محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2004
م
الأرستقراطيات العازبات ! ‍

لو تشو

 ليو لي، البالغة من العمر تسعا وعشرين عاما، برنامجها اليومي حافل فهي متخصصة في القانون بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، التي تعتبر بيت الخبرة think tank للحكومة الصينية. صديق الآنسة ليو، وهو محام من ذوي الدخول العالية، قدم لها مؤخرا الإنذار الأخير.. إما أن يتما عقدة النكاح، أو أن يذهب كل منهما إلى حال سبيله! المراكز الرياضية،

الإنذار الذي جاء بعد خمس سنوات من تعارفهما أوقعها في حيرة، وفي النهاية اختارت  الحل الآخر، فهي حسب كلامها..لا تشعر بأن الزواج ضروري، وهناك أشياء كثيرة عليها أن تعملها، ثم أن الحياة وحيدة أكثر سعادة. المراكز الرياضية،

قبل 10 سنوات، كان عدد رافضات الزواج محدودا للغاية، ولكن العدد في بكين وشانغهاي ومدن الصين الكبيرة يرتفع. ويلاحظ أن معظم الرافضات من ذوات الياقة البيضاء والدخل الكبير والمؤهل الدراسي العالي والمناصب العالية. أرستقراطيات العصر. المراكز الرياضية،

أرستقراطية عازبة مستقلة اقتصاديا ومجتمع متسامح المراكز الرياضية،

الزواج في الصين، التي تهتم تقليديا بالأسرة والأخلاق، هو كل حياة المرأة وسعادتها في مجتمع كان ينظر إلى المطلقة والعانس نظرة متدنية. الصورة اليوم مختلفة، فعدد النساء اللواتي يخترن حياة العزوبية في تزايد مستمر، فالأرقام تقول إن عدد عزاب بكين؛ رجالا ونساء، في سن بين 30 و50 عاما الذي كان نحو 100 ألف عام 1990، تجاوز 500 ألف في بكين ومثلهم في شانغهاي عام 2003، أكثر من 60% منهم نساء. وفي استطلاع أجرته شركة لينغديان حول مفاهيم الزواج  في ست مدن، منها بكين وشانغهاي  وجد أن  94ر89% من النساء المتعلمات تعليما عاليا لا يجدن غضاضة في الحياة عازبة. المراكز الرياضية،

المتخصصون يرون ظهور عدد كبير من الأرستقراطيات العازبات دليلا على تزايد الاستقلال الاجتماعي والاقتصادي للأنثى الصينية، ومؤشرا لاتساع مساحة تسامح المجتمع والرأي العام والتنوع في القيم الذي يقبل كافة أنماط الحياة ويحترم حرية الفرد في خياراته. المراكز الرياضية،

ولا شك أن ظهور الأرستقراطيات العازبات له علاقة قوية بالتحول الذي شهده ويشهده المجتمع الصيني، ففي فترة الاقتصاد المخطط، كان الفرد مكبلا  بقيود كثيرة، فكانت المساكن توزع مجانا، ولكن الزواج كان شرط الحصول على المسكن المستقل. هذا النظام ذهب وبات كل فرد مسؤولا عن شراء بيته. المراكز الرياضية،

البروفيسور الآنسة يان هونغ، البالغة من العمر ثلاثا وثلاثين ربيعا، ترى أن العزوبية شكل من أشكال الحياة  اختاره بعض الناس الذين لا يرغبون أن يقيدوا بالأسرة، بينما اختاره  البعض الآخر مضطرا أو لنتيجة لأسباب طبيعية وموضوعية. الزواج أو عدم الزواج لا يؤثر في سعادتي وثقتي، لأن العازبة، لديها ما يسعدها، والزوجان لديهما سعادتهما، كما أن كل نمط من أنماط الحياة له مشاكله التي لابد أن يواجهها، ولكن في النهاية نسبة السعادة، أو التعاسة، متقاربة! المراكز الرياضية،

 زواج صعب المراكز الرياضية،

خيار حياة العزوبية لمعظم "الأرستقراطيات العازبات" بالصين يأتي اضطرارا، فالمعلومات تقول إن الخصائص المشتركة لهن هي: ارتفاع المستوى التعليمي، الدخل الكبير الذي يزيد على 50 ألف يوان (6 آلاف دولار امريكي) سنويا، المكانة الاجتماعية العالية. المراكز الرياضية،

