عايدة بوجه صيني!

مها ما جيا

أوبرا عايدة التي أبدعها الإيطالي غيوسيب فيردي "ملك الأوبرا" في عام 1870 بمنسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس في مصر، عُرضت هذا الخريف باستاد العمال في قلب العاصمة بكين.العرض الذي بلغت تكاليفه أكثر من 30 مليون يوان (3,6 مليون دولار أمريكي) حقق رقما قياسيا في عدد الممثلين وحجم الإنتاج. أوبرا عايدة التي عرضت على سفح الهرم وأمام أبي الهول في مصر عام 1986عُرضت تسع مرات في مونتريال وسيدني وميونيخ وأثينا وزوريخ وشانغهاي الخ. وفي كل مرة حققت نجاحا ضخما واستأثرت باهتمام أجهزة الإعلام والرأي العام العالمي. آلاف الفراشا

المسرح الذي عُرضت عليه في بكين مساحته ستة آلاف ومائتان متر مربع وقد تم عمل خلفية ديكورات للأهرامات وأبي الهول وبلغ ارتفاع الهرم أكثر من 40 مترا. عايدة لم تكتسي ملامح بكينية فحسب بل استخدمت تقنيات فنية جديدة، مثل أشعة الليزر والشاشة العملاقة والألعاب النارية والطائرة المروحية الخ، كما طُعمت بشذرات من الحضارة الصينية مثل أوبرا بكين وألعاب الأكروبات والسيرك. خلال العرض الذي استمر ثلاث ساعات استمتع الجمهور بمزيج كامل من الحضارة المصرية وفن الأوبرا المعاصر، مع طبعة بكينية لأوبرا عايدة. آلاف الفراشا

اشترك كثير من الفرق الموسيقية وفرق الرقص في العرض الذي قدمه أكثر من أربعة آلاف فنان؛ من المطربين والمخرجين والمصممين المشاهير من إيطاليا وبولندا وبلغاريا والمجر وكرواتيا. وأيضا اشترك كثير من الحيوانات في العرض، فيل وأسد ونمر وجمل وفهد ودب وحصان ونسر وكلب وطاووس وببغاء الخ. آلاف الفراشا

عايدة قصة مأساوية للحب والغيرة والانتقام الدامي، وقعت أحداثها في فترة الفراعنة. تبدأ أحداث القصة بوقوع الأميرة الحبشية عايدة، التي كانت أُسرت قبل فترة وجيزة وغير معروفة الهوية، في حب القائد المصري الشاب راداميس، الذي تحبه أيضا الأميرة المصرية أمنريس، ابنة فرعون مصر. ويقود راداميس جيش مصر في حربه ضد ملك الحبشة عمونصرو، والد عايدة. وقبل زواج راداميس من أمنريس تخدعه عايدة بالكشف عن الطريق الذي ينوى المصريون سلكه في هجومهم التالي على أبناء شعبها. ويلقي حرس القصر القبض على راداميس ويحكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى. وتقرر عايدة أن تخفي نفسها في القبر الذي سيدفن فيه راداميس حيا ليموت العاشقان معا. آلاف الفراشا

  الخاتمة في الطبعة البكينية لعايدة تختلف عن الخاتمة التراجيدية في عروضها السابقة، فعلى الرغم من أن الخاتمة الأصلية للقصة هي دفن الحبيبين معا أحياء اقترح المخرج الصيني ليو كه تشينغ على مخرج العرض كريسمير دولنشيش أن تكون الخاتمة دعوة للسلام والحب واستوحى من مأساة حب صينية مشابهة هي قصة ليانغ سان بو وتشو ينغ تاي المشهورين بأنهما عاشقا الفراشات، ولهذا جعل دولنشيش روح العاشقين تتحول إلى آلاف الفراشات تطير إلى السماء على أضواء أكثر من 400 شمعة في المشهد الأخير للعرض. آلاف الفراشا

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

Return to top