محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2003

العلاقات الصينية السعودية

في ثلاث عشرة سنة

 

تحتفل جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية في هذا الشهر بمرور ثلاث عشرة سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد كانت السعودية آخر دولة عربية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين غير أن هذه العلاقات شهدت تطورا كبيرا، خاصة في المجال الاقتصادي حيث أصبحت المملكة أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة العربية بحجم تبادل تجاري زاد على الخمسة مليارات دولار أمريكي عام 2002.العلاقات السياسيةالعربية بحجم

لهذه المناسبة التقت "الصين اليوم" سفير المملكة لدى الصين الدكتور عبد الرحمن بن محمد البشر الذي ألقى المزيد من الضوء على العلاقات الصينية السعودية.العلاقات السياسية

الصين اليوم: ما هي أهم المحطات في رحلة العلاقات الصينية السعودية خلال هذه السنوات الثلاث عشرة؟العلاقات السياسيةالعلاقات السياسية

السفير: لقد بدأت العلاقات عام 1990، وقد شهدت خلال هذه الفترة تطورا مستمرا وبشكل طردي، أي أنها لم تشهد في أي فترة تراجعا أو انخفاضا أو حتى ثباتا. وقد توج العلاقات خلال هذه الفترة، التي تعتبر قصيرة بمقاييس العلاقات الدولية، تلك الزيارة الكبيرة الهامة التي قام بها فخامة الرئيس (السابق) جيانغ تسه مين للمملكة العربية السعودية، وهي زيارة آتت أكلها بتوقيع بعض الاتفاقيات بين البلدين، وكذلك زيارة هامة أخرى بقدر أهمية الزيارة السابقة وهي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز إلى الصين وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية والاقتصادية والسياسية، إضافة إلى ذلك قام صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بزيارة ناجحة إلى الصين في أكتوبر عام 2000، ومن حسن الطالع أن هذه الزيارة تمت بعد قدومي إلى الصين سفيرا بيومين فقط فحظيت بمقابلة فخامة الرئيس (السابق) جيانغ قبل أن أقدم أوراق اعتمادي.العلاقات السياسية

الصين اليوم: على الرغم مما ذكرت من هذا التواصل السياسي بين البلدين إلا أننا لم نشهد، على الأقل على مستوى الرأي العام، تنسيقا صينيا سعوديا أو عملا مشتركا بين البلدين تجاه قضايا دولية تهمها؛ في مسألة العراق على سبيل المثال، ما تعليقكم؟العلاقات السياسية

السفير: أعتقد أن هذا غير صحيح، لأنني على علم، بل أؤكد أنني كنت وسيطا في تهيئة بعض الترتيبات بين السعودية والصين في موضوع العراق الذي أشرتم إليه، ولعلكم تعلمون أن مواقف البلدين متطابقة تماما في هذا الموضوع وهو ما يدل دلالة واضحة على أن هناك تنسيقا عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين.العلاقات السياسية

الصين اليوم: العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطورا ملحوظا ولكن يبدو أن الاستثمارات السعودية لم تعرف طريقها إلى الصين بعد. لماذا؟العلاقات السياسية

السفير: يلعب الاقتصاد دورا هاما في العلاقات الدولية في هذا العصر بل يعتبر أس هذه العلاقات، والمملكة هي الشريك التجاري الأول بين الدول العربية للصين حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو خمسة مليارات دولار أمريكي عام 2002، ولكن الاستثمار في أضعف حالاته للأسف، سواء الاستثمار السعودي في الصين أو الاستثمار الصيني في السعودية.العلاقات السياسية

وأعتقد أن علينا جميعا أن نتكاتف مع أصدقائنا الصينيين في تهيئة المناخ لتشجيع الاستثمار للسير في هذا المضمار، فقد حرص الجانبان على أن يقوم وفد كبير من المملكة بزيارة الصين، هذا الوفد اشتمل على أكبر عدد من المستثمرين السعوديين بلغ نحو 100 تقريبا من كبار التجار الذين وصلوا إلى الصين في خطوة نعتقد أنها ستؤتي أكلها في القريب العاجل. أما عن معوقات الاستثمار فأنا أعتقد شخصيا أن الأمر أسهل مما نتصور. المشكلة حتى الآن أننا، من هذه الناحية، لا نعرف بعضنا جيدا، أما سبل وظروف الاستثمار فهي متاحة، مثلا، السعودي لا يعرف عن القوانين في الصين، كما أن المستثمر السعودي اعتاد أن يذهب إلى أوروبا وأمريكا للاستثمار هناك، ولكي نفتح له نافذة على عالم آخر فهذا يحتاج إلى جهد مضاعف، وبعد أن يركب البعض السفينة سيقفز الآخرون إليها لأن الكنز كبير في كلا البلدين.العلاقات السياسية

