وانغ جينغ ليه- باحث بمعهد غربي آسيا وشمال أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

 

·  المصلحة الأولى لأمن الولايات المتحدة  في الشرق الأوسط هي ضمان تدفق بترول الخليج بأسعار ثابتة إلى السوق العالمية.للحمرالتبادل الاقتصادي الصمختلف

    ·    القضاء على الإرهاب ليس إلا ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة للجوء إلى القوة العسكرية.لمختلف

    ·   القرار 1441 ليس فقط وليد الصراعات والتنازلات لمختلف القوى، بل يعكس المكانة الحقيقية لمختلف القوى الدولية.لملحمرالتبادل الاقتصادي الصختلف

أتاحت أزمة الخليج عام 1990 فرصة تاريخية غير مسبوقة للولايات المتحدة، حيث وجهت ضربة شديدة للعراق، على رأس قوات من عدة جنسيات، مستغلة الغزو العراقي. بعد حرب الخليج، أقامت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة ما يسمى "منطقة آمنة" للدفاع عن الأكراد في شمال العراق، ثم منطقة لحظر الطيران في جنوب العراق بحجة الدفاع عن الشيعة، وواصلت في نفس الوقت الحصار المفروض على العراق منذ أكثر من عشر سنوات، وأتبعت الحصار بعمليات مكثفة للتفتيش على الأسلحة النووية. الهدف من كل ذلك هو الحفاظ على وضعها كمسيطر رئيسي على الشرق الأوسط، وإقامة نظام أمن إقليمي وفقا للإرادة الأمريكية، ثم تحويله إلى نظام عالمي جديد على النمط الأمريكي لجعل القرن القادم قرنا أمريكيا.لمخلحمرالتبادل الاقتصادي الصتلفلمختلفلمختلفلمختلف

لكن الحصار الأمريكي لم يحقق النتائج التي كانت تتوقعها واشنطن، ونجم عنه معاناة ومآسي لشعب العراقي، حيث لقي نحو 5ر1 مليون عراقي حتفهم بسبب الحصار. بعد أن تولي جورج دبليو بوش رئاسة الولايات المتحدة في بداية 2001، طرح سياسة "الحصار الذكي"، وهذا يعني، بمفهوم المخالفة، أن الحصار السابق لم يكن عاقلا!

لم يكن من نتائج  أحداث 11 سبتمبر، خسائر فادحة للشعب الأمريكي فحسب بل أتاح فرصة للولايات المتحدة  لاستثمار تعاطف الرأي العام مع الأمريكيين في تنظيم تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحت قيادتها، وإسقاط حكومة طالبان بسهولة، وهذا مكنها من نشر قيمها وفكرها تحت راية مكافحة الإرهاب، وعليه ازداد التوجه الأحادي الأمريكي والهيمنة الأمريكية لدرجة أن بوش قال "من ليس معنا فهو ضدنا".  وهذا أمر غير مسبوق لا في التاريخ الأمريكي ولا في تاريخ العلاقات الدولية.لمختللحمرالتبادل الاقتصادي الصفلمختلفلمختلفلمختلف

في بداية عام 2002، اعتبرت الولايات المتحدة العراق وإيران وكوريا الشمالية محور الشر. وفي سبتمبر العام الماضي طرحت الحكومة الأمريكية سياسة الضربة الوقائية ضمن استراتيجية أمنها القومي.

قد تكون سياسة بوش تحظى بتأييد الرأي العام الأمريكي، لكن معظم الدول لا توافق عليها. ووفقا لصحيفة "الإندبندنت" البرطانية حقق بوش نصرا عسكريا وحصل على نسبة تأييد أمريكي عالية بينما يسيطر القلق على قطاعات كبيرة من الرأي العام في الدول الأخرى بشأن مذهبه الجديد.لمختللمختلفلمختلفلمختلفف

