قام رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في مايو هذا العام  بزيارة ناجحة لألمانيا وبلجيكا ومقر الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وبريطانيا وايرلندا. الزيارة جاءت في إطار التحرك الدبلوماسي للقيادة الصينية الجديدة على الساحة الأوروبية، في أعقاب زيارة الرئيس هو جين تاو لفرنسا في بداية العام. أثارت الزيارة "موجة صينية" في أوروبا، فقد كانت الكلمات التي ألقاها ون جيا باو، باسم حكومة بلاده عرضا لـ"مجال الرؤية الأوربية" للصين أمام العالم، والمستقبل الواعد للتعاون الصيني الأوربي. لتطوير ال

ترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتعزيز العلاقات مع أوربا، ورفع مكانة وتأثير الصين دوليا. لتطوير ال

العلاقات الصينية الأوروبية التي بدأت قبل 29 سنة وصمدت أمام الزمن والتغيرات الدولية تلج اليوم مرحلة من التطور الناضج والسليم والمستقر. ون جيا باو كان أول مسؤول حكومي أجنبي رفيع المستوى استقبله الاتحاد الأوربي بعد توسيعه، وهو أمر لا يخلو من مغزى. لتطوير ال

قام ون جيا باو خلال الزيارة  بسلسلة من المحادثات واللقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي، لتبادل الآراء حول العلاقات الثنائية والمشاكل الإقليمية والدولية بصورة عميقة. وقدم اقتراحات حول تطوير العلاقات الثنائية مع بلجيكا وبريطانيا وايرلندا؛ وأصدر مع الحكومات المعنية وثائق مشتركة حول مواقفهما والمسائل التي تهم الطرفين. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإعلان المشترك الصيني الإيطالي هو أول إعلان حكومي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. أكملت الزيارة آلية اللقاء الثنائي، وأوضحت إقامة آلية اللقاء بين قادة الصين والدول ذات الصلة بصورة خاصة، وجعلت اللقاء السنوي بين القادة ووزيري خارجية البلدين آلية، لتبادل الآراء حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية الهامة؛ وتعزيز التشاور حول المسائل الاستراتيجية وتحديد القطاعات الرئيسية للتعاون ورفع مستواه. لتطوير ال

الصين وأوربا قوتان صاعدتان هامتان في العالم، وتشهد التبادلات بينهما أنشط فترة وأكثرها ثمارا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية. إن تطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأوربا ليس محض صدفة، وإنما يستند إلى حاجة مشتركة ويقوم على أسس موضوعية. إن الوضع الدولي يشهد تغيرات هائلة وعميقة حاليا، وفي ظل وضع السلم الدولي العام أصبح تحقيق المزيد من التنمية رغبة مشتركة للطرفين، خاصة أنه لا توجد تناقضات جوهرية في مصالحهما، بل يوجد تكامل اقتصادي قوي بينهما، ويتميز طريق تنمية كل منهما بخصائصه، التي يمكن أن يفيد كل منهما من الآخر. يضاف إلى ذلك تشابه مواقفهما في عدد من القضايا الدولية الهامة، ودعوتهما إلى إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب والتعاون في معالجة المشاكل الدولية، وهذا ما يزيد من نقاط الاتفاق بينهما فيما يقدم ضمانا لنضوج العلاقات الثنائية وتطورها. لتطوير ال

وتشير كافة التوقعات إلى أن العلاقات الصينية الأوربية ستواصل تطورها بصورة عميقة. في مايو من هذا العام حقق الاتحاد الأوروبي أكبر توسع في تاريخه، وهذا ما يعزز من قوته. والصين هي أكبر دولة نامية في العالم، وسوق كبيرة تتطلع إليها العيون. في العام الماضي أصدر الطرفان وثائق حول السياسات الإرشادية للعلاقات الثنائية في نفس الوقت وكل على حدة، واتفقا على الآراء المشتركة في العمل على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتتوثق يوما بعد يوم الاتصالات والتبادلات بين الصين وأوربا، على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي، ويتطور التعاون الاقتصادي والتجاري ويتعمق، وتزداد الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين. كل هذا يدفعنا إلى القول بأن العلاقات الصينية الأوربية ستشهد تعاونا متعدد المستويات على كافة الأصعدة وفي كافة المجالات في المستقبل. لتطوير ال

إلقاء الضوء على سياسة الصين الداخلية والخارجية، وتعزيز المعرفة المتبادلة. لتطوير ال

قبل توجهه إلى أوروبا أوضح ون جيا باو في الأحاديث التي ادلى بها لأجهزة الإعلام الألمانية والايرلندية والبريطانية والإيطالية على مواقف الصين من العلاقات الثنائية مع الدول المعنية والعلاقات مع أوروبا ووضع الاقتصاد الصيني وإصلاح النظام الاقتصادي والسياسي الصيني وقضية تايوان والمشكلة النووية الكورية ومشكلة العراق والصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، وأكد بشكل خاص على تفهم الصين للعلاقات الأوربية، وقال إن الصين تعتبر تطوير هذه العلاقات مكونا هاما في استراتيجيتها الخارجية، لذلك حددت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأوربية في العام الماضي. وأشار ون جيا باو إلى أن التعاون الصيني الأوربي لا يشمل فقط  المجالات السياسية والثقافية بل يشمل الاقتصاد والتكنولوجيا؛ وأشار إلى أنه ليس تعاونا ثنائيا وحكوميا فقط بل متعدد الأطراف وغير حكومي أيضا. تتجسد استراتيجية التعاون في أنه طويل المدى وشامل ومستقر، يتجاوز النظم الاجتماعية والأيديولوجية، ولا يتغير لسبب أو لآخر، فالصين وأوروبا شريكان، حريصان على تحقيق المصلحة والثقة والمنفعة المتبادلة. لتطوير ال

