محتويات العدد 7 يوليو (تموز) 2003  

الصينيون المسلمون.. دور متواصل في

توثيق العلاقات الصينية العربية

منذ أن دخل الإسلام الصين كان الصينيون المسلمون دائما الجسر الذي يربط بين الصينيين والعرب، وقد انتبه الجانبان، الصيني والعربي، إلى أهمية هذا الجسر منذ الزمن الباكر وسعى كلاهما إلى توظيفه بما يخدم علاقاتهما، وكتاب "تاريخ العلاقات الصينية العربية" الذي تنشره "الصين اليوم" على حلقات، يلقي الضوء على الكثير من جوانب التواصل الصيني العربي والدور المركزي الذي لعبه الصينيون المسلمون فيه. توثيق العلاقات

والحقيقة  أن دور الصينيين المسلمين كرأس جسر يربط بين الصين وبلاد العرب لم يتوقف عند مرحلة تاريخية معينة؛ وفي العصر الحديث عندما تعرضت الصين للعدوان الياباني في ثلاثينيات القرن العشرين كان وفدها إلى البلدان العربية الذي سافر ليحشد الدعم لقضية تحرير الصين من الاحتلال الياباني، كان مكونا من علماء مسلمين، وقد زار هذا الوفد مصر وفلسطين وغيرهما ولقي استقبالا حارا وحظيت دعوتهم بتفهم واستجابة من جماهير المسلمين لدرجة أن المصريين قرروا مقاطعة البضائع اليابانية دعما للمقاومة الصينية بل وتوجه شباب من مصر يعرضون التطوع للقتال إلى جانب إخوانهم الصينيين المسلمين. توثيق العلاقات

وعندما تأسست جمهورية الصين الشعبية في غرة أكتوبر عام 1949 لم تقدم أي دولة إسلامية على الاعتراف بالصين، بتضليل من الدعاية الغربية، غير أن القادة الصينيين وعوا منذ البداية أن طريقهم إلى العواصم الإسلامية لابد أن يكون عبر الصينيين المسلمين، ومن هنا بادرت القيادة الصينية بتيسير إقامة الجمعية الإسلامية الصينية عام 1953 لتكون التنظيم المؤسسي لكل الصينيين المسلمين، وأن تكون وزارة الخارجية الصينية، إن جاز التعبير، للصين لدى الدول الإسلامية. الأكثر من ذلك أن رئيس مجلس الدولة (الوزراء) الراحل شو ان لاي عندما توجه إلى حضور مؤتمر باندونغ عام 1955 الذي كانت العديد من الدول المشاركة فيه إسلامية وعربية، اصطحب معه مستشارا له من الصينيين المسلمين هو الشيخ الجليل المرحوم دا بو شنغ، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، فكان ذلك ردا عمليا على الدعاية الغربية بأن الصين تعادي الإسلام وكان الشيخ الراحل دائما بداية خيط الحديث مع الزعماء المسلمين والعرب المشاركين، ومن بينهم الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر والأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز ولي العهد السعودي آنذاك، وأثمر اللقاء اتفاقات أسهمت في التعجيل بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعديد من البلدان العربية.توثيق العلاقات

على الجانب الآخر ارتبطت الصين في الوعي العربي بوشائج إسلامية، ولعل القول المنسوب إلى الرسول العربي محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، بأن اطلبوا العلم ولو في الصين قد أسهم في تكريس هذه الفكرة التي استمرت عبر الزمن، فمستشار الملك فاروق، ملك مصر السابق، لشئون شرقي آسيا كان صينيا من طلاب البعثة التعليمية الصينية الذين درسوا بالأزهر الشريف في ثلاثينيات القرن الماضي، وعندما أدى وفد الحجاج الصينيين الأول بعد قيام الصين الجديدة الفريضة زاروا مصر وسورية والأردن ولبنان وليبيا وتونس واليمن، والتقوا مع قادتها وكما تشير مقالتنا "شذرات من تاريخ علاقات الصين مع العالم الإسلامي" كان للصينيين المسلمين في السنوات الأولى لتأسيس الصين الجديدة دور كبير في كسر الطوق الإمبريالي المفروض على الصين. وقبل أن تقام العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين بكين  والقاهرة كان المسئول المصري الأول الذي زار الصين بعد مؤتمر باندونغ هو الشيخ أحمد حسن الباقوري،  وزير الأوقاف الذي وقع أول اتفاقا ثقافيا بين البلدين.توثيق العلاقات

صفحات عديدة ناصعة سجلها الصينيون المسلمون في سجلات العلاقات الصينية العربية ونحن على يقين أنهم مازالوا قادرين على إضافة المزيد والمزيد لهذه العلاقات، ولهذا فإننا نعتبر الجمعية الإسلامية الصينية ركنا هاما في توثيق العلاقات الصينية العربية، مواصلة للدور الذي لعبته على مدى الخمسين عاما الفائتة. توثيق العلاقات

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.