محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2003
الطفل الواحد كبُر

تشانغ هوا

قبل عشرين عام تقريبا بدأ عدد كبير من الناس الاستجابة بأن يكون لكل زوجين طفل واحد. وقد نالت هذه الدفعة الأولى من أجيال الطفل الواحد اهتماما كبيرا سواء داخل الصين أو خارجها، ذلك أن هذا الجيل اتسم بصفات غير محبذة ليس اقلها التكبر والتعسف والأنانية وعدم الرغبة في المشاركة والتعاون مع الآخرين. وتلك الظواهر لم تكن مصدر إزعاج لأولياء الأمور فحسب بل أثارت انتباه علماء نفس الاجتماع والتربية وأجهزة الإعلام. الكل حاول أن يستبطن أو يستشرف تأثير هذا الجيل على الصين بل والعالم مستقبلا..الكل حاول أن

في عام 1986 نُشرت مقالة بعنوان "الإمبراطور الصيني الصغير" أحدثت صدى واسع النطاق. المقالة أشارت إلى أن الصين تشهد العديد من المستجدات بعد دخولها الثمانينات (القرن الماضي) ومنها مسألة الطفل الواحد الذي يدلل بكل أفراد الأسرة، ويعتني به جدان وجدتان بكل ما أوتوا من قوة، أما الطفل فيتعالى على والديه، وسوف تشهد كل أسرة صينية إمبراطورا صغيرا في المستقبل.الكل حاول أن

التفوقات

أربع وعشرون عاما انقضت وكبُر هذا الجيل من الطفل الواحد. البروفيسور فنغ شياو تيان، الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة نانجينغ، أجرى دراسة استغرقت سنوات عديدة من البحث والتحقيق العلمي في مسألة الطفل الواحد وتوصل إلى أن ما حدث قبل عشرين عاما كان حالة من القلق والفكر المسبق حيث أثبتت دراسته أن الطفل الواحد أفضل من غيره في نفس العمر من حيث التواصل الاجتماعي، وفي ظل الظروف الجديدة يتعرف على أصدقاء جدد أسرع منهم، ومن الواضح أن هذا الجيل أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين ومن حيث عدد الأصدقاء. لم يظهر إمبراطور في كل أسرة بالصين ولن يظهر في المستقبل بالتأكيد.الكل حاول أن

يقول سون يون شياو، الباحث في المركز الصيني لبحوث الشباب والصبية الذي قام بدراسة ومتابعة مسألة الطفل الواحد خلال سنوات عديدة إن هذا الجيل ممتاز جدا برغم أن لديهم بعض نقاط الضعف، في ظل الظروف الاجتماعية الأفضل نسبيا الشباب والصبية  في الصين الآن أميز من الشباب والصبية في أي عصر في التاريخ، وهذا يظهر في  مزاياهم المتفوقة واهتمامهم بتنمية الذات وجرأتهم على المغامرة وحماسهم واهتمامهم بالسلطة ووعيهم القوى في مجال حماية البيئة واهتمامهم بالأنظمة  والتعايش مع الغير ومعرفتهم الواسعة المدى، وخاصة قدرتهم الجيدة على التعلم والتلقي في عصر الكمبيوتر والإنترنت.الكل حاول أن

لقي الطفل الواحد عناية كاملة من أولياء الأمور منذ الطفولة كونه الطفل الوحيد في الأسرة، تلك العناية لا تعني الاهتمام بالتغذية التي يحتاجها نموه البدني السليم فحسب، بل سعي الوالدين لتعليمه  كل ما هو ممكن من المهارات، لذلك يظهر جيل الطفل الواحد رغبات أوسع ومهارات أكثر تعددا من الطفل غير الوحيد. المجتمع الصيني نفسه شهد تغيرات هائلة خلال ترعرع هذا الجيل من الطفل الواحد، فعلى مدى أكثر من عشرين عاما  أتاح  ازدهار الاقتصاد الصيني والتحرر الفكري وتقدم المجتمع الصيني، أتاح لهم ظروف حياة أكثر تفوقا منذ ولادتهم مقارنة مع أجدادهم وآبائهم، وكل هذا هيأ ظروفا جيدة لنموهم السليم.الكل حاول أن

نقاط الضعف

أبرز نقاط الضعف لدى الطفل الوحيد تتجلى في روح المسؤولية والاعتماد على الذات وهذا ما يثير القلق، وبالطبع فهم جيل مدلل، ولكن الذنب لا يرجع لهم فقط وإنما أيضا بسبب أسلوب التربية الذي لم يكن لهم خيار فيه. يقول سون يون شياو، إن جميع أولياء الأمور الصينيين يرددون على أولادهم نفس العبارة .. لا تفعل شيئا غير الدراسة، الدراسة فقط.الكل حاول أن

