محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2003

التبت..الحضارة التي أساء الغرب فهمها

                 دو يونغ بين     باحث بمركز بحوث التبت   

في روايته "الأفق المفقود" التي أصدرها عام 1933 تحدث الكاتب الأمريكي جيمس هيلتون عن شانغري-لا "Shangri-la" ووصفها بأنها اليوتوبيا، أو المدينة الفاضلة، وأصبحت شانغري-لا في اللغة الإنجليزية مرادفا لهذا العالم الخيالي الخالي من الشرور، العامر بالخيرات. الغربيين، وعرف

الحقيقة أن السيد هيلتون لم يزر التبت قط، وإنما استوحى أفكاره عنها من كتابات عالم نباتي أمريكي اسمه جوزيف روك عاش في منطقة التبت من عام 1922 إلى عام 1949.الغربيين، وعرف

رواية الأفق المفقود تحولت إلى فيلم في عام 1937، وشاعت أغنية الفيلم، شانغري-لا. ومنذ ذلك الوقت خُلقت هذه الصورة الخيالية التي هي المرادف للمدينة الفاضلة. بعد ذلك اشترت مؤسسة من هونغ كونغ مملوكة لأسرة قوه اسم "Shangri-la". والآن أصبحت شانغري-لا اسما لسلسلة من الفنادق والمنتجعات. خلال نصف قرن باتت شانغري-لا مهوى أفئدة الناس، الذين نسوا أن شانغري-لا ليست إلا اسما، لمكان في رواية خيالية، وزادت شانغري-لا من هالات السحر والغرابة والأوهام التي تكتنف التبت.الغربيين، وعرف

الحقيقة، أن شانغري-لا في اللغة التبتية تعني "المكان الممتلئ سعادة وبهجة، والكلمة أصلها "شامبالا" (Shambhala). وفي أسفار البوذية تقول قصة إن كالاكاكرا تانترا Kalacakra Tantra محفوظ في "شيانغبالا"، وهي عاصمة لمملكة في شمال جبال هيمالايا، ذات قصور فخمة، أهلها طيبون مسالمون.الغربيين، وعرف

لقد أساء الغربيون فهم الثقافة التبتية والبوذية التبتية، أو ما يسمى باللامية في مجالات كثيرة بسبب خصائص بيئة التبت الجغرافية وخلفيتها الحضارية. ومازالت منطقة التبت، ونحن في القرن الحادي والعشرين، لغزا للعالم. الغربيين، وعرف

مكان على الأرض أم جنة في السماء؟ الغربيين، وعرف

الأديان المحلية واللامية هما الثقافة الرئيسية في التبت القديمة، وهما المسيطران على مجتمع التبت وأفكار أبنائه. تختلف الأديان المحلية واللامية عن الأديان الأخرى في العالم اختلافا كبيرا. معابد التبت الرائعة، العامرة بالزوار، والتي تدهش الأبصار ألهت مجتمع وحضارة التبت وجعلت التبت ومدينة لاسا المقدسة معروفة في داخل البلاد وخارجها أيضا.الغربيين، وعرف

في الغرب يعتبرون حضارة الشرق، خصوصا حضارة التبت، سرا يستعصي على الفهم. وكانت جبال هيمالايا وقمة جومولانغما (البعض يسميها خطأ قمة إيفرست) وجبال قانغديسى ونهر يالوتسانغبو حواجز طبيعية للتبت، وكان من الصعب على الغربيين أن يزوروا التبت، فهي بالنسبة لهم قمر في الماء وزهرة في الضباب، مما زاد من جاذبيتها لديهم وولعهم بها.الغربيين، وعرف

في الغرب يعتقدون أن التبت هي المدينة الفاضلة "شانغري-لا"  فيها من كل الخيرات. في النصف الثاني للقرن العشرين تطورت الحضارة المادية كثيرا في الغرب، وعجزت الثقافة الروحية عن تلبية الاحتياجات الطبيعية للغربيين، وكانت اللامية هي الملاذ لهم؛ ثقافيا، ظهرت أهمية الأمة والإقليم مع تطور العولمة. وسياسيا، أصبحت التبت قضية هامة تتعلق بالسيادة والقومية والدين وحقوق الإنسان.الغربيين، وعرف

"شانغري-لا" في عالم البشر الغربيين، وعرف

تطورت حضارة التبت عبر طريقين، ديني ودنيوي، ومنطقة التبت هي المنطقة التي يتجمع بها أبناء هذه القومية، وبسبب بيئتها المغلقة كان من الصعب أن تدخلها ثقافات من خارجها، لذلك بقيت هذه الثقافة محتفظة بسماتها الأصلية. تتعايش في التبت الثقافة الدنيوية مع الثقافة الدينية، وتوجد الثقافة الأرستقراطية مع الثقافة الشعبية. وبرغم تحكم اللامية في الحياة الروحية للناس، الثقافة الدنيوية المفعمة بالحيوية تركت أثرا عميقا في الجماهير. الغربيين، وعرف

تنقسم الثقافة الدنيوية إلى الثقافة الأرستقراطية والثقافة الشعبية. الثقافة الأرستقراطية التي تشكلت على خلفية ثقافة قومية التبت مزيج من الثقافة الهندية والثقافة الغربية ولكنها لا تلعب دورا كبيرا في التبت. وتنقسم الثقافة الشعبية إلى الثقافة الجوهرية والثقافة الجماهيرية. الثقافة الجوهرية تشتمل على الطب التبتي والفلك والفنون الخ. والثقافة الجماهيرية تشتمل على العادات والتقاليد الخ. الغربيين، وعرف

في القرن العشرين بدأت الثقافات الخارجية والثقافة الدنيوية العصرية تتسلل إلى منطقة التبت وأخذت تنافس الثقافة الدينية المحلية وتواصل تطور الثقافة الدنيوية. تم تحرير التبت سلميا في خمسينات القرن العشرين وألغيت سياسة "دمج الإدارة الحكومية بالإدارة الدينية"، وأصبحت الثقافة الدنيوية ثقافة رئيسية في التبت. وازدادت الأعياد الجديدة على أساس الأعياد التقليدية. خففت مشاركة الثقافة العصرية هالة الغموض التي تكتنف حضارة التبت.الغربيين، وعرف

ظهرت "حماسة التبت" في داخل البلاد وخارجها في تسعينات القرن العشرين. توسع أثر اللامية إلى الخارج. ازدادت الأعمال الفنية والأدبية والسينمائية عن منطقة التبت وقومية التبت. وتتطور البحوث ذات العلاقة بالتبت، ففي العشرين سنة الأخيرة نشر الكثير من الكتب والمؤلفات عن بحوث التبت.الغربيين، وعرف

حققت منطقة التبت تقدما كبيرا في مجال الاقتصاد في السنوات الأخيرة، تتطور وسائل النقل والمواصلات والتلفزيون والإذاعة بها بصورة مدهشة. في المدن الكبيرة والصغيرة توجد مقاهي الإنترنت والبورصة وانتشرت أجهزة الكمبيوتر والهاتف النقال، أصبح الوصول إلى منطقة التبت يسيرا فزارها كثير من الغربيين، وعرف العالم عنها أكثر ولم تعد التبت لغزا بل حقيقة جلية للداني والقاصي. الغربيين، وعرف

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

شباب وملاعب

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.