محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2004
م

تشانغجياجيه: تركة التاريخ وفخر الحاضر

مي لينغ

تضاريس تشانغجياجيه

يجملون روعة طبيعة تشانغجياجيه في عبارة "ثلاثة آلاف جبل أخضر شامخ وثمانمائة جدول جبلي شفاف"، التي تكشف عن تضاريس تشانغجياجيه الفريدة. وتدل الدراسات الجيولوجية على أن منطقة تشانغجياجيه هبطت إلى قاع البحر في حركة شديدة لقشرة الكرة الأرضية بجنوب غربي مقاطعة هونان قبل ألف وخمسمائة مليون عام، فأصبحت جزءا من بحر قديم واسع. وقبل ثلاثمائة وثمانين مليون عام كانت تشانغجياجيه تقع في مكان قريب من شاطئ البر القديم، فتراكمت عليها كمية هائلة من الطمي والرمال التي نقلتها الأنهار النابعة من غربي الصين إلى البحر، وقد وصل عمق هذه الرواسب آلاف الأمتار مما شكل طبقة كثيفة من المرويت بفعل التغيرات الجيولوجية المعقدة على مدى فترة طويلة من الزمن. الأقمشة من

قبل حوالي سبعة ملايين عام حدثت حركة جيولوجية أخرى للقشرة الأرضية على أرض الصين، فارتفع قاع البحر وبرزت قمم جبال شامخة في منطقة تشانغجياجيه في تلك الحركة، وبعد أربعة ملايين عام من ذلك شمخت جبال وولينغيوان العظيمة أثناء عملية تشكيل السلاسل الجبلية الهامة في الصين مثل جبال الهمالايا وجبال يانشان وغيرها، التي تحولت فيها الكثير من السهول إلى مناطق تلال وتحولت التلال إلى جبال مرتفعة. الأقمشة من

زائر تشانغجياجيه يشعر أنه دخل متاهة طبيعية ساحرة، حيث تحاط المنطقة بعدد لا يحصي من القمم الجبلية الغريبة الشكل، فهناك قمتان تحتضنان بعضهما مثل عاشقين والهين؛ وقمة عالية تقف كأنها حسناء رائعة تنتظر عودة الحبيب؛ وقمة تشبه حورية تحمل باقة زهور ندية يستسلم لجمالها كثير من أبطال السياسة والحرب. وإلى جانب ذلك يخترق أعماق الجبال جدول السوط الذهبي  ذو الفتنة البديعة، وتوجد هناك أيضا قرية هوانغشي التي هي مزار كل من يأتي إلى تشانغجياجيه... يقول  الجيولوجيون إن التضاريس الخاصة في تشانغجياجيه تشكلت في الظروف الطبيعية لطقس المناطق الاستوائية وفي التغيرات الجيولوجية القديمة التي نشأت خلالها كمية هائلة من صخور المرويت، ومثل هذه التضاريس نادرة جدا في العالم. الأقمشة من

عجائب تشانغجياجيه

أدرجت تشانغجياجيه في قائمة التراث الطبيعي العالمي في نهاية عام 1992، ثم انضمت إلى الدفعة الأولى من الحدائق الجيولوجية الوطنية في الصين في عام 2001، وفي عام 2003 حصلت على عضوية الدفعة الأولى من الحدائق الجيولوجية في العالم. الأقمشة من

بمهارة وذكاء نشرت قوة الطبيعة الساحرة عشرات الآلاف من المغارات الكلسية في محيط المنطقة الجبلية بتشانغجياجيه، وتعتبر كهوف هوانغلونغ (التنين الأصفر) أبرزها في مدى الاستثمار والتطوير، يشاهد فيها الزائر كل المناظر العجيبة الخاصة للمغارات بمنطقة جبال وولينغيوان. يبلغ طول هذه الكهوف 28 كيلومترا، تشيع داخلها أجواء واسعة عبارة عن قاعات أو صالات، ويبلغ عددها 15 مكانا، وتصل مساحتها الإجمالية 48 هكتارا. وتتكون الكهوف من أربعة طوابق، وتوجد فيها أنفاق عديدة تربط مغارات أخرى في داخلها أو في خارجها، لذلك يرى الفرد في مسيرة زيارته لكهوف هوانغلونغ كهوفا متفرعة متصلة أو تلالا بها كهوف جديدة، كما تجري في هذه الكهوف أنهار عليها جسور أنيقة. والكهوف بها  5600 عمود من الهوابط، التي تسمى الحليمات العليا، طول الواحد منها 27 مترا ويسمى "الإبرة الساحرة التي تحفظ هدوء البحر"، ومنها أيضا أعمدة تصدر أصواتا رنانة من الدرجات الثماني الصحيحة في السلم الموسيقى إذا طرقت عليها، وهناك أيضا مجموعات كبيرة من الصواعد تتلألأ بلونها الناصع اللامع. هنا تستقل قاربا بنهر جوفي يبلغ طوله 600 متر، وتشاهد مناظر عجيبة في الظلمة أو النور. في مياه النهر يسبح سمك السمندر العملاق، الذي يهاجم من يتجرأ بمد يده إلى مياه النهر. لهذا قال الخبراء إن كهوف هوانغلونغ تشمل كل محتويات علم الكهوف تقريبا. الأقمشة من

