محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2004
م

سفير قطر في الصين.. رحلات مباشرة للقطرية بين بكين والدوحة في أغسطس

 

 

سفير قطر في الصين صالح البو عينين مع الزميلتين مها ما جيا (الوسط) وياسمين لي وانغ يا

مرت ست عشرة سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة قطر، شهد خلالها البلدان والعالم تغيرات وتبدلات، كيف واجه البلدان هذا التغيرات وإلى أين تسير علاقاتهما؟ "الصين اليوم" التقت سفير قطر لدى الصين صالح البوعينين الذي ألقى المزيد من الأضواء على العلاقات الصينية القطرية.  ذا التعاون بين

الصين اليوم: يعرف كل الصينيين عاصمة دولة قطر، الدوحة، لأنها شهدت انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في نهاية عام 2001، ويعتبر الشعب الصيني الدوحة مكان سعادة للصينيين.

السفير: نعم، الدوحة مكان سعادة لأبناء الصين، وإضافة إلى هذا ستشهد الدوحة أيضا خلال شهر يوليو قرار المجلس الأولمبي الآسيوي باستضافة مدينة قوانغتشو الصينية للدورة السادسة عشرة للألعاب الآسيوية (آسياد) في عام 2010.

الصين اليوم: بعد مرور ست عشرة سنة على إقامة العلاقات الصينية القطرية، ما هي التطورات السياسية التي شهدتها هذه العلاقات في هذه السنوات؟

السفير: بالنسبة للعلاقات القطرية الصينية التي مر عليها 16 عاما، فقد احتفلنا في السنة الماضية بالذكرى الخامسة عشر لهذه الذكرى وأصدرنا طابعا تذكاريا يخلد هذه المناسبة بين الجانبين. وقد شهدت هذه العلاقات وقفات تاريخية هامة للجانبين وشهدت زيارات عالية المستوى، فقد قام صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة رسمية تاريخية إلى الصين في إبريل عام 1999، وكانت هذه الزيارة زيارة ناجحة وأرست أواصر للعلاقات القوية والمتينة بين الجانبين التي تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة في علاقات الدول وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأرست كذلك مجلات التنسيق والتشاور في الكثير من المواقف الدولية والإقليمية والعربية. ووقعت خلال الزيارة العديد من الاتفاقيات الثنائية بين الجانبين التي شملت العديد من جوانب هذه العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وكذلك، شهدت الفترة الماضية زيارة رئيس مجلس الوزراء القطري سمو الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني إلى الصين حيث كانت الزيارة امتداد لزيارة سمو الأمير المفدى حفظه الله،  قام وزير خارجية دولة قطر بحوالي ثلاث زيارات لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة الماضية، ساهمت هذه الزيارة إلى الصين في توثيق وتقوية عرى الصداقة والتشاور والتنسيق بين الصين ودولة قطر في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقامت حرم سمو الأمير المفدى رئيسة المجلس الأعلى للأسرة بدولة قطر بزيارة الصين عام 2001 وهذه المرة الأولى للاتصال بين المرأة في دولة قطر والصين بدعوة من اتحاد النساء لعموم الصين، وكانت زيارة ناجحة وتركت انطباعا طيبا وفهما لما تمثله المرأة الصينية وللدور الجبار الذي تلعبه في تنمية الصين. وكذلك شهدت دولة قطر في الفترة الأخيرة تحولات كبيرة للمرأة القطرية فقد أعطيت للمرة الأولى حق التصويت وحق الانتخاب دليلا على دورها الرائد والهام في تنمية المجتمع. ونؤكد كذلك حرصنا الدائم على التنسيق والتشاور في العديد من المحافل الدولية وكما تعرفون أن دولة قطر عضو نشط في الأمم المتحدة. وكذلك جمهورية الصين الشعبية وهذا يتيح مجال أوسع للتنسيق في القضايا الدولية الهامة.

الصين اليوم: هل هناك آلية تشاور دوري بين وزارتي الخارجية؟

السفير:توجد آلية للتشاور على مستوى وكلاء الوزارات في البلدين ونحن حريصون أن نجتمع هذه الآلية كل سنتين مرة،  وقد شهدت الصين عام 2001 اجتماع هذه الآلية على مستوى وكلاء الوزارتين وشهدت الدوحة 2004 آخر اجتماع لهذه الآلية ونحن حريصون على هذه الآلية لأنها تتيح التشاور للجانبين في العديد من القضايا الهامة.

