محتويات العدد 6 يونيو (حزيران) 2003  
أب وابن
 خه لي وي

مع اقتراب ابني من إنهاء الدراسة في المرحلة الثانوية، صحبته   إلى مدينة شانغهاي للاشتراك في دورة تدريبية في التخصصات الفنية السينمائية تقيمها جامعة تونغجي بالمدينة الساحلية. ابني يهوى كتابة السيناريو والإخراج  الإذاعي ويرغب الدراسة في هذه الجامعة. كانت هذه أول مرة أسافر هذا السفر الطويل مع ابني البالغ من العمر ثمانية عشر عاما.ابني البالغ

في القطار أدركت أن ابني كبر حقا.. بعد أن ننتهي من وجباتنا يرفع الأطباق ويبحث عن سلة المهملات في نهاية العربة. أعد لنا الشاي ونصحني بعم القراءة في القطار المتحرك لأن ذلك يؤثر على النظر. وفي سرعة لافتة تعرف على الجالسين معنا في المقاعد المجاورة ودخل في حوار معهم وكانت له آراؤه الخاصة في بعض الموضوعات، ونال إعجاب من حوله.ابني البالغ

 في اليوم الأول بعد تسجيل اسمه في الدورة، لم تكن هناك محاضرات فكانت فرصة لنتجول معا في منطقة وايتان ثم إلى شارع فوتشو. اشترى ابني بعض الكتب منها التاريخ الموجز للأرصاد الجوية ورسائل الرسام فان جوخ ورواية أجنبية مترجمة حديثا. سعدت بهذا الجديد والكثير والمتنوع في هذا العالم الذي بدا لي أن ابني يريد أن يضمه كله إلى قلبه. جلسنا معا في ميدان رنمين (الشعب) نشاهد الحمام ونحتسي المشروبات ثم ذهبنا إلى الجانب الآخر من الشارع الآخر لنشاهد معرضا للوحات الفنية، التي وقف ابني أمامها مندهشا معجبا بخيال الفنان وشجاعة وحرية الموهوبين. تذكرت زوجتي بعد أن عادت من اجتماع لأولياء الأمور في مدرسة ابني، وما قالته له عن زميل له.. ممتاز في الدراسة وأهمية أن يتعلم منه. ابني قال، مستخفا، وما قيمة ذلك، إنه شاهد فيلما واحدا خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية!ابني البالغ

أثناء الدورة التدريبية كنت عندما يذهب هو إلى محاضراته أجلس في أحد مقاهي الإنترنت أو أبقى في الفندق إلى أن يعود في المساء نتجه إلى مطعم نتناول عشاءنا. أطباق شانغهاي خالية من الفلفل، وابني كان إذا خلا طبق من الفلفل في بيتنا يتذمر، غير أنه هنا رايته هادئا وديعا يأكل ما يُقدم له. قال إنه صادق عددا من الزملاء في الدورة التدريبية، وبينهم موضوعات مشتركة في الحديث، وأعرب عن إعجابه  بطلاب شانغهاي لاتساع أفقهم وأسلوبهم المرن في الدراسة. ابني البالغ

قبيل الامتحان لم أر ابني متوترا. كنا نتمشى معا في الشوارع، والسماء تمطر مطرا خفيفا يضفي نوعا من الغموض على الأضواء، أكسب المكان أجواء شاعرية، فقال ابني إنه يحب هذه المدينة، ولا يشعر بغربة فيها. أنه مثل قطعة من السكر ذابت في فنجان قهوة تماما. ابني البالغ

في طريق عودتنا من شانغهاي بعث صديقه برسالة قصيرة إليه على الهاتف المحمول. قال له، شاءت أقدارنا أن نلتقي في شانغهاي  هذه المرة، وسوف نلتقي  في شانغهاي مرة أخرى. تأثر ابني برسالة الصديق وازداد إصرارا على الالتحاق بالجامعة في شانغهاي، حيث ينتظره صديقه.ابني البالغ

انطلق القطار في الظلام إلى غد جديد. شعرت بالأرق، فابني  سيطير وحده إلى سحاب الحياة..ابني البالغ

جلست بجانب سرير ابني في القطار وأخذت يده أمسدها. خارج نافذة القطار ظلام تكسره الأضواء بين حين وآخر. شعرت برغبة في ادخار بعض التفاصيل لاستذكرها في الأيام الطويلة القادمة.بني البالبني البالابني البالغ

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.