محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2004
م

الأشياء نفسها

جيوان جيوان

كان الوقت مساء في يوم ربيعي. كنت على محطة أتوبيس منتظرة، وإلى جانبي شاب يرتدي، لدهشتي، ملابس من نفس لون بل وماركة ملابسي. الواقفون على المحطة ظنوا أننا حبيبان، يلبسان نفس الملابس. طأطأت رأسي خجلا، أما هو فنظر إلى بعيد وارتسم على وجهه تعبير مبهم. تساقطت حبات مطر. برغم الحرج شعرت بلذة. نفسها جزء من

عندما كنت أمشي في الشارع سمعت شخصا ينادي باسمي، وقبل أن أفتح فمي كانت الفتاة التي خلفي قد أجابت. تحمل نفس اسمي. شعرت بشيء من الأسف وفحصتها بعيني من أعلى لأسفل، وتملكني فجأة إحساس جيد نحوها بدون سبب واضح. نفسها جزء من

في مكتبي، موبايل زميلتي من نفس نوع وشكل هاتفي النقال، حتى الرنة، هي نفسها. كل يوم عندما يرن هاتفها تغطي الابتسامة وجهها، وأراقب أنا غرامها في طيفها، وأشعر بالسعادة لسعادتها. نفسها جزء من

كل شهر أتوجه إلى مكتب البريد القريب من شركتي أحصل على راتبي. في كل مرة ألتقي نفس الفتاة ذات النظارة على غير موعد، تحمل حقيبة مثل حقيبتي. أحيانا تكون أنهت معاملاتها في المكتب وأحيانا نملأ الاستمارات على نفس الطاولة، بيننا مسافة لشخص واحد فقط. كتبت اسم أمي وعنوانها على الحوالة لتحويل مبلغ لها في بلدنا، وهي أيضا حولت مبلغ لأمها‍‍. نفسها جزء من

بعد انتهاء العمل ألفّ وأدور في الطريق إلى بيتي لأمر بذلك الفرن الصغير، ففيه يباع الخبز المحمص بنصف سعره، وفيه كعك "الصداقة" المغلف بورق شفاف؛ طبقة من الزبد وطبقة من العجين الهش. مذاقه حلو مالح، رائحته شهية تصل قاع الأنف. أفضل "الصداقة" في ذلك الفرن. قبل شهر صادفت هناك أخرى تحب "الصداقة" بنصف سعرها أيضا. لو أن الطاولة عليها كعكتان فقط، آخذ واحدة وتأخذ هي الأخرى. لو أن ما بقي واحدة ليس غير أحيانا أتنازل لها، وأحيانا تتنازل لي. نفسها جزء من

الذين يشاركوننا الأشياء نفسها جزء من حياتنا دون أن نشعر، والأشياء نفسها تجعل حياتنا أكثر بهجة وإشراقا. نفسها جزء من

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.