محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2004
م

بالنسبة للولايات المتحدة، الهند ليست فقط سوقا كبيرة، بل ركن أساسي في نظام الأمن الآسيوي بعد الحرب الباردة. لها، وهذا ما يجعلها

التحالف العسكري الهندي الأمريكي

وانغ جيان قانغ

ا

في فبراير الماضي قامت الهند والولايات المتحدة، على مدى عشرة أيام، بأكبر مناوراة عسكرية جوية مشتركة بينهما؛ استخدمت فيها الهند كل ما لديها من طائرات مقاتلة رئيسية، ومنها الطائرة إس يو-30 في للتصدي للمقاتلة الأمريكية إف-15. المراقبون اعتبروا الهدف من ذلك هو تعزيز التنسيق بين القوات الجوية للطرفين، بينما المناورة نفسها  تمتن التحالف العسكري الاستراتيجي بين البلدين. ها، وهذا

اهتمام كبير من المؤسسة العسكرية في البلدين لها، وهذا ما يجعلها

استخدمت الهند، خلال المناورة، كل الطائرات المقاتلة الرئيسية للتصدي للمقاتلات الأمريكية. كما أن طائرات البلدين نفذت هجوما بالقذائف الموجهة على مسافات خارج مجال الرؤية وتحديد الأهداف بعيدة المدى والتشويش اللاسلكي والالتحام الجوي وغيرها من تكتيكات المعارك الجوية. يرى المعلقون أن كل مقررات هذه المناورة تتميز بمجابهة شديدة. لها، وهذا ما يجعلها

لقد أولت المؤسسة العسكرية في البلدين اهتماما بالغا بهذه المناورة، فقد أعرب الجانب الأمريكي عن سعادته البالغة لاستخدام الهند المقاتلات إس يو 30-MKI  في المناورة، لأن هذا النوع من الطائرات هو المقاتلات الأكثر تقدما من حيث الأجهزة التي تستخدمها الهند والصين وفيتنام وماليزيا وغيرها من الدول الآسيوية، وكانت القوات الجوية الأمريكية تبحث دائما عن فرصة لمواجهة هذه الطائرة لجمع خبرة حول قدراتها في القتال الواقعي الذي قد يحدث في المستقبل. لها، وهذا ما يجعلها

وبالمثل، كانت القوات الجوية الهندية الضعيفة نسبيا في حاجة ماسة لجمع التجارب وتدريب أفرادها في مناورة عسكرية ميدانية مع الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الكبرى المتقدمة في سلاح الجو، فقد نقلت أجهزة الإعلام عن مسئولين عسكريين هنود قبيل المناورة قولهم إن الولايات المتحدة  ذات تفوق جوي كبير، و إن التجارب التي اكتسبتها في المعارك الجوية في حرب أفغانستان وحرب العراق جديرة بأن يتعلمها الجيش الهندي. وفي نفس الوقت، يمكن للجانب الهندي أن يتعلم التجارب الأمريكية حول كيفية إقامة قاعدة عسكرية مؤقتة بسرعة أثناء عمليات حماية السلام. لها، وهذا ما يجعلها

حقيقة "ثروة" الجيش الهندي لها، وهذا ما يجعلها

تقرر إجراء المناورة الهندية الأمريكية خلال زيارة رئيس الأركان الهندي للولايات المتحدة في سبتمبر 2003. بعد أن أقرت واشنطن أنواع الطائرات التي ستشترك بها في المناورة، قالت القوات الجوية الهندية إنها ستشارك بالمقاتلات ميج 27  وميج 21 وغيرها من الطائرات المقاتلة، وهو ما لم تقبل به الولايات المتحدة، التي أصرت على أن تشارك الهند بالمقاتلة إس يو-30. أحد أهداف الجيش الأمريكي من المناورة كان التعرف على القدرات الحقيقية للقوات الجوية للعديد من الدول في منطقة آسيا- المحيط الهادي. لها، وهذا ما يجعلها

لقد عارض كثير من  قادة الجيش الهندي المشاركة بالمقاتلة إس يو-30 في مناورة عسكرية مع إف-15، على أساس أنها ركيزة سلاح الجو الهندي، ولا ينبغي أن يتعرف الآخرون على قدراتها، لأن ذلك فيه خسارة كبيرة للقوات الجوية الهندية في المستقبل. لكن الموالين لأمريكا بوزارة الدفاع  الهندية دعوا بقوة إلى اشتراك هذه الطائرة في المناورة. وهكذا واجهت الطائرات الحربية الأمريكية لأول مرة المقاتلة إس يو-30 الروسية، التي تحتل ربع صادرات الطائرات المقاتلة في العالم، وتستخدمها إضافة للهند، إندونيسيا وماليزيا وفيتنام والصين الخ، ومشاركة المقاتلة الروسية في المناورة  يتيح لواشنطن التعرف على حقيقة "ثروة" الطائرات الحربية الرئيسية لكثير من الدول الآسيوية، لذلك ليس من الصعب تفهم لهفة القوات الجوية الأمريكية لمعرفة مواصفات طائرة إس يو-30. لها، وهذا ما يجعلها

رصدت الهند 2005 6ر14 مليار دولار أمريكي لميزانية الدفاع في العام المالي 2004،  والمثير للانتياه أن  تكاليف تحديث الدفاع الوطني لمدة 3 سنوات والتي لا يمكن نقلها إلى غرض آخر بلغت 6ر5 مليارات دولار أمريكي. الأمر وهذه هي المرة الأولى التي حددت فيها الهند أموالا ثابتة لشراء أنواع محددة من الأجهزة العسكرية بصورة متواصلة. إن الولايات المتحدة تضع، منذ فترة طويلة، على الهند كونها سوقا ضخمة للأسلحة الأمريكية، وعلى خلفية أن روسيا مازالت في العامين الأخيرين الشريك الأول للهند في تجارة السلاح . هذه المناورة قدمت فرصة فريدة للقتال بين  الأسلحة الأمريكية والروسية، فيما كان بمثابة إعلان مجاني عن منتجات الأسلحة الأمريكية. لها، وهذا ما يجعلها