هذا التفوق هو السبب الرئيسي لعدم زواجهن، فالأفكار التقليدية الصينية بأن الرجل يعلو المرأة  تجعل الرجل يفضل أن يتزوج امرأة أقل منه في كل شيء؛ بينما تتمنى المرأة زوجا أقوى منها. لذلك الرجال يتراجعون أمام النساء القويات، وأبلغ دليل على ذلك الصعوبة التي تواجهها الأنثى في الزواج بعد أن تحصل على شهادة الدكتوراه، في ظاهرة لافتة حاليا. المراكز الرياضية،

بعد أن أعادت الصين نظام قبول طلاب الدراسات العليا عبر الامتحان عام 1978، يزداد عدد المتعلمات تعليما عاليا، ففي عام 2003 كان الجنس اللطيف يمثل ربع المائة ألف طالب ماجستير ودكتوراه في الصين. وفي الصين يعتقدون أن المرأة التي تواصل دراساتها العليا إنما تفعل ذلك لقبح ملامحها، ثم عندما تحصل على الشهادة العالية ترتفع أنفها، وتصبح قامتها أعلى من الرجل العادي. المراكز الرياضية،

السن مشكلة أخرى تواجهها العازبات الصينيات، فبعضهن يكرس الجهود في فترة تفتح الشباب للعمل والتمتع بمباهج الحياة وعندما يفكرن في الزواج يكون قطار العمر قد تجاوز الحاجز الثلاثيني، وتكون فرصة الرجال في مثل سنهن للزواج من فتيات يصغرهن بعشر سنوات كبيرة، والغالبية لا تقبل بزوجة أكبر من الزوج سنا! المراكز الرياضية،

 "الأرستقراطية العازبة" تبدو في الظاهر حرة متحررة، ولكن الحقيقة أنها تواجه ضغطا أسريا شديدا. الآنسة يان هونغ تعترف بأنها تعي رغبة والديها، بل والمجتمع، في أن تتزوج.. "لكني لا أود أن أتزوج لمجرد الزواج". هذا الموقف جعلها تمتنع عن زيارة أهلها في عيد الربيع هذا العام، حتى لا تواجه ثرثرة الوالدين ونصائح الأقرباء. المراكز الرياضية،

الموضة المراكز الرياضية،

من السمات المشتركة لمجتمع "الأرستقراطيات العازبات" الاهتمام بأحدث صيحات الحياة والموضة. فهن، مقارنة مع الفئات الاجتماعية الأخرى، يمتلكن المال والوقت ومتحررات وليس هناك حاجة للتفكير كثيرا بل والقلق على المستقبل، لذلك ينشأ عندهن اندفاع استهلاكي، فينفقن كثيرا في الشراء، وهن أكثر الفئات الاجتماعية استهواء للإعلانات والتسلية ووسائل الإعلام، في ظاهرة خلقت مصطلحا جديدا هو اقتصاد العازبات. المراكز الرياضية،

في شانغهاي وبكين تدخل عشرات الآلاف من العازبات عمارات المكاتب الفاخرة والمحلات التجارية والبارات والمراكز الرياضية  يوميا بملابس من أحدث موضة وإكسسوارات فاخرة. ويجذب اقتصاد العازبات اهتمام قطاع التجارة، بل إن البعض يرى أن السلع ذات العلامات العالمية المشهورة تدخل الصين وعينها على "الأرستقراطيات العازبات". المراكز الرياضية،

البيت مازال يحتل قمة استهلاك اقتصاد العازبات، ففرصة تورث النساء لممتلكات الأسرة في الصين مازالت محدودة، لذلك يكون شراء البيت الهدف الأول للأرستقراطية العازبة، ذلك أن البيت ليس مجرد شقة حرية فسيحة بل ضمان للشعور بالأمان والكرامة والاستقرار. المراكز الرياضية،

إلى جانب البيت، اقتصاد العازبات يدفع ما يمكن أن نسميه "اقتصاد الاسترخاء والاستمتاع". فهن، بعد الفراغ من العمل اليومي يلتقين في أحد مقاهي ستاربكس أو يذهبن إلى أحد مراكز التسوق، يشترين الإكسسوارات الفرنسية أو يلعبن التنس في المراكز الرياضية، ويدفعن في الساعة الواحدة ما يوازي  راتب يوم كامل لموظف عادي. المراكز الرياضية،

وتقول دراسة أجريت على العازبات أن التسوق هي أكثر النشاطات تفضيلا لدى "الأرستقراطيات العازبات"، يأتي بعده التنزه في الإجازات  وحضور الدروس الفنية والمراكز الرياضية والحفلات الموسيقية والتدرب على اليوجا ومشاهدة الأفلام في دور السينما وتناول الوجبات خارج البيت. المراكز الرياضية،

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.