 جنة الحيوانات والنباتات

سبب إدراج تشانغجياجيه في قائمة التراث الطبيعي العالمي كحديقة جيولوجية عالمية ليس فقط لكثرة القمم الشامخة بها، بل أيضا لوفرة النباتات النادرة؛ فمن بين حوالي ألف نوع من النباتات الخشبية في العالم يوجد بها  577 نوعا، منها 57 نوعا تم تسجيلها تحت حماية الدولة الخاصة، فيمكن القول إن تشانغجياجيه هي "مستودع جينات" النباتات.  الأقمشة من

وتمتاز الأشجار العالية في تشانغجياجيه بقدمها وندرتها وغرابتها؛ "، فعلى قمم صخور المرويت تنمو أشجار صنوبر وولينغ، وهي الوحيد من نوعها في العالم. وتوجد في قرية تشانغجياجيه شجرة جنكو قديمة يصل ارتفاعها 50 مترا، وهي جديرة بلقب "أحفورة حية" في التراث الطبيعي، وتنتشر في تشانغجياجيه مئات الآلاف من الأشجار النادرة القديمة وأعمارها تتجاوز مائة سنة. الأقمشة من

وإلى جانب ذلك ينبت في عمق الغابات الكثيفة عدد كبير من أعشاب العقاقير والفطر النادرة الثمينة، وتبلغ النباتات الطبية هناك أكثر من 700 نوع، كما توجد في كل مكان أشجار الفواكه البرية المتنوعة مثل الخوخ الجبلي والكمثرى البري وغيرهما. الأقمشة من

بفضل ارتفاع الجبال وكثافة الغابات وكثرة الجداول وعمق الأودية تتدفق المياه الجوفية من المنابع وتجري في كل مكان، مما يشكل ظروفا بيئية ممتازة. وقد وفرت الغابات المتموجة أرضا رائعة لحياة الحيوانات البرية، حيث يعيش فيها أنواع عديدة من الحيوانات النادرة الثمينة، منها أربعة أنواع من الحيوانات التي تنتمي إلى الدرجة الأولى لحماية الدولة وعشرة منها تحظى بحماية الدولة من الدرجة الثانية. وأكثر الحيوانات جذبا للسياح بها القرد. ويذكرون معركة نشبت بين قرد وسائح كان يمر به، فقد اكتشف هذا السائح قردا يحاول صيد السمك في جدول صغير، فرمي إليه حجرا صغيرا لتحويل انتباهه، الأمر الذي أثار غضب القرد فأمسح بالسمكة وألقى بها في وجه السائح منتقما، ولم يتوقع الرجل حركة القرد هذه فرمى إليه حجرا آخر، فما كان من القرد وصحابه إلا أن ردوا الهجوم بدفعة من السمك، الذي أكله السائحون مجانا... الأقمشة من

السوط الذهبي: خط  جديد للسياحة البيولوجية

وفقا لكلام بن. ديك نائب حاكم ولاية كولارادو الأمريكية بعد أن زارنهر السوط الذهبي الواقع بين القمم الشامخة والأشجار الوارفة "الجو النقي في تشانغجياجيه ثروة هائلة لا تقدر قيمتها، فسعر التنفس لمدة ساعة واحدة في مثل هذه البيئة الصافية في أمريكا دولار واحد على الأقل...". وكان الرفيق ليو لي ووي المسؤول الأول للحكومة المحلية هناك هو أول من دعا إلى استثمار الجو الصحي في منطقة نهر السوط الذهبي. الأقمشة من

اليوم صارت الرحلة إلى نهر السوط الذهبي خطا سياحيا جديدا في تشانغجياجيه، وتمتاز هذه الرحلة بالخصائص البيولوجية التالية: هدوء الأودية وخضرة الأشجار وصفاء المياه ونقاء الهواء وجمال المنظر. اسم هذا النهر يعود إلى صخرة ضخمة مشهورة تحمل اسم "السوط الذهبي". تجري مياه النهر الصافي متعرجة من الغرب نحو الشرق، تندفع المياه بلا انقطاع على مدار السنة مهما جف الطقس في الخارج. الأقمشة من

