محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2004
م

"الصعود الصينى" في ندوة بالقاهرة

عرض: خديجة عرفة محمد

أثار صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية هامة جدلا واسع النطاق على كافة المستويات الأكاديمية والرسمية حول واقع الصعود الصيني فهل أصبح واقعا معاشا أم أنه أمر محتمل قد يحدث وقد لا يحدث، الأمر الثاني يتعلق بتداعيات مثل هذا الصعود الصيني فما هي الفائدة التي ستحققها الصين من خلال صعودها كقوة كبرى وكذلك ما موقف القوى الأخرى من صعود الصين سواء أكانت تلك القوى قوى آسيوية أو الولايات المتحدة الأمريكية، أما الأمر الثالث فيتعلق بمستقبل الصعود الصيني. بالتحالف الهن

"الصعود الصينى" هو عنوان المؤتمر الذي عقده مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة، يومي 22 و23 مايو. وقد ناقش المؤتمر عدداً من الأوراق البحثية وفقا لمحاور ثلاثة تعلق الأول منها بنظريات الصعود الصيني، أما المحور الثاني فتطرق مقومات وإنجازات ومعوقات الصعود الصيني وفى المحور الثالث تمت مناقشة علاقات الصين الخارجية من منظور الصعود الصيني. بالتحالف الهن

وفى افتتاحه لأعمال المؤتمر أكد سفير الصين لدى مصر/ وو سي كه، على محورية فكرة "الصعود السلمي للصين" باعتباره المنهج الذي انتهجته الصين في إدارتها لعملية الصعود من خلال العمل على تطوير الذات وفى الوقت ذاته المساهمة في نشر والحفاظ على الأمن والسلم العالميين. فداخليا أكد السفير على أن التطور الصيني يعتمد بالأساس على القوة الذاتية والسوق المحلية الواسعة وموارد القوة العاملة المتوفرة واحتياطي رؤوس الأموال الضخمة. من ناحية ثانية، فإن الصين في طريقها للصعود لن فتستغنى عن العالم الخارجى، إذ ستتمسك بسياسة الانفتاح على الخارج وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جميع الدول الصديقة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. كما أكد على أن الصعود الصيني لن يكون عقبة أمام أي من الدول الأخرى ولن يشكل تهديدا لأحد، فالصين لم تكن دولة استعمارية ولم يكن لها ميراث استعماري مع الدول الأخرى وهو نفس المنهج الذي تنتهجه في صعودها السلمي. من ناحية ثالثة، ترفض الصين فكرة هيمنة أي دولة على الشئون العالمية كما ترفض فكرة الأحادية القطبية والتدخل في الشئون الداخلية للدول إذ ترى في النظام متعدد الأقطاب النظام الأمثل لتحقيق السلم والتنمية العالمية. بالتحالف الهن

المحور الأول: نظريات الصعود الصيني

ركز هذا المحور من أعمال المؤتمر على جانبين تعلق الأول منها بالتطور التاريخي للصين في عهد ماو تسى تونغ أما الثاني فهو نظريات الصعود الصيني. إذ تناول السفير الدكتور/ محمد نعمان جلال، "التطور السياسي الصيني في ظل ماو تسى تونغ"، حيث أكد على أن تجربة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الصيني في ظل حكم ماو تسى تونغ حققت طفرة كبيرة مقارنة بأوضاع الصين قبل عام 1949 إلا إنها أيضا وقعت بها أخطاء، وهو ما سعى لتجنبه قادة الصين بعد ذلك في ظل قيادة دينغ شياو بنغ وخلفائه الذين حققوا نقلة كبرى وصفت بأنها معجزة. بالتحالف الهن