المشكلة العراقية والاستراتيجية الأمريكية العالمية

بعد انتهاء الحرب الباردة أعادت الولايات المتحدة الأمريكية تقييمها للقوى الرئيسية في العالم من جديد، وعدلت استراتيجيتها العالمية لجعل القرن القادم قرنا أمريكيا. لا تزال  منطقة الشرق الأوسط تحتل مكانة هامة للغاية في الجغرافيا السياسية العالمية، ليس فقط لأنها تمتلك موارد النفط الغنية، بل لكونها همزة الوصل للمواصلات الجوية والبحرية بين أوروبا وأفريقيا وآسيا والبحر المتوسط والمحيط الهندي. وترى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن منطقة الشرق الأوسط مهمة للغاية  ليس لأن خط النقل الجوي الرئيسي يمر بها فقط، بل يسهل على الدول القريبة من الشرق الأوسط أن تتحكم في 5 همزات وصل للمواصلات البحرية وهي مضيق جبل طارق ومضيق صقلية وقناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز.." وتلعب هذه المنطقة دورا هاما في التجارة الأمريكية العالمية ونشر قواتها العسكرية في العالم." لذلك لا تزال منطقة الشرق الأوسط جزءا هاما من الاستراتيجية الأمريكية العالمية بعد انتهاء الحرب الباردة. بعد انتهاء الحرب الباردة طبقت الولايات المتحدة استراتيجية المحيطين، حيث تحقق هدفها الاستراتيجي من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الشرق في منطقة المحيط الأطلسي الأوروبي، وتحقق هدفها الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادي بواسطة معاهدة الأمن اليابانية-الأمريكية وسياسة الدفاع اليابانية-الأمريكية الجديدة وإقامة نظام الدفاع الصاروخي الميداني، في سبيل مواصلة الحفاظ على مكانتها كقوة عظمى وحيدة في العالم. ومنطقة الشرق الأوسط هي نقطة الوصل لاستراتيجية المحيطين الأمريكية العالمية، مما شكل وضعا على شكل الدمبل (كرتان حديديتان يربط بينهما قضيب) لتعزيز استراتيجية المحيطين.لملمختللحمرالتبادل الاقتصاديفلمختلفلمختلفختلف

وضع الدمبل: الشرق الأوسط والاستراتيجية الأمريكية العالميةلمختلف

استراتيجية المحيط الهادي الآسيوية     الشرق الأوسط   استراتيجية المحيط الأطلسي الأوروبيلمخلحمرالتبادل الاقتصادي الصتللمختلفلمختلفلمختلفف

أهمية الشرق الأوسط للاستراتيجية الأمريكية العالمية:لمختلف

1، من منظور جيوستراتيجي، تعتبر منطقة الشرق الأوسط شريطا وجسرا للاستراتيجية الأمريكية العالمية، بما يمكن استراتيجية المحيطين من التجاوب مع بعضهما البعض.لمختللمختللحمرالتبادل الاقتصادي الصفلمختلفلمختلفف

2، من منظور جيوبولوتيكي، أصبحت منطقة الشرق الأوسط تجربة ونموذجا في مسعى الولايات المتحدة لإقامة نظام أمريكي عالمي جديد.لحمرالتبادل الاقتصادي الصفلف

3، السيطرة على مخزون البترول العالمي، وبذلك السيطرة على عملية التنمية السياسية والاقتصادية العالمية.للمرالتبادل الاقتصادي

حقا، لقد قللت الولايات المتحدة من اعتمادها على بترول الشرق الأوسط تدريجيا. لكن علينا أن نقدر أهمية بترول الشرق الأوسط من ناحية الاستراتيجية العالمية، يعني ذلك أن السيطرة على مخزون البترول العالمي أي بترول الشرق الأوسط يعني السيطرة على أهم مصدر عالمي للطاقة، وهو ما يؤثر في عملية التنمية السياسية والاقتصادية العالمية. ولا ريب أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك هذه المصلحة الاستراتيجية ذات الأهمية العالمية. كما أشار تقرير للبنتاجون إلى أن "المصلحة الأولى لأمن الولايات المتحدة  في الشرق الأوسط هي ضمان تدفق بترول الخليج بأسعار ثابتة إلى السوق العالمية."لمخلمختلفلمختلفلمختلفتلفمرالتبادل الاقتصادي

