محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2004
م

هل أنت صيني؟

خليل قودي

قبل أربعة شهور غادرت الأردن الذي عملت وعشت فيه ثلاث سنوات لكن الأيام التي قضيتها في الأردن ما زالت ماثلة في ذهني وصورة الأصدقاء من أبناء الأردن والحوارات الودية معهم ما زالت تتدفق إلى عيني وأذني. ؟والسياحة في

كنت عندما أتمشى في شوارع عمان الهادئة النظيفة يلوح المواطنون بيدهم نحوي مبتسمين, لأنني أجنبي من الشرق، ولكنهم لا يميزون من أي بلاد الشرق، بسبب التشابه في الملامح بين  الصينيين واليابانيين والكوريين والمنغوليين، تماما مثلما هو صعب على الصينيين تمييز وجوه أبناء العرب. كان يسألونني "هل أنت من اليابان؟" أو"هل أنت من كوريا الجنوبية؟" لأن الصحف المحلية، في تلك الوقت، كانت تنشر كثيرا من الصور لمنتجات تكنولوجيا عالية يحملها يابانيون أو كوريون فوجوههم هي الأكثر شهرة بين كل الشرقيين. وعندما أقول أنا لا من اليابان ولا كوريا يسألني البعض "هل أنت من تايوان؟" فأقول لهم إن تايوان جزء من الصين، ويسألني أخيرا "هل أنت صيني؟" . لقد لاحظت أن الصين، قبل عام 2000، كانت غريبة إلى حد ما على أبناء الأردن، ولكن خلال السنوات القليلة الماضية التي عملت خلالها في هذه البلاد زادت معرفة الشعب الأردني والشعوب العرب بصفة عامة بالصين بشكل كبير وملموس، ومؤشر ذلك أن السؤال أضحى "هل أنت صيني؟" منذ البداية. ؟والسياحة في

أعتقد أن الفضل في هذا التحول البسيط في الحياة اليومية هو ارتفاع مكانة الصين دوليا ونمو الاقتصاد الصيني بشكل سريع وانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في الدوحة في نهاية عام 2001 وبفضل نجاح الصين في طلب استضافة أولمبياد 2008 ببكين ومشاركة المنتخب الصيني لكرة القدم في تصفيات كأس العالم في صيف عام 2002 وتغلب حكومة الصين وشعبها على وباء سارس في بداية عام 2003 ونجاح الصين في إطلاق سفينة الفضاء المأهولة في أكتوبر نفس العام، فتلك الأخبار تتصدر دائما الصحف الهامة. بالإضافة إلى ذلك، حققت الصين تقدما سريعا في علاقاتها مع الأردن والدول العربية الأخرى خلال هذه السنوات. كان في المملكة الأردنية الهاشمية مئات الصينيين فقط قبل عام 2001، ولكن خلال السنتين الماضيتين بلغ عدد الصينيين العاملين في قطاع الغزل والنسيج فقط ستة آلاف، مع زيادة حجم استثمارات الصين وإنشاء 19 مصنعا في مناطق الصناعة المؤهلة بالأردن. يعملون مع المحليين في بعض المحافظات بشمال ووسط الأردن، يقدمون لهم الخبرة والمهارة المفيدة، وفي النهاية تخرج منتجاتهم تحمل علامة "صنع  في الأردن" لتصدر إلى أسواق الولايات المتحدة وأوروبا. علاوة على ذلك تجذب المعارض المتعلقة بحضارة الصين وتاريخها وإنجازاتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تقام في الأردن والأفلام الصينية وعروض الأكروبات اهتمام أبناء الأردن من مختلف الأوساط ومختلفة الطبقات الاجتماعية. وفي السنوات الثلاث الأخيرة امتلأت السوق الأردنية بأنواع من المنتجات الصينية، والمدهش أنني وجدت أن  أسعار بعضها أرخص مما في الصين، ولا أدري كيف عثر التجار الأردنيون عن هذه الكنوز في بلدي. لذلك سمعت كثيرا من الثناء على السلع الصينية، الرخيصة والجيدة، وفي نفس الوقت يشكون المستهلكون بـأن تجار بلادهم يستوردون منتجات صينية رخيصة السعر ورديئة الجودة ولا تستخدم في الصين حاليا. والحقيقة أن لدي صديقا فلسطينيا، يحمل الجنسية الأردنية، كان يدرس اللغة الصينية في بكين قبل عشر سنوات وبدأ يقوم بالتجارة في مدينة يي وو ومدينة شنتشن قبل ثلاث سنوات. لقد أصبح مليونيرا من تجارة المنتجات الصغيرة الصينية. ؟والسياحة في

السبب الحقيقي الذي زاد معرفة الشعب الأردني والشعوب العرب بالصين هو نموها الاقتصادي والدور المهم الذي تلعبه الصين في المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة. فزيارة الوفود الأردنية الرفيعة المستوى إلى الصين لم تعد تقتصر على العاصمة بكين أو بعض المناطق السياحية بل تشمل شانغهاي وشنتشن ومنطقة سوتشو لكي تستفيد من الخبرات الناجحة  للبناء الاقتصادي وتنفيذها بعد العودة إلى الأردن. ومن الناحية السياسية يعتبر العرب الصين "قطبا" لا غنى عنه في العالم ويأملون أن تكون أكثر قوة وتمثل الدول العربية وجميع دول العالم النامية لتقول "لا" للهيمنة. ؟والسياحة في

أتذكر الأصدقاء الأردنيين وهم يسألونني: هل من السهل الحصول على التأشيرة إلى الصين،  وكم يكفي من المال للدراسة والسياحة في الصين؟ والآن أسألهم: هل جاءوا إلى الصين؟ وهل بدءوا حياتهم الجديدة بها؟ ؟والسياحة في

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.