محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2003  

في اليوم العالمي للطفل

البعض يفضلونها بدون أطفال!يفض

بحلول اليوم العالمي للطفل في الأول من هذا الشهر، يونيو 2003، تكون سياسة الطفل الواحد المعمول بها في الصين قد دخلت عامها الثالث بعد العشرين؛ تلك السياسة التي هبطت بمعدل المواليد في بر الصين الرئيسي بنسبة 50%، حيث انخفض هذا المعدل من 33,34 في الألف خلال حقبة سبعينات القرن الماضي إلى 15,33 في الألف  عام 1999. معدل الخصوبة أيضا تراجع كثيرا من 5,81 أطفال لكل امرأة إلى حوالي طفلين، وبرغم ذلك يستقبل بر الصين الرئيسي 16 مليون مولود جديد كل عام أي أكثر من 30 طفلا في كل دقيقة بسبب  حجم السكان الضخم الذي يصل 1,28 مليار نسمة، أي خمس سكان العالم.وبرغم ذلك يست

غير أن التطورات التي طرأت على المجتمع الصيني خلال الربع قرن الأخير  فرضت معالم أخرى على سياسة الطفل الواحد؛ فالقيود المفروضة على الإنجاب أُلغيت في بعض المدن الصينية، فلم يعد الزوجان  ملزمين بالحصول على موافقة الجهات الرسمية قبل الإنجاب كما كان الحال من قبل، بينما يمكن لبعض الأسر أن تنجب طفلين؛ فإذا كان قانون السكان والأسرة ينص على أن الزوجين اللذين ينجبان أطفالا أكثر من العدد المحدد عليهما أن يدفعا ما يسمى "رسوم دعم اجتماعي" لخزانة الدولة فإن هذا القانون يعطي الحكومات المحلية حرية السماح لأزواج معينين بإنجاب طفل ثان. على سبيل المثال في مقاطعة آنهوي الواقعة في وسط الصين يُسمح للمطلق (أو المطلقة) بإنجاب طفل آخر من الزواج الجديد، وكذلك يسمح للأزواج الذين يعملون في مجال المناجم بإنجاب طفل ثان بالنظر إلى خطورة هذه  المهنة. وفي مقاطعة هوبي إذا كان الزوج والزوجة من الأبناء الوحيدين يحق لهما إنجاب طفلين.وبرغم ذلك يست

المثير للدهشة، وربما القلق أيضا، هو أن بعض المدن الصينية، وبخاصة المتميزة اقتصاديا، بدأت تشهد معدل زيادة سكانية سلبيا، ومن ذلك مدينة شانغهاي، بكل ما يفرضه ذلك من تحديات وأعباء على هذه المدينة مع تراجع نسبة الشباب وارتفاع نسبة المسنين وما يعنيه ذلك من ارتفاع نسبة الإعالة؛ أي عدد الأفراد الذين يعولهم الفرد.وبرغم ذلك يست وبرغم ذلك يست

ليست هذه الحالة هي كل ما يثير الدهشة في خريطة السكان والأسرة في الصين، فهناك توجهات جديدة، إن لم تأخذ طابع الظاهرة، فعلى الأقل تزداد، ومن ذلك النساء اللاتي رفعن شعار .. أطفال نعم .. زواج لا‍! كيف؟وبرغم ذلك يست

في مقاطعة جيلين الواقعة شمال شرقي الصين تنص لائحة السكان وتنظيم الأسرة بالمقاطعة وتحديدا المادة 30 من اللائحة على أن المرأة التي تبلغ السن القانونية للزواج ولكنها لا تريد أن تتزوج في المستقبل يمكنها أن تلجأ إلى العلوم الطبية لتحصل على طفل إن شاءت! وبرغم ذلك يست

البعض من النساء رحب بهذا التحول الدرامي في مفهوم الزواج والأسرة، ومنهن السيدة وو التي يأست من علاقتها مع صنف الرجال ولا تريد أن تتزوج. وو، التي تحلم بأن يكون لها طفل قالت "أشك دائما في الربط بين الزواج وإنجاب الطفل، فأنا لست في حاجة إلى رجل يساعدني في تربية الطفل؛ لا ماديا ولا معنويا".  غير أنها قالت إنها قد لا تستطيع المخاطرة بتعريض طفلها للتمييز بجعله يشعر أنه مختلف عن الأطفال الآخرين منذ الأيام الأولى في روضة الأطفال. وو، التي تقيم في بكين، حيث لا تطبق مثل هذه اللائحة قالت إنها قد تنتقل إلى جيلين لتحقيق حلمها. وبرغم ذلك يست

لائحة جيلين أثارت جدلا اجتماعيا في الصين على كافة المستويات. البعض قال "إنها خطوة على طريق حماية حق المرأة في عدم الزواج" وحسبما قال وانغ شي تشو، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الشعبي المحلي  ببكين "الناس لديها الآن حرية أكثر لتقرير أسلوب حياتهم في مجتمع يصبح أكثر تسامحا، وهناك العديد من النساء غير راغبات في التضحية بالهبة الطبيعية بحمل طفل برغم أنهن يعارضن الزواج".وبرغم ذلك يستوبرغم ذلك يست