منطقة الشرق الأوسط ليست الميدان الذي تظهر فيه الولايات المتحدة  قوتها وتجرب أسلحتها فقط، ولكنها الموقع الذي تعمم منه الولايات المتحدة الطبعة الجديدة للنظام العالمي الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة أيضا. بالطبع هناك اختلافات في السياسة الخارجية الأمريكية لحكومة بوش الأب وحكومة كلنتون و جورج بوش الابن، ولكن فكرة إقامة نظام عالمي جديد ووضع أجندة للقرن الحادي والعشرين؛ وفقا للمفهوم الأمريكي لم تتغير. الولايات المتحدة تصف دائما الدول التي تتحدى المصالح الأمريكية بأنها دول مارقة، وتعاملها بالقوة العسكرية. في الواقع ومنذ انتهاء الحرب الباردة، تعتمد الولايات المتحدة على التدخل العسكري كثيرا من أجل تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط، وتجاوزت مرات تكرار هذا التدخل ومجاله وشدته فترة الحرب الباردة. والقضاء على الإرهاب ليس إلا ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة للجوء إلى القوة العسكرية(مثلا، الهجوم على السودان وأفغانستان بالصواريخ في التسعينيات والضربات العسكرية المتواصلة ضد العراق). لذلك أصبحت مشكلة العراق مرة أخرى ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لإظهار قوتها ووضع معايير النظام العالمي.لمختللمختلمرالتبادل الاقتصادي فلمختلفلمختلفف

مشكلة العراق في إطار العلاقات الدولية

هناك اختلاف بين الدول الكبرى الرئيسية في مواقفها تجاه مشكلة العراق، وهذا يعكس الصراع العنيف بين هذه الدول  من أجل تعظيم مصالحها في العلاقات الدولية المستقبلية والعالم يتحول إلى التعددية القطبية بعد انتهاء وضع القطبية الثنائية بانتهاء الحرب الباردة.لملمرالتبادل الاقتصادي مختلفلمختلفلمختلفختلف

لقد ناقش أعضاء مجلس الأمن مشكلة العراق مرات عديدة، وبرغم المحاولات للحصول على تفويض من المجلس  لشن حرب ضد العراق، لم يوافق الأعضاء الدائمون. في 23 أكتوبر 2002 تسلم المجلس ثلاثة مشروعات قرارات من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فرنسا، روسيا. وكما هو معروف كان المشروعان الأمريكي والبريطاني يعنيان شن الحرب ضد العراق.لملمختلفلمختلفلمختلفختلف

قدمت الولايات المتحدة تنازلات أمام معارضة روسيا وفرنسا والصين لمشروعها، حيث ألغت البنود التي تنص على التفويض التلقائي لشن الحرب وزادت احترام سيادة العراق والكويت والدول المجاورة لهما ووحدة أراضيها في مشروعها. في 8 نوفمبر العام الماضي أجاز مجلس الأمن القرار 1441 الذي  يعزز آلية التفتيش على الأسلحة العراقية، بينما يأتي بأمل جديد لمنع الحرب الأمريكية ضد العراق  وحماية نظام الأمن الجماعي، باعتبار مجلس الأمن محورا له، وحل مشكلة العراق سياسيا داخل إطار الأمم المتحدة. بالطبع لا يعني هذا القرار تجنب الحرب تماما، لأن التجنب لا يقرره فقط تنفيذ تفتيش الأسلحة العراقية، بل يعتمد على ما إذا كانت واشنطن ستغير سياستها تجاه العراق. في الواقع أخطار الحرب لا تهم العراق فقط، بل تهم محبي السلام في العالم. لقد أشار دانيل يلسبيرج وهو من العقول المفكرة للحكومة الأمريكية السابقة إلى أن الحرب الأمريكية ضد العراق ستكون كارثة تأخذ البشرية إلى عصر بربري جديد. وسيصبح العالم مثل افغانستان خارج مدينة كابول في النهاية.لمختلمختلفلمختلمرالتبادل الاقتصادي مرالتبادل الاقتصادي فلمختلفلف

علينا أن نعترف أن القرار الجديد يدل على أن المجتمع الدولي أقر وظيفة مجلس الأمن الأساسية ودوره الرئيسي في الإشراف على النزاعات الدولية، ويجسد مطالب المجتمع الدولي العامة للسلم.لمختلفلمختلفلمخمرالتبادل الاقتصادي تلفلمختلف لمختلف

لكن علينا أن نرى أيضا أن القرار 1441 ليس فقط وليد الصراعات والتنازلات لمختلف القوى، بل يعكس المكانة الحقيقية لمختلف القوى في وضع العلاقات الدولية؛ فمازالت الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية في شؤون الشرق الأوسط، ولا تزال تحتفظ بمكانتها كقوة عظمى وحيدة في العالم، وسكون التحول إلى التعددية القطبية عملية تاريخية طويلة. لمختلفلمختلفلمختلف