تقليديا يهتم أولياء الأمور الصينيون بدراسة أولادهم بسبب فقر الموارد التعليمية والتي لا تسد حاجة الجميع. النتيجة أن الجميع، أولياء الأمور والأبناء، يدخلون في منافسة من أجل الحصول على مقعد في الجامعة وهذا يؤدي إلى الاهتمام بالتعليم وإهمال التربية الأخلاقية.الكل حاول أن

في عام 1999 أجريت دراسة ميدانية حول الصبية الصينيين انتهت إلى أن سُلم أولويات عناية أولياء الأمور بأولادهم  يبدأ بالدراسة ثم تأتي الصحة والفكر والأخلاق، وهذا من سمات التربية الصينية، وله علاقة مع المستوى التربوي لأولياء الأمور، وتظهر مشكلة الطفل الواحد في ظل هذه الظروف وأسلوب التربية هذا. هناك ملاحظة نبه إليها علماء الاجتماع وهي أن  معظم  آباء هذا الجيل من الأطفال الوحيدين هم من شباب الثورة الثقافية  التي كانت كارثة تاريخية، وبسببها اضطر هذا الجيل من الشباب المتعطش للعلم والمعرفة في ذلك الوقت إلى مغادرة مدارسهم وجامعاتهم والذهاب إلى الريف، وهذا أوجد لديهم حسرة مستمرة معهم وجعلهم يهتمون بالعلم والمعرفة بصورة خاصة، ولا بد أنهم يعلقون آمالهم على أولادهم.الكل حاول أن

ولكن أيضا بدأ التفكير في ماهية وأهمية التربية، هل هي العلم والمعرفة، أم التربية على السلوك القويم والآداب الاجتماعية؟ عدد كبير من المتخصصين وأولياء الأمور يرون أن التربية السليمة هي الأكثر أهمية.الكل حاول أن

 المشكلة وحلولها

تهتم الأسرة والمجتمع والحكومة بنقاط الضعف لدى جيل الطفل الواحد وتبحث عن طرائق حلها بصورة إيجابية. في عام 1995 أسست ثلاث بنات من ثلاث أسر مختلفة في مدينة بكين مع أولياء أمورهن أسرة شينغشينغخه السعيدة، ووعي أولياء أمورهن أن الشجاعة والإقدام وروح الاعتماد على الذات ووعي التعاون والتقيد بأنظمة الانضباط عند الأولاد الوحيدين تنشأ داخل الجماعة، لذلك أسست هذه الأسر الثلاث أسرة كبيرة لبناتهم، وأخذنهن لزيارة المتاحف وحديقة النباتات وتعلم الزراعة في الريف الخ لتربية قدرتهن على الخلق والتخيل في الطبيعة والمجتمع، وخلقت أسرة شينغشينغخه السعيدة ظروفا صالحة للنمو البدني والعقلي السليم؛ الانفتاح وليس العزلة والجماعة وليس الفرد. ونالت هذه الأسرة اهتمام المجتمع، واشترك كثير من أسر الطفل الواحد في نشاطات أسرة شينغشينغخه السعيدة.الكل حاول أن

يهتم المركز الصيني لبحوث الشباب والصبية  ببحوث التنمية الصحية السليمة للشباب والصبية الصينيين وقد أولى اهتماما خاصا بأسرة شينغشينغخه السعيدة، واعتبرها تجربة تحقق السعادة في التنشئة وطورها إلى نمط الأسرة الفلاحية السعيدة وأسرة المعسكر السعيدة. نشاطات أسرة شينغشينغخه السعيدة تفيد في تعليم الطفل الوحيد  بعض الموضوعات الضرورية لتربية المزايا مثل التواصل مع الآخرين والمسؤولية والاعتماد على الذات وغير ذلك من سلوكيات التعامل مع الطبيعة والمشاعر الإنسانية. في ديسمبر عام 2002 عممت لجنة العمل الوطنية لطلائع الصينيين هذا الطراز من أسرة شينغشينغخه السعيدة رسميا.الكل حاول أن

في عام 1999 تغير النظام التعليمي من تعليم لأجل الامتحان إلى تربية وتعليم من أجل تنمية المواهب والقدرات، في خطوة وضعت التعليم الصيني على طريق المعقولية والنضج، وفي نفس العام أصدرت الحكومة الصينية قرار ا بتعميق الإصلاح التعليمي وتعميم التعليم من أجل تنمية المواهب والقدرات بصورة شاملة، وطالب القرار المدارس بأن لا تركز على التربية العلمية الثقافية فحسب بل تهتم أيضا بالتربية الأخلاقية والبدنية والفنية وإعداد مهارات العمل والممارسة الاجتماعية من اجل التنمية الشاملة والنشأة السليمة للطفل، وقد رحب المجتمع بهذه الخطوة التي خففت العبء المدرسي عن كاهل الصغار، خاصة الضغط النفسي استعدادا للامتحان.الكل حاول أن

