محتويات العدد 11نوفمبر (تشرين الثاني)  2003   

المرأة والرجل

ستظل جدلية العلاقة بين المرأة والرجل طالما أن هناك ذكرا وأنثى. وستبقى الآراء متباينة في ما ينبغي على المرأة أن تفعل وما يجب على الرجل أن ينهض به وحدود مسئولية كل منهما. الشهر آملين

هذه الجدلية التي هي موجودة في كل  زمان ومكان تحظى هذه الأيام في الصين بزخم أكثر لاعتبارات كثيرة؛ يأتي في مقدمتها الحرية الكبيرة التي يتمتع بها المواطن الصيني بشكل عام، والمرأة على نحو خاص، في إقرار شؤون حياته، واليسر الاقتصادي الذي ينعم به المواطن الصيني، امرأة ورجلا، ثم حالة التغير في المفاهيم التي تجتاح المجتمع الصيني الذي يزداد انفتاحا بخطى متسارعة. ويقول علماء النفس والاجتماع أن حيرة الفرد تزداد أكثر كلما منحته مساحة أكبر من فضاء التصرف والاختيار. في فترة ما كان خروج المرأة للعمل هو السلوك الأكثر تعبيرا عن مساواتها مع الرجل، وقد دافع كثير من النساء، والرجال أيضا، عن عمل المرأة، وحقها في أن تمارس كافة الأعمال التي يمارسها الرجل، ولفترة ما كان قرار الخروج إلى العمل تقرره المرأة إذا شاءت؛ فسوق العمل كانت قادرة على استيعاب أي عدد من العمالة، ولفترة ما أيضا في الصين الاشتراكية، بعد عام 1949، كانت هناك مساواة، إلى حد كبير، بين المرأة والرجل في شروط العمل وظروفه خارج البيت وداخله. غير أن الأمور تغيرت ولم يعد سوق العمل قادرا على استيعاب تدفقات الداخلين إليه كل عام، والأكثر أن الخروج إلى العمل لم يعد الرمز الوحيد للتعبير عن مساواة المرأة بالرجل، والمدهش أن مفاهيم صينية تقليدية قديمة شرعت تعود من جديد ومنها مثلا أن "الزواج من رجل طيب خير من وظيفة عالية"، وتقول مقالتنا في هذا العدد "عزيزي الرجل أنت في خطر" إن دراسة ميدانية حول المكانة الاجتماعية للمرأة قام بها اتحاد النساء لعموم الصين ومصلحة الدولة للإحصاء عام 2001 وشملت أكثر من 1900 رجل وامرأة كشفت عن أن  1ر34%  منهم يوافق على رأي "الزواج من رجل طيب خير من وظيفة عالية"، بل إن الظفر بهذا الرجل الجيد بات مشكلة تؤرق بنات العشرين في الصين، حسبما تقول ما جيا في "فارس أحلامي". قبل تأسيس الصين الجديدة لم يكن "الزواج من رجل طيب خير من وظيفة عالية" مشكلة لأنه لم تكن هناك فرص كثيرة للمرأة للعمل خارج بيتها، فكانت تابعة للرجل تماما. في السنوات الخمسين الماضية، خاصة بعد انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، ازداد عدد النساء اللاتي حصلن على تعليم جيد، وارتفع دخل الأسر بصورة ملحوظة، وفي حالات كثيرة كان على المرأة أن تقرر الاختيار بين العمل والأسرة. الشهر آملين

يضاف إلى هذا أن مكان العمل، فيما يبدو بات أكثر الأماكن إزعاجا للنساء، حيث أن نسبة عالية من حالات التحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة تقع في مكان العمل، وفقا لما جاء في مقالتنا " النساء يتحرشن بالرجال أيضا". الشهر آملين

الرجل من جانبه تزداد أعباؤه، فإذا قررت الزوجة أن تبقى في البيت، يكون على الزوج أن يجر عربة الأسرة وحده وأن يحمل على عاتقه آمال وطموحات فردين، والدراسات تؤكد أن الوضع الصحي للرجل الصيني يتدهور يوما بعد يوم في وقت يشهد فيه المجتمع الصيني مدا متناميا للتوجهات المادية في الحياة. الشهر آملين

إنها جدلية أزلية اخترنا أن نتجول في شعابها هذا الشهر آملين أن نكون قد وفقنا في رصد بعض تجلياتها في المجتمع الصيني المعاصر.  الشهر آملين

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.