محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2003  

الصين وسارس

القرار السياسي الصيني وإدارة الأزمة

د. محمد نعمان جلال

خبير الدراسات الاستراتيجية- البحرين

تمثل التطورات في العلوم السياسية في الربع الأخير من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين أهمية خاصة في تركيزها على نظرية اتخاذ القرار ونظرية إدارة الأزمة. ولكل من هاتين النظريتين أبعاد متنوعة ومراحل عديدة ولكن يهمنا إبداء ثلاث ملاحظات ذات طبيعة خاصة بالمفهومين:أكبر مناطق الجذب السياحي

الأولي: أن الربط بين الموضوعين يعد أمرا بالغ الأهمية للاتصال الوثيق بين إدارة الأزمة واتخاذ القرار، إذ أن إدارة أية أزمة تعني اتخاذ قرار معين بكيفية التصورات الخاصة بها وكيفية تحليلها وكيفية مواجهاتها وهذه القرارات لها تأثير على طبيعة الأزمة وعل حلها أو تعقيدها.أكبر مناطق الجذب السياحي

الثانية: أن أي قرار يُتخذ يعكس فلسفة النظام السياسي ومنهجه كما يعكس طبيعة الحضارة والمجتمع الذي يتحرك فيه القرار أو تتفاعل فيه الأزمة.أكبر مناطق الجذب السياحي

الثالثة: أنه في عالم القرن الحادي والعشرين أصبحت الكرة الأرضية بمثابة قرية صغيرة وأصبح يسيطر عليها مفهوم التفاعل والتأثير المتبادل، ومن ثم فإن أي قرار تتخذه أية قيادة في دولة ما يحدث آثاره على دول أخرى عديدة، وهذه بدورها تتخذ قرارات لمواجهة ذلك؛إيجابية أو سلبية، مما يعني أنه ليس من السهل حصر دائرة التأثير للقرار في البيئة الوطنية.أكبر مناطق الجذب السياحي

ولو اتبعنا هذا المدخل النظري الهام بنظرة تطبيقية على واقعة اكتشاف مرض السارس في الصين وتطورات انتشاره وردود الأفعال المرتبطة به فإننا ندرك على الفور أهمية هذا المدخل النظري.أكبر مناطق الجذب السياحي

فلقد اكتشف المرض في هونغ كونغ وتم تتبع مصدره ليُكتشف أنه ظهر في مقاطعة قواندونغ في جنوب الصين ثم انتشر بسرعة في عدد من المناطق الصينية بما في ذلك العاصمة بكين. ومنها بدأ في الانتشار إلى خارج الحدود في مناطق عديدة، وأحدث ذلك ظاهرة من الذعر العالمي.أكبر مناطق الجذب السياحي

وجاء توقيت انتشار المرض ليتواكب مع تغيرات سياسية واقتصادية هامة في الصين ارتبطت بتولي رئيس جديد للجمهورية ورئيس جديد للوزراء ووزارة جديدة وبرلمان جديد. وعادة أية قيادة جديدة تأخذ مرحلة لكي تستوعب الموقف في أية دولة وتستطيع أن تبلور سياستها وردود أفعالها.أكبر مناطق الجذب السياحي

ولكن رد الفعل في القيادة الصينية اختلف عن هذا المنحي التقليدي واتسم بثلاث خصائص:أكبر مناطق الجذب السياحي

الأولي: خاصية السرعة، فما أن اكتشف المرض وعرفت به القيادة حتى تحركت بسرعة ووضعت خطة استراتيجية ذات ثلاث شعب لمواجهته.أكبر مناطق الجذب السياحي

1- تكثيف البحث العلمي لاكتشاف أسباب المرض والتوصل لدواء لعلاجه.أكبر مناطق الجذب السياحي

2-  وضع قواعد صحية جديدة للمتعاملين مع المرض في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.أكبر مناطق الجذب السياحي

3-  وضع قواعد عقابية لجمهور المواطنين وخاصة في مناطق الوباء لتغيير العادات السيئة.أكبر مناطق الجذب السياحي

الثانية: خاصية الحزم والصرامة فما أن عرفت القيادة العليا بخطر المرض حتى تم تغيير وزير الصحة وقادة الحزب في العاصمة وغيرهم من المسؤولين على أساس عدم إبلاغهم القيادة في الوقت المناسب والتستر على ما حدث وعدم وضع خطة شاملة لمواجهة المرض.أكبر مناطق الجذب السياحي

الثالثة: شمولية التعامل بمعني الانتقال من المستوى الوطني والمحلي إلى المستوى الإقليمي والدولي بالتشاور مع وزراء الصحة في شرق وجنوب شرق آسيا ومع خبراء منظمة الصحة العالمية، ولكن التساؤل هو لماذا ظهر المرض في منطقة قوانغدونغ؟ لا شك أن هذا التساؤل له مبرره ومغزاه من نواح ثلاث.أكبر مناطق الجذب السياحي

أولها: أن قوانغدونغ هي أكبر منطقة تقود عملية التنمية والتقدم الاقتصادي في الصين، وبها أشهر المناطق الاقتصادية الخاصة وأهمها.أكبر مناطق الجذب السياحي