أما عن الواقع الحالي وما يشهده من صعود الصين كقوى اقتصادية وعسكرية حاولت الدكتورة / حنان قنديل تقديم تأصيل نظري للصعود الصيني من خلال دراستها بعنوان "نظريات الصعود الصيني" إذ تناولت بالأساس افتراضات أنصار المدرسة أو الفكر الواقعي فيما يتعلق بالصعود الصينى، وكذلك رؤية أنصار المدرسة الإنشائية للصعود الصيني. وبوجه عام، قام فكر أنصار الاتجاه الواقعي في العلاقات الدولية على رفض فكرة الصعود الصيني رافضين لأسلوب التودد أو التقرب من الصين خشية تكرار التجربتين الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الأولى. على الجانب الأخر، يعتقد أنصار المدرسة الإنشائية أن القوى الصينية الصاعدة لا تمثل ذلك الخطر المتصور على الاستقرار العالمي أو الإقليمي. وهم يرون أن مفهوم "البنى المعيارية" هو الذي يفسر أسباب هذا الاعتقاد. فالبني المعيارية بما تعنيه من التوقعات المشتركة بين الفاعلين الدوليين بخصوص السلوكيات المرغوب فيها وغير المرغوب فيها في إطار بنية دولية ما .. هذه البنى تفرض أنماطا محددة من التصرفات التي يصعب على الصين الخروج عليها وإلا حرمت نفسها من مكاسب الانصياع لها. ومن ناحية أخرى، فإن الخضوع لمقتضيات تلك البنى يسبغ على الدولة الصينية "المتعاونة" صفة المسؤولية الدولية، وهي صفة تجلب لها كثيرا من المنافع والفوائد بالتحالف الهن

المحور الثاني: مقومات وإنجازات وعقبات الصعود الصيني

بعيدا عن الجدل الدائر حول فكرة الصعود الصيني، أضحى الصعود الصيني واقعا لا يمكن تجاهله، ومثل هذا الصعود له مقومات وإنجازات وكذلك عناصر للضعف أو عقبات وحواجز وعلى هذا الأساس تناول المحور الثاني من أعمال المؤتمر مقومات وإنجازات وعقبات الصعود الصين. إذ تناولت الأستاذة الدكتورة/ هدى ميتكيس، "إنجازات الصعود الصيني" حيث أكدت على أن الصين تمكنت عبر منهج تنموي فريد من أن تحقق إنجازات واسعة النطاق في ظل نظام يجمع بين العديد من الاستثمارات الخارجية والمساعدات التكنولوجية وتحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي. وقد قادت هذه الإنجازات الاقتصادية إلى تغيرات مماثلة على الصعيد الاجتماعي مع تنامي تنظيمات مجتمع مدني واعية. كما أكدت الدراسة على أن الصين تمر بمرحلة انتقالية على كل من الصعيدين السياسي والاجتماعي نتيجة استمرارية الترام القيادة الصينية بسياسة الحزب الواحد بما يمكن أن يقود إلى توتر العلاقة من كل من النظام السياسي الحاكم ومختلف القوى الاجتماعية الصينية نتيجة تنامي مطالبها بالمشاركة في عملية صنع القرار. بالتحالف الهن

ومن ثم خلصت الدراسة إلى ضرورة سعى الصين إلى سد الفجوة بين إنجازاتها الضخمة على كل من الصعيد الاقتصادي والعسكري وبين واقعها السياسي لتجنب مزيد من التناقضات السياسية والاجتماعية بين كل من القيادة السياسية من ناحية ومختلف القوى الاجتماعية من ناحية أخرى. بالتحالف الهن

أما فيما يتعلق بمعوقات أو حواجز الصعود الصيني فقد تناولها الأستاذ الدكتور/ إبراهيم عرفات في ورقته المعنونة "ما قبل الهدف: الصين وحواجز الصعود" إذ أكدت الورقة على أنه على الرغم مما تتمتع به الصين من كثير من المقومات بما يؤهلها لشغل مكانة دولية بارزة إلا إنها ما زالت تفتقر إلى بعض المقومات التي تجعلها ترتقى لمصاف القوى الدولية الرائدة وقد حددت الدراسة أبرزها في التالي: بالتحالف الهن

-الإصلاح السياسي: والذي لم تقطع فيه الصين شوطا كبيرا بما يؤهل نظامها السياسي لأن يتحول إلى قدوة للآخرين. بالتحالف الهن

-المشكلات البيئية: إذ بدأت الصين تتحول بالتدريج إلى ضحية نظرا لسياستها الخاصة بالتوسع الصناعي وكذلك إلى  فناء خلفي لسياسات القوى الكبرى التي تضخ مزيدا من استثماراتها بالصين ليس لرخص الأيدي العاملة فحسب ولكن أيضا لتجنب المخاطر البيئية. بالتحالف الهن