الصين اليوم: هناك مجالات تعاون طيبة حيث تبرعت حرم سمو الأمير بخمسمائة ألف دولار أميركي إلى اتحاد النساء لعموم الصين عند زيارتها في عام 2001. هل هناك زيارات لكبار قادة البلدين في القترة القادمة؟

السفير:بالنسبة للتبرع فهو للمرأة الصينية للمساهمة في البرامج التي يدعمها اتحاد النساء وقد يساعد هذا الاتحاد في إعداد الكوادر والمساعدة في تنفيذ البرنامج المعد المتخصص للمرأة الصينية. أما بخصوص الزيارات المتبادلة، نحن نحرص في كل وقت أن تشهد العلاقات بين فترة وفترة زيارات عالية المستوى.

الصين اليوم: ما هي أبرز التطورات التي شهدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين وقطر؟

السفير: العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين ودولة قطر شهدت وقفات كثيرة إيجابية للطرفين. هناك مركز التجارة الصيني بالدوحة لترويج وتسويق المنتجات الصينية في قطر الذي افتتح من حوالي سنتين ونصف ونعتقد أن هذا أمر مهم في التعاون الاقتصادي وقد اجتمعت اللجنة الاقتصادية والصناعية بين الطرفين في عام 2000 بالصين. ومن المتوقع أن تشهد هذه السنة الاجتماع الثاني في دولة قطر. نحن نصدر كميات من النفط إلى الصين ونحرص على زيادة هذه الكميات إلى السوق الصيني وكما تعرفون أن الصين بلد يحتاج إلى كثير من الموارد الأولية التي تخدم الصناعة ونحن حريصون كدولة عضو بمجلس التعاون لدول الخليج العربية على توطيد وتقوية التعاون في المجال الاقتصادي مع الصين. ونظرا لكون الصين سوق كبير نطمح في المستقبل الدخول في الاستثمارات المشتركة، فنعمل مع الجانب الصيني على تنسيق وتقريب وجهات النظر في هذا الموضوع، ونطمح أن نتوصل إلى اتفاقية تعاون بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية في مجال الغاز. وكما تعرفون أن دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في العالم وتعتبر ثاني دولة بالعالم في احتياطات الغاز وتصدر إلى كوريا الجنوبية، اليابان، الهند وأوروبا وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي 300 مليون دولار أمريكي وكان 500 مليون في عام 2000. نحن نهتم بالسوق الصيني كثيرا وفتحنا بالتعاون مع الجانب الصيني ثلاثة مكاتب لتسويق البتروكيماويات في الصين، في بكين وشانغهاي وهونغ كونغ. وهناك فكرة مطروحة من الجانبين لندخل في مشروع مشترك لإنتاج الأسمدة. ونتمنى أن يشهد البلدين في المستقبل مزيدا من الاستثمارات من كلا الطرفين والتعاون في المجال. أما فيما يتعلق بالتعاون في المجال السياحي، قمنا بتسير رحلات لخطوط الجوية القطرية إلى مدينة شانغهاي بمعدل 3 رحلات أسبوعيا، وسوف نسير رحلات إلى مدينة بكين خلال هذا العام في شهر أغسطس 2004م. ونعتقد أن هذا الموضوع مهم بالنسبة إلى الجانب الصيني ولمنطقة الخليج حيث لا توجد أي خطوط عربية مباشرة تصل إلى بكين، سوف نسير ثلاث رحلات كل أسبوع وكل هذا بهدف تسهيل الاتصال وتسهيل وصول رجال الأعمال إلى الصين لتسهيل الجوانب الاقتصادية والتجارية ونحاول في المستقبل تعزيز التعاون مع الجهات الصينية لزيادة الاستثمارات بين الجانبين الجانب الصيني اشترك في العديد من المؤتمرات والمنتديات والمعارض التجارية والاقتصادية حتى الأمنية المنعقدة بدولة قطر ونأمل أن يشترك مزيد من الصينيين فيها مستقبلا.