ثانيها: أن منطقة قوانغدونغ بها أكبر كثافة سكانية في الصين.أكبر مناطق الجذب السياحي

ثالثها: ان منطقة قوانغدونغ معروفة تاريخيا بانفتاحها على العالم الخارجي وحركة السياحة منها وإليها أكبر حركات السياحة في مناطق الصين وأقاليمها.أكبر مناطق الجذب السياحي

ولو فكرنا بمنطق نظرية المؤامرة فإنه يمكن القول بأن ثمة استهداف للصين في هذا المنطقة بوجه خاص وذلك لضرب الاقتصاد الصيني وعملية التنمية في الصين في معقل هام وخطير من معاقل التنمية، ويساعد على هذا التصور أمران:أكبر مناطق الجذب السياحي

أولهما: أن العالم بأسره يواجه عملية ركود اقتصادي بما في ذلك الدول الصناعية المتقدمة وهذا يطرح التساؤل لماذا تترك الصين لكي تحقق نموا اقتصاديا مطردا؟ ألا يهدد ذلك مكانة دول أخرى لو استمر هذا المعدل من التقدم.أكبر مناطق الجذب السياحي

ثانيهما: أن الفيروس الذي أوجد هذا المرض يقال انه تم تخليقه أي انه ليس طبيعيا وإنما صناعي. والسؤال هو، من الذي قام بعملية التخليق هذه؟ وكيف تم نقله إلى هذا المكان الذي بدأ الانتشار منه؟.أكبر مناطق الجذب السياحي

وننتقل إلى أسلوب المعالجة أو تجنب المرض أو بالأحرى أسلوب الوقاية منه والحد من انتشاره. وهنا فان المنهج الصيني أخذ موقفا بالغ الصرامة بفرض عقوبات على الذين يبصقون في الأرض أو غير ذلك من العادات غير الصحية. والواقع أن هذه العادة المنتشرة في كثير من مناطق الصين تعد من العادات المذمومة وشعرت بسعادة للقرار الصيني بالقضاء عليها ومعاقبة مرتكبيها، ومع هذا فإن التساؤل يثور مرة أخرى لماذا قوانغدونغ؟ إذا كانت هذه العادة منتشرة في كل الصين وفي مقاطعات أكثر ازدحاما وأكثر تخلفا من قوانغدونغ.أكبر مناطق الجذب السياحي

لا شك أن كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابة وربما تظهر الفترة القادمة بعض الشواهد التي تقدم إجابات ولو مبدئية عن سر هذه الظاهرة وسبب انتشارها.أكبر مناطق الجذب السياحي

ولكن رغم كل ذلك فلا ينبغي أن نستطرد مطولا في مدلولات نظرية المؤامرة رغم صحتها في التحليل السياسي ووجود شواهد عليها. فالأهم هو السير في مناهج وطرق متعددة منها، ما يتعلق بالبحث عن سر انتشار المرض في إطار التحري والتدقيق، ومنها ما هو خاص بالبحث عن سر انتشار المرض من الزاوية الصحية والاجتماعية، ومنها البحث العلمي عن طرق العلاج الناجعة، ومنها البحث الإعلامي لكيفية مواجهة الآثار الصحية الضارة التي لحقت بعملية التنمية والسياحة التي كانت مفخرة للتطور الصيني المعاصر، ومنها تعزيز الدور الصيني والجهد الصيني المتصل بالإطار الدولي، خاصة أن لدي الصين الكثير من الأدوية المعتمدة أو المستخلصة من الأعشاب المنتشرة بوفرة وتنوع في مختلف أقاليم الصين ولكل أقاليم أعشابه الخاصة به ومستخلصاته الطبية. ولا أدري هل من الجدوى وجود تنسيق في الإنتاج والتسويق أو توحيد لذلك أم من الأفضل ترك الأمر للتنافس بين الأقاليم المختلفة؟ وأيا كانت السياسات التي ستقررها الحكومة فإنه من الضروري مراعاة أمرين:أكبر مناطق الجذب السياحي

أولهما: تعزيز معايير إنتاج الأدوية والمستخلصات الطبية من الأعشاب لضمان جودتها ودقة الإنتاج والمقاييس.أكبر مناطق الجذب السياحي

ثانيهما: وجود شرح باللغة الإنجليزية للمستحضرات الطبية الصينية فخروج الصين للعالم الخارجي يستلزم مزيدا من الاهتمام بالنشرات الطبية ووجودها في علب الأدوية والمواد الطبية.أكبر مناطق الجذب السياحي

ومرة أخرى تؤكد الصين مقدرتها على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب ونأمل أن يحقق ذلك النتائج المرجوة بالقضاء على المرض وانتشاره سواء في الصين أو خارجها مع استعادة الصين لحركتها الاقتصادية ونموها وكونها أكبر مناطق الجذب السياحي على مستوي العالم بأسره ومن أكبر مناطق جذب الاستثمارات العالمية.أكبر مناطق الجذب السياحي

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.