-الصين موضوعة تحت مراقبة القوى الكبرى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وهى محل متابعة أيضا من عدد من القوى الإقليمية في آسيا ممن يخشون على توازن القوى في المنطقة. بالتحالف الهن

وأمام هذه التحديات، أو المقومات الغائبة، يظل أمام الصين فترة طويلة قادمة ستعمل خلالها على دعم مكانتها كقوة إقليمية كبرى في شرق آسيا، وتحسن أدائها الداخلي، وتطور في  الوقت نفسه برامجها للحاق بالمتقدمين عليها، وذلك كله من دون أن تثير مخاوف القوى الدولية الأبرز على الساحة العالمية وفى مقدمتها الولايات المتحدة. بالتحالف الهن

وفى سياق المحور ذاته تناول الأستاذ الدكتور/ محمد سعد أبو عامود ،"مقومات الصعود الصيني" إذ تمثلت الفرضية الأساسية للدراسة في أن الصين بجانب ما تمتلك من مقومات للصعود فهي في الوقت ذاته تمتلك عناصر للضعف، ومن ثم، فنجاح الصين يعتمد على قدرتها على إدارة عملية الصعود بطريقة تسمح لها بتعظيم عناصر قوتها الذاتية وتقليل الآثار السلبية لعناصر ضعفها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن إدارة عملية الصعود الصيني لن تتم داخليا فحسب بل شق كبير منها سيكون في النطاق الخارجي أو على مستوى السياسة الخارجية الصينية، ومن ثم كيف يمكن للصين إدارة عملية الصعود في ضوء مواقف القوى الكبرى من الصعود الصين. إذ خلصت الدراسة إلى أن نجاح الصين في إدارة عملية الصعود على المستوى الداخلي لا بد أن يتم من خلال العمل على علاج أوجه القصور وحل المشكلات الداخلية، وعلى المستوى الخارجي فقد عملت الإدارة الصينية على إدارة عملية الصعود بنجاح من خلال: بالتحالف الهن

-العمل على إجهاض أي محاولة أمريكية الهدف منها الحد من عملية الصعود الصيني وتقويضها ومن ذلك نجاح الصين في إدارتها لأزمة أحداث ميدان السلام السماوي فى عام 1989. بالتحالف الهن

–هناك إدراك صيني بأن الواقع القائم الآن يقوم على المنافسة، ومنطق المنافسة مع الأقوياء يتطلب أن تكون الصين قوية، وإلا فان طرفا أخر سيكون أقوى وسيقوى عليها وسيهدد زعامتها في الشرق الأقصى و في مجالها الحيوي و هو القارة الآسيوية و بالتالي فان الصين القوية موضوعيا بحجمها وشعبها وخبراتها ومواردها الطبيعية الهائلة لا تستطيع أن تكون تابعة لأحد، وبعدما أصبحت قوية فقد باتت مدفوعة لأن تزداد قوة و إلا فان التوقف سوف يعيدها إلي الصفوف الخلفية وهذا أمر لن تسمح به. بالتحالف الهن

-إدراك القيادة الصينية أن الاندماج في النظام العالمي ليس سلميا أبدا بل يكون دائما عنيفا وتصادميا. صعود أي قوة إلى مرتبة القوى العظمى سوف يقابل عادة بمقاومة من جانب القوى الكبرى، هذه المقاومة والتي سوف تأخذ صورا متعددة كالسعي إلى احتواء هذه القوى الصاعدة و عزلها أو جرها إلى مواقف لاستنزاف مصادر قوتها الأمر الذي يعطل مرحلة الصعود  أو يعوقها دون الوصول إلي ذلك، أو تكوين تحالف مضاد للحيلولة دون وصولها إلى مرتبة القوى العظمى، وصولا إلى إمكانية الصدام المباشر معها قبل وصولها إلى هذه المرتبة. ومن ثم فوفقا لنظرية الصعود السلمي التي طورتها الصين، فإن على الصين تجنب الصدام مع القوى الكبرى في إدارتها لعملية الصعود والتركيز على الرد المرن. بالتحالف الهن

- رفض الأحادية القطبية و السعي إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب إزاء السعي الأمريكي إلى بناء نظام عالمي جديد أحادى القطبية. بالتحالف الهن

-التركيز على دور الصين الإقليمي من خلال اتباع سياسة حسن الجوار مع الدول المجاورة. بالتحالف الهن