إذن كيف تحصل المرأة غير الراغبة في الزواج على طفل؟وبرغم ذلك يست

استخدام السائل المنوي الذي يكون تبرعا من شخص ما هو أفضل إجراء طبي متاح للسماح للمرأة أن تصبح حاملا. والمعمول به دوليا أن المستشفيات لا تفصح عن مصدر السائل المنوي. غير أن كثيرين يشككون في إمكانية تطبيق ذلك في المجتمع الصيني، وهو مجتمع إن لم يكن دينيا فإن له تقاليد اجتماعية  راسخة قد تحتاج وقتا لتغييرها. وانغ قال "ليس هناك كثير من النساء لديهن أعصاب لتحمل الرأي العام حتى وإن كانت هناك لائحة قانونية تدعمهن". ويرى البروفيسور فو شيو هوا، الأستاذ بكلية علم الاجتماع والفلسفة في جامعة جيلين، أن أفضل طريقة لتربية الطفل تكون عبر الجهود المشتركة للوالدين، فعدم وجود أب قد يكون له أثر سلبي على نمو الطفل. وبرغم ذلك يست

هذه اللائحة القانونية، إذا قررت  بعض النساء الاستفادة منها ستفتح ثغرات في قانون الطفل الواحد، ففي حال قررت فتاة أن يكون لديها طفل بالسبل العلمية الطبية ثم غيرت رأيها فيما بعد واختارت أن تتزوج سيكون لزوجها الحق، قانونيا أيضا، أن يكون له طفل من صلبه هو، وإذا حدث ذلك سيكون لدى هذه الأسرة طفلان، وهو ما يتعارض مع سياسة السكان وتنظيم الأسرة. ثم ماذا لو ماتت هذه الأم؟ من يتحمل مسئولية الطفل؟ هل الوالد البيولوجي الذي تبرع بسائله المنوي؟ وعندما يصبح هذا الأب البيولوجي مسنا هل يكون الابن ملزما برعايته في شيخوخته؟ الأكثر هو حق هذا الطفل، كأي طفل، في أن يتمتع بالحب والحنان الأبوي، ويحصل على دعم وتربية الأب.وبرغم ذلك يست

هذه الصورة لها جانب آخر يختلف تماما؛ فبعض الأزواج والزوجات قرروا بمحض إرادتهم، وهم بكامل وعيهم القانوني والنفسي والصحي ألا ينجبوا أطفالا، والأسباب متعددة.وبرغم ذلك يست

ظاهرة الزوجين بدون أطفال والتي يطلق عليها اختصارا أسرة دينك DINK  وهي الحروف الأولى من عبارة DOUBLE INCOME NO KIDS  والتي تعني أن الأسرة يكون لها دخلان وليس لديها أطفال باتت ظاهرة لافتة في الصين. وبرغم ذلك يست

في مدينة تيانجين التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نفس يوجد زوجة واحدة من بين كل 10 زوجات اختارت ألا تنجب، والنتيجة أن عدد المواليد الجدد في العام الماضي بالمدينة كان 74600 وجه جديد، وهو رقم يقل 24 ألفا عن الرقم في عام 1997. وقد كشف الإحصاء السكاني الوطني الذي أجري عام 2000 أن عدد الأطفال حتى سن 14 في تيانجين بلغ 1,68مليون أي حوالي 16و8% من سكان المدينة، وأقل بنسبة 6% عن الرقم في عام 1990 والذي كان 1,99 مليون. وبرغم ذلك يست

أول جهة تأثرت بظاهرة أسر دينك هذه كانت دور الحضانة ورياض الأطفال، فبعض منها لم يجد العدد الكافي من الأطفال واضطر إلى الإغلاق. الأرقام تقول إن تيانجين كان بها عام 1995 حوالي 4700 حضانة وروضة أطفال، في عام 2001 انخفض الرقم إلى 2600 فقط‍. والدور سيأتي قريبا بالطبع على المدارس الابتدائية وما يتلوها. وبرغم ذلك يست

الخبراء يعزون ظاهرة الانخفاض الحاد في معدل المواليد ليس فقط إلى سياسة الطفل الواحد وإنما يعتبرون ذلك مرآة تعكس التغيرات الهائلة في أسلوب حياة الصينيين؛ فمع وجود نظام قوي للضمان الاجتماعي ووجود مرافق رعاية اجتماعية قوية متكاملة لم يعد الزوجان، عندما يبلغا الكبر، في حاجة ماسة إلى الاعتماد على الأبناء، إضافة إلى أن الشباب من الجنسين يعتبر حاليا التقدم في العمل اكثر أهمية من الأسرة، بل إن البعض يعتقد أن الطفل يمثل عبئا ماديا ونفسيا‍.

علماء الاقتصاد سعداء بالظاهرة؛ فالبروفيسور قوه هونغ ماو، أستاذ الاقتصاد بجامعة نانكاي في تيانجين يعتبر أن تحجيم النمو السكاني يمكن أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فمع تقليل الاستهلاك سيرتفع متوسط دخل الفرد من خلال تخفيف الضغط على التعليم وفرص العمل والخدمات الطبية والأمن العام والبيئة. وبرغم ذلك يست 

الأسباب التي تبرر بها أسر دينك اختيارها  بعدم إنجاب طفل متعددة؛ ففي دراسة ميدانية أجريت على عينة من هذه الأسر قال 39%  إن تربية الطفل تحتاج وقتا طويلا وتؤثر على رفاهية حياتهم. 18,6% لا يريدون الطفل لأسباب اقتصادية بينما 16,7% قالوا إنهم مشغولون لدرجة لا يستطيعون معها إنجاب طفل!وبرغم ذلك يست

إنها مفارقات قد تبدو للبعض غريبة، فأنا، وربما أنت أيضا، أعرف ناسا ينفقون من الجهد والمال الكثير من أجل طفل وأحيانا ينالون بغيتهم وأحيانا يُحرمون مما يريدون. ولله في خلقه شؤون.. عجيبة!وبرغم ذلك يست

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.