الأسلوب التربوي التعليمي الجديد أوجد أجواء جديدة للتنشئة السليمة وظهرت منظمات النشاطات خارج المدرسة  في أنحاء الصين مثل فرقة العطلات الصغيرة وحراس البيئة والصبية المتطوعين الخ، وساعد الشباب والصبية الآخرين وقاموا بالتجربة في الحياة وتعلموا معارف لا يستطيعون الحصول عليها داخل غرف الدراسة وامتلكوا روح الإبداع والقدرة على الممارسة. الكل حاول أن

الخبرات الأجنبية

تطبيق سياسة طفل واحد لكل أسرة والسمات التي ظهرت مع الجيل الأول لهذه السياسة  دفعت المتخصصين في التربية إلى التفكير في أسلوب التربية الصيني التقليدي، والنظر في الخبرات التربوية الأجنبية. وخلال أكثر من عشرين عاما، من عمر هذا الجيل، مارسوا المفهوم والأسلوب التربوي الذي يجمع بين العناصر الصينية والأجنبية ممارسة كاملة، وخاصة في المدن الصينية.الكل حاول أن

يقول البروفيسور تشن هوي ليوي، الأستاذ بمعهد البحوث النفسية في جامعة بكين للمعلمين إن الاعتماد على الجهود الذاتية يشمل الاعتناء بالنفس في الحياة والإدارة الذاتية وحل الصعوبات عن طريق التفكير الذاتي وشحذ التطلعات السامية والأهداف العظيمة في الطفولة الخ، وهذا يؤثر تأثيرا طويل المدى على الأطفال من حيث الكفاءة لمهمة الدراسة وإنجازها في الفترة الابتدائية ومن حيث التطور في فترة المراهقة والشباب. الكل حاول أن

الصيني يعتبر طفله جزءا منه، من لحمه ودمه، ويبلغ الاهتمام بالابن من جانب الوالدين إلى درجة تجريد الطفل من حق التصرف الذاتي والاختيار والشخصية المستقلة. في الدول المتقدمة يعامل أولياء الأمور أولادهم معاملة ديمقراطية ومتساوية، ويرون أن تربية القدرة على الاعتماد على الذات في فترة الطفولة أمرا ضروريا يفيد منه الطفل في مستقبله، ولكن أولياء الأمور الصينيين الذين يهتمون بذكاء أولادهم بصورة خاصة يهملون هذه الناحية، ويطلبون من الطفل أن يتعلم الشعر الصيني القديم واللغة الإنجليزية واللغة الصينية الخ فقط. لا يهتم أولياء الأمور الأجانب بالعلامات المدرسية لأولادهم فقط، بل بالنمو البدني الشامل لهم أيضا، ويرون أن الحركات وارتداء الملابس وربط الحذاء والرسم والقيام بالعمل اليدوي والتكلم والاتصالات الخ يمكنها أن تجعل الأطفال أكثر ذكاء من الناحية النفسية، ولكن أولياء الأمور الصينيين لا يعرفون كيفية تطوير أولادهم نفسيا.الكل حاول أن

لا يوجد فرق كبير في مستوى الذكاء بين الطفل الوحيد والطفل غير الوحيد، ولكن الثاني أفضل في المجالات الاجتماعية مثل التعاون ومساعدة الآخرين والإدارة الذاتية الخ، وهي أمور هامة بالنسبة للفرد لأنها تحدد قدرته على التكيف  مع المجتمع، والقدرة على أن يكون له مكان ودور في المجتمع، ويرى المتخصصون الأجانب في هذا المجال أنها ستساعدهم على تحقيق النجاح في المستقبل أكثر من الذكاء.

البروفيسور تشن هوي ليوي بدأ في عام 2000 البحث في موضوع المجالات الاجتماعية للطفل وأخذ يعمم نشاطات إعداد قدرة الأطفال في المجالات الاجتماعية في بعض رياض الأطفال. هذه النشاطات تستند إلى المعلومات الأجنبية المتعلقة بها رئيسيا، مع تعديلها حسب الظروف الصينية وتهدف إلى تعليم الطفل كيف يتعاون ويلعب مع الآخرين.الكل حاول أن

مع انخراط الجيل الأول من الطفل الواحد في المجتمع يهتم بهم الناس وبدأ أولياء أمورهم يكتشفون عيوب أسلوب تربيتهم لأولادهم. يجب على مزيد من أولياء الأمور أن يتعلموا كيف يكونون آباء وأمهات محترفين" لتربية الجيل القادم بصورة افضل منذ البداية. لا ريب أن الجيل الأول من الطفل الواحد يلعب دورا هاما في  دفع نضج أولياء الأمور الصينيين وتقدم أسلوب التربية في الصين. الكل حاول أن

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

مجتمع يتغير

الطفل الواحد كبر كشمير من تشنبيوالتراث الثقافي غيربي

بلوفرات كشمير من تشنبي شمير من تشنب

مصلحة بكين للسكة الحديد تطير فوق القضبان(الحلقة الأولي) شمير من تشنب

أصداء قوية للاقتصاد الإقليمي شمير من تشنب بلوفرات كشم

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.