المحور الثالث:علاقات الصين الخارجية

ركز هذا المحور من أعمال المؤتمر على محاول كشف علاقات الصين الخارجية خلال مرحلة الصعود وذلك بغية اكتشاف آثار الصعود الصيني على علاقات الصين الخارجية. إذ تناولت الباحثة/ خديجة عرفة محمد، "العلاقات الصينية الأمريكية عبر مرحلة الصعود" إذ أكدت على أن النظر إلى طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية بوجه عام يكشف إنها علاقات في غاية التعقيد والتشابك؛ علاقات متأرجحة ما بين التعاون الصراع إذ تصل إلى أقصى درجة ممكنة من درجات الصراع فقد تصل إلى حد المواجهة العسكرية بين الطرفين ثم ما يلبث أن يحدث انفراجه في العلاقات بالغة أقصى درجات التعاون والتبادل للوفود والزيارات رفيعة المستوى. وقد حددت الدراسة أبرز محددات العلاقات الصينية الأمريكية في التالي: بالتحالف الهن

1- فكرة الاحتياج الإستراتيجي، ويقصد بذلك وجود إدراك متزايد بين الطرفين بأهمية واحتياجه للطرف الأخر وان اختلف معه وربما يفسر هذا الأمر مستوى التعاون بعد كل خلاف تشهده علاقات البلدين. بالتحالف الهن

2- يتمثل المحدد الثاني في سيطرة المنظور أو الفكر الواقعي فى إدارة كل طرف لعلاقاته مع الطرف الأخر وذلك من خلال التركيز على اعتبارات الرشاد في إدارة العلاقات الدولية دون الرغبة في تقديم أية تنازلات. وبذلك يعكس المحدد الأول والثاني علاقات الشد والجذب في علاقات الدولتين. فالولايات لمتحدة الأمريكية لا ترغب في صعود الصين كقوى كبرى منافسة لها وفى الوقت ذاته فهي لا ترغب فى تدمير الصين فمن مصلحتها بقاء الصين قوية، وعلى الجانب الأخر، نجد الصين عند نظرها إلى الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ في الحسبان حجم المصالح المتبادلة بين الدولتين وفى غالبيتها مصالح تجارية. بالتحالف الهن

3- أما المحدد الثالث فيتمثل في تأثير العوامل الداخلية على العلاقات الصينية- الأمريكية، إذ يبرز دور الإعلام والكونجرس الأمريكي وكذلك جماعات حقوق الإنسان في الضغط على الإدارات الأمريكية لدفعها لاتباع سياسة متشددة تجاه الصين. ومن ذلك دور الكونجرس في التأثير على القيادات الأمريكية فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في الصين. بالتحالف الهن

وبوجه عام فقد خلصت الدراسة إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين على أنها عائق لها في مواجهة الطموح الأمريكي في الهيمنة على الشئون العالمية. ومن ثم، تحاول عرقلة وتقويض الصعود الصيني وتحجيم الدور الصيني العالمي من خلال فرض العقوبات والضغط على الصين في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وتايوان، وكذلك العمل على دعم التحالف الأمريكي مع القوى الأخر في آسيا، ومحاولة بسط النفوذ الأمريكي فى المجال الحيوي للتحرك الصيني (آسيا)، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تهدف إلى تدمير أو تفكيك الصين إذ تدرك أن تحقيق هذا الأمر ليس بالأمر البسيط كما أنه في حال تحقيقه فإن النتائج التي تترتب عليه ستكون بالغة الخطورة. بالتحالف الهن

من زاوية أخرى، تناول الأستاذ/ السيد صدقي عابدين، "علاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي" إذ حاولت الدراسة التطرق لأثر الصعود الصيني على علاقات الصين مع الاتحاد الأوربي مؤكدة على وجود خطوط عريضة وملامح واضحة لما يمكن تسميته بسياسة للاتحاد الأوروبي تجاه الصين، هدفها بالأساس تحقيق المصالح الأوروبية، المتمثلة في الاستفادة من الفرص الواسعة في السوق الصيني سواء من حيث التصدير أو من حيث تدفق الاستثمارات الأوروبية إلى هذا السوق. ومن ناحية أخرى فإن الاتحاد الأوروبي يهمه استمرار عملية الإصلاح والانفتاح الصيني على العالم الخارجي، ومن هنا كان دعمه لانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية. بالتحالف الهن