أما الجانب الصيني فلا يعرف عن الشرق الأوسط إلا أنه غني بالنفط ولديه مشاكل كثيرة من ضمنها عدم الاستقرار، وهذا يخالف الواقع في بعض مناطق الشرق الأوسط، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية التي تتمتع باستقرار تام ولهذا فإن من مسئوليتنا بذل مزيد من الجهود والتعريف بهذه الحقيقة.العلاقات السياسية

الصين اليوم: استكمالا لهذا، وعلى ضوء غياب الحقيقة، الصورة التي يعرفها المواطن الصيني عن السعودية هي ذلك البلد الغني بالنفط المنغلق الذي يمثل الإسلام المحافظ، ما هو دور السفارة في تقديم صورة صحيحة للمملكة في الصين؟العلاقات السياسية

السفير: أعتقد أن هذا له قنوات تسعى السفارة جاهدة إلى استثمارها لوضع الحقيقة أمام الرأي العام الصيني، ومنها الإعلام، وقد عملت المملكة، وما زالت تعمل، من خلال التلفزيون والصحف والمجلات لتعريف الأصدقاء الصينيين بالإسلام كدين للسلام والمحبة والإخاء، وكذلك تتعاون السفارة مع الجمعية الإسلامية الصينية لتعريف الصيني بماهية هذا الدين وأنه دين خير وسلام. الأمر الثاني الذي أريد أن أشير إليه هو أن الشعب الصيني العظيم قد تشرب عبر تاريخه المجيد كثيرا من الفلسفات والأفكار مثل الفلسفات والأفكار الكونفوشية والطاوية والبوذية، إضافة إلى الإسلام والمتمعن لتلك الفلسفات يدرك أنها تتطابق، في أخلاقياتها، مع ما يدعو له الإسلام من أخلاقيات، ولهذا فإنني أجد الثقافة الصينية والثقافة الإسلامية ثقافتين متطابقتين في المناحي الأخلاقية.العلاقات السياسية

الصين اليوم: لا شك أن العلاقات الثقافية بين الصين والسعودية تشهد تطورات ملحوظة ولكن أين العلماء والمفكرون الصينيون من الجوائز العلمية والفكرية للمملكة؟العلاقات السياسية

السفير: أولا، المملكة دأبت على أن تدعو كل عام عددا من المفكرين الصينيين للمشاركة في مهرجان الجنادرية الثقافي الشهير، وقد شارك في المهرجان الأخير ثلاثة من أصدقائنا الصينيين مشاركة فعالة بل تم اختيار أحدهم ليلقي كلمة ضيوف المهرجان أمام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وهذا يدل دلالة تامة على تقدير المملكة لعلماء الصين ومثقفيها وكما تعلمون إن الجوائز التي تقدم من المملكة وأشهرها جائزة الملك فيصل تتم بأن ترشح جهات علمية أكاديمية، من جامعات ومراكز بحوث أو مؤسسات علمية شخصيات لنيل الجائزة، والمملكة تفتح ذراعيها لترشيح من تراه المؤسسات والجهات العلمية في الصين لاستقبال ترشيحهم للعلماء من أصدقائنا الصينيين.العلاقات السياسية

الصين اليوم: ما هو الدور الذي تقوم به سفارتكم للتواصل مع المسلمين الصينيين، بعيدا عن بناء أو تجديد المساجد؟العلاقات السياسية

السفير: لا شك أن المملكة تعتبر نفسها خادمة للمسلمين في كل مكان بالعالم، وتعتبر ذلك شرفا لا يضاهيه شرف. والمسلمون الصينيون هم جزء من ذلك العالم الإسلامي العظيم الذي يساهم في الحضارة العالمية، والمملكة عبر سفارتها وعلمائها تتصل بإخواننا المسلمين الصينيين بعد التنسيق مع الجمعية الإسلامية الصينية وذلك لعمل ما يتعدى بناء المساجد أو ترميمها؛ مثل المحاضرات والندوات وتوزيع المصاحف وغيرها من أوجه النشاط الإسلامي، إضافة إلى تلمس المملكة بعض المشاريع في المناطق ذات الأغلبية المسلمة لمحاولة المشاركة والمساهمة بما يعود بالنفع على أبناء المسلمين في الصين.العلاقات السياسية

الصين اليوم: في الختام كلمة توجهها للشعبين الصيني والسعودي في هذه المناسبة.العلاقات السياسية

السفير: أريد أولا أن أقول إن هذه العلاقات ناشئة من الثقافات؛ وعندما تنشأ العلاقة من الثقافة فإنها تحظى بالديمومة، بينما عندما تكون العلاقات ناشئة لأجل المصلحة فقط فإنه يتخللها الكثير من العثرات. ولهذا فإن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية دائمة بإذن الله بين بلدينا، حكومة وشعبا. العلاقات السياسية  

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

كلنا شرق
Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.