إلى جانب المحادثات الرسمية، أجرى ون جيا باو خلال الزيارة لقاءات مع مختلف الأوساط الاجتماعية. نجاح الزيارة جعل أوروبا تعرف الصين أكثر. وقالت أجهزة الإعلام الأوروبية إن تنمية الصين لا تثير قلقا أو تخوفات، وقالت أجهزة الإعلام التي يمتلكها روبرت موردوخ إنها ستعمل أكثر من أجل تقديم البرامج الصينية لأوروبا وفي تقديم البرامج الأوروبية للصين. بعد اطلاع المؤسسات الإيطالية وغيرها من المؤسسات الأوروبية على جهود حكومة الصين في تحسين بيئة الاستثمار وإكمال النظام القانوني، زالت الهواجس التي تمنعها من دخول السوق الصينية، وقررت حكومة إيطاليا أن تقيم "عام إيطاليا" في الصين هذه السنة. لتطوير ال

تعميق التعاون الصيني الأوروبي في مجال الاقتصاد والتجارة. لتطوير ال

الهدف المهم لزيارة ون جيا باو لأوربا هو تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما. في عام 2003، بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين 125 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يقترب من حجم التبادل التجاري للصين مع الولايات المتحدة ومع اليابان. في العام الماضي، حدد الاجتماع السادس للقاء الصيني الأوروبي الرقم المستهدف لحجم التبادل التجاري 200 مليار دولار أمريكي عام 2013. وتشير الأوضاع الحالية إلى أن الوصول إلى هذا الرقم سيكون قبل الموعد المحدد. هناك إمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين وأوروبا. لتطوير ال

كثير من الدول الأوربية راضية عن بيئة الاستثمار في الصين، فيتدفق إلى الصين للاستثمار والتنازل عن التكنولوجيا. والشركات الأوروبية الكبيرة مثل فولكس فاغن وسيمنز تستثمر في الصين، ليس برأس المال فقط بل بالتكنولوجيا وتجارب الإدارة. بعد سنوات عديدة من الجهود، تشكلت آلية كاملة للتعاون الصيني الأوروبي، يمكن أن تحل المشاكل القائمة في التعاون الاقتصادي والتجاري. لتطوير ال

أثناء زيارة ون جيا باو، وقعت الصين مع الأطراف الستة 15 اتفاقية للتعاون الثنائي ومذكرة تفاهم و56 اتفاقية تجارية و27 اتفاقية للاستثمار المشترك ومجموعة من خطابات النوايا للتعاون، وهي صفقات قيمتها مليارات الدولارات. إلى جانب ذلك حضر ون جيا باو عديدا من المنتديات الاقتصادية والتجارية. لتطوير ال

دفع التبادل الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي. لتطوير ال

بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وألمانيا 8ر41 مليار دولار أمريكي، أي ثلث إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين وأوروبا، وسيتضاعف هذا الرقم عام 2010. في هذه المرة وقعت الشركات الصينية والألمانية 10 مشروعات للتعاون. وفي ناحية التنازل عن التكنولوجيا، تعتبر ألمانيا أكثر دولة أوروبية تعاونا مع الصين. في العام الماضي، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وإيطاليا 7ر11 مليار دولار أمريكي، مسجلا رقما قياسيا. وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وبلجيكا 7ر6 مليارات دولار أمريكي، بينما زاد حجم التبادل التجاري بين الصين وأيرلندا 34ر2 مليار دولار أمريكي، 8 أضعاف عما كان قبل خمس سنوات. لتطوير ال

حث الاتحاد الأوربي على منح الصين وضعية اقتصاد السوق. لتطوير ال

 عندما انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، تعهدت أعضاء المنظمة، ومنها  الدول الأوروبية، أن  تمنح الصين معاملة اقتصاد السوق  في موعد قبل عام 2015. هناك أصوات مختلفة داخل أوربا بشأن هذه المسألة وتتهم شركات الصين بإغراق السوق. وقد دعا رئيس قسم الدراسات الآسيوية بالمعهد الملكي البريطاني للقضايا الدولية الاتحاد الأوروبي إلى منح "وضعية اقتصاد السوق" للصين، وعبرت ألمانيا وبلجيكا عن دعمهما لمنح الصين وضعية اقتصاد السوق عند تصويت الاتحاد الأوربي حول هذه المسألة. وأشار <<تحليل أوكسفورد>> إلى أن الاتحاد الأوروبي سيغير موقفه في هذا العام أو في وقت متأخر قليلا ليقدم "وضعية اقتصاد السوق" للصين قبل الولايات المتحدة، الأمر الذي سيشكل ضغطا على واشنطن، ويزيد الخلافات بين جانبي الأطلسي حول صعود الصين، يضاف إلى خلافهما حول مبيعات  التكنولوجيا العسكرية والأسلحة للصين. ترى ألمانيا أن حظر بيع الأسلحة للصين فات أوانه، ويجب على أوروبا أن تعيد التفكير لرفع هذا الحظر. لتطوير ال

وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ  قال إن العلاقات الصينية الأوربية دخلت مرحلة النضوج، في ظل ظروف مناسبة موضوعية وإنسانية، وتلك فرصة تاريخية والمثل الصيني القديم يقول إن الحكيم هو الذي لا يجعل الفرصة تفوته، فعلى الصين وأوروبا اغتنام فرصة زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو الموفقة لأوروبا لتطوير العلاقات بينهما، فنحن نعتقد أن مجال الرؤية بين الصين وأوروبا يتسع. لتطوير ال