وإلى جانب هذه الأهداف الاقتصادية التي تريد سياسة الاتحاد الأوروبي تحقيقها أكدت الدراسة على وجود أهداف أخرى تتعلق بانفتاح المجتمع الصيني وإمكانية نفاذ الأفكار الغربية والأوروبية حول حقوق الإنسان والديمقراطية، بما يساعد على الإصلاح السياسي التدريجي من وجهة النظر الأوروبية. وفى هذا الإطار فقد تحول الاتحاد الأوروبي من سياسة المواجهة إلى اتباع أسلوب الحوار حول هذه القضايا. ليس هذا فحسب بل إن الاتحاد الأوروبي بات يتحدث عن مشاركة حقيقية مع الصين، وهذا ما تريده الصين أيضاً. وإن كانت هذه المشاركة سياسية واقتصادية بالأساس، وليست عسكرية وأمنية نظراً لأكثر من اعتبار، أولها أن الولايات المتحدة هي القوة الأجنبية الرئيسية صاحبة الكلمة العليا في شرقي آسيا، بينما الدور الأمني للاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة شبه غائب. ومن ناحية ثانية فإن الصين وإن كانت ما تزال ترى في الوجود الأمريكي في آسيا ما يخدم مصالحها من حيث استتباب الاستقرار في المنطقة، فإنها لا تريد وجود قوى أخرى في المنطقة. ومن ناحية ثالثة فإن الاتحاد الأوروبي لا توجد له استراتيجية أمنية عسكرية عالمية مستقلة. بالتحالف الهن

كما أكدت الدراسة على إن كانت العلاقات السياسية بين الجانبين تأخذ الاتجاه التصاعدي والأمر ذاته ينطبق على العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية في ظل توفر الرغبة والإرادة من الجانبين، ومن ثم الموارد اللازمة لدعم هذا التوجه. بالتحالف الهن

وفى ختام أعمال المؤتمر، تناول الأستاذ الدكتور/ محمد السيد سليم، "أثر الصعود الصيني على توازن القوى في شرقي آسيا" إذ أكدت الدراسة على أن هناك تداعيات للصعود الصيني على توازنات القوى في شرقي آسيا فهناك تخوف ياباني من الصعود الصيني وكذلك تخوف من قبل دول جنوب شرقي آسيا العشر فهي تخشى من ظهور العملاق الصيني خاصة أنها دول صغيرة جدا مقارنة بالصين. ونتيجة لهذا طورت الصين نظرية "الصعود السلمي" وهذه النظرية تقوم على: بالتحالف الهن

- الصين تسعى على الصعود دون إحداث أي تغيير في التوازنات الدولية القائمة. بالتحالف الهن

- الصين يجب أن تصعد وفى الوقت ذاته يجب أن تفيد الآخرين. بالتحالف الهن

وفيما يتعلق باحتمالات الصعود الصيني على توازن القوى في آسيا، فقد صاغ الباحث أكثر من احتمال، أحدها يتعلق بنشوء كتلة أوراسية صينية- روسية وهو مشروع سبق وأن طرحه بريماكوف وهناك مؤشرات على مثل هذا التوجه تتمثل في تصفيات الصين وروسيا الاتحادية لكافة مشكلاتهما الحدودية وجهود الدولتين في مجال مكافحة الإرهاب والحركات الانفصالية الداخلية وقد انعكس هذا في إنشاء منظمة شانغهاى للتعاون. فالهدف الصيني –الروسي من إنشاء المنظمة بجانب تسوية مشكلات الحدود هو محاولة إيجاد نظام إقليمي أمنى في المنطقة لا تقوم الولايات المتحدة بدور فيه. أحد الاحتمالات الأخرى هو حدوث تحالف هندي- صيني إلا أن هذا الأمر غير محتمل حيث أن الهند لن تجازف بمصالحها مع الولايات المتحدة لصالح تعاونها مع الصين، احتمال آخر وهو حدوث تحالف صيني- ياباني وسبب عدم حدوثه هو نفس الأسباب المتعلقة بالتحالف الهندي- الصيني. بالتحالف الهن

لهن

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.