على آن قان.. طبيب يرسم البسمة بأصابع اليد

على آن قان هو المسلم الوحيد في عاصمة الدولة الصينية الذي يحمل درجة فني تدليك، ذلك الفن الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

 في الصين لكي يمارس الفرد مهنة التدليك يلزمه أن يحصل على شهادة ممارسة من الجهة المعنية، وذلك بعد  اجتياز فترة التدريب المقررة. وهناك أربع درجات لمهنة التدليك، هي:المدلك على الدرجة الأولى والمدلك على الدرجة المتوسطة والمدلك على الدرجة العالية ثم فني التدليك. منذ بداية العمل بهذا التصنيف لدرجات التدليك في بكين قبل عشر سنوات حصل مائة ألف فرد تقريبا على شهادة التدليك ولكن لم ينل شهادة فني التدليك إلا 11 فردا فقط، من بينهم على آن قان.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

ولد على آن قان في أسرة مسلمة ببكين قبل أربعين سنة، وتشبع بالثقافة الإسلامية منذ طفولته وأحب الطب التقليدي الصيني منذ صغره متأثرا بوالده، باحث الطب القومي بمعهد بحوث الطب التقليدي الصيني و الخبير المشهور لطب هوي هوي. يقول على آن قان إن والده  كان في تطبيقاته الطبية يولى اهتماما بالغا بدمج النظرية مع التطبيق العملي وليس هذا فقط بل جمع كثيرا من أساليب طب هوي هوي ودمجها  مع الطب الصيني التقليدي في كيان واحد مما كون أسلوبا طبيا فريدا خاصا استطاع به أن يعالج العديد من الأمراض العضال، فذاعت شهرته في أرجاء البلاد. ولم يكن الإعجاب بوالده الطبيب سببه براعته الطبية فحسب وإنما لأخلاقه الطبية الحميدة؛ حيث يشاطر المرضى قلقهم ويقدم  لهم ما يستطيع من التسهيلات. كان والد على لا يكتفي بعلاج الفقراء مجانا بل يتبرع لهم بالمال أحيانا. كان على آن قان كلما رأى مريضا دخل بيتهم واجم الوجه ثم غادره هاشا باشا يزداد احترامه لوالده. وقرر على أن يسير على نفس الدرب، يرسم البسمة على وجوه المرضى.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

بدأ على، تحت إشراف والده، وهو تلميذ في المرحلة الإعدادية يقرأ كتب الطب التقليدي الصيني ويتعلم أسلوب العلاج حتى عرف نقاط الوخز وجينغ ولو،(القنوات الحيوية الرئيسية والفرعية في الجسم) وأرسى أساسا متينا لدراسة التدليك بعد ذلك.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

بعد التحاقه بمعهد الوخز بالإبر والتشييح وجراحة العظام ببكين اجتهد أكثر في دراسة علوم الطب الصيني وجمع بين تشخيص أعراض المرض وجينغ ولو أي  تشخيص المرض بأسلوب جينغ ولو اعتمادا على علوم طب هوي هوي. يهتم طب هوي هوي برؤية اللسان إضافة لأسلوب الفحص للطب الصيني التقليدي- النظرة والملاحظة والتسمع والتشمم وتوجيه الأسئلة وجس النبض ومراقبة الخفقان ويعود تاريخ  طب هوي هوي إلى عهد أسرة تانغ(618-904م) وفي عهد أسرة يوان (1271-1368م) أسس عالم طبيب مسلم اسمه خطيب مستشفي قوانغ هوي (إفادة الجميع) وصيدلية هوي هوي في دادو( بكين اليوم) بأمر من الإمبراطور قوبلاي خان. وقد لعبت هاتان المؤسستان الطبيتان دورا هاما في الوقاية من انتشار بعض الأمراض في الصين، ولذلك تعايش طب هوي هوي مع الطب الصيني التقليدي ردحا طويلا من الزمن يكمل كل منهما الآخر. الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

خلال عشرين عاما من ممارسته التدليك والتعليم استخلص على آن قان أسلوبا شاملا لعلاج الأمراض والرعاية الصحية. يقول إن التدليك ليس كما يعتقد الناس مجرد رعاية صحية أو وسيلة لتخفيف التعب فقط، بل هو أسلوب لعلاج المرض إضافة إلى أنه يلعب دورا مهما في الوقاية من الأمراض، ويشير كتاب هوانغ دي ني جينغ( كتاب الإمبراطور الأصفر للطب الداخلي) إلى أن الوقاية خير من العلاج ويعتبر التدليك الصحي من أهم طرق الوقاية من الأمراض، ولاستعادة العافية، ومن أجل نشر هذه الفكرة ولمعرفة الناس عن التدليك بصفة صحيحة بذل على آن قان جهودا بالغة  لدراسة هذه النظرية وتطبيقها في العلاج والتعليم وأصبح طبيبا مشهورا لعلاج الأمراض عبر جينغ ولو بدون تعاطي الأدوية الغربية.الالذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.ذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

في الخامس من يونيو عام 2000 جاءه مريض عمره ستون عاما، مصاب بارتفاع ضغط الدم. كان المريض  يشعر بالدوار وألم الرأس والاضطراب وكان ضغط الدم 160/110 mmhg أجرى آن قان الكشف عليه عبر جينغ ولو فوجد بعض نقاط الألم على ظهر المريض فكان أن دلك خطوط جينغ ولو المؤدية إلى هذه النقاط وضغط بعض نقاط الوخز المحددة. بعد نصف ساعة من هذه العملية خفت أعراض المرض وانخفض ضغط الدم إلى 140/90 mmhg.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

يعمل آن قان في مركز العلاج والرعاية الصحية بمحفظة ياينتسون ببكين حيث يقوم بتدريس التدليك ويتابع حالة أكثر من سبعين مريضا بارتفاع ضغط الدم ويقوم بتدليك نقاط الوخز، عبر جينغ ولو.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

ومن أشهر الشخصيات الدولية التي عالجها على آن قان بالتدليك، مدرب كرة القدم الألماني شالبنر الذي عمل في الصين ومصر، حيث أصيب في خصره عام 1995 عندما كان يدرب المنتخب الصيني لكرة القدم وألزمه الفراش، وقد وجد آن قان أن بعض النقاط على خطوط جينغ ولو مسدودة فقام بتدليكها ووخزها  بالإبرة مرتين فشفي الرجل وعاد إلى العمل وبعد ذلك كتب المدرب الألماني رسالة شكر للطبيب آن قان.الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

من المعروف أن أمراض الأوعية القلبية والمخية تعتبر أكبر تهديد لصحة البشرية ويعد ضغط الدم العالي المسبب الرئيسي لهذا المرض؛ أما التدليك فوسيلة فعالة لتخفيض ضغط الدم والوقاية من أمرض الأوعية القلبية والمخية. لهذا نقدم للطبيب على أن قان شهادة تقدير. الذي لا يجاري الصينيين فيه أحد.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top