاقتصاد الصيني في العشرين سنة القادمة.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

مجتمع يتغير
هوايوان.. قرية جديدة للفلاحين
الصوت الذهبي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.