لماذا عرضت الهند "ثروتها" راغبة؟ لها، وهذا ما يجعلها

وفقا لتوجهات الاستراتيجية العسكرية الجديدة، تؤكد الهند دور القوات الجوية في الحروب المستقبلية، معتقدة أنها ستلعب دورا حاسما في المعارك. الهند لا تشعر بالطمأنينة تجاه وضعها كإحدى الدول الكبرى في سلاح الجو وتحلم دائما  بأن تصبح قوة جوية كبرى. في السنوات الأخيرة، وضعت الهند استراتيجية طموحة لتطوير القوات الجوية، تشمل تطوير القدرات التكتيكية وتطوير القدرات الهجومية لمدى بعيد، وبناء نظام دفاع صاروخي، بغية تعزيز مكانتها السكرية، بل والسياسية في العالم. لها، وهذا ما يجعلها

القوات الجوية الهندية تعاني عددا من نقاط الضعف، منها: أولا، الافتقار إلى أنظمة الإنذار الجوي المبكر والطائرات المتقدمة للحرب الإلكترونية، حيث لم يتوفر لها بعد منظومة قتالية كاملة؛ ثانيا، المدى القتالي (نصف القطر) للطائرات قصير، والقدرة القتالية في مسافات بعيدة ضعيفة؛ ثالثا، مدى الأسلحة قريب، فليست لديها القدرة على الهجوم خارج المنطقة الدفاعية. ومعظم القذائف الموجهة جو- جو لمسافات قصيرة، بينما القذائف الموجهة جو- جو من قذائف القتال لمسافات قريبة، مع عدم امتلاك  القذائف الموجهة جو- جو لمسافات خارج مجال الرؤية. حقيقة ثروة الهند هذه تعرفها المؤسسة العسكرية الأمريكية جيدا، لكنها لا تعرف مواصفات المقاتلات الرئيسية لسلاح الجو الهندي، وهي الطائرة إس يو-30. إذا لماذا وافقت الهند على الكشف عن ثروتها أمام الولايات المتحدة الأمريكية؟ يرى المراقبون العسكريون أن الهند أخذت هذا القرار انطلاقا من استراتيجية عسكرية شاملة. لها، وهذا ما يجعلها

لقد أرادت  القوات الجوية الهندية أن تقارن بين مستوى الأسلحة الروسية والأمريكية من خلال هذه المناورة، في إطار استعدادها لتوسيع قنوات تسليحها وقليل المخاطر في المستقبل، ذلك أن  القوات الجوية الهندية تعتمد على الاستيراد في التزود بأجهزتها الرئيسية ومن ثم فإن قدراتها القتالية تتأثر كثيرا باستيراد قطع الغيار، التي كانت تستوردها من الاتحاد السوفيتي، السابق، ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، تعرضت القوات الجوية الهندية لضربة قاسية. في المرحلة الأولية بعد التفكك، أوشكت الصناعة العسكرية الهندية على الشلل، مما أدى إلى صعوبة توفير قطع الغيار والدعم التقني المطلوب للقوات الجوية. لذلك تحتاج القوات الجوية الهندية إلى تقليل المخاطر بواسطة تنويع سوق السلاح. لها، وهذا ما يجعلها

من أجل تغيير الاعتماد المفرط على روسيا من حيث تكنولوجيا الأسلحة والأجهزة، ودفع تنويع الأجهزة العسكرية، شرعت الهند تشتري المعدات العسكرية الأكثر تطورا من  الولايات المتحدة والدول الحليفة لها. وفي نفس الوقت، تريد الهند تكثيف التبادل مع القوات الأمريكية لتعزيز وجودها العسكري في المحيط الهندي حتى منطقة المحيط الهادي. حيث يرى بعض كبار قادة الجيش الهندي أن تكثيف التبادل العسكري مع الولايات المتحدة، يقدم مزيدا من الاختيارات للهند من حيث تأهيل وتجديد الأسلحة وتعديل وضع أجهزة الجيش، وهو ما يصب في مصلحة الهند. إلى جانب ذلك، تسعى الهند لتثبيت باكستان وغيرها من الدول في مكانها عن طريق  تعزيز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، وهو ما يعطيها قولا أكبر في الشؤون الإقليمية. لها، وهذا ما يجعلها

في السنوات الأخيرة، وانطلاقا من التفكير في المصالح الاستراتيجية، تسعى نيودلهي إلى تحسين علاقاتها مع واشنطن لتعزيز تأثيرها الدولي، ولكسب مزيد من المبادرات الاستراتيجية في سبيل خلق بيئة أفضل للأمن الدولي والأمن مع الدول والمناطق المجاورة لها، حتى تحقق حلمها بأن تكون واحدة من الدول الكبرى في العالم. وهنا يعتقد كثيرون أنه بالدعم الأمريكي يمكن أن يصبح حلم الهند بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن حقيقة وفي نفس الوقت تشعر الهند  بمزيد من القلق لتنامي قوة الدول المجاورة لها، وهذا ما يجعلها تسعى إلى إقامة علاقات تحالف أوثق مع الولايات المتحدة. لها، وهذا ما يجعلها

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.