الصين اليوم: من المعروف أن قطر ستستضيف دورة الألعاب الأسيوية في عام 2006، كثير من الشركات الصينية تهتم بالمشروعات الرياضية القطرية، ما هي فرصها؟

السفير: في 24 مايو عام2004  قام وفد من لجنة الألعاب الأولمبية القطرية برئاسة الأمين العام للجنة بزيارة للصين. وقد بدأنا العمل في الصين لأن الصين دولة تستحق الاهتمام، وستستضيف دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 وسوف تستضيف المعرض العالمي في عام 2010، فنحن حريصون على أن يكون الوجود الصيني مكثفا في المشاركة الرياضية ومساعدتنا في بناء المنشآت الرياضية وما يتطلبه هذا المهرجان الرياضي الضخم ونعتقد أننا نفخر بهذا الشرف كدولة عربية تنظم الدورة الآسيوية للمرة الأولى في آسيا وفي تاريخ الألعاب الآسيوية ونعمل بجهد متواصل لإبراز هذه الدورة لتظهر بالمكانة الرياضية التي تلق بقارة آسيا ولإعطاء فرصة لشباب دول آسيا للتعرف على منطقة الخليج والمنطقة العربية. ونحن نستفيد من التجارب الصينية في هذا المجال، الآن، أصبحت الشركات الصينية واليابانية والكورية تنتقل إلى قطر بدون وسيط. وإنني على ثقة أن الجانب الصيني سينجح في الحصول على مزيد من المشروعات. نظرا للعلاقات الحميمة بين الصين وقطر خلال هذا العام أعطينا الفرصة لشركة متخصصة في التجهيزات الرياضية وقد أوكل إليها توفير وتجهيز بطولة العالم لتنس الطاولة التي أقيمت مؤخرا بدولة قطر والتي فازت بها الصين.

الصين اليوم: ما مغزى افتتاح مكتب لمحطة تلفزيون الجزيرة في بكين، بالنسبة للعلاقات الصينية العربية بشكل عام والصينية القطرية بشكل خاص؟

السفير: لقد شهدت وسائل الإعلام والاتصال في العالم في الفترة الأخيرة طفرة سريعة ومتقدمة، خاصة في استخدام وسائل التكنولوجيا المتطورة التي تخدم الجوانب الإعلامية، وكما تعرفون قناة الجزيرة لم يتجاوز عمرها الزمني السبع سنوات لكنها استفادت من هذه الطفرة في وسائل الإعلام والتجهيزات المتقدمة وأصبحت من أفضل القنوات الأخبارية واستطاعت خلال الفترة الماضية أن تجذب العديد من المشاهدين في كثير من أنحاء العالم ورأي المسؤولين بالقناة أن حجم الصين المتنامي على الساحة الدولية وما تلعبه على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي. ومواقفها التاريخية من القضايا العربية وما تشهده من نشاطات على كافة الأصعدة ونظرا لهذه الأهمية تم افتتاح مكتب لقناة الجزيرة ببكين وهي تعتبر القناة العربية الوحيدة بالصين. وتتيح فرصة للمشاهد العربي التعرف على الصين وعلى مواقفها من القضايا العربية والعالمية.

الصين اليوم: ما هي أهم مجالات التعاون الثقافي بين الصين والقطر؟

السفير: لقد حرصنا منذ البداية أن الجانب الثقافي في العلاقات بين الدول يشكل أهمية في توثيق وتعزيز العلاقات الثنائية وقمنا بإتاحة الفرصة للطلبة الصينية لاستكمال دراستهم في مجال اللغة العربية بدولة قطر وكذلك نعمل على إيفاد طلبة قطرين للدراسة بالصين ونعتقد أن هذا الجانب ذو  فائدة لدى الجانبين حيث تتاح للطالب الصيني التعرف على كثير من نواحي الحياة بالدول العربية وعادتها وكذلك الطالب القطري الذي يفد إلى الصين تتاح له فرصة التعرف على حضارة هذا البلد العظيم والتقدم الذي تشهده الصين في الكثير من المجالات ونعمل خلال هذا العام على تنظيم معرض فني لفنانين قطريين يقام ببكين.

على هذا

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.