ويتناثر على جانبي النهر عدد كبير من النقاط السياحية الجميلة، وأشهرها صخرة السوط الذهبي التي تقف داخل حديقة الدولة للغابات في تشانغجياجيه، فهي شاهقة لامعة وشديدة الانحدار،  يشبه شكلها السوط المعدني الذي استخدمه القدماء في الحرب. يقال إنه كان السلاح المفضل لدى الإمبراطور تشين شي هوانغ أول إمبراطور في تاريخ الصين، وتقف وراءه صخرة ضخمة أخرى تسمى صخرة بوذا، كأنها تحمي سلاح الإمبراطور في كل وقت. الأقمشة من

إلى جانب صخرة السوط الذهبي هناك عدة نقاط سياحية هامة مثل "صخرة استقبال الضيوف الكرام"، و"صورة غرفة الفتاة منعكسة على صفحة مياه البحيرة" و"النسر الساحر يحمي السوط" و"صخرة نجم ووشينغ" وإلخ. الأقمشة من

مأكولات لذيذة ومنتجات محلية

المأكولات اللذيذة

يعتبر كبيس جبن الصويا المملح منتجا محليا مميزا في محافظة سانغتشي بتشانغجياجيه، يقال إن هذا الكبيس كان جزية هامة يقدمها حاكم المحافظة إلى الإمبراطور في الإمبراطور  شيان فنغ لأسرة تشينغ الملكية. الأقمشة من

تشتهر منطقة تشانغجياجيه بإنتاج نوعين ممتازين من الليمون الهندي – "جيويهواشين" و"جينشيانغيو"، ويقبل السيئاح على شرائها  عندما يتجولون في السوق هناك. الأقمشة من

يجيد المحليون من قومية توجيا تخليل السمك، ويمتاز هذا السمك المخلل بطعمه اللذيذ الخالي من الرائحة الغريبة الخاصة للسمك، لذلك يعتبر طعاما ممتازا لإكرام الضيف. الأقمشة من

وجبة "تواننيان": تصنع هذه الوجبة اللذيذة جميع البيوت لقومية توجيا في عيد رأس السنة الجديدة المحلية، فيقوم أبناء قومية توجيا بخلط المواد المتنوعة مثل الفجل وجبن الصويا والملفوف الصيني والبصل واللحم والفول الأحمر وغيره في قدر كبير، ثم طبخها على النار حتى تصبح خليطا لذيذا. وإلى جانب لذة الطعم يتمنى المحليون خلال صنع هذه الوجبة تحقيق الحصاد الوافر واجتماع الشمل للعائلة، تأسيسا على كثرة العناصر في القدر الواحد. الأقمشة من

المنتجات المحلية المميزة الأقمشة من

رسوم توجيا الملصقة: يتم صنع هذه الرسوم بطريقة فريدة، حيث لا يستخدم الورق أو الألوان الزيتية أو قلم الريشة أو الحبر، وإنما تقتصر موادها على الرمل ولحاء الشجر والقصب وقشر براعم الخيزران وقطع الأقمشة المستعملة. ورغم بساطة المواد غير أن نتيجة الرسم تكون رائعة جدا، فهي تبرز جمال الجبال والأنهار وفتنة القرى القديمة بطريقتها الفنية الخاصة، لذلك تحظى بإقبال كبير في السوق. وقد حصلت هذه الرسوم على براءة ابتكار من الدولة. الأقمشة من

الأحجار الملونة بخطوط ظهر السلحفاة: يتوفر في منطقة جبال تيانتسي أحجار ملونة عليها خطوط جميلة تشبه تماما الخطوط الموجودة علي ظهر السلحفاة، فقد استفاد منها الحرفيون المحليون لحفر الأشكال المختلفة من السلاحف والبقر والخيل والتنين والمبخرة والمحبرة وغيرها من التحف الحجرية. ولأن صور هذه الأغراض تنبض حيوية بفضل المهارة العالية للحرفيين وتحظى بإعجاب عظيم من السياح المحليين والأجانب، لا تروج في السوق الداخلية فقط بل في السوق العالمية أيضا. الأقمشة من

القماش المقصب (بروكار) لعائلات قومية توجيا: يجيد أبناء توجيا نسج القماش القومي على ماكينات خشبية قديمة، فيستخدمون الخيوط القطنية كلحمة النسيج والأسلاك الحريرية أو القطنية للسداة، ويكملون عملية النسج كليا باليد، ويجعلون أعمالهم تحفا فنية ذات ميزات قومية رائعة. ويمكن أن يصنع من هذا القماش معلقات جدارية ومحافظ عطور وزخارف ملابس وحقائب سفر وأكياس للأرائك وزينات للبيوت وغيرها، وتنسج عادة على الأقمشة من هذا النوع أشكال الجبال والأنهار والشخصيات والأشجار والزهور والطيور والحيوانات، وكل هذه الصور تتمتع بحيوية بالغة. الأقمشة من

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.